الأربعاء 04 ديسمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

الكنز العظيم.. «حرف» تشهد التشغيل التجريبى لـ«المتحف المصرى الكبير»

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

60 قطعة على الدرج العظيم طبقًا لسيناريو عرض مدروس يتناول الحياة الملكية فى مصر القديمة

الأسعار المتداولة حاليًا للتذاكر تخص تجربة حضور التشغيل التجريبى المحدود فقط 

المشرف العام: نستهدف الوقوف على الإيجابيات والسلبيات من أجل تحسين التجربة مع الافتتاح الرسمى

كانت مصر على موعد مع حدث استثنائى هذا الأسبوع مع بدء التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير، الأربعاء 16 أكتوبر الجارى، تمهيدًا للافتتاح الرسمى خلال الفترة المقبلة، إيذانًا بدخول أهم مشروع ثقافى فى القرن الحادى والعشرين الخدمة، ليقدم تجربة فريدة لزواره من جميع أنحاء العالم، إذ يعد مؤسسة ثقافية متكاملة وليس مجرد مكان لعرض القطع الأثرية.

وشهدت «حرف» التشغيل التجريبى للمتحف، الذى يستهدف الوقوف على نقاط القوة والضعف وتلافى أى أخطاء محتملة، ليكون العمل مكتملًا بنسبة 100 % مع الافتتاح الرسمى.

هنا نذهب فى رحلة طويلة مع المتحف المصرى الكبير بداية من قصة إنشائه، والتحديات التى واجهت الدولة لتمويل هذا المشروع الضخم، وكيف أنجز مهندسون وأثريون مصريون هذا الإعجاز الإنشائى، وصولًا للحفل الأسطورى الذى يتم التحضير له قبل الافتتاح النهائى للمتحف الذى سيكون بلا شك نقطة تحول فى مجال السياحة الثقافية والتراثية، ليس لمصر فقط، بل للعالم أجمع.

المسلة

رحلة الزائر من «المسلة المعلقة» إلى «القاعات الرئيسية»

عند وصولك إلى المتحف تجد نفسك أمام واجهة معمارية مذهلة، حيث يظهر التصميم الفريد المبتكر للواجهة معبرًا عن الحضارة المصرية العظيمة، وباستخدام جميع مفرداتها، فيما اعتمد التنفيذ المعمارى على الخامات المحلية المصرية.

وجاء تنفيذ الواجهة المعمارية الفريدة بأيادٍ مصرية خبيرة، وخامات من بيئتنا المحلية الأصيلة، وذلك تأكيد للعالم أن الأحفاد على خطى الأجداد يسيرون، إذ نفذت الواجهة من الرخام والأحجار المصرية المستخرجة من محاجرنا فى سيناء، وهى نفس الخامات التى استخدمها المصرى القديم فى نحت التماثيل الفارهة، وتشييد المعابد بعناصرها المعمارية الباهرة. 

وقد كان التصميم السابق لواجهة المتحف عبارة عن حائط معدنى، يقف منفردًا، بعيدًا عن جدران المتحف الخارجية بمسافة ١٧ مترًا ومجرد هيكل معدنى، يشبه اللوحات الإعلانية، وعلى شكل مثلث يصل أقصى ارتفاع له إلى ٤٦ مترًا، وأقل ارتفاع له يصل إلى ١٢مترًا، وكان الحائط مكسوًّا بالرخام الشفاف المستورد، الذى لا يتوافر إلا فى محاجر منطقة ماسادونيا «جمهورية مقدونيا»، مما قد يفرض علينا نوعًا من الاحتكار مستقبلًا.

بل وكان التصميم السابق يحمل رموزًا مسيئة للحضارة المصرية، لذا كان لا بد من تغيير هذا التصميم، وإلغاء هذا الحائط المعدنى، ليستبدل به التصميم الحالى الفريد لواجهة المتحف المصرى الكبير التى تحوز إعجاب الجميع، ولم تزد تكلفة إنشائها عن مبلغ ٢٠ مليون دولار، بينما كانت التكلفة المبدئية لها تقدر بحوالى ٢٥٠ مليون دولار.

