الإثنين 20 مايو 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

شادية.. كل هذا الحب

شادية
شادية

 

- هى شادية وكفى.. هكذا قال عنها الزعيم عادل إمام وهو ينعيها

أصبحت رمزًا للحب، فلا يقام حفل خطوبة إلا بسماع أغنيتها الشهيرة «يا دبلة الخطوبة»، ولا حفل زفاف إلا بسماع أغنيتها «على عش الحب»، فهى صاحبة أشهر نداء للعشاق فى تاريخ السينما المصرية «أحمد ومنى»، من خلال فيلم «أغلى من حياتى» ١٩٦٥. 

هى أيضًا رمز للوطنية فى أجمل وأحب صورها، فهى الوحيدة التى غنت لمصر كما يغنى الحبيب لحبيبه، فمَن منا لا يبكى وهو يسمع منها «يا حبيبتى يا مصر»، الأغنية التى أصبحت نشيدًا وطنيًا فى حب مصر، وأغنية «أقوى من الزمن».. فهى صوت الجماهير وصوت مصر، الذى منحه الله قبولًا وحبًا لدى الجميع. 

لم تحظ شادية بحب الجماهير المتفرد فى كل أنحاء العالم العربى، بل أيضًا انفردت عن غيرها بحب زميلاتها وزملائها من الوسط الفنى. 

أم كلثوم تطلب من رياض السنباطى أن يعطى لحنًا خصيصًا لشادية، وبالفعل لحن لها أغنية «تلات شهور ويومين اتنين» وغنتها فى فيلم «ليلة من عمرى» عام ١٩٥٤؛ حتى إنها أول مرة تقف على المسرح، وجدت بوكيه ورد فخمًا إهداء من السيدة أم كلثوم، ولم تفعل أم كلثوم مع أحد ما فعلته مع شادية، بل عندما ابتعدت شادية عن الحفلات الغنائية شجعتها أم كلثوم على العودة، وقد كان. 

وعندما سُئلت شادية عن أكثر أغنية تسمعها لأم كلثوم، أجابت أغنية «كل ليلة وكل يوم»، خاصة مقطع «ياترى يا واحشنى بتفكر فى مين»، وقالت شادية إن هذا المقطع يُبكيها كلما سمعته.

فاتن حمامة تقول «لازم أسمع صوت شادية فى التليفون يوميًا دى عشرة عمرى، وإحنا بدأنا مع بعض وساعات كتير باخد رأيها فى شغلى وهى كمان». 

تحية كاريوكا عندما سألها الإعلامى الكبير طارق حبيب: لو هتختارى واحدة بس تزوريها من هؤلاء النجمات فاتن حمامة ولا شادية ولا سامية جمال ولا مديحة يسرى ولا هدى سلطان؟، اختارت شادية قائلة «قعدتها ميتشبعش منها، لازم نضحك ونتكلم بعفوية، وانت لو سألت أى واحدة من الفنانات دول هيختاروا برضه شادية». 

عبدالحليم حافظ يتحدث عنها قائلًا «هى أقرب حد ليا فى الغناء والتمثيل، وعمرى ما هنسى وقوفها معايا فى أول أفلامى، وهى أكبر اسم فى التوزيع والإيرادات».

حسين كمال قال عنها «اشتغلت مع كبار النجمات، ملقتش أطيب وأنقى من قلب وروح شادية» .

أشرف فهمى يقول «لو مكنتش شادية وقفت معايا فى بداياتى مكنتش بقيت حتى مساعد مخرج، فهى أحد أهم أهرامات الفن فى مصر».

نادية الجندى قالت «شادية لقتها بتعيط عليا فى مشهد يوسف شعبان بيضربنى فى فيلم ميرامار اللى اشتركنا فيه، قد إيه حساسة أوى لدرجة إنها خدتنى فى حضنها وقالتلى كنتى هايلة، وهى النجمة الكبيرة، وأنا كنت لسه فى البداية». 

نبيل عماد حمدى ابن عماد حمدى يقول عنها «عمرى ما احتجت حاجة منها إلا وعملتها، لدرجة إنها تقولى لو عوزت حاجة من أى مسئول فى البلد ادخل عليه بقلب جامد، وقوله أنا ابن عماد حمدى». 

مريم فخر الدين تتحدث عنها قائلة «شادية فضلها عليا أكتر من فضل أمى وأبويا، هى اللى علمتنى الوضوء والصلاة وجابتلى كتاب المسلم الصغير عشان أبدأ به ودايمًا بتسأل عنى». 

وقفت مع الكثير من الفنانين الذين ضاقت عليهم الدنيا، مثل سميحة توفيق التى قالت فى حديثها الأخير «شادية مبتسبنيش، الوحيدة اللى بتسأل عليا ماديًا ومعنويًا».

