الأربعاء 30 أبريل 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

نوبل مثل الكابوس.. صدمات ماريو فارجاس يوسا فى الأدب والسياسة والجائزة العالمية

ماريو فارجاس يوسا
ماريو فارجاس يوسا

«عملاق الأدب اللاتينى الأمريكى» هو الوصف الدقيق الذى اختاره الأدباء والقراء والمحبون، للحديث عن الأديب والروائى البيروفى ماريو فارجاس يوسا، الذى رحل عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز 89 عامًا، وهو الكاتب الذى يعترف له الكثيرون اليوم بأن أعماله الأدبية شكلت طفرة كبيرة فى عالم الأدب.

وبعد رحيله، نستعرض فى التقرير التالى، محطات من حياة أدبية صاخبة لصاحب نوبل «ماريو فارجاس يوسا».

من هو ماريو يوسا؟

وُلِد ماريو فارجاس يوسا فى أريكيبا، بيرو، عام ١٩٣٦، وانطلقت مسيرته الأدبية فى ستينيات القرن الماضى، ومنذ ذلك الحين، ظل حاضرًا فى النقاشات العامة والثقافية، حيث كشف من خلال أعماله الأدبية عمق إساءة استخدام السلطة والتناقضات الاجتماعية.

وفى عام ١٩٦٣، نُشرت روايته الأولى، «زمن البطل»، فى إسبانيا، لكن هذه القصة، التى تتناول جريمة قتل فى أكاديمية ليونسيو برادو العسكرية، حيث قضى فارجاس يوسا عامين فيها فى سن المراهقة، اعتبرها البعض رواية صادمة فى بيرو.

وفى تقرير لصحيفة «ذا جارديان»، تناولت الصحيفة انخراط يوسا فى عالم السياسة، بعدما حقق شهرة أدبية كبيرة من خلال مسرحياته وقصصه القصيرة ورواياته، أبرزها «محادثة فى الكاتدرائية» و«العمة جوليا وكاتب السيناريو» و«حرب نهاية العالم».

كما قدّم برنامجًا حواريًا على التليفزيون البيروفى، وفى عام ١٩٨٤رفض عرضًا من الرئيس فرناندو بيلاوندى تيرى لتولى منصب رئيس الوزراء.

وفى عام ١٩٨٧، استقطب فارجاس يوسا حشدًا من ١٢٠ ألف شخص فى ليما احتجاجًا على خطط تأميم النظام المالى البيروفى، وأطلق حملة رئاسية، ولكن بعد ثلاث سنوات، وبعد مكالمات هاتفية مسيئة وتهديدات بالقتل، هُزم فى الجولة الثانية أمام ألبرتو فوجيمورى، وغادر البلاد فى غضون ساعات.

وقال فارجاس يوسا، فى تصريحات لصحيفة «ذا جارديان» عام ٢٠٠٢ عن محاولته السياسية: «لم أكذب، قلتُ إننا بحاجة إلى إصلاحات جذرية وتضحيات اجتماعية، وقد نجح الأمر فى البداية، ثم جاءت الحرب القذرة، مُصوّرةً إصلاحاتى على أنها ستُدمّر العمل، لقد كانت فعّالة للغاية، لا سيما مع أفقر فئات المجتمع فى أمريكا اللاتينية، فنحن نُفضّل الوعود عن الواقع».

كابوس جائزة نوبل

تسلم ماريو فارجاس يوسا جائزة نوبل فى الأدب لعام ٢٠١٠ من الملك السويدى كارل السادس عشر جوستاف، فى قاعة الحفلات الموسيقية فى ستوكهولم بالسويد.

وفى بداية الأمر، عندما اتصلت به الأكاديمية السويدية عام ٢٠١٠، ظنّ فارجاس يوسا فى البداية أنها «مزحة»، وصرح لصحيفة «ذا جارديان» عام ٢٠١٢ بأن جائزة نوبل كانت «حكاية خيالية لمدة أسبوع»، ثم عاد ووصفها: «لكنها كابوس لمدة عام»، مشيرًا إلى الاهتمام الكبير الذى حصده بعد فوزه بالجائزة والذى جعله عاجزًا عن الكتابة، مؤكدًا: «لا يمكنك تخيل الضغط الذى تحملته لإجراء المقابلات والذهاب إلى معارض الكتب».

ولا يدع فارجاس يوسا فرصة لكى يؤكد اعتزازه بصفته «كاتب»، ففى حوار سابق له عام ٢٠١٢ قال: «تعلمتُ من تجاربى السياسية أننى كاتب، لا سياسى»، مضيفًا: «أحد أسباب عيشى لهذه الحياة هو رغبتى فى خوض مغامرات شيّقة، لكن أفضل مغامراتى كانت أدبية أكثر منها سياسية».

وعلى الرغم من شهرة الكاتب العالمية، إلا أنه واصل إفساح المجال للكتابة الروائية، حيث صدرت له أربع روايات بعد فوزه بجائزة نوبل، وفى عام ٢٠٢٣، أعلن عن روايته الأحدث التى جاءت بعنوان «أهبك صمتى» أنها ستكون آخر رواياته، وصرح لصحيفة «لا فانجارديا»: «مع أننى متفائل، لا أعتقد أننى سأعيش طويلًا بما يكفى للعمل على رواية جديدة، خاصةً أن كتابة رواية واحدة تستغرق منى ثلاث أو أربع سنوات، لكننى لن أتوقف عن العمل أبدًا، وآمل أن أمتلك القوة للاستمرار حتى النهاية».