وبمجرد دخولك من البوابة الرئيسية، تستقبلك ساحة فسيحة تزينها أشجار وأعمدة مستوحاة من الطراز المصرى القديم، وأول ما يجذب الانتباه تلك المسلة المعلقة فى مدخل المتحف، التى تمثل معجزة هندسية وفنية.

تعد المسلة واحدة من أهم وأبرز المعالم داخل المتحف المصرى الكبير، وتمثل المسلة تجسيدًا لفكرة الجمع بين التراث والتكنولوجيا، إذ إنها ليست مجرد نصب تذكارى، بل تُعرض بأسلوب مميز يجعلها واحدة من التجارب البصرية الأكثر إثارة فى المتحف، والتي نفذها اللواء المهندس عاطف مفتاح، المشرف العام علي مشروع المتحف المصري الكبير، في سابقة تحدث لأول مرة في العالم.

وتقع المسلة المعلقة فى الساحة الخارجية الكبرى للمتحف، وتحديدًا عند المدخل الرئيسى، حيث تستقبل الزوار فور دخولهم إلى المتحف، ما يضعها فى مقدمة التجربة البصرية للزائرين.

والمسلة المعلقة ليست كأى مسلة مصرية تقليدية، فهى أول مسلة فى العالم تُعرض بهذه الطريقة، حيث تتدلى من الهواء بدلًا من استقرارها على الأرض، ما يُمكّن الزوار من رؤية قاعدتها من الأسفل، وهو أمر غير مسبوق فى تاريخ عرض المسلات، وتُعد هذه الطريقة الفريدة فى العرض ابتكارًا هندسيًا يتيح للزوار فحص قاعدة المسلة، حيث توجد النقوش الفرعونية القديمة، والتى كانت فى العادة غير مرئية فى المسلات التقليدية التى تُعرض بشكل عمودى.

ومع دخول الزائر البهو العظيم للمتحف المؤدى لقاعات العرض يجد نفسه أمام التمثال الضخم للملك رمسيس الثانى، الذى يقف شامخًا فى بهو المدخل، مرحبًا بالزوار فى حضرة التاريخ.

وعلى جانبى الدرج العظيم تُعرض تماثيل ضخمة لملوك الفراعنة، إلى جانب قطع أثرية عملاقة أخرى، مثل النصب التذكارية وأعمدة المعابد، وقد تم تصميم الدرج بحيث يكون المدخل الرئيسى لقاعات العرض، ما يجعل من تجربة الصعود عليه تجربة تشبه الصعود عبر التاريخ.

الزميلة مها صلاح من المتحف المصرى الكبير

ومن الدرج العظيم الرئيسى إلى القاعات التى تروى قصص الحضارة المصرية القديمة بتفاصيلها الرائعة، حيث تقدم كل قاعة تجربة متكاملة تجمع بين التحف الفنية والعرض التفاعلى، ما يمنح الزوار فرصة للتعرف على تاريخ مصر بشكل جديد وممتع.

وبعد الاستمتاع بأعظم مدخل متحفى فى التاريخ ستجد نفسك أمام القاعات الرئيسية التى تضم أروع التحف والآثار، وأول ما سيجذب انتباهك هو السقف الشفاف الذى يسمح بمرور ضوء النهار.

هنا ستجد مجموعة ضخمة من القطع الأثرية، بدءًا من تماثيل الآلهة المصرية القديمة مرورًا بالمجوهرات الملكية والأوانى الحجرية، مع شروحات تفصيلية لكل قطعة تجعل الزائرين يتعرفون على أهميتها ودورها فى الحضارة المصرية.

هذا إلى جانب قاعات خاصة لعرض المومياوات الملكية، وهى تجربة تتيح للزوار التعمق فى طقوس الدفن المصرية القديمة والعناية الكبيرة التى كان يحظى بها الملوك تجهيزًا لانتقالهم للحياة الآخرة.

ومن أبرز القطع فى قاعات المتحف الرئيسية تمثال الملك خفرع، الذى يعكس عبقرية النحت فى مصر القديمة، إلى جانب المجموعة الملكية التى تعود إلى عصر الدولة الحديثة، كما يضم المتحف عدة قطع فريدة مثل تمثال أبوالهول المصغر، والألواح الحجرية المنقوشة التى تسرد الحياة اليومية والدينية فى مصر القديمة.

