رباب حسين: فرج أبوسنة أيقونة نجاح «الليل وآخره» وموهبته فاجأت الجميع

«إنسان عظيم قبل أن يكون فنانًا قديرًا، دمث الخلق ومتعاون، لديه التزام مُبهر بالمواعيد وحضور البروفات مثل أصغر فنان فى العمل».. أوصاف نعتت بها المخرجة الكبيرة «رباب حسين» الفنان محمد كامل صاحب شخصية سيد الملا فى رائعة «الليل وآخره» التى أخرجتها وألفها السيناريست الكبير محمد جلال عبدالقوى، بطولة يحيى الفخرانى «رحيم المنشاوى»، حيث قدم «كامل» أحد الأدوار الرئيسية فى المسلسل ألا وهو سيد الملا صديق البطل الذى كان كظله طيلة حلقات العمل.
المخرجة الكبيرة «رباب حسين» كشفت فى حوارها مع «حرف» عن العديد من الجوانب الخفية فى شخصية سيد الملا أو محمد كامل، وكيف ذهب الدور إليه بعد أن كان الفنان الكبير محمود الجندى المرشح الأول له، أسرار كثيرة كشفتها المخرجة الكبيرة فى حديثها عن الفنان «محمد كامل» فى حوارها معنا.
■ فى البداية.. كيف جاء اختيار الفنان «محمد كامل» ليقدم شخصية «سيد الملا» صديق البطل «رحيم المنشاوى» الذى قدمه الفنان يحيى الفخرانى فى رائعة الليل وآخره؟
- شخصية «سيد الملا» فى بداية التجهيز للمسلسل واختيار الفنانين الذين سيجسدون الأدوار كانت من نصيب الفنان الكبير «محمود الجندى»، بناءً على اتفاق مسبق مع المؤلف محمد جلال عبدالقوى صاحب سيناريو «الليل وآخره»، إلا أن الجندى فاجأنا وقت عرض المسلسل عليه للمشاركة فيه بارتباطه بعرض مسرحى يومى حال دون اشتراكه فى العمل، وتقديم شخصية سيد الملا، خاصة أن العرض المسرحى وفقًا للمتعارف عليه يكون فى فترة الليل، وبالصدفة كانت كل مشاهد سيد الملا سواء مع يحيى الفخرانى أو غيرها فى فترة الليل، ما جعل قيامه بالدور مستحيلًا، لذلك لجأنا للفنان «محمد كامل» الذى وافق على الفور على المشاركة فى المسلسل.
■ استبدال فنان بآخر قبل بداية تصوير العمل بالتأكيد أمر مٌزعج لفريق المسلسل، خاصة إذا كان دورًا محوريًا مثل سيد الملا.. كيف تعاملتم مع الأمر؟
- بالتأكيد كان أمرًا غاية فى الصعوبة، حين نستبدل شخصية من الشخصيات فى اللحظات الأخيرة قبل بدء التصوير، وبالفعل عرضنا الأمر على الفنان الكبير يحيى الفخرانى الذى وافق ورحب بشكل كبير للغاية على الترشيح، حيث إن أغلب مشاهد «كامل» كانت بصحبته، وأرسلنا الدور للفنان الراحل، حيث صادف الأمر ارتباطى معه بعلاقة جيرة لا تفصلنا سوى بضعة مترات، وأذكر أننا أرسلنا ورق دور سيد الملا مع حارس العقار الذى يقطن به محمد كامل ليقرأها ويستعد للدور الذى أتقنه فيما بعد ببراعة شديدة تفاجأنا بها جميعًا، حتى أن السيناريست محمد جلال عبدالقوى قال لى وقتها إن هذا الدور صادف أهله باختيار «محمد كامل» له، حيث قدم الدور بلون وقالب مختلف عن الذى كان سيقدمه «محمود الجندى» صاحب الدور الأصلى بغض النظر عن موهبة الجندى، إلا أن براعة وموهبة «كامل» وقدرته على الحفظ بسرعة فائقة أسعدت القائمين على العمل، خاصة بعد صدى النجاح الذى أعقب عرض المسلسل وتعلق المشاهدين بشخصية «سيد الملا».
