المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

هنرى ميللر.. كتابة قذرة تستحق القراءة

هنرى ميللر
هنرى ميللر

اعترف به أورويل ولكن باعتباره «أول كاتب إنجليزى يتمتع بالحد الأدنى من القيمة الأدبية»

هذه العبارة فى العنوان ليست من عندى، وإن كنت أجدها المدخل الأفضل للحديث عن الروائى والرسام الأمريكى الشهير هنرى ميللر، الكاتب الأكثر إثارة للجدل على مدار التاريخ القصير للرواية فى القارة الأمريكية، فهى ما قاله الشاعر والناقد الأمريكى إزرا باوند ردًا على سؤال حول رواية «مدار السرطان»: «كتاب قذر يستحق القراءة»، وهى روايته الأولى التى صدرت فى باريس عام 1934، فانفجرت فى وجه المجتمع الأدبى حول العالم، وقيل إنها «رواية سيئة السمعة لمحتواها الجنسى الصريح»، وطالتها اتهامات بالفحش، وصلت إلى ساحات المحاكم، بموجب قانون كان يمنع المواضيع الفنية ذات الأبعاد «البورنوجرافية»، واحتاج مؤلفها أكثر من ثلاثين عامًا حتى ينجح محاميه فى الحصول على حكم قضائى يسمح بتداولها، وطبعها داخل الولايات المتحدة بوصفها عملًا إبداعيًا، لكنها أيضًا الرواية التى كان لمحاكمتها دور فى اختبار قوانين الإباحية فى أمريكا أوائل الستينيات من القرن العشرين، التى انتظرت حتى 1964 ليصدر قرار عن المحكمة العليا الأمريكية باعتبارها «كتابًا غير فاحش».

هذا عن روايته الأولى، أما عن روايتيه الثانية والثالثة، «ربيع أسود» التى صدرت عام 1936، و«مدار الجدى» التى صدرت عام 1939، فقال الشاعر والروائى الشهير جان جينيه: «كم من النساء فى حياة هذا الصعلوك النيويوركى، ثم الباريسى؟!»، «إنه لا يتوقف عن التساؤل ماذا تريد المرأة؟، ويجيب: فى النساء سمة منحرفة، كلهن مازوخيات».. «إنه ثرثار كبير».

هذا ليس كتابًا.. هو إهانة طويلة وبصقة على وجه الفن

للحديث عن السمات الأسلوبية التى اتبعها هنرى ميللر فى كتاباته، أو اشتغل عليها، فأغلب الظن أنه لن يكون لدى أحد أكثر مما كتبه هو بنفسه فى الصفحة الأولى من روايته الأولى فى باريس.. يقول ميللر فى الصفحة الأولى من «مدار السرطان»: «لا أملك أى نقود، لا موارد، لا آمال، أنا أسعد إنسان على قيد الحياة.. قبل عام، قبل ستة أشهر، كنت أظن أننى فنان.. لم أعد أفكر فى هذا الأمر، فأنا فنان فعلًا. كل ما كان أدبًا سقط منى، ولا مزيد لكتب تُكتب، فشكرًا لله».. فما هذا إذن؟ هذا ليس كتابًا، هو تشهير، افتراء، تشويه سمعة، هذا ليس كتابًا، ليس بالمعنى العادى للكلمة.. لا، هو إهانة طويلة، بصقة على وجه الفن، رفسة على قفا الإنسان، والقدر، والزمن، والحب، والجمال».

هى كتابة صادمة، مثيرة للانتباه، عباراتها قصيرة، حادة ومحفزة، جارحة ومؤلمة إذا لزم الأمر، لا يتردد فى التعبير عن كرهه للحياة الأمريكية بكل تفاصيلها، وعدم رضاه عن الاتجاه العام فى الأدب والثقافة الأمريكية.. يقول فى «مدار الجدى»: «لقد جبت شوارع الكثير من بلدان العالم، لكننى لم أشعر فى أى منها بأنى منحط ومذل كما أشعر وأنا فى أمريكا»، ويقول: «أبصق على فاتحى العالم البيض، على البريطانيين المنحطين، والألمان برئوسهم الخنزيرية، والفرنسيين الواثقين من أنفسهم حتى الغرور»، أما فى كتابه «كابوس مكيف الهواء» الذى رفضته عشر دور نشر، فتحدث عن جولة فى الولايات المتحدة، وكتب عن كرهه لها: «لم أجد أبدًا حياة مملة ورتيبة كالتى هنا فى أمريكا».