وتتيح الزيارة مشاهدة مجموعة من الأدوات التى كانت تُستخدم فى الحياة اليومية فى مصر القديمة، مثل الأوانى الفخارية والحجرية، بالإضافة إلى الأسلحة والمجوهرات التى تُظهر مهارات الحرفيين المصريين القدماء.

أما أهم قاعات المتحف فهى قاعة الملك توت عنخ آمون، حيث سيُعرض فيها لأول مرة المجموعة الكاملة التى تم اكتشافها فى مقبرة الملك الشاب، وسيجد الزوار أنفسهم أمام أكثر من ٥٠٠٠ قطعة أثرية تخص الملك توت، بما فى ذلك قناعه الذهبى الشهير والعربة الحربية التى كان يستخدمها.

ومن القطع التى ستعرض لأول مرة فى هذه القاعة هى أدوات الملك الشخصية، مثل السرير الذهبى الملكى، وبعض الحُلى التى كانت توضع على المومياوات للحماية، كما سيتم عرض التابوت الذهبى الكبير الذى وُجد فى مقبرة الملك، والذى سيُشاهد للمرة الأولى خارج مكان اكتشافه.

وقد قرر القائمون على المتحف عدم افتتاح هذه القاعة أمام الزوار خلال فترة التشغيل التجريبى، على أن تكون جاهزة مع الافتتاح الرسمى للمتحف.

موعد الافتتاح الرسمى.. وسيناريو الحفل الكبير 

حتى الآن لم يتحدد الموعد الرسمى لافتتاح المتحف الكبير، إذ أن الأمر يتوقف على الظروف الإقليمية والدولية، حيث تحاول القيادة السياسية اختيار أنسب موعد يسمح بحضور عدد كبير من الضيوف العرب والأجانب، ما يحقق أقصى استفادة ممكنة، خاصة أنه من المتوقع، وفق مصادر على صلة بالملف، أن تستمر فعاليات الافتتاح لمدة ١٠ أيام، وينظم هذه الفعاليات شركات متخصصة، وفقًا لسيناريو وافق عليه رئيس الجمهورية خلال زيارته المتحف فى ديسمبر ٢٠١٨.

ويتضمن هذا السيناريو استقبال الرئيس السيسى ملوك ورؤساء العالم فى الساحة الرئيسية الخارجية للمتحف، بمراسم استقبال رسمية، ثم يلقى كلمة الافتتاح، ويصطحب بعدها الضيوف إلى جولة تبدأ بـ«بهو رمسيس الثانى»، ثم الصعود إلى «الدرج العظيم» والدخول إلى القاعة الرئيسية للملك «توت عنخ آمون» ومشاهدة العرض المتحفى لها، ثم المرور سريعًا على قاعة العرض الرئيسية، ثم الخروج لاستكمال باقى المراسم الاحتفالية. 

ويشتمل باقى المراسم على العديد من المفاجآت، إذ جرى التنسيق مع الجانب اليابانى للاستفادة من التكنولوجيا اليابانية فى الألعاب النارية، وتصوير الحدث بتقنية «٨K» وهى تقنية متقدمة للغاية لا تُستخدم سوى فى اليابان فقط، فيما ينقل بقية العالم فعالياته الكبرى بتقنية «2K» أو «4k» مع نقله وبثه مباشرة على شاشات عملاقة فى ميادين عالمية.

ومن المقرر أن تكون فعاليات اليوم الأول بين ٣ و٤ ساعات، أما باقى الأيام فتشمل فعاليات خاصة بحضور كبار الشخصيات العالمية، ولتحقيق أعلى استفادة، وستجرى طباعة تذاكر دخول مميزة تحمل أرقامًا محددة للاحتفاظ بها، ومن الممكن أن يبلغ سعر تلك التذاكر من ٥٠٠٠ حتى ١٠٠٠٠ دولار، وستكون هناك شركات عالمية ورعاة لتحقيق أعلى عائد وترويج للدولة المصرية وللمشروع.

