محمد كامل.. الخِل الوفى (ملف)

- تصويره على أنه «شيطان الرواية» ظلم كبير للصاحب الجدع
- «فرج» كان داعى الغواية فى أغلب الأحيان لـ«حسن أبوكيفة» بعد أن حوله من الأسطى حسن أرابيسك لـ حسن أبوكيفة
- متعاون وخدوم.. ملاذ للجميع عند المشورة.. وخفيف الدم يحترم الصغير قبل الكبير
يعيش الإنسان ويفنى يبحث عن كل شىء وأى شىء، يبحث عن المال تارة وعن المناصب والنفوذ تارة أخرى، دون أن يدرك أنها ملذات زائلة تُفنى ولا يبقى منها شىء فى لحظات من عُمر الحياة، لا يتبقى له منها حتى أن يكتب الله له ميعاد فراقها إلا صديق للعون، طارح يده وللغوث دائمًا حاضر، صديق حقيقى يزداد أصالة بمرور الزمان، يدخر فيه رصيدًا يكفيه غدر الأيام، مثلما قال ملك العامية «سيد حجاب» فى وصف الصداقة: وإن زمانا خانا وفى لحظة طعنا تستعدنى وأستعيدك يا صديقى مد إيدك آدى إيدى مد إيدك.
مثلما قيل فى الأثر أن لكل من اسمه نصيبًا يمكن اعتبار أيضًا أن لكل من عمله ودوره المرسوم له فى الحياة نصيبًا، وتتجسد حقيقة تلك المقولة فى شخصية بطل حكاية اليوم الفنان الكبير«محمد كامل» الذى رحل عن عالمنا فى يوليو من العام 2016، بعد مسيرة عامرة من الأعمال الفنية التى مثلت علامة وبصمة فى تاريخ الدراما المصرية.
أعمال عديدة شارك فيها الفنان «محمد كامل» الذى لم يُقدر له أن يؤدى دور البطولة المطلقة طيلة حياته الفنية، إلا أنه نجح فى أن يقدم شخصية الصديق الوفى للبطل فى أكثر من مناسبة، ما جعل الجميع يتساءل عن سر انتقائه لهذا الدور من بين الأدوار التى تُعرض عليه، حتى كشف المقربون منه فى الوسط الفنى السر الذى غاب عن الجميع، وهو أن «كامل» لم يكُن ليمثل أو يؤدى دورًا فى عمل فنى، بل إن شخصية الصديق الوفى تلك هى شخصيته الحقيقية والواقع الذى يعيش فيه، يسير بين الناس جابرًا للخواطر تجده دائمًا سندًا وداعمًا.
«محمد كامل» وهو من مواليد عام 1944، حصل على درجة البكالوريوس من المعهد العالى للفنون المسرحية، ما ميزه عن غيره من أبناء جيله، حيث لم يكُن مجرد هاو للفن، وشارك «كامل» فى العديد من الأعمال الفنية التى كان أحد محاوره الرئيسية، ولعل أبرزها حين قدم شخصية «سيد المُلا» فى رائعة الليل وآخره بطولة الفنان الكبير «يحيى الفخرانى»، الذى عاد وشاركه من جديد بدور «مرسى البسيونى» فى مسلسل «عباس الأبيض فى اليوم الأسود»، كما شارك الفنان الكبير «صلاح السعدنى» فى مسلسل «أرابيسك»، حين قدم شخصية فرج أبوسنة صاحب القهوة التى كان يتردد عليها حسن أرابيسك، وكان أحد أقرب أصدقائه، ولعل «كامل» كان أنجح من قدموا شخصية الشيخ «زكريا أحمد» الملحن الكبير فى المسلسل الشهير «أم كلثوم» الذى تناول سيرتها الذاتية بطولة الفنانة «صابرين».
كما شارك «كامل» فى العديد من الأعمال الفنية البارزة، مثل: زيزينيا، قضية معالى الوزيرة، شارع عبدالعزيز، ظل المحارب، رجل وامرأتان، عفاريت السيالة، الحاوى، حلم الجنوبى، ضمير أبلة حكمت.
مشاركات وأعمال «محمد كامل» لم تقتصر على الدراما التليفزيونية فحسب، بل شارك أيضًا فى العديد من الأفلام السينمائية، مثل: أحلام هند وكاميليا، جاءنا البيان التالى، سواق الأتوبيس.
مسيرة «كامل» شهدت أحد أشهر المواقف فى السينما المصرية، حين شارك فى فيلم «المغتصبون» كلًا من ليلى علوى، حسن حسنى، حمدى الوزير، أحمد مختار، شريف صبرى، تأليف سعيد مرزوق وسيناريو فيصل ندا وإخراج سعيد مرزوق، حيث صور «كامل» مشهد الإعدام باستخدام حبل إعدام حقيقى، وقال وقتها إنه عاش إحساس الموت بالفعل.
«كامل» مثلما عاش حياة هادئة بعيدة عن الصخب والإعلام، فارق الحياة فى هدوء أيضًا فى السادس والعشرين من يوليو فى العام 2016، ونعته حينها ابنته الوحيدة بكلمات مؤثرة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك حين كتبت: «راح حبيبى حبيب عمرى وسابنى وانتقل لمكان أجمل.. راح اللى ربانى واللى كان بيتعب على تعبى.. راح اللى روحه متعلقة بروحى اللى ربانى وحافظ علىّ راح اللى حمانى حمايتى فى الدنيا وسندى فى الحياة، ولا حد هيعوضنى طيبته وحنانه، اتعلمت منه الطيبة والحنية، وعلمنى حاجات كتيير أوى».
«حرف» وهى تواصل احتفاءها بنجوم أثروا الحياة الفنية فى مصر، كان لزامًا عليها ألا تغفل إحدى أيقونات الدراما والفن ممن تركوا علامة بارزة وإرثًا لن يندثر مهما مر الوقت، احتفاء وتكريمًا خاصًا تقدمه «حرف» للفنان «محمد كامل» ومُحبيه فى الملف الجديد هذا الأسبوع.