وربما كان أسلوبه الأشد ميلًا لفضح النفس، وتعريتها بصورة كاملة، هو السبب فى نسبة فن «السيرة الذاتية» إليه، خصوصًا أن كتاباته فى مجملها كانت عبارة عن خليط من القصة، واليوميات، وتفاصيل السيرة الذاتية، إلى جانب النقد الاجتماعى، والنظرة الفلسفية العميقة، يكتبه بأسلوب يصف أدق تفاصيل الحياة كما كان يعرفها ويراها ويمارسها.. دون تجميل، أو زخرفة، وبلا حذف أو تشذيب، أو نتوءات جمالية زائدة.. هو فقط يترك نفسه على أكثر من راحتها، تعبر عن ذاتها فى شطحاتها، بنفس الوضوح الذى تعبر به عنها فى أفضل حالاتها، بغثها ونفيسها.. هو فقط يكتب كل ما يمر به من أحداث، ولو كانت مجرد مغامرات جنسية يغلب عليها الطابع «الإيروتيكى» الذى عرفه العالم به، وجعل منه المحرر الأول للأدب الأمريكى من «العفة» الأخلاقية، خصوصًا بعد ربحه قضية «مدار السرطان».

وربما كان ذلك هو السبب، أيضًا، فى صعوبة تعامل النقاد حول العالم مع كتابته، إذ قيل إنه يكتب «بطريقة يصعب تصنيفها كجنس أدبى، فهى ليست رواية، ولا سيرة ذاتية بالمعنى الكامل للكلمة، ولا حتى يوميات شخصية.. هى كتابات مستوحاة بشكل مباشر من حياته، ومن نظرته الخاصة للعالم».. ولعله من المناسب أن أذكر هنا أن جميع كتابات ميللر تقوم على سرد مغامراته أثناء مراهقته فى بروكلين بنيويورك، واستحضاره مختلف العلاقات التى عاشها، انطلاقًا من حبه الأول لأونا جيفور، مرورًا بتجربة الزواج الفاشلة الأولى فى حياته، من بياتريس سيلفيا ويكنز، التى تزوجها عام ١٩١٧؛ ورُزق منها بابنته باربرا، وطلقها فى ديسمبر ١٩٢٣، ومعلمة البيانو التى كانت تكبره بخمس عشرة سنة، وصولًا إلى الكاتبة الأمريكية المعروفة آناييس نين التى استمرت علاقته بها أكثر من عشرين سنة، كانت الرسائل خلالها سببًا لتواصل العلاقة، وتشكل الآن أحد أهم المراجع الأساسية لفهم سيرتهما الذاتية، وما عاشاه من قصة استثنائية فى تاريخ الأدب والفن الأمريكى الحديث، وليس انتهاء بزوجته الثانية جون مانسفيلد، التى ألهمته كثيرًا فى معظم أعماله، وكان دائمًا ما يذكرها باسم مونا، ويقال إنه كتب روايته «هذا العالم الوثنى» عام ١٩٢٧، أى قبل كل رواياته، لكنها لم تُنشر إلا بعد وفاته فى ١٩٨٠ باثنتى عشرة سنة، لأنه فى الأصل كتبها تحت اسم جون، إذ كانت تعمل راقصة صالات عندما تعرّف عليها ووقع فى حبها، فتزوجها بعد طلاقه من زوجته الأولى بياتريس سيلفيا ويكنز بأقل من عام، ويقال إن أحد معجبيها طلب منها أن تكتب له رواية مقابل المال، فكانت فى كل أسبوع تريه صفحات الرواية التى كتبها زوجها، متظاهرة بأنها هى من كتبتها، وأنه استوحى أحداث تلك الرواية من زواجه الأول، وحياته التى قضاها يعمل فى مكتب «ويسترن يونيون» فى مانهاتن، كما كتب رواية ثانية فى نفس الفترة، ولم تنشر أيضًا فى حياته، وهى رواية «ديك مجنون»، وتدور حول العلاقة بين زوجته جون وفنانة أمريكية اسمها ماريون، كانت تعيش معهما، وتطلق عليها زوجته اسم جان كرونسكى، وبعد عام من إقامتها معهما، تركتاه وسافرتا إلى باريس، ما أثار حفيظته، واشتبه فى أنهما فى علاقة غرامية مثلية، لكن جون عادت إليه بعد بضعة أشهر، فيما انتحرت كرونسكى بعدها بسنوات قليلة.

