المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

الأسئلة الحائرة عن الله.. الأطفال يسألون والإمام يجيب

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

يقولون إن البناء من الصغر هو الأساس.. وهذا ما انتبه إليه الأزهر الشريف، فكان أن صدر مؤخرًا أول كتاب لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يخاطب فيه الأطفال والنشء، تحت عنوان «الأطفال يسألون الإمام».

الكتاب أعدته الدكتورة نهى عباس، رئيس تحرير مجلة نور للأطفال، التى تصدر عن المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، ويجمع الأسئلة التى تدور فى ذهن الأطفال ولا يستطيع الكبار الإجابة عنها أحيانًا، ظنًّا منهم أنَّ تلك الأسئلة مسيئة للعقيدة، ويطلبون منهم التوقف عن ذلك، وتم جمع فيه أسئلة الأطفال ليجيب عنها الإمام الأكبر شيخ الأزهر بنفسه ليرشدهم، ويعلمهم صحيح دينهم، وتكون رسالة تربويَّة لأولياء الأمور توجههم إلى أهمية الانتباه إلى أسئلة أبنائهم الصغار، والإجابة عنها بعقل متفتح؛ بل وتشجيعهم على التفكير والتدبر فى أمور العقيدة وغيرها من الأمور فى الحياة.. «حرف» تنشر جانبًا من أسئلة الأطفال وإجابات الإمام عنها.

يعجبنى شكل شجرة الكريسماس ومظاهر الاحتفال به وأحب مشاهدتها فى الأفلام الأجنبية. فهل هذا حرام؟

- إعجابك بالأشجار أيًا كانت شىء جميل لا شىء فيه لأنها من خلق الله تعالى، ذات المنظر البديع الدال على عظمة الله وقدرته فى خلقه، وكذلك جميع المناظر الطبيعية من حولنا حينما ننظر إليها ونرى جمالها لا نملك إلا أن نقول: سبحان الله.. تبارك الله أحسن الخالقين.

وقد أمرنا الله تعالى فى كتابه بالنظر إلى ما فى الكون والتدبر فيه. قال تعالى: ﴿قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِى الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ (١٠١)﴾ [سورة يونس].

فكلما تمعن الإنسان فى خلق الله المباح ازداد يقينًا وإيمانًا بالله تعالى. أما إعجابك بمظاهر الاحتفال بالكريسماس لا يحرم إلا إذا كان فى هذه المظاهر أشياء محرمة أو عنف وإساءة، فحينها لا يجوز مشاهدتها ولا الإعجاب بها، وهذه الشروط ليست خاصة بالكريسماس فقط، وإنما هى شروط لكل الاحتفالات وغيرها، سواء كانت خاصة بالمسلمين أو بغير المسلمين، فالأصل فى جميع الأشياء أنها مباحة إلا ما أتى الشرع الحنيف بتحريمه فيصبح حرامًا.

ولكن يا بنى لا بد أن يكون لك ذاتية متفردة لا يستهويك أى شىء تراه، فالله تعالى أعطانا العقل لضبط الأمور وتسييرها فى مسارها الصحيح، هذا ما أريد أن تكون عليه، فلا تنخدع بسفاسف الأمور والانسياق وراءها، وهذا ما ربَّى النبى ﷺ أمته عليه، فقال ﷺ: «لا تَكونوا إمَّعةً، تقولونَ: إن أحسنَ النَّاسُ أحسنَّا، وإن ظلموا ظلَمنا، ولَكن وطِّنوا أنفسَكم، إن أحسنَ النَّاسُ أن تُحسِنوا، وإن أساءوا فلا تظلِموا». لقد اهتم النبى ﷺ ببناء الشخصية المسلمة على التميز، واستخدام العقل والحكمة، وعدم التقليد الأعمى، وعدم اتباع كل ما نرى أو نسمع، أو السير خلف الناس دون روية وتبصر. وفى هذا الحديث يقول النبى ﷺ ناصحًا للمسلمين: «لا تَكونوا إمَّعةً»، والإمعة هو الشخص الذى يقلد الناس بدون وعى ولا رأى، والمقلد والتابع لغيره يكون بلا شخصية ولا رأى، ولا يقوم رأيه على التصديق والاعتقاد، وهذا خطر على المقلد نفسه، وخطر على المجتمع لأنه يؤدى إلى إفراغه من التفكير والتعقل فى الأمور.

الخلاصة أن الإنسان لا بدَّ أن يكون له شخصية واعية لا يتبع كل ما يرى أو يسمع بدون عقل، وهذا ما يسمى بالهوية، فكلُّ إنسان له هوية مستقلة يحافظ عليها، وكلُّ دين له هوية يحافظ عليها أتباعه، فلا ينساق الشخص خلف رغبات نفسه دونَ هدف.

أين الله؟

- الله سبحانه موجود لا يحدُّه زمان ولا يحويه مكان لأنه خالق الزمان والمكان ولا يحتاج لشىء منهما، وإلا فأين كان قبل خلق المكان؟!

