الأربعاء 03 ديسمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

صبرى عبدالمنعم: شوقى شامخ عاش للفن وترك أثرًا لا يُنسى

حرف

بين رُحى الذكريات وألم الغياب، تبقى الصداقة محفورة فى الوجدان لا تزول بمرور الأيام، ومن أصدق وأقرب ليتحدث عن الفنان الكبير شوقى شامخ من صديق العُمر ورفيق الدرب الفنان المخضرم صبرى عبدالمنعم، حيث كشف عن بدايات الصداقة من المعهد العالى للفنون المسرحية، ثم أيام الشقاء وصولًا للنجومية، وهى الصداقة التى ظلت حاضرة بذكرياتها حتى بعد وفاة شامخ، رحمه الله.

الفنان صبرى عبدالمنعم فتح فى حواره مع «حرف» خزانة الذكريات، ليتحدث عن صديقه وشقيقه كما وصفه شوقى شامخ، قائلًا: صديقى الذى لم نفترق إلا فى ساعات النوم، واصفًا إياه بأنه فنان وإنسان استثنائى، عاش وفيًا لفنه وأصدقائه حتى آخر لحظة، وبقيت سيرته علامة مضيئة فى ذاكرة مَن عرفوه عن قرب.

كما يروى عبدالمنعم لنا مشاهد من الحياة الإنسانية التى جمعت بينهما، وملامح شخصية فنان عاش مؤمنًا بأن الفن رسالة ومسئولية، وأن الصداقة الحقيقية لا تُقاس بطول الزمن بل بصدق المواقف.

■ بالحديث مع ابنة الفنان الكبير شوقى شامخ أشارت إلى أنك رفيق درب الفنان الراحل.. حدثنا عن تلك الصداقة؟

- شوقى شامخ -رحمه الله- من أقرب المقربين جدًا لى منذ البداية، حتى إن علاقاتنا كانت تصل إلى حد أننا لم نفترق إلا ساعة النوم ومعنا الفنان الكبير عهدى صادق، بالإضافة إلى مجموعة من الأصدقاء، لكن الروابط بيننا الثلاثة كانت أقوى وأكثر خصوصية وبالتحديد بعد انتهاء دراستنا أصبح لقاؤنا اليومى عادة لا غنى عنها، وكان التواصل مع شوقى جزءًا أساسيًا من روتيننا اليومى، وحتى بعد وفاة بعض الزملاء، ظل شوقى شامخ من الأشخاص الذين يقفون إلى جانبك بصدق، يقدّم الدعم والمساندة بلا تردد، فشخصيته كانت واضحة فى إخلاصه ووفائه، ولم تترك أى مجال للشك فى تلك الصداقة أو عدم الإخلاص يومًا ما.

■ بالتأكيد تلك الصداقة جعلتك شاهدًا حقيقيًا على البداية الفنية لنجومية شوقى شامخ.. كيف بدأت تلك المسيرة؟

- مسيرة شوقى شامخ فى التمثيل بدأت كهواية صادقة، فقد كان يعشق الفن منذ الصغر ويجد فيه متعة كبيرة، لكنه لم يكن يتصور أبدًا أن يتحول هذا الشغف إلى مسيرة احترافية على الشاشة، حتى شاءت الأقدار أن يلتحق بالمعهد العالى للتمثيل، حيث درس بإخلاص ومثابرة، واهتم بصقل موهبته وتطوير قدراته الفنية بشكل جاد، وبعد التخرج انضم إلى فرقة الفنانين المتحدين، وعمل ضمن فرقة الأدوار، التى كانت بمثابة منصة مهمة لاكتساب الخبرة العملية وصقل مهاراته التمثيلية، وكان حظه الكبير أن يصادف فى بداياته الأستاذ أسامة أنور عكاشة الذى رافقه ووجهه فى خطواته الأولى على الشاشة، ليتحول بعدها إلى نجم حقيقى حتى إن كل الأعمال التى شارك فيها تركت بصمة واضحة، سواء من خلال دقة أدائه أو حضور شخصياته القوى والمميز، ما أكسبه شهرة واسعة ونجومية استثنائية، وجعل اسمه معروفًا وموضع تقدير فى الوسط الفنى، ولم يعرف الغرور طريقه إليه يومًا.

■ صداقة على المستوى الإنسانى وزمالة على المستوى الفنى.. ماذا عن الأعمال التى جمعتكما معًا؟

- تعاونّا معًا فى العديد من الأعمال الفنية التى تركت أثرًا واضحًا فى مسيرتنا، بعضها لم نتمكن من إكماله، فى حين اكتملت أعمال أخرى، مثل رأفت الهجان وليالى الحلمية وغيرهما من الأعمال.

■ هل تتذكر مواقف معينة ربطتك به؟

- هناك مواقف عديدة جدًا، لكنها جميعها تندرج تحت إطار العلاقة اليومية التى جمعتنا منذ السبعينيات وحتى يوم وفاة الزملاء، كان تواصلنا يوميًا، وكأن حياتنا مرتبطة بهذا التواصل المستمر، مما جعل كل لحظة نقضيها معًا قيمة، وفى الحقيقة كل الأوقات كانت مميزة، وكل يوم كان يحمل تجربة جديدة، فـ شوقى كان دائم التعلم والاجتهاد، وكان يسعى دائمًا لاكتشاف نفسه وتطوير ذاته، ولم يكن مجرد صديق، بل كان رفيق درب يملأ الحياة ضحكًا وحماسًا واجتهادًا، ولحظاتنا معًا كانت مليئة بالذكريات التى لا تُنسى، كل يوم كان يحمل ضحكة أو درسًا أو موقفًا يجعلنا نزداد احترامًا وإعجابًا به، ورغم وفاته ما زال حاضرًا بذكرياته.

■ فى النهاية.. ماذا تقول عن صديق العُمر شوقى شامخ؟

- شوقى كان مثالًا للالتزام والانضباط، لم يهمل صحته أبدًا، لكن إرادة الله شاءت أن يفرق بيننا فى هذا التوقيت، فقده مّثل خسارة كبيرة، ليس فقط لنا كأصدقاء، بل للوسط الفنى أيضًا، خاصة بالنسبة لمجموعتنا المقربة من الزملاء، رحمه الله، وكان بحق يستحق كل تقدير واهتمام لما قدمه من فن رصين وأخلاق عالية.