كائن لا يعرف الملل

يرى كثير من نقاد هنرى ميللر أنه عاش حياته مدفوعًا بحبين، أولهما حبه للحياة، يتساوى معه حبه الأكبر للنساء، وأنه عاش منطلقًا من اعتبار أن الهدف الرئيسى من الحياة، هو أن نعيشها، لا أن نحتقرها أو نتعالى عليها، ومنهم من ذهب إلى أن تلك الفلسفة فى النظر للحياة، كانت فى البداية دافعًا رئيسيًا لمجونه الأدبى، ولكنها شكلت فيما بعد سببًا للرفض المتبادل بينه وبين بلده، الولايات المتحدة الأمريكية، فلم يكن ميللر يرفض السياسة الأمريكية وحدها، بل يرفض مجتمعها كله، وبرفض ثقافته القائمة على الاستهلاك، كما يرفض ميكانيكية التعامل بين الناس، وهو المجتمع الذى كتب عنه فى «كابوس مكيف الهواء» ما نصه: «فى هذا العالم، الشاعر كائن بغيض، والمفكر أبله، والفنان هروبى، وصاحب الرؤى مجرم»، وتحدث عن نفسه باعتباره كائنًا لا يعرف الملل، يمكنه أن يكتب حتى آخر لحظة فى عمره.

وينقل الكاتب والمترجم ماهر البطوطى فى كتابه «روائيون من الشرق والغرب»، عن الناقد الأمريكى فيليب راف ما نصه: «إن كانت منزلة هنرى ميللر فى مجتمعنا الأدبى ما زالت موضع نقاش، فإن ذلك قد يرجع إلى أنه من ذلك النوع من الكتَّاب الذين يُثيرون أقصى حد من النقد مع كل صحيفة يُضيفونها إلى مجموع أعمالهم.. وعلى هذا فمن السهل تقديره بأكثر من قيمته الحقيقية، ومن السهل أيضًا التقليل من قيمته الفعلية، بل تجاهله كلية».

ولتوضيح ذلك يقول راف: «لك أن تتصور الوضع الحالى الذى يقف فيه هنرى ميللر وكتبه، فالمتعالون من النقاد، ممن تربوا فى مدرسة ت. س. إليوت ذات النظريات الجمالية اللاشخصانية، يميلون إلى إهمال شأنه، ما عدا قلة منهم.. فنغمته الساحرة، وطقوسه الشائنة، وخشونته الدارجة، واحتقاره القوانين المرعية، كل ذلك يجعله مثلًا سيئًا بالنسبة لهم.. على الجانب الآخر، يجاهد معجبوه فى مدحه، ويغرقون فى ذلك، حتى ليساورك الريب أنهم على وشك أن يقدسوه، وهم يتحاشون الضرورة التى تدعوهم إلى التفرقة بين فن استغلال الشخصية الداخلية للفنان، والفن الذى يستغل المادة الخارجية من أى مصدر كان من أجل أغراض الخلق الفنى، ومثل هذه التفرقة ضرورية جدًا فى حالة هنرى ميللر، فعمله شخصى المضمون إلى حد واضح، حتى إن القارئ ليميل فى لحظات الغيظ الشديد إلى اعتباره مجرد تهويمات ذاتية».