155 فاترينة عرض وحوالى 100 قاعدة تحمل الآثار الثقيلة

قال الدكتور عيسى زيدان، المدير التنفيذى للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، إن المتحف بدأ منذ فترة تجربة التشغيل التجريبى لبعض أجزائه، مثل ميدان المسلة المعلقة الخاصة بالملك رمسيس الثانى، والبهو العظيم الذى يضم تمثال الملك رمسيس الثانى، وعامود النصر الخاص بالملك مرنبتاح، وتمثال لملك وملكة من العصر البطلمى، بالإضافة إلى الدرج العظيم، الذى يعرض ٦٠ قطعة من أفضل القطع فى الحضارة المصرية القديمة طبقًا لسيناريو عرض مدروس يتناول الحياة الملكية فى مصر القديمة، بما فى ذلك الملوك وأماكن العبادة فى مصر القديمة وعلاقة الملك بالآلهة، كما يشرح فكرة الحياة الآخرة عند المصرى القديم ويختتم ببانوراما رائعة للأهرامات الثلاثة، وكأنها معروضة فى فاترينة عرض.

وشدد على أن هذه المراحل من التشغيل التجريبى أسهمت فى رواج كبير للمتحف المصرى الكبير، و«اليوم نحن بصدد إضافة جزء آخر من المتحف، وهو فتح القاعات الرئيسية للزيارة التجريبية»، مشيرًا إلى أن قاعات العرض الرئيسية تعد من أجمل قاعات العرض المتحفى، وتبدأ من عصر ما قبل التاريخ، وعصر ما قبل بداية الأسرات، وعصر بداية الأسرات، وعصر الدولة القديمة، ثم بعد ذلك ننتقل إلى عصر الدولة الوسطى، ثم عصر الدولة الحديثة، وننتهى بعصر الانتقال الثالث والعصر المتأخر والعصر اليونانى الرومانى طبقًا لسيناريو العرض.

وواصل: «داخل قاعات العرض الرئيسية نتناول فكرة المجتمع وتطوره فى مصر القديمة، بالإضافة لإبراز أهمية الملكية فى مصر القديمة، كما سيجد الزائر لمحات عن المعتقدات عند المصرى القديم منذ عصور ما قبل التاريخ، وصولًا لعصر الانتقال الثالث والعصر المتأخر والعصر اليونانى الرومانى، وكل حقبة من هذه الحقب بها مجموعة مميزة جدًا من الآثار باستخدام أسلوب عرض متميز داخل قاعات متقدمة للغاية توفر تحكمًا بيئيًا على أعلى مستوى فى درجات الحرارة والرطوبة والإضاءة».

ولفت إلى أن العرض المتحفى يتميز باستخدام بعض الوسائل المساعدة مثل شاشات العرض ذات الواقع المعزز، بجانب بطاقات شرح لكل قطعة موجودة داخل قاعات العرض، داخل حوالى ١٥٥ فاترينة عرض، وما يقرب من حوالى ١٠٠ قاعدة تحمل الآثار الثقيلة، و«لأول مرة سيشعر الزائر بتفاعل ديناميكى ينقل له عظمة الحضارة المصرية القديمة».

حلم المتحف من مكتب فاروق حسنى إلى التنفيذ الفعلى

بدأ حلم إنشاء المتحف المصرى الكبير عام ٢٠٠١، فى مكتب الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، الذى تلقى، وقتها، العديد من التقارير التى تحذر من محدودية مساحة المتحف المصرى بالتحرير، سواء قاعات العرض أو المخازن أو معامل الترميم، ومع النشاط الكبير لبعثات التنقيب عن الآثار كانت هناك إشكالية فى تخزين القطع المستخرجة من باطن الأرض.

وتسبب عدم وجود مكان للترميم والعرض فى تخزين آلاف القطع الأثرية فى المخازن الفرعية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، ما تسبب فى سرقة وضياع وتلف العديد من القطع، خاصة فى أوقات الانفلات الأمنى، وهو ما تطلب التدخل بحل نهائى لهذه المشكلة الخطيرة.

فكر فاروق حسنى وقتها فى «المشروع الحلم»؛ صرح ثقافى ضخم يضم أكبر عدد للقطع الأثرية المصرية فى العالم، معامل ترميم على أعلى مستوى، قاعات عرض شاسعة لتجنب مشكلة صغر حجم قاعات المتحف المصرى بالتحرير، متاحف للطفل، مساحات خضراء، قاعات عرض تشبه تلك الموجودة فى المتاحف العالمية.