سيد الملا.. يا كنز أيامى يا تحويشة حياتى
«عمرك ما هترتاح يا أبو وجيه، أنت اللى اخترت السكة الصعبة يا رحيم وأنا اللى طلعت مخرج أهبل حطيتك على السكة وكنت فاكرها هتبقى رواية كوميدى لكن طلعت تراجيدى».. بهذه الكلمات غسل سيد المُلا يديه من ذنب غواية «رحيم المنشاوى» وحطم أسطورة صديق السوء التى ظل يوصمه بها كل من سكن بيت «عُمران المنشاوى» حتى رسخت فى الأذهان.
الصاحب السوء تهمة ألصقتها الزوجة «إنعام» بـ«سيد الملا»، حين غضت الطرف عن نزوات زوجها وشهواته التى ألقت به فى براثن «حسنات» حتى حولت «رحيم» إلى مجذوب يسير خلف النداهة، يتناسى الهيبة والفخامة، الجلباب والعزوة، لا يتذكر فقط سوى أنين كلماتها وهى تخطب وده «سلم عليا وسلم عليا»، ليهيم مجذوب «حسنات» شوقًا شاهرًا نبوته على مرأى ومسمع من الجميع على خشبة المسرح لا للتحطيب كما علمه الأب «عُمران المنشاوى» صغيرًا فى المنشاه بالصعيد الجوانى، ولكنه حمله تمايلًا راقصًا فى حضرة «حسنات»، فهل سيد المُلا من سلم عليه؟!

الصاحب السوء أيضًا نعت بها أشقاء «رحيم المنشاوى» وأبناؤه الصديق «سيد المُلا» على فرض أنه من جره إلى سكة الموالد والسهرات حتى وقع فى عشق «حسنات»، وحالت معارضتهم له لزواجه منها من حصولهم على ميراثهم الشرعى إثر تعنت «رحيم» معهم عقابًا لهم على رفضهم زواجه من «حسنات» وإخفائها عنه لفترة من الزمان، هؤلاء الأشقاء والأبناء ما كان لهم أن يروا دموع «سيد الملا» على عتبات حجرة مرض «رحيم المنشاوى» وهى تبلل جلبابه، رافضًا عقله أن يتصور لبرهة ضياع صديق العُمر وانتهاء أنفاسه، مرددًا: سلامة قلبك يا رحيم!

ليس دفاعًا عن «سيد المُلا» بقدر ما هو رغبة فى إعادة حق مسلوب ورفع لظلم جائر التصق زورًا وبهتانًا بصديق شهم، جدع، رجل، ضرب مثلًا كان وسيبقى أبد الدهر نموذجًا للصديق، نموذجًا أراد به من حملوا غرض أن يغضوا الطرف عنه بحثًا عمن يحملونه إثم عشق «رحيم» وسيره خلف النداهة، فلماذا لم يضع هؤلاء فى الحسبان أن «سيد المُلا» كان الملجأ والملاذ الآمن الذى يفر إليه «رحيم» كل مساء ليلقى فى حضرته همومه بلا أقنعة أو أوجه متصنعة؟، ملاذ فشل «رحيم» أن يجده فى «إنعام» عشرة العُمر، أو يعثر عليه فى أشقاء تكالبوا على الميراث ووضعوا صورة العائلة والمناصب أولوية حين خُيروا بين نعيم «رحيم» وشقائه، آثروا الوجاهة الاجتماعية والألقاب على كل شىء، عكس «سيد المُلا» الذى كان دائم البحث عما يسعد صديقه غير عابء بالقيل والقال، لم يضع فى الحسبان يومًا إلا سعادة وهنا «رحيم» الذى آن له أن يستريح قليلًا ويجنى ثمار شقاء السنين، فهو الباحث عن راحة «رحيم» والباكى على ألمه والجامع لشتات أهله، لصلاة الفجر فى مسجد الحسين كان له داعيًا مثلما لسهرات الفرفشة كان يلوذ أحيانًا، وفى الحين ذاته كان له مُنبهًا ومحذرًا من خسارة أهله وذويه لصالح عشقه، شاردًا معه كيف لا يخسر كل شىء الحب والأهل.
«سيد المُلا» كان المرآة التى يقف أمامها «رحيم المنشاوى» ليقص ويحكى، يحُاسب ويُحاكم، كان النفس اللوامة مثلما كان فى الكثير من الأحيان النفس الطيبة، كان تحويشة العُمر التى جمعها «رحيم»، «سيد المُلا» هو الوصف الحى لكلمات الشاعر الكبير «سيد حجاب»: ومراياتى اللى باشوف جوّاها ذاتى.. وتواجهنى بعيبى تكشف سيئاتى.

