السبت 02 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

أحمد فضل شبلول يكشف تجربته في كتابة رواية «الكتالوج» بمعاونة الذكاء الاصطناعى 

أحمد فضل شبلول
أحمد فضل شبلول

- «أدوات الـAI» لا تملك صناعة الخيال وتفتقد روح ووجدان الإنسان

- العمل الجديد عن محمود سعيد ويعيده للحياة بعد 60 عامًا من الرحيل

- الذكاء الاصطناعى قال لى: لا ترد على «حرف» سوى بعد 3 أيام!

بمعاونة الذكاء الاصطناعى، انتهى الكاتب والشاعر أحمد فضل شبلول من كتابة روايته التجريبية «الكتالوج»، التى تدور حول الفنان التشكيلى الكبير محمود سعيد، الذى سبق أن أصدر روايتين عنه وعن أعماله، هما: «اللون العاشق» ٢٠١٩، و«الليلة الأخيرة فى حياة محمود سعيد» ٢٠٢٠.

وقال «شبلول» إن الرواية الجديدة عن عالم الكتالوج المسبِّب  «raisonné Cataloguc» لأعمال الفنان التشكيلى الرائد محمود سعيد، الذى جاء فى ٩٠٠ صفحة على جزأين، من تحرير الناقدة الفرنسية فاليرى ديدييه هيس، والدكتور حسام رشوان. وأضاف الكاتب والشاعر: «ولما كان الكتالوج باللغة الإنجليزية، إلى جانب القليل من الفرنسية، ويحتوى على الكثير من المصطلحات الفنية الخاصة بالرسم والألوان والخطوط والظلال والحجم والمساحات، وكذلك الكثير من الدراسات والمقالات النقدية التشكيلية حول أعمال محمود سعيد، فقد ساعدتنى بعض أدوات الذكاء الاصطناعى فى ترجمته إلى اللغة العربية».

وواصل: «عندما انتهيت من قراءة الترجمة، عاد لى الشغف لكتابة شىء جديد عن محمود سعيد، من خلال ما جاء فى الكتالوج، مع إضفاء بعض عناصر الخيال، خاصة فيما يتعلق بلوحاته ذات الطابع الروحانى، مثل الدراويش والذكر والزار والشادر وقبور باكوس وقارئ القرآن وغيرها».

وأكمل: «كنت أعرض ما أكتبه وما أستفيد منه بخصوص الترجمة على أدوات وبرامج أخرى من أدوات الذكاء الاصطناعى، فتقترح على جملًا وعبارات لا تكون دقيقة من الناحية اللغوية، خاصة فى مسألة الضمائر والعبارات البلاغية والإيحائية، فأعيد صياغتها بما يتماشى مع ذائقتى والعالم الذى أعرفه عن محمود سعيد وأعماله الفنية».

وتابع: «بناءً على ذلك، تكون هذه الرواية التجريبية جاءت بمعاونة الذكاء الاصطناعى، وليست بكتابة الذكاء الاصطناعى، وإلا لن يصبح لى فيها فضل من الكتابة أو الخيال، فأدوات الذكاء الاصطناعى وبرامجه لا تملك صناعة الخيال حتى الآن، لأنها تفتقد الروح والوجدان الذى يمتلكه الإنسان»، مشددًا على أنه «لا بد أن نتفق على أن الذكاء الاصطناعى لا يكتب، وإنما يقترح كتابة، والكاتب عليه أن يختار أو يرفض ما يقترحه».

وقال «شبلول»: «هذا الأساس الذى انطلقتُ منه فى الرواية. لكن أدوات الذكاء الاصطناعى ساهمت فى تطوير بعض الرؤى والأفكار والمقارنات بين اللوحات، وكأنها ناقد فنى، بعد تغذيتها بالعديد من المصادر، ووضع روايتىّ (اللون العاشق) و(الليلة الأخيرة فى حياة محمود سعيد) بين يديه. هنا أحسست أن الذكاء الاصطناعى ذكى فعلًا، واستطاع أن يدمج بعض الفقرات والعبارات، ويقترح رؤى جديدة لم أفطن إليها».

وأضاف أنه على سبيل المثال، عن طريق التأمل فى لوحة «الدراويش» التى تعتمد على رقصة «المولوية» أو «التنورة»، دمج فصولًا صوفية من كتابات لجلال الدين الرومى، فكان الاقتراح الذى جاءه من الذكاء الاصطناعى عن ذلك رائعًا، فأضافه فى بعض فصول «الكتالوج».

وحسب ما قاله لـ«حرف»، اقترح «شبلول» على الذكاء الاصطناعى بعض العبارات التى كتبها محمود سعيد، أو قالها فى بعض حواراته، ليفتتح بها الرواية التجريبية، فكتب له: «ما أبحثُ عنه هو الإشراق وليس الضوء.. اكتسبتُ الإلهام من الشرق والغرب لصياغة رؤيتى الفنية.. لمسة واحدة من اللون تكفى لتغيير أجواء اللوحة بأكملها.. إننى جعلتُ الفن سببًا لحياتى، فهل أبيع حياتى بعد مماتى؟».

وأضاف «شبلول»: «وجدتها عبارات جميلة ومعبرة بالفعل عن أجواء الرواية، فوضعتها فى المقدمة قبل الفصل الأول، الذى اقترح الذكاء الاصطناعى أن يكون عنوانه (شكرًا يا أهل الكتالوج)، رغم أن البداية كانت غاضبة من الكتالوج المسبّب بعض الشىء».

ونبه إلى أن الرواية كلها جاءت بضمير المتكلم، وهو محمود سعيد نفسه، الذى اطلع على هذا «الكتالوج»، الذى يعد الأول من نوعه لفنان تشكيلى عربى أو لفنان فى الشرق الأوسط بصفة عامة، فقال رأيه من خلال السارد بمعاونة الذكاء الاصطناعى، الذى أعاد الرسام إلى الحياة مرة أخرى، بعد ٦٠ عامًا من رحيله، ليشاهد ويرسم ويسافر ويحلم ويعيش مع بناته، سواء كانوا بنات بحرى أو قبلى، ويعيش حياة ثانية مع ابنته «نادية»، وزوجته «سميحة هانم رياض».

وأتم بقوله: «على الرغم من إعلانى الانتهاء من هذا العمل التجريبى، لا زلت أعيش معه، وأجرب أشياء أخرى قد تسهم فى إعادة النظر فى بعض الفصول، حتى أرضى ويرضى عنها الذكاء الاصطناعى».

تبقى الإشارة إلى أنه عندما تواصلت «حرف» مع «شبلول» للكشف عن تفاصيل هذه التجربة، أجابنا بأن «الذكاء الاصطناعى طلب منه ألا يتواصل معنا إلا بعد ٣ أيام»، وأن نكون أول من يتحدث معهم عن الرواية.