خمس زوجات.. وحياة صاخبة

ولد هنرى ميللر فى حى «يورك فيل» فى مدينة نيويورك، عام ١٨٩١، لوالدين لوثريين من أصول ألمانية، وعاش حياة صاخبة ومرعبة، عانى خلالها الكثير، بعد الانتهاء من المدرسة الابتدائية، التحق بمدرسة المنطقة الشرقية الثانوية فى ويليامزبرج، وعندما كان شابًا نشط مع الحزب الاشتراكى الأمريكى، والتحق بكلية مدينة نيويورك لمدة فصل دراسى واحد، وذلك قبل أن ينتقل إلى باريس عام ١٩٢٩، حيث عاش أيضًا قساوة العيش، ومرارة الفقر، ولكن احتكاكه بكبار الكتاب والفنانين الذين كانوا يعيشون فى باريس فى فترة ما بين الحربين لعب دورًا كبيرًا فى قدرته على الاستمرار، ففى عام ١٩٢٨، أمضى عدة أشهر فى باريس مع جون، فى رحلة مولها أحد الأصدقاء، وعاد إليها مرة أخرى عام ١٩٣٠، ولكن دون مرافق، ليبدأ العمل على روايته «مدار السرطان» التى كتب بمجرد البدء فيها رسالة إلى أحد أصدقائه يقول له: «سأبدأ غدًا فى كتاب باريس، بصيغة المتكلم، ودون رقابة، دون إطار مسبق، أو صيغة محددة، وليذهب كل شىء إلى الجحيم»، وعلى الرغم من أن ميللر لم يكن لديه سوى القليل من المال أو لم يكن لديه أى أموال فى عامه الأول فى باريس، لكن الأمور بدأت تتغير بعد لقائه أناييز ناين التى تكفلت هى وزوجها هيو جيلر بجميع نفقاته، بما فى ذلك إيجار المنزل رقم ١٨ فى «فيللا سورا»، وهى عبارة عن شارع خاص وصغير، يضم استوديوهات خاصة لعدد من الفنانين، بما فى ذلك سلفادور دالى، وأندريه ديرين، وحاييم سوتين، ومؤلفين مثل أنطونين أرتو، والنحاتة شانا أورلوف، والشارع فى جزء منه من أعمال المهندس المعمارى أندريه لوركات، أحد أبطال الحركة الحداثية فى العمارة الفرنسية، حيث صمم ثمانية من بيوته، بما فى ذلك المنزل رقم ٤، لأخيه الرسام جان لوركات. 

لم يمض وقت طويل حتى وقعت أناييز فى حبه، وتحولت إلى عشيقته، ومولت الطبعة الأولى من «مدار السرطان»، وكتبت عن علاقتها بميللر وزوجته جون باستفاضة فى مذكراتها، بما فى ذلك أن جون طلقته بالوكالة أواخر عام ١٩٣٤، وهى فى مكسيكو سيتى.

فى تلك الفترة تم تعيين ميللر فى طبعة باريس من صحيفة «شيكاغو تريبيون» كمدقق لغوى، بفضل صديقه ألفريد بيرليس، الذى كان يعمل محررًا بها، وانتهز ميللر هذه الفرصة لتقديم بعض مقالاته تحت اسم بيرليس، لأنه فى ذلك الوقت لم يكن مسموحًا إلا لهيئة التحرير بالنشر فى الصحيفة.

كانت هذه الفترة فى باريس مثمرة للغاية بالنسبة لميللر، إذ أنشأ خلالها شبكة علاقات كبيرة، واسعة ومؤثرة مع العديد من الكتاب والمؤلفين الذين امتلأت بهم شقته، ومنهم الكاتب البريطانى الشاب «وقتها طبعًا» لورانس داريل الذى ربطته بميللر صداقة عميقة وممتدة، ونشرت مراسلاتهما لاحقًا فى كتابين.