وبدأت فى ٢٠٠٢ أولى خطوات التنفيذ، بعد أن أعلنت وزارة الثقافة عن تنظيم مسابقة معمارية عالمية لوضع تصميم المتحف الجديد، وقد جذبت هذه المسابقة أنظار العالم، وتقدم لها معماريون واستشاريون من ٨٣ دولة، وفاز تصميم فريق مكون من ١٤ مكتبًا استشاريًا من ٦ دول هى: مصر، أيرلندا، إنجلترا، هولندا، النمسا، وكندا، وشارك ٣٠٠ مهندس واستشارى دولى ومحلى فى وضع الرسومات والدراسات الخاصة بالمتحف.

وتحدد موقع المشروع على مساحة ١١٧ فدانًا بالقرب من «ميدان الرماية» بالجيزة، على بعد كيلومترين شمال منطقة الأهرامات بما يستوعب ٥ ملايين زائر، لتبدأ بعدها، وتحديدًا فى مايو ٢٠٠٥، عمليات إخلاء الموقع من الإشغالات، وبناء أسوار تحديد الملكية بطول ٣ كم، وتمهيد الطرق الداخلية، وتسهيل موقع آمن لـ«تمثال رمسيس» الذى سيزين مدخل المتحف، إضافة إلى البوابات، وإضاءة الموقع بأكمله، مع إعداد دراسة حول تأثر حركة المرور بالمنطقة بعد البناء.

لكن العمل به توقف تمامًا بعد أحداث ٢٥ يناير وما تبعها من اضطرابات، ومع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مهام المسئولية، عقب ثورة ٣٠ يونيو، أعاد المشروع إلى الواجهة من جديد، حين وجه الرئيس المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء آنذاك، بحصر المشروعات المتعثرة، وكان على رأسها مشروع إنشاء المتحف المصرى الكبير، حيث اتضح أن التعثر سببه عدم توفر الاعتماد المالى، وارتفاع تكلفة الإنشاء إلى ١.٦ مليار دولار.

وفى أكتوبر ٢٠١٦ صدر القرار بتشكيل لجنة من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ووزارة الإسكان، لدراسة أسباب تعثر هذا المشروع وإيجاد سبل للحل، وذلك برئاسة اللواء عاطف مفتاح، القائم على الحلم الكبير الآن بصفته المشرف العام على المشروع.

درس اللواء عاطف مع أعضاء اللجنة سبل تخفيض الميزانية من ١.٦ مليار دولار إلى ٩٥٠ مليون دولار بشكل مبدئى، وبالفعل جرى الوصول لسيناريو التخفيض، وعرض الأمر على المهندس محلب، فى نهاية ٢٠١٥، وكان وقتها يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، الذى نقل الصورة للرئيس.

بعدها بدأ الجد، بتولى الهيئة الهندسية مهمة الإدارة والإشراف على تنفيذ المشروع، فى فبراير ٢٠١٦، وكان التحدى الرئيسى هو خفض الميزانية مع الحفاظ على الجودة فى الوقت ذاته، وهو ما حدث عن طريق استخدام خامات محلية بديلة وحلول هندسية خارج الصندوق، وبالفعل تم خفض الميزانية حتى وصلت فى النهاية، ورغم ارتفاعات الأسعار، إلى مليار دولار.

وعلى مدار السنوات الماضية عملت الهيئة الهندسية ووزارة السياحة والآثار على إنهاء كل الأعمال، بأعلى مستوى من الجودة مع خفض النفقات، وكان مقررًا انتهاء المتحف مبكرًا، لكن جاءت أزمة فيروس كورونا وعطلت الأعمال جزئيًا، نتيجة الإغلاق الجزئى، لكن العمل تواصل، غير أن الظروف لم تعد مناسبة بعدها للافتتاح، نظرًا للحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من أحداث وآخرها الحرب فى غزة ولبنان.

المشرف على المشروع: قاعة توت عنخ آمون خارج التشغيل التجريبى