بين مذكرات آل باتشينو وأسرار التصوف الألباني.. ماذا يقرأ العالم اليوم؟

فى إطار عملها الصحفى والثقافى، تحرص «حرف» على استكشاف ومطالعة كل ما هو جديد فى ساحة النشر الدولية والإقليمية، فى توجه تنحاز إليه لتعريف القارئ المصرى والعربى بكل ما ينتجه العالم من معارف وثقافات وكتابات، أيًا كان نوعها ومجالها، طالما يصب فى صالح الإنسانية وتثقيف العقل البشرى.
ومن خلال صفحة «ماذا يقرأ العالم؟»، تأخذ الجريدة قراءها فى رحلة خاصة لتعريفهم على المنتج الإبداعى الغربى، من خلال جولات فى أبرز المكتبات ودور النشر العالمية، لنتعرف على عدد من الأعمال الجديدة التى صدرت مؤخرًا فى مجالات الرواية والسياسة والثقافة والسينما والمغامرة.
أبرز تلك الأعمال كان مذكرات النجم آل باتشينو، التى تحمل عنوان «سونى بوى»، ويكشف فيها عن تفاصيل رحلته الطويلة من شوارع «برونكس» إلى نجوميته الطاغية، بجانب مذكرات البابا فرانسيس، التى ينوى إصدارها فى يناير المقبل، فضلًا عن إلقاء الضوء على كتاب «المسلمون لا يهمون» لأول وزيرة مسلمة فى بريطانيا، وكذلك قصة الطائفة الصوفية الألبانية التى تخطط لتأسيس دولة إسلامية على غرار الفاتيكان.

Sonny Boy.. آل باتشينو فى مذكراته: غسلت مراحيض المسارح من أجل التمثيل
صدرت حديثًا مذكرات النجم آل باتشينو، وسط اهتمام كبير من وسائل الإعلام الدولية، التى أفردت صفحاتها لمقتطفات كثيرة من هذه المذكرات، التى تحمل عنوان: «Sonny Boy: A Memoir»، أو «مذكرات سونى بوى».
ويستعرض آل باتشينو، فى مذكراته الصادرة عن دار نشر «بنجوين»، تفاصيل رحلة صعوده، من البدايات المتواضعة إلى النجومية الطاغية. كما يسرد العديد من القصص الشخصية، وما وراء كواليس الأفلام التى قدمها خلال العقود الستة الماضية، وعلى رأسها «الأب الروحى» أو «العراب».
كانت سنوات آل باتشينو المبكرة صعبة، فبعد فترة وجيزة من انفصال والده سالفاتورى باتشينو، وهو جندى فى الحرب العالمية الثانية وموظف تأمين، عن والدته «روز»، التى كانت تعمل فى أحد المصانع، قضى أكثر الأوقات صعوبة فى حياته.
ورغم أن والدته عانت من مشاكل فى صحتها العقلية، وحاولت الانتحار عندما كان ابنها صبيًا، مثلت الدرع الحامية له، ومنعته من الخروج إلى الشوارع ليلًا، أو الوقوع فى مشاكل مع أصدقائه، لتوجه إياه طريق النجاح، وأولى خطواته الالتحاق بمدرسة نيويورك الثانوية للفنون المسرحية.
ونترككم فيما يلى مع مقتطفات من مذكرات آل باتشينو، كما وردت فى كتابه:
سونى
بدأت والدتى فى اصطحابى إلى السينما، عندما كنت فى الثالثة أو الرابعة من عمرى. كانت تعمل فى المصنع وغيره من الوظائف الشاقة أثناء النهار، وعندما تعود إلى المنزل كنت رفيقها الوحيد. بعد ذلك، كنت أستعرض الشخصيات فى ذهنى وأعيدها إلى الحياة، واحدة تلو الأخرى، فى شقتنا.
كانت السينما مكانًا حيث يمكن لأمى العزباء الاختباء فى الظلام، وعدم الاضطرار إلى مشاركة طفلها «سونى» مع أى شخص آخر. كان هذا اللقب الذى أطلقته علىّ، من الأغنية الشعبية لآل جولسون، والتى كانت تغنيها لى كثيرًا.
