الإثنين 02 ديسمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

دار الكتب والوثائق القومية.. أسامة طلعت: إهمال شديد فى ملف «الرقمنة» والاكتفاء بالاحتفالات

أسامة طلعت
أسامة طلعت

فى 18 يناير 2023، أصدرت الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة السابقة، قرارًا بندب الدكتور أسامة طلعت، أستاذ الآثار الإسلامية رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والآثار، للعمل رئيسًا للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية.

قرار الوزيرة السابقة جاء رغم أن تخصص الدكتور أسامة طلعت الأساسى لا علاقة له بالمكتبات والتوثيق، فهو حاصل على ليسانس الآثار الإسلامية من كلية الآثار جامعة القاهرة عام ١٩٨٦، ثم ماجستير ودكتوراه الآثار الإسلامية، عامى ١٩٩٢ و١٩٩٨، من كلية الآثار جامعة القاهرة.

كذلك التدرج الوظيفى لـ«طلعت» بعيدًا عن المكتبات والتوثيق، بداية من تعيينه معيدًا فى قسم الآثار الإسلامية كلية الآثار جامعة القاهرة، ثم مدرسًا مساعدًا فمدرسًا فأستاذًا مساعدًا فأستاذًا، مرورًا بالعمل كرئيس لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، بالتزامن مع تدريسه فى جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر. 

ولم يعمل «طلعت» فى قسم الوثائق والمكتبات سوى فى كلية الدراسات الإنسانية، قبل أن يعود لتدريس تخصصه الأساسى فى قسم التاريخ والآثار المصرية والإسلامية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وقسم الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنصورة، وقسم الآثار بكلية الآداب جامعة عدن اليمنية.

وحتى مؤلفات الدكتور أسامة طلعت، التى تتجاوز الـ٢٠ مؤلفًا، بين كتب وبحوث بعدة لغات، نجد أنها فى تخصصه الأساسى الآثار، وليست فى المكتبات والوثائق، ومنها على سبيل المثال: «ملامح تخطيط المدخل المنكسر بين مصر والغرب الإسلامى فيما بين القرنين الخامس والسابع الهجريين».

كما أن الرسائل العلمية التى أشرف عليها، وتبلغ ٢٣ رسالة علمية ما بين ماجستير ودكتوراه، جاءت فى مختلف تخصصات وفنون الآثار الإسلامية، فى جامعات مصر والعالم، بعيدًا تمامًا عن تخصص الوثائق والمكتبات. ومنذ أن اجتمع مع وزيرة الثقافة السابقة، الدكتورة نيفين الكيلانى، عقب تكليفه برئاسة دار الكتب والوثائق، فى يناير ٢٠٢٣، أدلى «طلعت» بمجموعة من التصريحات، وعد فيها بأن تشهد الفترة المقبلة وضع خطة عاجلة لرفع كفاءة عدد من أقسام الدار التى تحتاج إلى التطوير والتحديث.

ووعد كذلك بالتوسع فى «رقمنة» الوثائق وحفظها بشكل يناسب أحدث وسائل الأرشفة العالمية، لتقديم خدمة مميزة للباحثين، وحماية وثائق ومخطوطات الدولة، بجانب العمل على رفع المستوى المهنى للعاملين فى مختلف أقسام الدار.

لكن المتتبع لهذه الوعود المهمة، يجد أنها لم تُنفذ بأى شكل، سوى باستكمال ما بدأته منصة «تراث مصر الرقمية»، التى تم تدشينها فى دار الكتب قبل مجيئه، بهدف مواكبة العصر والتماشى مع «الحكومة الرقمية»، فى إطار التكامل والتعاون بين وزارتى الثقافة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لإتاحة التراث والتاريخ المصرى بشكل رقمى.

وفى يونيو ٢٠٢٣، أعلن «طلعت» العمل على «رقمنة» ما يزيد على ٨٤٠٠ كتاب، وإتاحة وثائق وحفلات التراث والتاريخ المصرى، وفنون الأدب فى العصور الإسلامية، ضمن جهود منصة «تراث مصر الرقمية»، لكن ما وعد به رئيس دار الكتب من توسع فى «رقمنة» الوثائق لم يحدث، وهو ما تكرر مع وعد رفع المستوى المهنى للعاملين فى مختلف أقسام الدار. 

ويحضرنى هنا واقعة شخصية جمعتنى بالدكتور أسامة طلعت، بعدما عرضت تصورًا خاصًا لعملية التحول الرقمى لدار الكتب والوثائق القومية على الدكتورة نيفين الكيلانى، وقت توليها وزارة الثقافة، فأحالته إلى رئيس الدار، وسرعان ما تلقيت منه اتصالًا هاتفيًا وعدنى فيه بتحديد موعد لمقابلته، بحضور المسئولة عن قسم التوثيق فى الدار، لمناقشة التصور، وهو ما لم يحدث منذ ٩ أشهر تقريبًا.

واقتصر أداء رئيس دار الكتب، منذ توليه مهام عمله، على إقامة الندوات والاحتفالات والفعاليات، دون إحداث تغيير جوهرى على ضوء الوعود سالفة الذكر، من بينها احتفال الدار بـ«اليوم العالمى للشباب»، ومشاركتها فى مبادرة «ثقافتنا فى إجازتنا»، وتنظيم احتفالية وندوة بمناسبة ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.

وأقامت الدار كذلك احتفالية بعنوان «ثورة ٣٠ يونيو.. الطريق إلى الوطن»، وعلى هامشه معرض مستنسخات، بجانب المشاركة فى مبادرة وزارة الثقافة موضوع الساعة»، من خلال عرض قاعة الإطلاع الرئيسية فى دار الكتب عددًا من أهم الكتب التى تتناول مناسبة ما، لتقديم وجبة دسمة للقراء، تتيح لهم معرفة كل ما يدور حول هذه المناسبة، مثل إتاحة أهم الكتب التى تدور حول ثورة ٢٣ يوليو، بالتزامن مع احتفال المصريين بذكراها قبل أقل من شهر.