الإثنين 30 يونيو 2025
المحرر العام
محمد الباز

ليس دفاعًا عمن تُرتجى شفاعتهم:

«آل البيت» هم «آل البيت».. وإن كره الطبرى وسيبويه وكُتَّاب مجلة «إبداع»

حرف

- شاعر متقاعد يرى أن «آل البيت» أكذوبة وإنه مثل «الحسن والحسين»!!

- اخترع البشر اللغة للتواصل لا لجعلها سجونًا يعيشون فى أسرها

- حطم الشعراء قواعد اللغة انتصارًا للجمال وحرية الإبداع

هذا المقال ليس دفاعًا عن «آل البيت»، فهم من هم.. مَن نحتمى بهم، ومَن تُرتجى شفاعتهم.. هم من نأوى إليهم حين تضيق الدوائر وتستعصى الحلول، ولسنا نحن من يحميهم من تطاول الجهلة والسفهاء ومنغلقى العقول والآفاق، أو من تطرف السلفيين وعناصر التنظيمات التكفيرية، وأقصى ما يمكننا تجاههم هو أن نحبهم ونحب من يحبهم، وأن نلجأ إليهم، ونرد غيبتهم.. إذا كانوا يغيبون.

والحقيقة أننى لا أعرف كيف وصلت أفكار كارهى «آل بيت النبى» إلى الصديق القديم على منصور؟! ولا كيف لشاعرٍ أو منتسب إلى الفكر والإبداع أن يتبنى ما جاهد المتطرفون لتنفيذه، مستندًا إلى قواعد اللغة التى طالما اعتبرها الشعراء والمبدعون بمثابة السجون الضيقة، فحطموها وتجاوزوها، وجاهدوا لتطويعها لكى تتسع للتعبير عما يطمحون إليه من حرية فى الفكر والإبداع؟! كما لا أعرف كيف مرت تلك الصفحات الأربع المشحونة بالحط من شأن «آل بيت النبى» واعتبارهم «مثلنا جميعًا معشر المسلمين» على الشاعر الكبير إبراهيم داود، رئيس تحرير مجلة «إبداع»، وهو من أعرف أنه واحد من كبار محبى «آل البيت»؟! هو المريد العارف بأقدار آل البيت، وبمكانة كل منتسب إليهم، وهو المطلع على حشود المداحين وقراء القرآن فى طول التاريخ المصرى وعرضه.

والحقيقة أيضًا أننى لن أناقش ما ساقه ذلك الصديق القديم من حجج وأسانيد واستدلالات ليستخدمها فى غير محلها، فما استقر فى وجدان المصريين والمسلمين فى عموم الكرة الأرضية لأكثر من ألفٍ وأربعمائة سنة لن يهتز لمجرد أن شخصًا آنس الحياة فى سجن قاعدة لغوية، وإن كانت صحيحة، فما بالك وهى قاعدة غير صحيحة، ما بالك وهى هنا خاطئة تمام الخطأ، ولكن صاحبنا «القديم» جاهد فى لى عنقها حتى تقول بما يريد الذهاب إليه.. لكننى سوف أكتفى بلفت نظر صديقى إبراهيم داود إلى ما قال به الإمام الشافعى قبل ما يزيد على ألف ومائتى سنة، فحسن الظن من سوء الفطن، لا يفلح فى أرض مليئة بالفخاخ، ولا ينجى من لدغات الأفاعى الكامنة.. وكثيرًا ما خدعنا المظهر المهذب، والوجه المطلى بسمات الطيبة واللطف والأدب، وما أكثر هؤلاء المتخفين فى حديقة الفن والإبداع المصرى والعربى.. وسأكتفى بأن أوضح لصاحبنا «القديم» أن الجهل بما هى اللغة لا يجيز لمنتسب إلى الشعر الاستكانة إلى أسر قواعدها وسجونها الضيقة، وإن كانت صحيحة.. وأن زواج السيدة فاطمة من سيدنا على بن أبى طالب لا ينفى عنها انتسابها إلى بيت النبى؟!.. بل إن انتسابها إلى بيت سيدنا على لا يجيز لأحدٍ أيًا كان أن يظن أنها تتساوى مع عموم المسلمين، ولا أنت ولا أنا ولا أحد يتساوى مع الحسن والحسين رضى الله عنهما، وإن انقلبت قواعد اللغة على بطنها، وإن تعذب سيبويه والطبرى والفراهيدى فى قبورهم.