عندما ولدت عام ١٩٤٠، كان والدى سالفاتورى باتشينو فى الثامنة عشرة من عمره، وكانت والدتى روز جيراردى باتشينو أكبر منه ببضع سنوات. كانا والدين صغيرين.
ربما لم أكن قد بلغت الثانية من عمرى عندما انفصلا، وعشت أنا ووالدتى فى سلسلة من الغرف المفروشة فى «هارلم»، ثم انتقلنا إلى شقة والديها فى جنوب «برونكس». لم نحصل على أى دعم مالى من والدى، وفى النهاية، خصصت لنا المحكمة ٥ دولارات شهريًا، وهو ما يكفى لتغطية نفقاتنا فى منزل جدى.
كان والدا أمى يعيشان فى بيت من ٦ طوابق فى شارع «براينت»، تحديدًا فى شقة من ٣ غرف فى الطابق العلوى، الذى يتميز بإيجار أقل. وفى بعض الأحيان كان يعيش معنا ٦ أو ٧ أشخاص فى نفس الوقت. كنت أنام بين جدى وجدتى، أو فى سرير بغرفة المعيشة.
لم أكن أعرف من قد ينتهى به الأمر إلى التخييم بجوارى.. قريب يمر فى المدينة، أو ربما شقيق أمى، عائدًا من فترة خدمته فى الحرب، هناك فى المحيط الهادئ، حيث كان يأخذ أعواد الثقاب الخشبية ويضعها فى أذنيه لإسكات الانفجارات!
القادمان من صقلية
وُلد والد أمى باسم فينسينزو جيوفانى جيراردى، وكان من بلدة صقلية قديمة، عرفت فيما بعد أن اسمها كان «كورليونى». وعندما كان فى الرابعة من عمره هاجر إلى الولايات المتحدة، ربما بطريقة غير شرعية، وهناك أصبح «جيمس جيراردى».
عندما كنت فى السادسة من عمرى، عُدت إلى المنزل من أول يوم لى فى المدرسة، فوجدت هذا الجد يحلق ذقنه فى الحمام. كان أمام المرآة، يرتدى قميصًا مع حمالات بنطاله إلى أسفل على جانبيه. كنت واقفًا فى المدخل المفتوح، وقلت: «جدى، طفل فى المدرسة ارتكب شيئًا سيئًا للغاية. لذا ذهبت وأخبرت المعلمة، فعاقبت ذلك الطفل».
قال جدى دون تردد: «إذن أنت فأر، أليس كذلك؟». كانت ملاحظة عرضية، وكأنه يقول: «هل تحب البيانو؟ لم أكن أعرف ذلك». ضربتنى كلماته مباشرة فى عقلى، ولم أشى بأى شخص فى حياتى مرة أخرى. رغم أننى الآن، بينما أكتب هذه السطور، أعتقد أننى أشى بنفسى!
كانت زوجته «جدتى كيت» ذات شعر أشقر وعيون زرقاء، مثل ماى ويست، وهو أمر نادر بين الإيطاليين. كنا الإيطاليين الوحيدين فى حيّنا، وكانت معروفة بطبخها. عندما كنت أخرج من الباب، كانت توقفنى بقطعة قماش مبللة، تبدو دائمًا فى إحدى يديها، وتقول: «امسح الصلصة عن وجهك. سيعتقد الناس أنك إيطالى».
كانت أمريكا قد أمضت للتو ٤ سنوات فى محاربة إيطاليا. ورغم أن العديد من الأمريكيين الإيطاليين ذهبوا إلى الخارج للمساعدة، جرى تصنيف آخرين على أنهم أجانب أعداء، ووضعوا فى معسكرات الاعتقال.
كنت طفلًا وحيدًا، وحتى السادسة من عمرى لم يُسمح لى بالخروج من المبنى بمفردى، فقد كان الحى غير آمن إلى حد ما. كان رفاقى الوحيدون، إلى جانب أجدادى وأمى وكلب صغير يُدعى «تريكسى»، هم الشخصيات التى أتقمصها من الأفلام التى أراها فى السينما.