فرج أبوسنة .. «ما دريتش مين بلياتشو أو مين رز ين»
«فرج أبوسنة»، صاحب أشهر مقهى بلدى وسياحى فى حى خان دويدار، حيث مُلتقى السائحين وزوار منطقة الحُسين وشارع المُعز السياحى، «فرج» مثله كمثل كل ركن فى ربوع المحروسة، يحمل الشىء ونقيضه فى ذات اللحظة، هو الصاحب الجدع الشهم، وهو أيضًا الداعى الأول لجلسات السهر والمزاج فى «غرزة» البرج كما أسماها «حسن أرابيسك» وشلة الأنس، هو ابن البلد الكسيب حامى أهل حتته وناسها وهو أيضًا المصفوع من «عدولة» وأخواتها بعدما رذل عليهم فى الرايحة والجاية على حد وصف الفنانة الكبيرة «سهير المرشدى»، والتى قدمت دور «عدولة».
امتلك «فرج أبوسنة» خفة دم أبناء الحارة الشعبية وقدرتهم طيلة الوقت على تحويل الأحزان إلى ضحكة والسخرية من مصائبهم، وتحولت المقهى التى يمتلكها إلى مكافأة نهاية اليوم الشاق لشلة الأنس استعدادًا للانطلاق لسهرة أكثر مجونًا وسط دخان مخدرات تذهب عقولهم ومعها همومهم التى صنعوها بأنفسهم بالتكاسل والتواكل وراء سهرات الكوتشينة والطاولة.

«فرج» كان داعى الغواية فى أغلب الأحيان لـ«حسن أبوكيفة» بعد أن حوله من الأسطى حسن أرابيسك لـ حسن أبوكيفة، فى ملمح لا يحتاج لتأكيد على أن «فرج» كان أحد أسباب بل وسببًا رئيسًا فى توهان الأسطى حسن وفقده للعديد من أول مهنته والاهتمام بها، حيث ولى وجهته شطر السهر والهلس بدًلا من أن تكون وجهته ورشة المحروسة؛ ليستكمل مسيرة والده صانع الأرابيسك الأشهر الأسطى «فتح الله النعمانى»، حتى تحولت الورشة إلى أطلال لا تحمل من الفن والصنعة إلا ذكريات.

ولكن ونحن نُحمل «فرج أبوسنة» مسئولية إفساد «حسن النعمانى» كان من الإنصاف أن نبرز الوجه المضىء فى تلك الصداقة التى قُدر لها أن تتلقى سهام النقد من كل اتجاه، وكأنها الفاعل الأول والرئيسى فيما آل إليه حال الأسطى حسن، فمن ينسى «فرج» الداعم الأول والسند فى أزمة غياب صديق عُمره «حسن» عن الحارة بعد وشاية ألقت به فى السجن بتهمة قتل هو أبعد ما يكون عنها، حيث صال وجال ليثبت براءة صديقه بتوكيل أحد أكبر المحامين ليتولى الدفاع عنه، وهو أيضًا من حمّل أصدقاء شلة الأنس مسئولية ضياع «حسن» فى إحدى نوبات صحوة الضمير، وهو من حاول التصدى لعملية خطف الدكتور برهان العالم الشهير من داخل قهوته شاهرًا ما يملك من سلاح.

قرائن ومواقف وعلامات بطلها كان دائمًا «فرج أبوسنة»، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك تأصل الخير والشهامة فى طبيعة القهوجى المظلوم، والصديق المذموم من كل ساعٍ لإثبات أن «حسن» ملاك و«فرج» هو الشيطان، لتصدم تلك الادعاءات بجدعنة «فرج أبوسنة» صاحب قهوة المحروسة.