كيف تفسد المتعة بأربع صفحات فى غير محلها

وحتى لا أطيل عليك، فالقصة بدأت صباح الجمعة الماضى، عندما بدأت فى تصفح العدد الجديد من مجلة «إبداع»، عدد مايو ٢٠٢٥، وكانت البداية بالطبع من مقال رئيس تحريرها الشاعر الصديق إبراهيم داود الذى لا تخلو مقالاته من متعة محببة إلى نفسى، وهو ما حدث بالفعل، مقال من الذهب الخالص، تحدث فيه داود عن كتاب «نجيب محفوظ.. عن الكتابة» للكاتب الشاب عمرو فتحى، فالمقال ليس عرضًا للكتاب، ولا قراءة فيه، ولا كتابة موازية، هو كل هذا فى سبيكة من روح إبراهيم تنساب مع الهواء، فتصلك صافية ممتعة ودالة، ما بين سطورها أقرب من أن تبحث عنه، أو تجهد عقلك لقراءته والاستمتاع به، فتهمس لنفسك هذه هى الكتابة كما ينبغى أن تكون، وهذا هو الجمال الذى يسر الروح ويأسر القلب.. بعدها بدأت فى تقليب الصفحات، وكان من حسن طالعى أننى اخترت التوقف عند مقال الكاتب والمترجم أحمد شافعى «هوامش بلا متون»، فزادت متعتى بما وجدته فيها من كتابة سلسة، وسرد آسر لحكايات مدهشة أقرب إلى اليوميات، كتابة تفيض بالعذوبة، فتأسرك وتشعر معها بألفة غير مرتبة، مشاهد تراها قدام عينيك وتحس وكأنها مكتوبة بخط يدك، فتقع فى حبها دون مشقة أو عناء..

عدت إلى غلاف المجلة، فلفت نظرى عنوان «آل البيت.. بين اللغة والمصطلح»، فبحثت عنه بداخل العدد لأجد اسم صديقى القديم على منصور تحت العنوان مباشرة، وهو لمن لا يعرفه شاعر من جيل الثمانينيات، فقلت لنفسى: «حسنًا.. لدينا مقال آخر يستحق القراءة»، وليتنى ما فعلت، إذ كانت الصدمة فى انتظارى، ومنذ الفقرة الأولى والسطر الأول.. فى البداية ألقيت بالمجلة بعيدًا، وأنا أردد «ما هذا الهراء»؟! ثم راحت كل علامات الاستفهام تلف قدام عينى لا تريد الهدوء، يبدأ الشاعر القديم مقاله متسائلًا: «هل يمكن للعرب، أهل الفصاحة والبلاغة والشعر واللغة، الذين نزل القرآن فيهم (قرآنًا عربيًا) أن يقعوا فى هذا الخطأ اللغوى الفاحش (آل البيت)، أم أنه مدسوس عليهم من أعاجم دخلوا فى الإسلام كالفرس والروم وغيرهما؟!».

وبعد أربع صفحات من القطع الكبير المتروس باستشهادات المعاجم والقواميس، والعبارات المنزوعة من الكتب التى يظنها العامة من التراث لمجرد أنها قديمة، يخلص إلى نتيجة تشبه حسابات الجبر والهندسة، يقول فيها ما نصه: إذن لا على بن أبى طالب من (أهل بيت النبى)، ولا الحسن والحسين من (أهل بيت النبى)، وفاطمة، كانت من (أهل بيت النبى) وهى طفلة فى بيت أبيها محمد، صلى الله عليه وسلم، فلما تزوجها على بن أبى طالب صارت زوجه أى (أهل بيته)، وجميعهم (على وفاطمة والحسن والحسين) مثلنا جميعًا معشر المسلمين، من آل محمد، صلى الله عليه وسلم. وما خرافة (آل البيت) التى دُست على المسلمين لتفسد عليهم دينهم إلا أكذوبة اقترفها أعاجم وغنوصيون وشيعة لأغراض سياسية وشهوة فى الحكم والملك، مقتفين فى ذلك مزاعم الأمم الأخرى التى تقول بالدم المقدس أو الدم الأزرق»!!.

هكذا يرى السيد على منصور أن «آل البيت» خرافة وأكذوبة مدسوسة على المسلمين لأغراض سياسية، لتُفسد عليهم دينهم!! ويظن «آثمًا» أنه مثل «على وفاطمة والحسن والحسين»!!

ما هذه الجرأة؟! وما هذا الفُحش والجهل وقلة الأدب فى حضرة آل بيت النبى؟!