بعد حظر «مدار السرطان» فى الولايات المتحدة، وعودة شحنة الكتب التى كانت متوجهة إليها وهى تحمل عبارة «يحظر توريدها إلى الولايات المتحدة أو بريطانيا العظمى»، استمر فى كتابة الروايات المحظورة، بينما تم تهريب روايتى «الربيع الأسود» و«مدار الجدى» سرًا إلى موطنه الأصلى، حيث بنى شهرة تحت الأرض، واستمر الحظر مفروضًا على أعماله أكثر من عقدين من الزمان، وانتهى فى ١٩٣٩، عندما نشرت له «نبو دابركشنز» كتابه «العين الكونية»، ليصبح أول كتاب ينشر له فى أمريكا، وهو يحتوى على قطع نثرية قصيرة، ظهر معظمها فى الأصل فى «الربيع الأسود».

فى نفس العام دعا لورنس دوريل، الذى كان قد انتقل للعيش «كورفو» باليونان، صديقه ميللر لزيارته، ووصف ميللر هذه الزيارة فى كتابه «تمثال ماروسى» الذى صدر عام ١٩٤١، واعتبره أفضل كتاب له، وجاء أول الاعترافات به ككاتب معاصر كبير من قبل جورج أورويل فى مقال كتبه عام ١٩٤٠، وقال فيه: «هنا، فى رأيى، كاتب النثر الوحيد الذى يتمتع بالحد الأدنى من القيمة الأدبية الذى ظهر بين الناطقين باللغة الإنجليزية منذ عدة سنوات.. وحتى لو قوبل هذا الرأى بالاعتراض باعتباره مبالغة، فلعله يجوز الاعتراف بأن ميللر كاتب خارج عن المألوف، يستحق أكثر من نظرة واحدة، غير أنه فى المحصلة النهائية كاتب سلبى وغير أخلاقى».

فى عام ١٩٤٠، عاد ميلر إلى نيويورك. بعد رحلة استمرت عامًا حول الولايات المتحدة، وهى الرحلة التى أصبحت مادة لكتاب «كابوس مكيف الهواء»، وانتقل إلى كاليفورنيا فى يونيو ١٩٤٢، حيث أقام فى البداية خارج هوليوود فى «بيفرلى جلين»، قبل أن يستقر فى «بيج سور» فى عام ١٩٤٤، وبينما كان يؤسس لحياته الجديدة فى «بيج سور»، نشرت فى باريس طبعات جديدة من كتبه التى كانت ما زالت محظورة فى الولايات المتحدة، وتم تهريبها بشكل متكرر إلى الولايات المتحدة، حيث ثبت أن لها تأثيرًا كبيرًا على جيل جديد من الكتاب الأمريكيين، ومنهم جاك كيرواك، الوحيد الذى اهتم به ميللر حقًا، ومع الوقت أصبح معروفًا بشكل متزايد، حتى أنه لم يعد مهتمًا بصورته ككاتب خارج عن القانون، أو كمؤلف للكتب المليئة بالبذاءة، وتخلى تمامًا عن محاربة تلك الصورة.

فى عام ١٩٤٤، التقى زوجته الثالثة جانينا مارثا ليبسكا، التى كانت طالبة فلسفة تصغره بثلاثين عامًا، ورزق منها بولد «تونى» وبنت «فال»، قبل أن ينفصلا عام ١٩٥٢، حيث تزوج فى العام التالى من الفنانة إيف مكلور، التى كانت تصغره بسبعة وثلاثين عامًا، وانفصلا عام ١٩٦٠، وبعدها انتقل إلى لوس أنجلوس، حيث أمضى آخر ١٧ عامًا من حياته، وحيث تزوج للمرة الخامسة من المغنية اليابانية المولد هوكى توكودا، بما يشير إلى أنه عاش حياة جنسية عامرة ومثيرة.. كثيفة ومتواصلة، حتى سنواته الأخيرة، حيث توفى فى منزله عام  ١٩٨٠ عن عمر يناهز ٨٨ إثر مشاكل فى الدورة الدموية، وتم حرق جثته وتقسيم رماده بين ابنه وابنته، وقال تونى، ابنه، إنه ينوى فى نهاية المطاف أن يختلط رماده مع رماد والده، وأن ينثره فى «بيج سور».