فى قلب القاهرة، كلُّ نفسٍ يبدو كأنّه استنشاقٌ وانفِجارٌ فى آنٍ واحد. الصفير، آلة التنبيه، الموسيقى الصاخبة، مكبرات الصوت المنتشرة فى الباصات والميكروباصات، والتكاتك، يُشكلون ما يشبه «آلة تنبيه» لا تنطفئ— كجهاز إنذار دائم فى شرايين المدينة.
بدأنا من السائد والسيار من الدعوات الدالة فى معناها على رد الظلم، أو تفويض الأمر لمستجيب الدعاء، سبحانه وتعالى، «اللى يقول عليا كلمة تقعد له» أو «تقعد له فى عياله» أو «تقعد له فى عينه وعافيته»، وهى دعوة يمكن ورودها فى رد الشر، وفى رد الكلمة الطيبة بمثلها كذلك، حالة مسالمة قد يكون الدافع لها إحساس قائلها بالظلم، مستكينة ليس بها تمنى الشر لذاته أو رغبة فى أذية أحد بلا جريرة.
- قامت الفكرة الأساسية للرواية على أساس علم الجبر أن س لا تساوى أبدًا س زائد واحد - أغلب فلاسفة العالم والمفكرين قد توصلوا إلى أفكارهم الأساسية فى عمر التاسعة عشرة وضعت لفافة من الورق تحت إبطى وسرت نحو محلات الترزية فى شارع الميدان بالإسكندرية، المكان ضيق والمحلات مفتوحة ويمكن لأصحابها أن يروا اللفافة
ظلت مصر ومنذ زمن سعيها إلى إقامة دولة حديثة، زمن محمد على الكبير، تتعامل مع ملف التعليم باعتباره الملف الأهم فى الحداثة والتحديث، وذلك فى القرن التاسع عشر.
آن الأوان أن تعيد الدولة ووزارة الثقافة النظر فى طريقة ترشيح المبدعين لجوائز الدولة التى حق لكل المبدعين طالما أثروا مجتمعهم بإبداعهم وفنونهم.
يحتاج المجتمع إلى المثقف كما يحتاج إلى المبدع، وإلى العقل النقدى كما يحتاج إلى الخيال الجمالى، وحين ندرك الحدود الفاصلة بين الدورين، يصبح المشهد الثقافى أكثر وضوحًا واتزانًا، وأكثر قدرة على قراءة ذاته فى مرآة الفن والفكر معًا، دون أن يطغى أحدهما على الآخر، ودون أن يُحمَّل أىّ من الوظيفتين ما لا يدخل فى طبيعتها.
الطامة الكبرى فى حياتى أننى لم أذهب أبدًا بواحد من مؤلفاتى لواحد من النقاد كى يكتب عنه وباستثناء مرة أو مرتين فإننى لم أتقدم لأى جهة لاقتراح وعمل ندواتى لمناقشة أحد مؤلفاتى، وقد ساعدتنى تجربتى لأرى الكثيرين من المؤلفين الذين نشرت لهم فى روايات الهلال يقدمون أعمالهم مجانًا إلى الجميع للتعريف بأنفسهم، كُتّاب كبار بدأوا معى وكانت لهم أساليبهم التى تختلف عن طريقتى.
زى الأفلام بـ الظبط، الخواجة كارتر بـ يدور على الآثار وإحنا ما بين العقد التانى وأوائل التالت من القرن العشرين. البحث عايز تمويل، والتمويل بـ يقدمه خواجة تانى هو اللورد كارنارفون، وبعد خمس سنين، اللورد بـ يقرر وقف التمويل لـ إنهم مالقوش حاجة عليها القيمة. الباحث بـ يترجاه فرصة أخيرة، وقبل ما التمويل يتسحب بـ ثوانى تحصل المفاجأة.
عُدت إلى الإسكندرية عام 1977 خائب الرجاء بعد أول عامين عشتهما فى القاهرة أمتلئ بالأحلام، والطموح اللا نهائى، لقد تم تعيينى وأنا فى الجيش فى الشعبة القومية ليونسكو بالدقى. لقد عشت فى القاهرة عامين بعد أن عملت فى هذا المكان المغرى وحلمت أن أكون كاتبًا متحققًا فى العاصمة، ولكن أمى التى ماتت فى أكتوبر 1976،
رحل الشاعر أحمد عنتر «١٩٤٤ نوفمبر ٢٠٢٥» بعد أن جايل أبناء جيله وأبناء جيلين سابقين من الشعراء، وذلك منذ أواخر سبعينيات القرن الماضى، ونشر فى مجلات ذلك العهد الزاهر بمصر والعالم العربى، وحصيلة ذلك إصداره دواوين عديدة.
حضرتك عارف إنى مواليد السبعينيات، لـ ذلك وأنا طفل كنت بـ أشوف كتير فى التليفزيون أغنية «بـ السلام إحنا بدينا» لـ أم كلثوم، بـ أقول «بـ أشوف» مش «بـ أسمع» لـ إن الغنوة وقتها كانت بـ تتذاع مصحوبة بـ صور ومقاطع فيديو لـ السادات خاصة بـ السلام مع إسرائيل: زيارة القدس، كامب ديفيد، إلخ إلخ.