انتحار أمى
كانت والدتى امرأة جميلة، لكنها كانت هشة عاطفيًا. كانت تزور طبيبًا نفسيًا من حين لآخر، عندما كان جدى يملك المال لدفع تكاليف جلساتها. لم أكن أعلم أن والدتى تعانى من مشاكل، حتى حدث شىء ما.
كنت فى السادسة من عمرى، وأستعد للخروج للعب. كنت جالسًا على كرسى فى المطبخ، بينما ربطت والدتى حذائى وألبستنى سترة لتدفئتى، ولاحظت أنها كانت تبكى. تساءلت عن السبب. لم أعرف كيف أسأل، فقد كانت تقبلنى فى كل مكان. وقبل أن أغادر مباشرة احتضنتنى بقوة. كان الأمر غير معتاد، لكننى كنت حريصًا على النزول إلى الطابق السفلى ومقابلة الأطفال الآخرين، ولم أفكر فى الأمر بعد ذلك.
كنت بالخارج لمدة ساعة تقريبًا عندما رأينا ضجة فى الشارع. كان الناس يركضون نحو مسكن أجدادى. قال لى أحدهم: «أعتقد أنها والدتك». لم أصدق ذلك، لكننى بدأت فى الركض معهم. كانت هناك سيارة إسعاف أمام المبنى، ومن الأبواب الأمامية، يخرج شخص محمول على نقالة، كانت والدتى. لقد حاولت الانتحار.
أول طريق التمثيل
فى المدرسة، كنت أؤدى مسرحيات مدرسية، وكان التمثيل مجرد وسيلة لتفريغ طاقتى، والهروب من الفصول الدراسية. لكن بطريقة ما أصبحت الرجل الذى يجب أن يكون موجودًا فى هذه العروض المدرسية.
فى الثامنة عشرة، كنت أتناول مشروبًا بحانة فى شارع صغير بمانهاتن. المكان كان فيه نافذة كبيرة تطل على استديو «هربرت بيرجهوف»، وهى مدرسة تمثيل كنت أحاول الالتحاق بها. أخبرنى أحد الأصدقاء عن المدرسة، وعن مدرس رائع هناك يُدعى تشارلى لوتون. قلت: «الممثل تشارلز لوتون؟»، قال، «لا، لا، رجل آخر اسمه تشارلى لوتون».
وبالفعل تم تقديمى إلى تشارلى لوتون، فى نفس الحانة بعد فترة. فى اللحظة التى وقعت فيها عيناى عليه، فكرت، هذا الرجل هو نوعى المفضل من الرجال. كان أكبر منى بـ١٠ سنوات. وبالفعل التحقت باستديو «هربرت بيرجهوف». لم يكن لدى مال، لذلك نظفت الممرات والغرف حيث كانت دروس الرقص، ومنحونى منحة دراسية.
بعد أن تركت الدراسة فى سن المراهقة لمساعدة والدتى «روز»، عملت فى وظائف غريبة لم تدم طويلًا، ثم أصبحت عنصرًا ثابتًا فى المشهد المسرحى بنيويورك، حيث صقلت حرفتى وموهبتى، والتقيت بنجوم المستقبل، مثل مارتن شين «زميل آل باتشينو السابق فى السكن، والذى عمل أيضًا معه فى تنظيف المراحيض بمسرح وسط المدينة».
العراب
بدأت علاقتى بالمخرج الذى غير حياتى بشكل غريب. لقد رآنى فرانسيس فورد كوبولا على مسرح «برودواى»، وأراد مقابلتى حول دور ما. لذا سافرت إلى سان فرانسيسكو، وعلى مدى الأيام الخمسة التالية، أخذنى لتناول العشاء، وتحدثنا عن مشروع فيلمه.
«فرانسيس» كان عبقريًا. كان قائدًا وفاعلًا ومغامرًا. لكننى كنت مجهولًا مغمورًا، لذا رُفض الفيلم الذى أراد «فرانسيس» تقديمه معى فى كل مكان. اعتقدت أننى لن أسمع عنه مرة أخرى. مرت شهور، ثم فى أحد الأيام، تلقيت مكالمة هاتفية. كان المتصل على الطرف الآخر من الخط فرانسيس كوبولا.
