الدورة 56 من معرض القاهرة للكتاب.. خيرى شلبى يواصل حكاياته فى عدة أعمال جديدة
تشهد الدورة ٥٦ من معرض الكتاب حضورًا مميزًا للكاتب الكبير الراحل خيرى شلبى، من خلال أعمال جديدة تُنشر لأول مرة، تطرحها أيضًا مؤسسة «غايا للإبداع».
تنتمى هذه الأعمال لنوعية «البورتريهات»، التى تميز فيها «شيخ الحكائين»، وفيها يرسم صورًا مكتوبة عن رموز وأعلام وشخصيات، تركت آثارًا عديدة فى الأدب والفكر والفن والإبداع.
الكتاب الأول يحمل عنوان «فى وداع الأحباب»، وهو مكون من جزأين، وفى مقدمته يقول خيرى شلبى: «هؤلاء رهط من الأحباب، أحبابنا جميعًا، تألقوا فى فنونهم فإذا هم بعض تجليات مصر، إنهم وجوه مجدها المتعدد الوجوه، وفصول من تاريخها الغنى بالفصول. إنهم هى وما هى إلا هم، هيهات أن ينفصل أحدهما عن الآخر، وإن باعدت بينهما العوادى والمنافى النائية».
ويضيف: «هم شرائح من لحم تاريخها الفنى والفكرى والأدبى والسياسى والاجتماعى، كل شريحة تتضمن إلى تاريخها الذاتى تاريخ فنها، زخم عصرها، رحيق عصيرها. هى حلقات منفصلة متصلة، ليست فى حاجة لمقدمات تستدرّ لها الرابطة وتختلق نوعًا ما من الوصال».
ويحمل الكتاب الثانى عنوان: «القطب الأكبر»، وفيه يبحر خيرى شلبى فى عالم الشاعر الكبير فؤاد حداد، الذى يقول عنه: «نم مطمئنًا فى مثواك الأخير، فأنت الآن راقد تحت الثرى تغذى أرض مصر بعبق الضمير وأشجار الشعر. فإن الشعر الذى حملته معك يوم رحيلك قبل أن تفضى به إلينا، زمانه الآن قد طاب ونبت وتفرع على الأرض التى تحتوى جثمانك العظيم، وأراك يا سيدى ومعلمى تسامق جلال الدين الرومى وفريد الدين العطار وابن الفارض والنفرى وغيرهم. من هذه الخامة أنت ومن نفس الرحيق كانت رضاعتك».
أما الكتاب الثالث فيحمل عنوان: «أساتذتى»، وفيه يقدم خيرى شلبى «بورتريهات مكتوبة» عن عدد من قامات الإبداع الأدبى، الذين لم يكونوا أساتذته وحده، بل أساتذة لكل الأجيال التى عاصرتهم وتلتهم، وكان وما زال فضلهم على الأدب والثقافة والفكر المصرى والعربى لا يدانيه فضل.
من بين هؤلاء الأساتذة طه حسين، الذى يقول عنه خيرى شلبى: «أعتقد أن وهج الدكتور طه حسين لم ولن ينطفئ فى حياتنا، فهو حقيقة ماثلة أبدًا، نستطيع أن نتحاور معه حول عشرات ومئات القضايا والآراء التى طرحها، والتى لا تزال حية إلى اليوم، لأنها كلها كانت تتصل بالحياة، والإنسان، والعزة القومية، وكانت تسعى جاهدة إلى أن تضعنا بجدارة فى قلب العصر الحديث».
وتضم القائمة كذلك توفيق الحكيم، الذى قال عنه خيرى شلبى: «أما المهمة الأصعب من ذلك فى رأيى، فهى تلك التى قام بها الحكيم فى تحرير الأسلوب العربى من طنين الأدب الفارغ بمحسناته البديعية وجناسه وطباقه وإطنابه وما إلى ذلك، كما حرره من الخطابة الرتيبة، من الوهج البلاغى الزائف، الذى يعطيك جملًا مصكوكة مسبوكة ملمعة، لكنها لا تضرب بجذور حقيقية فى أرض المعنى أو فى أى أرض».
وعن يحيى حقى يقول خيرى شلبى: «تمتد عصا يحيى حقى السحرية متسللة إلى قلوبنا كدبيب الانتعاش، كأثر الدواء الشافى، بطرفها الحنون تلمس الجمرات المختبئة تحت رماد السنين والهموم اليومية المتطفلة على وجداننا العربى الأصيل العامر بالإنسانية، فسرعان ما تستيقظ فى النفس قيم عظيمة وعادات حميمة ومعتقدات غنية بالمشاعر الإنسانية».
وعن نجيب محفوظ يكتب: «يتجدد نجيب محفوظ بصورة مدهشة حقًا. يدفعه عالمه الفنى الواسع دائمًا إلى ابتكار الزوايا ومناطق الرؤية، التى يتمكن بواسطتها من كشف أدق التفاصيل المكونة لعالمه، حتى ليبدو كأن عالمه هذا بلا نهاية. قدرته على التجديد والابتكار بلا حدود».
أما يوسف إدريس فكتب عنه خيرى شلبى ناعيًا: «ليس يكفينى- أبدًا أبدًا- ولا يعزينى كون أن يوسف إدريس يظل خالدًا فى ضمير البشرية، وحيًا على ألسنة الأجيال، وما إلى ذلك من عبارات كالمسكن الدوائى، ليس يعزينى هذا وإن صدق، وليس يكفينى أن أسحب فى لحظات الشوق كتابًا من كتبه الحميمة العالية القيمة، إنما لابد لى أن أراه رؤية العين».