■ «سيد الملا» قدم شخصية الصاحب كما يجب أن تكون بكل عيوبها قبل مميزاتها، ولكن الملخص فى النهاية أنه حقق معادلة الصاحب الصعبة.. كيف رصدت ذلك؟
- سيد الملا من وجهة نظرى تعرض لظلم شديد بتحميله مسئولية شتات رحيم المنشاوى، حيث بدأت الحكاية بنزهة وسهرة بريئة فى إحدى الليالى التى تحييها الفرق الغنائية التى تطوف فى الموالد، حينها ظن سيد الملا أن الأمر سيقتصر على تلك السهرة دون أن يدرى ما سيحدث فيما بعد من سقوط رحيم المنشاوى فى فخ الحب لـ«حسنات» التى قدمت دورها الفنانة نرمين الفقى، والتى كانت أشبه بالنداهة التى خطفت رحيم المنشاوى من أهله وبيته وكل شىء، حتى أن سيد الملا فى عتابه لصديق عُمره رحيم كان دائم تذكيره بأبنائه وبيته وأهله، ويحذره من الوقوع فى فخ خسارتهم بسبب الحب والأنانية، إلا أن رحيم استمر يطوف خلف النداهة غير عابئ بتحذير الجميع.
■ لماذا ألقى الجميع باللوم على سيد الملا، بل وحولوه إلى شخصية «تلفان الرواية» الذى أخذ بصديقه للضياع؟
- بمنتهى البساطة لأنه كان صاحب الخطوة الأولى فى تعارف رحيم المنشاوى والغازية حسنات، ومن هنا بدأ رحيم يهيم شوقًا ويضيع كل شىء من يديه، تجارته وأشقاءه وزوجته وأولاده، ولكن لم ينظر أحد للجانب الآخر فى شخصية «سيد الملا» الصاحب الجدع الذى لطالما حاول إثناء صديقه عن هذا الطريق، الصديق الشهم الذى وقف يبكى على باب حجرة صديقه رحيم المنشاوى بعد تعرضه لوعكة صحية خطيرة، الجميع تغافل سيد الملا الذى ذهب برفقة أولاد رحيم المنشاوى إلى والدهم ليصلح بينهم، لم ينتبه أحد للحظة التى شد فيها الملا على يده صديقه ليذهبا سويًا لصلاة الفجر فى مسجد الحسين، فمثلما أخذه لطريق الضلال كان أيضًا حريصًا على دعوته لطريق الهداية والمغفرة، فلماذا بعد كل ذلك يتحول إلى سيئ الرواية؟!.
■ دفاعك عن «سيد الملا» يظهر فيه ملامح تعاطف مع «محمد كامل».. هل يمكن قول ذلك؟
- بالتأكيد، لأن محمد كامل يستحق ذلك وأكثر، ولكنه فى الوقت نفسه دفاع عن شخصية من أهم شخصيات المسلسل التى تعرضت لظلم كبير وإجحاف، وجعلت الجميع يغفل باقى مزايا الشخصية.
■ ٣٥ حلقة من العمل المتواصل مع «محمد كامل».. ماذا عن انطباعاتك عن شخصيته؟
- إنسان عظيم قبل أن يكون فنانًا قديرًا، دمث الخلق ومتعاون، لديه التزام مُبهر بالمواعيد وحضور البروفات مثل أصغر فنان فى العمل، سعدت للغاية بالعمل معه وبصداقته، خاصة أن التعاون بيننا لم يقتصر فقط على رائعة الليل وآخره، ولكن عملنا معًا فى مسلسل قضية معالى الوزيرة فى عام ٢٠١٢، وحينها شعرت بأن كامل لم يختلف على الإطلاق بمرور السنوات، ما زال على خلقه وتعاونه وجدعنته مع الجميع.