مبارك لـ«حرف الثقافية»، وللقائمين عليها، وللقرّاء الذين وجدوا فيها رفيقًا صادقًا، وصوتًا ثقافيًا متينًا. وإلى مائة عدد أخرى… وأكثر، تبقى الكلمة، والزهرة، والفكر، في قلب هذا المشروع المتجدّد.
تخيل يا مواطن إنه سنة ١٩١٧، مصر كان عندها حياة صحفية حافلة، عشرات من الجرايد والمجلات بـ تتطبع والمكن بـ يدور والحبر يسيل ومئات الآلاف من القراء «على قلة سكان مصر وقتها» بـ يتابعوا كتابهم المفضلين وصحفهم اللى بـ تعبر عنهم.
ذات مساء، جلست أكتب دون فكرة أو تصور مسبق، وفجأة كانت هذه الصورة أمام عينىّ، وعلى الورقة البيضاء خطّ قلمى: «ما زلت أترقب وصولها، وأستمهل الموت الذى يرفرف بجناحيه خارج نافذتى، أرهف سمعى لخطواتها، أتشمم رائحتها، وعيناى محدقتان نحو الباب، ومع كل طرفة أختلس النظر إليه.
فى كل مرة نطلّ فيها على المشهد الأدبى المصرى نجد أنفسنا أمام مرآة متعددة الوجوه؛ مرآة تستحضر تاريخًا طويلًا من الريادة والابتكار، وفى الوقت نفسه تكشف عن ملامح واقع ملبّد بالتحديات، تتنازعه تحولات المجتمع والثقافة والتكنولوجيا. فمنذ بدايات القرن العشرين لم يكن الأدب المصرى مجرد خطاب جمالى أو ترف لغوى، بل ظلّ الصوت الموازى لتطورات الوعى الوطنى والقومى والإنسانى مرآة لتحولات السياسة والاجتماع.
أيًا كان الأمر فقد ظلت القصة القصيرة على مدار حياتها المصرية تعبيرًا مهمًا عن حركة الأفراد داخل مجتمعهم، عن أزماتهم وصراعاتهم ورؤاهم للعالم والحياة واللغة، وظلت تعبيرًا دقيقًا عن تطورات نوعية فى الرؤى الأدبية المصرية.
يبدو مستقبل النشر فى مصر واعدًا، قائمًا على التجدد والتنوع والتكامل بين الإنسان والتقنية، وممتدًا فى تأثيره كما كان دائمًا: صناعة تفكر وتبتكر وتبنى الوعى.
هناك بدايتان بارزتان للترجمة إلى العربية، الأولى بلغت ذروتها فى العصـر العباسى، وبدأت الثانية فى القرن التاسع عشـر، مع محمد على، وأظن أن البدايتين منفصلتان، تفصل بينهما قرون من التدهور. ولا مجال هنا للحديث عن الأولى.
الاستخدام الرشيد والمسئول بصورة أخلاقية ومنضبطة هو الحل الوحيد، وهو ما سيحتاج إلى تشريعات منظمة ووعى من المستخدمين، للوصول إلى صيغة مثلى لاستخدام الذكاء الاصطناعى كمساعد وليس كبديل.
يبقى السؤال: هل ما زال الفن قادرًا على التعبير عن روح المجتمعات والمساهمة فى بناء الحضارة وتشكيل الجملة الثقافية؟
بعد مرور ما يقارب القرن على هذا النداء، يفرض التساؤل نفسه: هل حققت مصر رؤية طه حسين؟ وما الذى يجب أن نكرره اليوم؟
إن ثمة دورًا مسئولًا وتاريخيًا يجب على النقد أن يمارسه الآن، بوصفه عطاءً من عطاءات الواقع الرحبة، وخطابًا علميًا، معرفيًا، جماليًا يمثل رؤية للعالم، والنص، والواقع، والأشياء.
من هُنا فإننى أظن، وظنونى تحمل الصواب والخطأ، أن هناك كُتبًا عديدة محفزة، ومبشرة لتأسيس الثقافة فى بلادنا. وإن كان لى أن أختار بعضها كترشيحات تأسيسية للقراءة فى بلادنا، فإنه يجب التأكيد أن هذه الترشيحات لا تعدو كونها اختيارى الشخصى المستند إلى اهتماماتى وقناعاتى الذاتية.
بدأت رحلتى مع الصحافة عام ٢٠٠٢، وقتها كان المشهد الصحفى يفتقر للتنوع والكثرة فى الإصدارات، ورغم ذلك كان للصحيفة الورقية
كان ذلك المدّ المتطرف يهدد بعض الحريات النسبية التى حصلت عليها المرأة عبر تاريخ طويل، بدأت كتابات لسلوى بكر فى مجموعتها الأولى «حكاية بسيطة»، لكى تصرخ بصوت مرتفع فى وجه ذلك الوحش القادم.