أولًا، أخبرنى بأنه سيخرج فيلم «الأب الروحى» أو «العراب». اعتقدت أنه ربما كان يتخيل. كنت قد قرأت رواية ماريو بوزو، التى حققت نجاحًا كبيرًا. كانت المشاركة فى فيلم مثل هذا مهمة جدًا لأى ممثل.
قال «فرانسيس» إنه يريدنى أن ألعب دور «مايكل كورليونى». بدأت أشك فى أنه كان يتحدث على الهاتف على الإطلاق. ربما كنت أنا من يمر بانهيار عصبى. بالنسبة لمخرج أن يعرض عليك دورًا عبر الهاتف، وليس من خلال وكيل، وهذا الدور من بين كل الأدوار. كان ذلك بمثابة فرصة مائة مليون إلى واحد. لم أفكر حتى فى الأمر باعتباره فرصة، لأننى لم أصدق ذلك. من أنا حتى يسقط هذا الدور فى حضنى؟!
عندما أغلقت الهاتف أخيرًا مع «فرانسيس»، كنت فى حالة ذهول. لم تكن شركة «باراماونت» تريدنى أن ألعب دور «مايكل كورليونى». لقد أرادوا جاك نيكلسون، أو روبرت ريدفورد أو وارن بيتى أو رايان أونيل.
فى الكتاب، وصف ماريو بوزو «مايكل» بأنه من المفترض أن يكون قصيرًا، داكن الشعر، ووسيمًا بطريقة حساسة، ولا يشكل تهديدًا واضحًا لأى شخص. لم يبدو هذا مثل الرجال الذين أرادهم الاستديو. لكن هذا لا يعنى أنه يجب أن أكون أنا.
لقد رفضت شركة «باراماونت» بالفعل جيمى كان وبوب دوفال. لقد رفضوا حتى «براندو»، كان من الواضح تمامًا أنهم لا يريدوننى أيضًا. لكن إليكم السر: أرادنى «فرانسيس»، وكنت أعلم ذلك. ولا يوجد شىء مثل عندما يريدك المخرج.
عندما عرفت أننى حصلت على الدور، اتصلت بجدتى لأخبرها: «هل تعلمين أننى سأكون فى فيلم العراب؟ سألعب دور مايكل كورليونى». قالت: «أوه، يا بنى، اسمع! ولد جدك فى كورليونى. هذا هو المكان الذى نشأ فيه».
لم أكن أعرف أين ولد جدى، فقط أعرف أنه جاء من صقلية، لكن بعد أن علمت من جدتى أنه جاء من «كورليونى»، وهى مدينة صغيرة فى صقلية، فكرت، يجب أن أحصل على مساعدة من مكان ما، لأنه كيف يمكن لمثل هذا الشىء المستحيل «حصولى على الدور» أن يحدث من الأساس؟
روبرت دى نيرو
فى حين أن هناك أشياء مشتركة بينى وبين روبرت دى نيرو، فإننا مختلفان عن بعضنا البعض بقدر ما يمكن لأى شخصين أن يكونا مختلفين. كانت هناك منافسة بيننا، لا بد من وجودها فى رأيى، خاصة عندما كانت العروض المُقَدمة متشابهة، أدوار من الممكن أن تذهب إلى أى منا، ويمكن لأى منا أن يلعبها. هنا، هنا فقط، يظهر التنافس.
لقد تواصلت أنا و«بوب» من خلال الأفلام. كان الفن هو الذى يشعل حماسنا، والذى أعطانا وسيلة للتعبير. كنا مرتبطين بالفن
إليزابيث تايلور
التقيت نجمة السينما العظيمة إليزابيث تايلور أثناء تمثيلها على المسرح، وأصبحنا صديقين سريعين. كنا نقضى الوقت معًا، ونستمتع بصحبة بعضنا البعض. هى ممثلة عظيمة ذات قلب رقيق. نتحدث عن كل شىء. أسألها دائمًا عن ريتشارد بيرتون الذى تزوجته مرتين، وكان الممثل المفضل لدى، إلى جانب مارلون براندو. أحيانًا تتسامح معى وأحيانًا أخرى تتجاهلنى.
