الإثنين 12 مايو 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

عزت الطيري يكتب: قصائد رجل يتعافى من البروستاتا

حرف

1

لا وقت له كى يحلم بامرأة 

حوراء فيكتب غزلًا فى الأهداب السود ويراودها عن حزن مكشوق يسكنه

لم يبق له غير مواعيد الحقنة

وحبوب الأعصاب

وكبسولات 

بيض سود

لتخفف آلامًا مبرحة

لا يعرف مصدرها

أو فى أى مكان فى الجسد المعتل الآخر والمجرور بكسرة خاطره

2

ورماد هش تنثره الريح

فتعمى عينى

فلا أبصر غير جراح تسكننى

وتقد خطاى من الخلف

فهذا الفاشل

قد كان لساعات جمرا يزهو بالحمرة

كعقيق فتان بين أصابع فاتنة

أو فى قلب قلادتها

ماذا أودى به ليتساوى بتراب

مرتاب لا أصل له

3

أسد فى قفص

يتمشى

فى حزن

يحلم بفرائس

ليبللها

بلعاب الحلم

يراودها

ويعانقها بمخالبه الصدئة

يسكنها فى بطن ضراعته

يحلم يحلم

حتى يقضم كف الحارس

يتسلى بأصابعها

وينام.

دواء

أحبك

أنت الدواء النهائىٌّ

لى

رغم ما قيل عن بعض

أعراضكِ الجانبية

قرار

 

قررت بأن أكتب نصًا

لا أذكر فيه اسمك

ومكان البيت الكائن

بجوار محطات الهاتف والبرق

وخلف المشفى الأقدم

من كل المرضى

وضحايا الحب العذرىِّ

أمام المكتبة المحصورة

بين المدرسة

وشارعك المبتل

بعطر الليل

وأعشاب العطارين

ولن أذكر أوصافك

وصفاتك

والشامة فوق الخد الأيسر

والقدمين البيضاوين كشمع 

حفوف بنعومته

كالبللور المشطوفِ

وبالخطوات القادرة على إيقاف البرق

وتحويل الريح

إلى جهة ما

لا تهواها السفن العابرة ببطء

فى بحر عيونك

لن أحكى عن سحر عيونٍ

قاتلة بالفطرةِ

دون خناجرَ

أو طلقات بنادقَ

هاربةٍ من نادى الصيد

وقوات الأمن

ولن.. لا..

وإلى آخر أدوات النفى

وكل حروف الجر إليك

كأعمى معصوب العينين

مخافة أن تحدث معجزة ويرى.