فوجوده تعالى لا يحتاج إلى مكان؛ لأن الذى يحتاج وجوده إلى مكان هو الجسم «المادة» والله تعالى ليس بجسم، سبحانه لا تدركه الأبصار وكل ما يخطر ببالك فالله خلاف ذلك، وهذا مصداقًا لقول ابن عباس: «تفكروا فى كلِّ شىءٍ ولا تتفكروا فى اللهِ».

من خلق الله؟

- يرِد هذا التساؤل فى خاطر البعض من الكبار والصغار من المؤمنين وغيرهم. إن قضية الإيمان بإله خالق لكل شىء يعنى أنه هو الأول ولا شىء قبله، فإن الله تعالى موجود بذاته وغير محتاج إلى من يوجده، فالله سبحانه وتعالى يا بُنى ليس مخلوقًا، وما دام أنه ليس بمخلوق فلا يصح عقلًا أن نسأل عمن خلقه، وطرح هذا السؤال وتوارده على العقول قد أشار إليه نبينا ﷺ وأرشدنا إلى الانتهاء عن ذلك والاستعاذة بالله من الشيطان. قال ﷺ: «يَأْتى الشَّيْطَانُ أحَدَكُمْ فيَقولُ: مَن خَلَقَ كَذَا؟ مَن خَلَقَ كَذَا؟ حتَّى يَقُولَ: مَن خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ باللهِ ولْيَنْتَهِ» [صحيح البخارى ٣٢٧٦].

لماذا خلق الله بعض البشر بصفات بها نقص؟

- الله تعالى خلق الخلق بتنوع واختلاف، فلم يخلق الخلق كلهم دون اختلاف، فخلق الطويل والقصير، والأبيض والأسود، والسمين والنحيف، والأيمن والأعسر، وكل هذا يدل على قدرته وعظمته فى خلقه. والمخلوق الذى خلقه الله بهيئة أو صفة معينة ويشعر الإنسان بنقص أو عدم تقبل لها فهذا ابتلاء من الله تعالى له هل يصبر عليه ويقبل خلق الله ويتعايش به ويؤدى مهامه أم أنه ييأس ويسخط على خلق الله وعطائه؟ وحينها يكون قد فشل فى الاختبار.

لماذا تأتينا كل الاختراعات الحديثة من البلاد الغربية ونحن لا نخترع شيئًا مثلهم؟

- الحضارات الإنسانية حلقات متصلة لا يمكن أن تقوم للاحق قائمة من غير الاعتماد على السابق، وقد أسهم علماء المسلمين عبر تاريخهم فى إنجازات علمية عديدة فى الفلك، والكيمياء، والرياضيات، والهندسة، والطب، وقد استفادت النهضة الأوروبية الحديثة استفادة بالغة بما قدمته الحضارة الإسلامية والعربية من إنجازات مادية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن العرب والمسلمين شركاء فاعلون فى النهضة الصناعية الحديثة وما نتج عنها من تطور هائل فى الاختراعات والتكنولوجيا، فالمئات إن لم يكن الآلاف من الباحثين المسلمين يعملون الآن فى أرقى المؤسسات البحثية فى العالم، والكثير منهم حصد العديد من الجوائز العلمية الكبيرة فى كل العلوم. 

مات كلبى. هل سأراه فى الجنة؟

- الجنة هى مطلب كل إنسان، وهى دار الخلود التى لا موت بعدها، وفيها من النعيم ما لا يتخيله عقل، وفى الجنة كل شىء طيب يتمناه الإنسان ويحبه، فكل ما تتمناه ستجده فيها، ولكنك ستنشغل فى الجنة بما أعده الله لأهلها من النعيم، فاحرص أولًا أن تكون من أهل الجنة وبعدها ستجد ما تحب فيها.

والجنة ليس فيها إلا كل طيب، ولا يدخلها قبيح أو خبيث، فإن كنت من أهل الجنة وتمنيت رؤية كلبك فسيخلقه الله لك فى أحسن صورة وأجملها لتراه، قال تعالى: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَٰلِكَ يَجْزِى اللهُ الْمُتَّقِينَ (٣١)﴾ [سورة النحل].

قالت لى زميلتى بالمدرسة: إن صداقتى لزميلتنا المسيحية حرام. ما صحة ذلك؟

كلام زميلتكِ غير صحيح، وصداقتكِ لزميلتكِ المسيحية مباح ولا شىء فيه، وقد جعل القرآن الكريم أساس العلاقة بين المسلم وغيره هى البر والقسط لا القطيعة والهجر والعدوان. قال الله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨)﴾ [سورة الممتحنة].

لماذا خلق الله الصرصار؟

- نشاهد ونرى فى حياتنا الكثير من الكائنات الحية، وقد نتعرض للأذى من بعضها لو اقتربنا منها، وبعضها تخيفنا ولا نقترب منها، وهنا نتساءل: ما فائدة هذه الكائنات؟ ولماذا خلقها الله؟ 

أولًا: الكثير من المخلوقات التى يُرى من ظاهرها أنها لا فائدة منها أو أنها ضارة أثبت العلم ما لها من منافع للإنسان أو البيئة، فالعلم يؤكد أهمية كل الكائنات فى الكون حتى ولو كان ظاهرها عدم النفع لما تحققه من التوازن البيولوجى والبيئى فى الكون، وقد شاهدنا الضرر الكبير الذى لحق بالبيئة عند القضاء على كائن حى يرى البعض ضرورة التخلص منه كليًا لعدم وجود جدوى منه وما ترتب على ذلك من اختلال التوازن البيئى، والتسبب فى انتشار كائنات حية أخرى على غير المعتاد، وإلحاق الأذى بالإنسان، وانتشار الأمراض والأوبئة.

