الأربعاء 25 يونيو 2025
المحرر العام
محمد الباز

عمر مكرم يكتب: الباب الكبير

حرف

أنا الباب الكبير

جسمى.. مش لحم ودم

مع إن ضلفتين صدرى

مفتوحين.. على قد الفرح مايساع

مفتوحين.. زى باب الجنة 

فى عيون ناسك وزاهد فى العبير 

مفتوحين.. زى ضحكة روح 

لفرد حمام كان محبوس وانطلق 

أنا.. مش لحم ودم 

أنا جذع شجرة كبير ياما طرح ضل 

سارحة جدورى 

وعافقة فى التراب الكريم

شارب.. من دموع الفرح 

لما الندى يبوس الفجر 

متوضى.. من بير الحنان البكر 

وبصلى فرضى وحيد 

واقف وحيد 

لا عمرى مرة حزنت

ولا الدموع هتفيد 

أنا.. مش لحم ودم 

أنا.. جذع شجرة كبير ياما طرح ضل 

قطعتنى إيد المحبة فى السنين الضحوكة 

قطعتنى إيد مبروكة.. وسوَّانى عرق الضمير 

عرق العافية الرحيمة 

سوَّانى شاب بيفرش ضحكته على صنعته 

وينحت للحنين كفين

بيفتحوا ضلفتين صدرى على الآخر 

ويحضنوا الملهوف 

أنا قلب كبير مفتوح 

وعتبتى.. حجرى المطلوق جناين 

شبر مرمر وشبر ربيع 

يساع من الحبايب ألف نخلة 

يسقطوا للناس ونس 

أنا.. بير الحنان البكر

وعلى كتفى.. سبحة أرابيسك 

عاشق فى نور معشوق

حبة بتنطق افتح وحبة تقول مفتوح

حبة بتنطق افتح.. وحبة تقول مفتوح 

بسر.. حبة شوق مدلوقين من فوق عيون محتاج 

بسر.. خبتطين من كفوف خضرا لصبية حلال 

مفتوح بسر.. «فأما من أعطى واتقى» 

من صوت أبيض لشيخ وعارف.. 

عارف إن مفتاحى الحديد 

غرقان فى بحر الأمان

من يجى ألف وخمسمية موجة 

وإن قبلتى معدولة على مدد «إنا فتحنا» 

أنا.. معنى مجرد 

وأوسع من هوى التأويل 

معنى وعاشق.. وروحى مية ورد

متبعترة بشويش على بوابة الحارة 

مهووس أمَلِّس على الأعتاب وألاغيها

بلاغيها وأغنى.. وصوتى بيتكتك

وغنوتى بتدفى قلب البرد 

عاشق بوسع خطايا 

وعشقى بلوتى الناعمة 

سكران بعشق العطايا 

ومحسوب فى الهوى أعمى

أنا مش لحم ودم

أنا باب.. وغاوى

يصبح عليا الفجر بالهنا

ويستفتح ويدعيلى 

يكون الوسع دنيتى

ويكون البراح دينى

وأرخى سلسبيل دمعتى 

وأسبل عيونى 

وأدعيله

يكون الضل عزوته 

ويكون الحنان قنديله

أنا مش لحم ودم 

أنا باب.. دخلنى ياما حزانى 

ودمعهم سايح.. من أول البسملة

والهم.. طارح على جبينهم شجر وارف 

بيسمَّعوا حزنهم ويجوِّدوا التسميع 

دخلوا.. كأنهم وجع مسنون 

وخرجوا بعد دقة قلب 

كما نهر الحليب فاير 

بيرتلوا فرحهم ويجوِّدوا الترتيل 

من أول التنزيل 

أنا.. باب خشب 

وكفين حديد فوق ضلوعى 

وكل خنصر بيذوقه خاتم 

بيدقوا على الهادى

بيدقوا على المكسوف 

زى ابتسامة الرضا 

وزى طعم السكوت 

وعضمى من دقهم 

هيمان مع التقاسيم

مدَّاح.. على مقام الصبا والسماح 

ولما ييجى كف حرير

يستأذن من ضلوعى

أشبكه بخاتم 

وأدخله من قلبى 

أنا مش باب خشب!

أنا معنى مجرد 

وأوسع من هوى التأول.