معجزة صغيرة
إنجاب طفل وأنا لدى ٨٤ عامًا بمثابة «معجزة صغيرة». تربية طفل فى هذه السن يمنحنى شعورًا لا يضاهى، فإلى جانب «جولى» البالغ ٣٤ عامًا، والتوأم «أنطون» و«أوليفيا» صاحبى الـ٢٣ ربيعًا، أصبح لدى «رومان» البالغ ١٦ شهرًا.
إنه لأمر رائع أن يكون لديك أطفال. بالنسبة لى، أحببت ذلك، لقد غيرنى إلى الأفضل. لقد غيرنى مدى الحياة. الفكرة التى تجعلك تركز على البشر الآخرين الممثلين فى أطفالك هى الحب.

Bektashi.. «دولة بكتاشيا».. طائفة صوفية تسعى لإقامة «فاتيكان إسلامية» فى ألبانيا
أثار خبر نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية مؤخرًا الكثير من الفضول، فى ظل حديثه عن سعى الطائفة البكتاشية الصوفية لإقامة «نسخة إسلامية من الفاتيكان»، من خلال تأسيس دولة صغيرة ذات سيادة داخل حدود ألبانيا، تسمح بـ«شرب الخمر وارتداء النساء ما يردن».
وتأتى هذه الخطوة أسوة بدولة الفاتيكان داخل إيطاليا، التى تعد أصغر دولة فى العالم من حيث المساحة. ولو حدث وصادق البرلمان الألبانى على تأسيس دولة «بكتاشيا»، ستكون الأصغر فى العالم، لأن مساحتها رُبع مساحة الفاتيكان.
ووفقًا للصحيفة الأمريكية، أعلن إيدى راما، رئيس الوزراء الألبانى، عن أن حكومته تخطط لـ«إقامة دولة صغيرة ذات سيادة داخل حدود العاصمة تيرانا»، خاصة بطائفة «البكتاشية» الصوفية.
وأضاف: «هدف الدولة الجديدة تعزيز نسخة متسامحة من الإسلام تفتخر بها ألبانيا. ستستغرق بعض الوقت. ورغم ما يقوله الناس عن أننى مجنون، هذا لا يهمنى، فقد قالوا ذلك عنى أكثر من مرة».
ومن المعروف أيضًا أن «البكتاشية» كان لهم وجود واضح فى مصر خلال حكم محمد على، فى الفترة من ١٨٠٥ إلى ١٩٥٢. وقال المؤرخ الكبير عبدالرحمن الجبرتى إن عبدالله بكتاش الترجمان كان من «بكتاشية» محمد على باشا المقربين.
وهناك العديد من الكتب التى تناولت الطائفة «البكتاشية»، من بينها كتاب «الطريقة البكتاشية للدراويش»، للكاتب جون كينجسلى بيرج، الذى يقدم فيه رؤية نادرة على فرع غير معروف من التصوف الإسلامى، ويكشف الكثير عن أصل ومعتقدات «البكتاشية»، وتمركزهم فى ألبانيا والبلقان.
ويعد هذا الكتاب أقدم مصدر أساسى باللغة الإنجليزية للمعلومات حول معتقدات وممارسات وتاريخ الطريقة «البكتاشية» الصوفية. ويكشف «بيرج» فيه عن أنه «على الرغم من معتقداتها الليبرالية نسبيًا، فإن الطريقة البكتاشية غير معروفة فى الغرب، لأنها محصورة إلى حد كبير فى تركيا والبلقان».
وشرح المؤرخ جون كينجسلى، فى كتابه، «أصل ومعتقدات البكتاشية الأساسية»، وكيف أصبحت الحركات العلوية و«البكتاشية» قوة اجتماعية وسياسية رئيسية فى دول البلقان.
هناك أيضًا كتاب «البكتاشيون الألبان: تاريخ وثقافة طريقة الدراويش فى البلقان»، الذى يعد من أبرز الكتب التى تتناول تاريخ الطائفة «البكتاشية»، من تأليف المؤرخ الكندى روبرت إلزى، المتخصص فى الدراسات والفولكلور الألبانى.