وهكذا انتهت رحلتى مع العدد الجديد من المجلة التى أحرص على متابعتها، وانتهت متعتى من الشعر والكتابة الآسرة، بحالة من الضيق والامتعاض، ورغم أن من يعرفوننى جيدًا يدركون أننى ربما لست نموذجًا للشخص الملتزم دينيًا، أو ممن يحبون الحديث فى الأديان، فهذا أمر لا أجيده، ولا يستهوينى، فإننى لم أشعر بغصة فى حلقى كما أحسست بمجرد قراءة السطور الأولى من مقال هذا الشخص الذى كنت أعرفه منذ سنوات طويلة باعتباره من شعراء جيل الثمانينيات، لكننى لم أتصور يومًا أن من يقترب من الشعر يمكن أن يكون بكل هذا الانغلاق وسوء الطوية، فلا يكره «آل البيت»، ولا يظن أنهم مثلهم مثل عامة المسلمين، إلا السلفيون و«الإخوان» ومن لف أو يلف لفهم من أعداء الإنسانية وأعداء الحياة، حتى الجاهل الذى لا يجيد القراءة والكتابة يعرف قدرهم، ومكانتهم فى قلوب المصريين، يعرف أسماءهم وأماكن أضرحتهم، ولا يتوقف عن زيارتهم وطلب شفاعتهم والتبرك بهم.. لن أتحدث عن العرب والمسلمين فى عموم الكرة الأرضية، فلم أصادفهم فى الأسواق والموالد والمساجد والكنائس وفى المقاهى والمسارح وملاعب كرة القدم، ولا تندهش من الأماكن التى ذكرتها، فنحن فى مصر لا نتوقف عن الدعاء لآل البيت، وطلب شفاعتهم والصلاة والسلام عليهم أيًا كان المكان والزمان، وأيًا كانت الظروف.. نحبهم، ونحب من يحبهم، ونتوسل إلى الله بهم.

والحقيقة أننى كثيرًا ما قاومت فكرة أن يميل أى شاعر أو مبدع أو فنان إلى «تنظيم الإخوان» وأفكار السلفيين وكارهى الحياة، وكثيرًا ما وصلتنى همسات حول ميول بعضهم، وتبينت لى حقيقة البعض الآخر.. ربما يجيدون نظم الكلمات، كتابة الشعر كصنعة، لا كموهبة أو هبة من الله، فالشعر والفن لا يأتيان مع عقل مغلق، ولا يتسقان مع الجهل وسوء الطوية، ولكن الحقيقة التى خبرتها بنفسى وقال بها العرب إن «من شب على شىء شاب عليه»، تخفى فى هيئة شاعر أو قاص أو حتى ممثل أو مُغنٍ، ارتدى ثوب الداعية الحديث المتطور «المودرن»، أو الشعبوى البسيط، فإنه ربما ينجح فى خداع الناس لبعض الوقت، لتبقى مثل هذه المواقف هى الكاشفة لما تخفى النفوس وما يعتمل فى الصدور.. فتبقى السيدة زينب وسيدنا الحسين، وسيدنا على بن أبى طالب، هم آل بيت النبى، وإن كره ذلك الإخوان والسلفيون ومن لف لفهم، شاءت اللغة وقواعد الفصاحة أم أبت، ويبقى أنه لا فاحش ولا مدسوس ولا مكذوب إلا ما يريد ذلك الشخص الذهاب إليه.

لغتنا العربية وحسن فطنة العميد

قبل ما يزيد على النصف قرن من الزمان، كان الدكتور طه حسين، عميد الأدب واللغة العربية يبدأ أحاديثه الإذاعية بعبارة دالة وفاتنة وشديدة الأهمية، ولا أملُّ من تكرارها والاستشهاد بها، يقول فيها ما نصه: «لغتنا العربية يُسرٌ لا عسر.. ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، ولنا أن نضيف إليها كما أضاف إليها الأقدمون».

هذه المقولة التى يتواصل بثها إذاعيًا منذ نهاية ستينيات القرن الماضى، لو يكن للعميد غيرها لكفته لترديد اسمه حتى آخر الزمان، فلا يمر يوم إلا وتظهر حاجتنا إليها، وإلى إعادة التذكير بها، وهى المقولة التى كان من حسن الطالع، وحسن فطنة العميد أنه اختار لها أن تكون إذاعية مسجلة بصوته، واختارها الشاعر الكبير فاروق شوشة لتكون مقدمة لبرنامجه البديع «لغتنا الجميلة».. لم تكن مجرد كلمات فى كتاب أو مقال قد يقرؤه البعض، أو يرجع إليه البعض، بل عن طريق الإذاعة التى كانت، ولا تزال، الأكثر وصولًا للناس، فى القرى والنجوع والواحات والكفور، فى الشمال والجنوب والشرق والغرب، وأغلب ظنى أن العميد اختار لها الإذاعة لأنها رسالة تتصل بالحياة وبالسلوك الإنسانى على مر الزمن، وإن كان محتواها يبدو مجرد حديث فى قواعد اللغة، وأصولها.