ثانيًا: ضرب لنا القرآن الكريم مثلًا على تلك الكائنات التى يراها البعض ضارة لا نافعة كالذبابة، مبينًا ما فيها من قدرة الله على الخلق، ومتحديًا بها غيره، وإثبات عجزهم عن الخلق. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ [الحج: ٧٣].

وبهذا يتبين بكل وضوح أنه سبحانه ما خلق أى شىء إلا لحكمة عرفناها أو لم نعرفها، وعلى الإنسان أن يتعايش مع مخلوقات الله، وأن يبتعد وأن يجتنب ما هو ضار منها أو يخيفه.

أعالج من السرطان وأتساءل دائمًا: هل مرضى عقاب من الله على ذنب فعلته؟

- أسأل الله لك الشفاء والصحة والعافية والسعادة. اعلم أن الصحة والمرض، والغنى والفقر، والألم والسعادة، كل ذلك سنن ربانية فى الكون للاختبار والابتلاء. قال الله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (٣٥)﴾ [سورة الأنبياء].

واعلم أن المرض والابتلاء ليسا دومًا عقوبة من الله للعبد على فعل المعاصى؛ بل قد يكون ابتلاء للإنسان لتكفير سيئاته ورفع درجاته. قال ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ، فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا». وقال ﷺ: «مَا يَزَالُ البَلاَءُ بِالمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ فِى نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»، وقال ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً، فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ». وفى الحديث: «لَا يُصِيبُ مُؤْمِنًا نَكْبَةٌ مِنْ شَوْكَةٍ، فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، إِلَّا حُطَّتْ بِهِ عَنْهُ خَطِيئَةٌ، وَرُفِعَ بِهَا دَرَجَةً».

فالمرض نوع من الابتلاء، وقد ابتلى الله تعالى بعض الأنبياء به، وأنت تعلم أن الأنبياء معصومون ومرضهم لم يكن أبدًا عقوبة من الله لهم، فقد مرض سيدنا أيوب طويلًا ودعا الله تعالى فقال: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣)﴾ [الأنبياء]. 

فاصبر على الابتلاء، وارض بما قسمه الله لك بنفس راضية، وعليك بالتداوى بالحلال، فما جعل الله من داء إلا وجعل له دواء.

أبى مسلم وأمى أجنبية غير مسلمة. كيف أتعامل معها؟ 

- التعامل مع والدتك يكون بالبر والإحسان والتودد والصلة كما أمر الله تعالى فى كتابه بقوله: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا (٢٤)﴾ [سورة الإسراء]، والآية الكريمة لم تفرِّق بين أم مسلمة أو كتابية فهذا واجب للأم عمومًا دون النظر لديانتها، فعليك بالبر والمساعدة والطاعة لأمك إلا فى حالة واحدة وهى لو أمرتك بمعصية الله، فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق.

قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَىَّ الْمَصِيرُ (١٤) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِى الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٥)﴾ [سورة لقمان].

يطلب منى أبى ارتداء النقاب بدءًا من العام المقبل لكنى لا أحب النقاب ولا أطيقه. فماذا أقول لأبى؟

- النقاب ليس فرضًا، وهو متروك لحرية المرأة إن شاءت أن تلبسه وإن لم ترغب فى لبسه فلا شىء عليها ولا تُجبر عليه، وإنما الفريضة التى أمر الله بها هى الحجاب أو الخمار وهو ما يغطى الرأس مع الرقبة والصدر ويظهر الوجه. قال تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ (٣١)﴾ [سورة النور]، فالآية فيها أمر صريح بلبس الخمار، وعبَّر عنه تعالى بقوله: «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ» زيادة فى التستر لما فيه من صون الأعراض، ولا يحتاج الأمر به بل تلبسه المرأة المسلمة من نفسها لأنه فرض عليها.

فإذا كان والدك يأمرك بالنقاب فتحدثى معه بالمنطق وبالأدلة من القرآن والسنة، وأن تظهرى له من نفسك الحشمة والوقار حتى يطمئن عليك حين ذهابك وإيابك، ويعلم أن ابنته ذات شخصية قوية تتمتع بالهدوء والرزانة، وصاحبة خلق ومبادئ، ولا يستطيع أحد أن يمسها بسوء، عند ذلك لن يأمرك بالنقاب لعلمه أنك فى غنى عنه بأدبك وحشمتك وتعاملاتك مع الغير بحدود، ومن الممكن أن يتواصل والدك مع مركز الفتوى بالأزهر ليوضح له كيفية المعاملة الصحيحة مع الأولاد حتى لا نشدد عليهم.