إسراء النمر تكتب: قصائد من «ذلك هو البعد»

إلى أين تذهب الكلمات الجارحة؟
الكدمة الزرقاء
التى ظهرت فجأةً فى جسدك
دون أن تسقط من حلمٍ
أو من عين أحدهم
ليست كدمة
إنها كلمة جارحة صوبها فمٌ تجاهك.
الوهم.. (ما قادَكَ شَىءٌ مِثْلُ الوَهْمِ) ابن عطاء الله السكندرى
أحيانًا أحتاج للوَهْمِ كى أحيا
كأن أتوهم أن ما أكتبه جيد
فأكتب أكثر وأكثر
أن أبى لن يموت
فلا أبالى بغضبه
أن الحُب يُغير البشر
فأحنو على القتلة
أن الخبز أهم من الوردة
فلا أترك عملى
أن الموتى يشعرون بى
فأقضى الليل وأنا أكلمهم
أحيانًا أحتاج للوَهْمِ كى أحيا
كأن أتوهم أننى جميلة
فلا أفكر فى الانتحار
أن السماء قريبة
فلا أتوقف عن الصلاة
أن غرفتى هى المكان الآمن الوحيد
فلا أغادرها
أن الحزن يجعل قدمىّ ثابتتين على الأرض
فأتشبث به
أن الله خلقنا بقلوبٍ منكسرة
فلا أبكى.
نبوءة
قال لى شيخٌ قبل سنوات بعيدة
وهو يحدق إلى الشامة الواقعة وسط أنفى:
«سوف تكشفين الكاذب بسهولة
إذا انتظمتِ فى الصلوات»
صليت من حينها كثيرًا
وكانت النوافل تتبعنى أينما ذهبت
وكانت الأضواء الخضراء تحاصرنى كلما اقتربت
وعندما التقيت بكَ
قلت لى كلامًا كالعطر
حتى إننى وقعت وانتشيت
لم أستطع أن أكتشف بسهولة
أن ما عشته معكَ
وما منحتنى إياه
محض كذب
ساذجة كبيرة
أنى صدقت الشيخ.
القادرون على الحُب
أحبُ الذين يخافون الحُب
الذين يديرون وجوههم حين يلقونه
الذين يصفعونه
ويركلونه
الذين يلطخونه بالطين والدماء
الذين يقضون الليل وهم يبكون
لأنهم فعلوا فيه كل ذلك
هؤلاء الوحيدون القادرون على الحُب.
الوقت غير المناسب
كل رجل أحببتهُ
قال إننى جئتُ فى الوقت
غير المناسب
أمى أيضًا
قالت إننى جئتُ
رغمًا عنهم
مُعلمة الحصة الأولى
كانت تُذنبنى
لأننى أتأخر دائمًا
الأماكن التى عملتُ فيها
تخلت عنى سريعًا
القطارات بالطبع
كانت تفوتُنى
والصلوات
والشمس
حتى البحر اعتذر لى
لأن جوفه
قد امتلأ.