وما لا يعلمه كاتب المقال أن اللغة فى الأصل، أى لغة، هى وسيلة للتواصل بين البشر، وهى أداة ضمن أدوات كثيرة لكى يفهم البشر بعضهم بعضًا، منها الإشارة، والإيماءة، والصرخة، وتحريك الفم فيما يعرف بالابتسامة والضحكة والبكاء، الإنسان يبتسم ويضحك لكى يعرف محدثه أنه فى حال جيدة، ويبكى ليفهم الآخر أن هناك مشكلة أو ألمًا، وغيرها من الطرق التى جاهدت البشرية طوال آلاف السنوات لتطويرها ومدها بالعناصر اللازمة والمكملة، والمقربة بينهم.. ومن الجهل القول بأن الخروج من سجن اللغة الواحدة هو صنيعة رجال السياسة والحكم، فاللغة الجامدة المغلقة، لمن يفهم، هى أحد أسلحة الفصل بين القبائل والجماعات والشعوب، وهى تحديدٌ لمساحات النفوذ.. ليس من مصلحة السلطة، أى سلطة، أن تذوب الفوارق بين اللغات، فسجون اللغات واحدة من أدوات التمييز، يتعمد الساسة تضخيمها لكى ينتفض العامة للدفاع عنها والموت فى سبيلها على اعتبارها جزءًا من الهوية قومية.. بينما حقيقة الأمر أنها على العكس من ذلك تمامًا.. الناس هم من يملكون اللغة، يغيرون فيها تبعًا لاحتياجاتهم، ولما استقروا وتعارفوا عليه.. 

وأغلب ظنى أن الصديق إبراهيم داود ما كان يسمح بنشر مثل هذا الكلام المُعادى للروح المصرية، والخالى من أبجديات الفن والإبداع لولا إيمانه بحرية الرأى والاعتقاد، وحرية الإبداع.. 

وأغلب ظنى أنه ركن إلى صفة الشاعر فى كاتب ذلك الغثاء، فغاية طموح الشعراء الحرية الكاملة، فى استخدام اللغة، وتطويعها لما يرونه من تصورات وأفكار، فالشعر، كما أعرفه، ويعرفه داود، عدو القيود، أيًا كانت طبيعتها، وأيًا كانت سطوة حضورها، والشاعر بطبيعته رافض لكل ما يلتزم به العامة، لكل ما يراه الساسة وأفراد التنظيمات والجماعات والأحزاب، هو فن اللاقواعد، واللا شروط.. وأبسطها اللغة، ولك أن تعيد قراءة تراث الشعر العربى لتدرك كيف أن الشعراء كثيرًا ما تجاوزوا قواعد الإملاء والنحو والصرف وضربوا بها جميعًا عرض الحائط.. كثيرًا ما أهدر الشعراء دماء ما حاول النقاد فرضه من قيود على حريتهم.. وأغلب ظنى أن «أبا حسن» كما أحب أن أناديه، لم يتصور ولو للحظة أن يأتى شخص يدعى انتسابه إلى الشعر ليعيد ما جاهد أعداء «آل بيت النبى» لتمريره وفرضه طوال سنوات وسنوات، بالهجوم والتعدى على الأضرحة بالسنج والمطاوى والجنازير مرات، وبسب مريدى آل البيت واتهامهم بالشرك مرات ومرات.. فأن يأتى هذا الشخص بكل جرأة ليكتب ما عاش السلفيون وأعضاء التنظيمات نشره من غثاء ويرسله للنشر فى مطبوعة هى آخر مطبوعات الانتصار للحرية وللفن فى مصر، هو بالتأكيد أمر غير متوقع، ولا يخطر على بال أحد!!

على أننى أظن أنه حسنًا فعل بنشره هذه المقالة على ما بها من غثاء، فربما كانت واحدة من محاسن هذا النشر أن يُفتح باب الحوار حول وظيفة اللغة وحدودها، عربية كانت أم أعجمية، ليس للدفاع عن على، رضى الله عنه، ولا ردًا عن ستنا زينب أو ستنا نفيسة «وهى نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب» أو غيرهم، فآل بيت النبى هم آل بيت النبى.. رضيت اللغة أم أبت، وافق السلفيون وعناصر التنظيم الأشر أم خبطوا أدمغتهم فى أقذر صخرة، أقر بذلك الطبرى وسيبويه والراغب الأصفهانى والألوسى والخليل بن أحمد الفراهيدى وكل من استعان بهم ذلك الشاعر القديم أم لم يوافقوا.. فلا أهمية لما ذهبوا إليه جميعًا حين يتعلق الأمر بماهية اللغة، وما وظيفتها، وما لجأ إليها الإنسان من أجله.. فإن اتفق المسلمون فى عموم الكرة الأرضية لأكثر من خمسة عشر قرنًا من الزمان على أن «آل البيت»، هم «آل بيت النبى»، وأنهم ستنا فاطمة بنت النبى، وزوجها سيدنا على بن طالب، والسيدة زينب وسيدنا الحسين، وهم من هم، فعلى اللغة أن تتغير وفق ما اتفقوا عليه، لا أن تقف جامدة متحجرة عند ما قال به الفراهيدى ولا الطبرى أو أيًا كان.