مرسى البسيونى.. الصاحب الأبيض فى اليوم الأسود
تدور الأيام وتتقلب الأحوال يومًا بعد يوم، يوم أبيض ناصع البياض كقلب طفل بدأت تخطو قدماه الدنيا، ويوم آخر حالك اللون يشبه ليلًا يحاصر النفس والروح، ليحتاج الإنسان دومًا مُعينًا وونيسًا لتلك الأيام الدُول، ومَن هُنا أصلح من الصديق الوفى فى اليوم الحالك قبل اليوم ناصع البياض، الذى يحتاج فيه الإنسان إلى من يمد يده إليه بالعون والدعم. وهُنا جاء دور «مرسى البسيونى» الشخصية التى لعبها الفنان «محمد كامل» الصديق الوفى ورفيق مشوار العُمر مع «عباس الدميرى» وهى الشخصية التى قدمها الفنان الكبير «يحيى الفخرانى» فى المسلسل الدرامى الشهير «عباس الأبيض فى اليوم الأسود».
«محمد كامل» أو «مرسى البسيونى» قدم فى المسلسل الشهير شخصية الصديق بجميع جوانبها، السيئ منها قبل الطيب، كيف لا وهو فى الأصل امتهن من السرقة حرفة عاش عليها طيلة حياته، بل كانت السبب الرئيسى فى معرفته بالصديق «عباس الدميرى» حيث التقيا للمرة الأولى فى السجن خلال سفرهما للعمل فى دولة عربية شقيقة قبل أن يتم ترحيلهما معًا إلى مصر إبان الحرب الأمريكية على العراق، لتبدأ رحلتا مرسى و عباس، ضرب خلالها مرسى أروع الأمثلة فى الصداقة، حين كان الستر والغطا على صديق عُمره عند دخولهما الحدود المصرية بعد أن رفض إفشاء سره بانتحاله لشخصية غير شخصيته الأصلية، حيث اضطر «عباس الدميرى» أن يدخل مصر منتحلًا شخصية «لطفى الجناينى» بجواز سفر لا يخصه، ليبدأ معه رحلة إثبات شخصيته الأصلية.

«مرسى البسيونى» اللص معتاد الإجرام والسرقة كان يتبدل حاله من النقيض إلى النقيض مع صديقه «عباس الدميرى»، حتى الحالة الوحيدة التى لجأ فيها «البسيونى» لإيذاء صديقه كانت بدافع العون والمساعدة بعد أن سرق له حقيبة أموال لا طائل لها من مسكن أولاده الذين تنصلوا منه وأنكروا أبوته لهم؛ طمعًا فى ميراث وتركة ووجاهة اجتماعية لا تليق بهم، سرقة أراد بها مرسى أن يقدم من خلالها الدعم والسند للصديق الذى ذاق الأمرين بحثًا عن لقمة يسد بها جوعه بعد أن عاد من الغُربة «يا مولاى كما خلقتنى» لا يملكون من الدنيا فتاتًا يعينهم عليها، ولم يكتف بذلك بل عاد ليسرق من جديد أهل الحارة التى يقطن بها «عباس» من أجل سداد ديونه وكفالته لإخراجه من محبسه، فى أفعال ظاهرها بل وفى حقيقتها إجرامية، لكنها تحمل فى طياتها نوايا طيبة لا يملك غيرها «مرسى البسيونى».

«مرسى» اللص الجائع الأقرب للشحاذين كان أوفى وأكثر قربًا لصديقه من أبنائه الذى غاب عنهم سنوات طويلة، كان له العون والسند والملاذ الآمن، حيث تشاركا فى منزل واحد حمى «عباس» من غدر الأيام وجشعها، كان دائمًا ما يمثل عكازه الذى ينصت له ويسمع رغم فارق التعليم والمستوى الاجتماعى بينهما، حيث كان يعمل «عباس الدميرى» بالتدريس قبل سفره للخارج، بينما «مرسى» لصًا لم يعرف مهنة غيرها طيلة حياته.
«مرسى» كان الصاحب الأبيض فى اليوم الأسود، كان دائمًا ما يردد جملته الشهيرة لـ «عباس»: أنت اللى أنا طلعت بيه من الدنيا، دنيا رفضت عباس بينما فتح له مرسى ذراعيه، حتى ضرب أروع الأمثلة فى الصديق السند عندما كان الستر والغطا من جديد بعد اكتشاف حمل ابنة «عباس» من زواج عرفى، تحول فيها «مرسى» إلى حجر زاوية بديلًا لوالدها الذى كان فى رحلة سفر بالصعيد، وسندًا لزوجته التى قامت بدوره الفنانة الكبيرة «ماجدة زكى»، ليواصل الفنان «محمد كامل» تقديم شخصية الصديق الوفى باقتدار، التى هى أقرب لحقيقته.