كلمات أغنيتنا اللى كتبها محمد العجمى «كان شاب تحت العشرين لسه» بـ تقول: «تعيشى يا بلدى يا بلدى تعيشى- تعيشى يا بلدى وزرعك أخضر ومندى- تعيشى يا بلدى وعلمك مرفوع على يدى».
حالة مختلفة وعجيبة ومدهشة هى التى وضعنا فيها افتتاح المتحف المصرى الكبير، فمنذ افتتاحه وتلك الهالة حوله لم تبهت، لا يزال الجميع يتحدث عنه بكل الفخر والاعتزاز، ولا يزال أثر افتتاحه حيًا، ليس للمصريين وحدهم، وإنما عبر قطاعات عريضة من شعوب العالم أجمع.
إن طبيعة الحياة فى المدن الكبرى وما بها من صعوبات جعلت العديد من الناس يحجمون عن هذه التجمعات والصالونات لأسباب تخرج عن إرادتهم عادةً، ولكن ظهورها بقوة مرة أخرى يدل على أهميتها، وأنها جاءت لتلبى ضرورة ثقافية مفتقدة.
فى مجموعة «المنزل» ثمة طبقات ثلاث من المعنى، والتأويل، تنبئ عن كاتب حقيقى قادر على استيلاد الدلالة من رحم التفاصيل الصغيرة، وسردية المكان، ومراقبة العالم، وتأمل الواقع، والأشياء.
لم يكن الكاتب الروائى السكندرى الكبير مصطفى نصر متهافتًا على المكاسب غير المشروعة للكاتب، والتى كان يتكالب عليها وما زال كثيرون، كانت كرامة الأديب بالنسبة له هى السمة الأسمى وعلامة الجودة لأى كاتب حقيقى، وهو لم يعرف طريقة الاستجداء، لكنه تعامل مع صفحة الـ«فيسبوك» التى كان يديرها بمفرده كمنبر أراد أن يقول فيه كل شىء، وعندما راجعه أحد الأصدقاء وناشده لكى يكف عن ذلك الوضوح الذى تنضح به كتاباته المفعم
هيكل له كتابين عن حرب السويس، هم «قصة السويس» و«ملفات السويس». بـ نفس الطريقة كان له كتابين حرب أكتوبر. المشهور منهم هو «السلاح والسياسة»، إنما قبله بـ١٨ سنة كتب «الطريق إلى رمضان». ليه كاتب يصدر عملين لـ نفس الموضوع؟ فيه أسباب كتير، منها إنه العمل التانى «اللاحق» كان فى إطار مشروع كبير لـ تسجيل رؤية
من أهم الإثباتات عندى على إنه «أهم من الشغل ظبط الشغل» هو كتابات محمد جلال كشك. مش هـ أتعرض هنا لـ سيرة ومسيرة الراجل، وتحولاته السياسية والفكرية، مش دا موضوعى (وإن كان يستحق) بس هـ أركز على النقطة اللى تهمنى واللى ذكرتها فوق، من خلال كتابين «كلمتى للمغفلين» و«ثورة يوليو الأمريكية».
حتى عام ١٩٦٧ وما حدث فيه من صدمة مروعة لكل المصريين، كانت هناك رحلة إلزامية مكررة على طلاب الثانوية العامة بالمدارس الحكومية، وكأنها جزء لا يتجزأ من البرنامج الدراسى، وهى رحلة إلى مدينتى الأقصر وأسوان بصعيد مصر.
تبرز القراءة أنّ تصوير فرعون فى القرآن لا يتعارض مع جوهر الفلسفة المصرية القائمة على العدالة والحق، بل يعارضها، إذ يعبّر النص عن مقاومة للانحراف عن منظومة «ماعت» التى شكّلت جوهر الضمير المصرى. ومن خلال تحليل القصص والأساطير المصرية، ولا سيما «الفلاح الفصيح» ومحاكمة أوزير، يبيّن المقال كيف أن العدالة كانت مبدأً مؤسِّسًا للحكم المصرى، على نقيض النموذج الطغيانى الذى جسّده فرعون موسى فى السرد الدينى.
هذه الموجة الحالية من محاولة استعداء المصريين ضد حضارة أسلافهم من منطلق دينى كاذب ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لكن اشتدادها هذه المرة وزعيق ناعقيها وهياجهم لا يعنى سوى يقينهم بفشل كل ما سبقها من موجات، وبضياع كل ما توهموه من نجاحٍ فى إبعاد المصريين المعاصرين عن هؤلاء الأسلاف وإرثهم.
إنهم يستكثرون على السادات أن ينتصر ويحرر الأرض، بينما زعيم القرن لم يحقق ذلك، ولو حققه لكان عظيمًا، أما أن يتحقق النصر والتحرير على يد غيره فهو مذموم مكروه، كل ذلك لا يهم، لأن الحقيقة الناصعة وضوح شمس منتصف نهار شهر أغسطس، أن السادات هو بطل الحرب والسلام.