وقال «إلزى»، فى كتابه الذى أصدرته دار نشر «آى بى توريس»، إن «الدراويش البكتاشيين هم طائفة صوفية علوية توجد فى الأناضول والبلقان، ولها حضور قوى فى ألبانيا»، مستعرضًا تاريخ «البكتاشيين»، ودورهم فى المجتمع الألبانى.
وتناول «إلزى» تاريخ وثقافة «البكتاشيين»، وحلل الكتابات التى كتبها المسافرون الأوائل إلى المنطقة عن هذه الطائفة، مثل مارجريت هاسلوك والسير آرثر إيفانز، مع تقديم قائمة شاملة بـ«التكايا» و«الطرب/الأضرحة» فى ألبانيا والدول المجاورة.
كما يقدم فى الكتاب أيضًا صورًا لشخصيات «البكتاشيين» البارزة فى التاريخ والأساطير، ليكون دليلًا مرجعيًا كاملًا عن «البكتاشيين» فى ألبانيا والبلقان، وكذلك الطوائف الإسلامية والتاريخ والثقافة الألبانية.

HOPE.. بابا الفاتيكان يطرح سيرته الذاتية فى يناير المقبل: «رحلة أمل لكل شعب الله»
تطرح دار نشر «بينجوين راندوم هاوس» الإيطالية السيرة الذاتية للبابا فرانسيس، التى كتبها بنفسه، وتحمل اسم «Hope» أو «الأمل»، فى يناير من العام المقبل.
وستكون المذكرات، التى بدأ بابا الفاتيكان العمل عليها فى مارس ٢٠١٩، مُتاحة فى أكثر من ٨٠ دولة، فى ١٤ يناير المقبل. وكانت الخطة الأساسية نشر هذه المذكرات بعد وفاة البابا، قبل أن يتراجع ويقرر نشرها فى يناير ٢٠٢٥، بالتزامن مع «عام اليوبيل»، الذى يحدث كل ٢٥ عامًا، وتُخصصه الكنيسة الكاثوليكية للمغفرة والاحتفال.
وذكرت مجلة «بيبول» الأمريكية أن البابا فرانسيس، البالغ من العمر ٨٧ عامًا، يصنع التاريخ بنشر هذه المذكرات، باعتبارها المرة الأولى التى ينشر فيها بابا الفاتيكان مذكراته وهو ما زال فى منصبه.
وأضافت المجلة: «فى يناير ٢٠٢٥، سيصبح البابا فرانسيس أول بابا فى منصبه ينشر سيرة ذاتية». ورغم أن البابا فرنسيس نشر كتبًا عديدة فى السنوات الماضية، لم تكن سيرة ذاتية كاملة، وفق «بيبول».
وقال البابا فرانسيس عن المذكرات: «قصة رحلة أمل، رحلة لا يمكننى فصلها عن رحلة عائلتى وشعبى، كل شعب الله. هى أيضًا كتاب أولئك الذين سافروا معى، وأولئك الذين سبقونى، وأولئك الذين سيتبعوننى».
وأضاف: «السيرة الذاتية ليست قصتنا الخاصة، بل هى الأمتعة التى نحملها معنا. والذاكرة ليست فقط ما نتذكره بل ما يحيط بنا. هى لا تتحدث فقط عما كان بل عما سيكون. يبدو الأمر وكأنه بالأمس، ومع ذلك فهو الغد. كل شىء قد ولد ليزهر فى ربيع أبدى».
ويأتى الإعلان عن المذكرات بعد نشر آخر كتاب للبابا فرانسيس، الذى حمل عنوان «الحياة: قصتى عبر التاريخ»، فى مارس الماضى، وروى فيه تجربته مع عدة أحداث تاريخية كبرى، مثل الانقلاب فى الأرجنتين عام ١٩٧٦، وانتخابه بابا للفاتيكان، وجائحة «كورونا».
وبحسب دار نشر «بينجوين راندوم هاوس»، تقدم مذكرات «الأمل» منظورًا فريدًا من البابا، وتحتوى على «ثروة من الاكتشافات والقصص غير المنشورة، محورها الأساسى هو حياة الحبر الأعظم».