هند رستم فى لفتة إنسانية نادرة، وعند تكريمها فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام ١٩٩٣، وقفت وقالت «شادية أولى منى بهذا التكريم»، ما أحرج إدارة المهرجان الذى كان يرأسه وقتها الأستاذ الكبير سعد الدين وهبة، ما جعله يتحمس لتكريم شادية فى العام التالى، وبالفعل وافقت، وعندما تم إعلان موافقتنا وحضورها حفل الافتتاح، احتشد الآلاف من الفنانين والنقاد والصحفيين والجماهير ليشاهدوا شادية؛ حتى إن سعد الدين وهبة عندما لمس هذا الزحام سارع بالاتصال بالداخلية لتأمين قاعة المؤتمرات الخاصة بالافتتاح فى سابقة لم تحدث من قبل، ومع ذلك لم تحضر شادية حتى الآن لا أحد يعرف السبب الحقيقى لعدم حضور شادية حفل التكريم.

عادل إمام يتحدث عنها قائلًا «شادية الوحيدة اللى ماتجرتش بحجابها واعتزالها»، ثم قال «شادية وكفى». 

ألغت التصوير ثلاث مرات بسبب زملائها: 

المرة الأولى بسبب ليلى طاهر، التى اشتركت معها فى فيلم «امرأة فى دوامة» عام ١٩٦٠، فكانت شادية تؤخر التصوير أو تلغيه حتى تأتى- ليلى طاهر- من امتحاناتها؛ لدرجة أنها كانت تجعل الكوافير الخاص بها يقوم بتجهيز ليلى طاهر بناء على طلب من شادية.

المرة الثانية، بسبب عبدالمنعم إبراهيم، الذى اشترك معها فى فيلم «زقاق المداق»، وكان عنده مسرح ولا يستطيع أن يقول لمخرج الفيلم حسن الإمام، فبكى من تأثره، فلما رأته شادية وعرفت سبب بكائه ذهبت لحسن الإمام وقالت له «فركش أنا تعبانة جدًا النهارده». 

المرة الثالثة، بسبب إلهام شاهين فى فيلم «لا تسألنى من أنا»، وكانت طالبة فى السنة النهائية فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وكان عندها امتحان فى اليوم التالى فى العاشرة صباحًا ولا تستطيع أن تقول هذا الأمر لمخرج الفيلم أشرف فهمى، فعندما قالت لشادية هذا الموضوع قالت شادية لأشرف فهمى «أنا بكرة مش هاجى تصوير إلا بعد الساعة واحدة بعد الضهر».

سعاد حسنى ترحب بالاشتراك فى فيلم «الطريق» خصيصًا من أجل شادية، وعندما علمت أنه لا يجمعهما ظلت تبكى وكادت تعتذر عن الفيلم؛ حتى جاءت لها شادية وحضرت معها فى أيام تصوير مشاهدها، ولكن لم يكن الخط الدرامى يسمح بأن يجتمعا معًا. 

وردة الجزائرية عن حبها لشادية، أجابت: كل ما أسمع شادية تغنى، وتقول خايفة تلاقى وردة تحلو فى عينيك، أرد عليها وأقول خلاص يا شادية لقاها وحلوت فى عينه»، وكانت تقصد بليغ حمدى ملحن الأغنية «خلاص مسافر»، التى كانت وردة تقول لبليغ حمدى «شادية الوحيدة اللى مزعلش لو عملت معاها ألحان أحسن منى». 

سميرة سعيد، تسمى ابنها الوحيد «شادى» حبًا فى شادية، وقالت «لو كان ربنا رزقنى ببنت كنت أسميها شادية».

سهير البابلى تقول عن شادية: «العظيمة اللى خيرها على الكل»، وتروى مواقف إنسانية عنها فى كواليس مسرحية «ريا وسكينة»، إنها كانت يوميًا تعطى مبالغ للعمال، وكانت ترى ناس غلابة كتير فى غرفتها منتظرينها من أجل المساعدة فكانت لا ترد سائلًا.

أنا شفت بنفسى جمهور شادية شالوها بالعربية بتاعتها من حبهم فيها، وأنا كسبت جماهيرية كبيرة أوى لما وقفت معاها ع المسرح، مش أنا وبس، ده كل فريق العمل، دى شادية ياجماعة إنتوا بتتكلموا إزاى.

سناء جميل، تقول: «شادية هى من تستحق لقب سيدة الشاشة العربية، لأنها قامت بأداء كل الأدوار بنجاح واقتدار».

«شهيرة» هى كانت الأقرب إليها، كما كان يشاع فتقول: «إنها حضرت حنة ابنتها رانيا بنفسها وكانت ترقيها وترتل لها آيات القرآن الكريم».

نورا آخر من كانت على تواصل مع شادية، فكانت دائمة الزيارة لها، خاصة فى مرضها الأخير، وكانت شادية تحب نورا جدًا وتتصل بها من وقت لآخر، مع العلم بأن علاقة شادية لم تنقطع عن كل من يسأل عنها، سواء فنانات محجبات أو فنانات مازلن فى العمل الفنى، كما قيل عنها من هؤلاء وهؤلاء.

وتظل كلمة الدكتور مصطفى محمود «شادية دى تحبها إنسانة، تحبها فنانة، تحبها أخت، تحبها صديقة، تحبها أم، تحبها وطن».

وعن اعتزالها الفن، قالت فى حوار صحفى لها نادر: «أشاهد أفلامى ولا أتنكر من فنى».