وأضافت أن «البابا فرانسيس كان ينوى طرح هذا الكتاب الاستثنائى بعد وفاته، لكن احتياجات العصر، وعام اليوبيل فى ٢٠٢٥، دفعاه إلى جعل هذا الإرث الثمين متاحًا الآن»، مشيرة إلى أن «الأمل» هى أول سيرة ذاتية فى التاريخ تُنشر من بابا للفاتيكان ما زال فى منصبه.
وتبدأ السيرة الذاتية الكاملة للبابا فرانسيس، التى كُتبت على مدى ٦ سنوات، بالاشتراك مع كارلو موسو، مؤسس دار النشر الإيطالية المستقلة «Libreria Pienogiorno»، بالسنوات الأولى من القرن العشرين، مع جذور البابا الإيطالية، وهجرة عائلته الشجاعة إلى أمريكا اللاتينية، وتستمر خلال طفولته، وحماسه وانشغالاته فى شبابه، ودعوته، وحياته البالغة، وكل فترة البابوية حتى يومنا هذا.
ويسرد البابا فرانسيس ذكرياته بقوة، مع الكشف عن عواطفه الشخصية، وبعض اللحظات الحاسمة فى منصبه، إلى جانب الحديث بصراحة وجرأة عن بعض أهم القضايا المثيرة للجدل فى العصر الحالى، ومنها الحروب التى تواجه العالم منذ ٨ عقود، بما فى ذلك الصراعات فى أوكرانيا والشرق الأوسط، فضلًا عن أزمات الهجرة والمناخ والمرأة والجنس والتطورات التكنولوجية، ومستقبل الكنيسة والدين بشكل عام.
وتتضمن مذكرات «الأمل» صورًا ومواد خاصة غير منشورة، أتاحها البابا فرانسيس، ويسرد فيها بعض ذكرياته وملاحظاته حول بعض الأحداث، مثل سقوط جدار برلين، وهجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١، وحتى جائحة «كورونا»، فضلًا عن رسائل صريحة ومستقبلية حول الأزمات الكبرى التى تواجه العالم الآن.
وقال كارلو موسو، المشارك فى إعداد هذه المذكرات، إن كتابة كتاب «الأمل»، الذى يحتوى على مجموعة مختارة من الصور غير المنشورة سابقًا، إلى جانب المادة النصية، كانت مغامرة طويلة ومكثفة.

Muslims .. أول وزيرة مسلمة فى بريطانيا مرعوبة من «الإسلاموفوبيا»
أصدرت دار نشر «ذا بريدج ستريت برس»، فى ٣ أكتوبر الجارى، كتاب «Muslims Don't Matter» أو «المسلمون لا يهمون»، من تأليف سعيدة وارسى، أول وزيرة مسلمة فى بريطانيا.
وتكشف «وارسى»، التى تولت رئاسة حزب «المحافظين» فى الفترة من ٢٠١٠ إلى ٢٠١٢، إلى جانب منصب وزيرة الخارجية فى الفترة من ٢٠١٠ إلى ٢٠١٤، فى الكتاب الصادر حديثًا، تفاصيل زيادة كراهية المسلمين فى بريطانيا.
وتحدثت الوزيرة المسلمة، فى الكتاب الذى أصبح فى صدارة قائمة الكتب الأكثر مبيعًا من فئة «الدراسات الإسلامية» على موقع «أمازون»، عن عدة حوادث أثارت الهلع فى نفوس المسلمين والمجتمع ككل، من بينها قتل ٣ مسلمين بشوارع إنجلترا، فى ٣ حوادث منفصلة، وعلى يد ٣ رجال مختلفين، مشيرة إلى أن كل واحد من الضحايا كان مستهدفًا لمجرد كونه مسلمًا.
وأضافت أن هذه الهجمات كانت نتيجة التصاعد الخبيث لـ«الإسلاموفوبيا» فى بريطانيا، مؤكدة تصاعد كراهية المسلمين فى الحياة العامة، بالتزامن مع العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة.
وشددت على أن «العنصرية المعادية ضد المسلمين فى بريطانيا أصبحت خارجة عن السيطرة بشكل خطير»، حتى إنه بالنسبة للكثيرين فى بريطانيا أصبح «المسلمون لا يهمون»، وهو عنوان كتابها.
وكشفت سعيدة وارسى، فى كتابها المكون من ١٧٦ صفحة، عن أن «الكراهية ضد المسلمين فى بريطانيا تغذيها شبكة من المنافذ الإعلامية ومراكز الأبحاث والمعلقين، وحتى فى صناعة الترفيه»، مؤكدة أن «هناك الكثير من المسلمين البريطانيين المرعوبين من أعمال الشغب، يفكرون بجدية فيما إذا كان ينبغى أن تظل بريطانيا وطنهم».
وسردت كيف شهدت بريطانيا الحديثة ارتفاعًا خبيثًا فى معاداة الإسلام، من اليمين واليسار على حد سواء، بسبب القصص الإعلامية المضللة، مثل قضية «حصان طروادة» فى مدارس برمنجهام، وصولًا إلى الكراهية الموجهة إلى السياسيين والشخصيات العامة المسلمين بالتزامن مع صراع غزة.
وشددت على أن «هذا التحيز تزايد دون رادع بشكل مخيف»، معتبرة أن «هذا ليس مفاجئًا، فى ظل أن القادة السياسيين ببريطانيا لا يستطيعون حتى إجبار أنفسهم على استخدام كلمة معاداة الإسلام».
وواصلت: «لقد سئمت من التحذير من آرائى. لقد سئمت من الإدانة قبل أن أعطى نفسى رخصة التحدث. لقد سئمت من الشعور بالالتزام بالنأى بنفسى عن الآراء المسيئة للمسلمين. لقد سئمت من كونى مسلمة طيبة ومقبولة ولطيفة».
واعتبرت أن «وزراء حزب المحافظين همشوا بشكل منهجى مخاوف المسلمين، ما أدى إلى تقويض حقوق الإنسان، التى يجب أن تكون عالمية، بغض النظر عن المعتقد»، مشيرة إلى أن «الإهانات والتشويهات كانت شائعة، والإدارات المتعاقبة تفضل غالبًا التعامل مع الدُمى المطوّعة، بدلًا من قادة المجتمع الموثوق بهم».
ولم تُخفِ «وارسى» ارتياحها لابتعاد حزب «المحافظين»، الذى كانت تمثله فى وقت من الأوقات، عن السلطة فى بريطانيا، معربة عن أملها فى أن يبلى رئيس وزراء بريطانيا الحالى، كير ستارمر، وحزب «العمال»، بلاءً أفضل، من خلال احترام تقرير مشترك بين الأحزاب حول «الكراهية ضد المسلمين»، والذى تجاهله ريشى سوناك، رئيس الوزراء السابق.
وأوضحت «وارسى» كيف يتم إسكات المسلمين، وتصنيفهم وتشويه سمعتهم من قبل الصحافة والأحزاب السياسية البريطانية، مؤكدة أنها استقالت من حزب «المحافظين» فى «مجلس اللوردات»، لأنه انتقل إلى «أقصى اليمين»، متهمة الحزب بـ«النفاق والمعايير المزدوجة فى معاملته للمجتمعات المختلفة».
وأكملت: «ما يحدث جعلنى جزءًا من مجتمع يجد نفسه منعزلًا بشكل متزايد عن وطنه البريطانى، بعد أن أصبحت المشاعر المعادية للمسلمين تحيزًا شبه متسامح»، مؤكدة أن «العائلات المسلمة، بما فى ذلك المولودة فى المملكة المتحدة، تشعر بقلق متزايد بشأن مستقبلها فى مواجهة كراهية الإسلام المتزايدة، وقد خطط العديد منها للانتقال إلى الخارج، وهو الخيار الذى رفضته شخصيًا».
ويأتى كتاب «وارسى» المعبّر عن مخاوف المسلمين فى بريطانيا، فى الوقت الذى حذر فيه رئيس الوزراء البريطانى، كير ستارمر، من أن «شرارات الصراع فى الشرق الأوسط قد تؤدى إلى إشعال الاضطرابات فى الداخل».