الإثنين 12 مايو 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

الغيطانى.. أبيض وأسود

دراويش وملحدون فى حضرة صاحب التجليات

الغيطانى
الغيطانى

تحل الذكرى الثمانون لميلاد الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطانى، بعد غدٍ الجمعة الموافق 9 مايو الجارى، وهى ذكرى تستحق الاحتفاء بكل تأكيد، فإلى جانب أعماله وكونه أديبًا كبيرًا نهل من التاريخ، ويكاد يكون «صاحب أول رواية تاريخية»، وفق وصف الكاتبة الكبيرة سلوى بكر، فى صالون «الدستور» الثقافى، كانت لـ«الغيطانى» أيادٍ بيضاء على الكثير من الأدباء.

ساند «الغيطانى» الكثير من المواهب الحقيقية، ليس فقط عن طريق النشر كما يحدث فى الغالب، بل أيضًا بمحاولة استقطاب هذه المواهب من كل مكان، وفى بعض الأحيان توظيفهم فى «أخبار الأدب» وصحف أخرى.

فى الملف التالى، نبحث عن أوراق جديدة لـ«شاب عاش من ألف عام»، خاصة ما يتعلق بالجانب الإنسانى والثقافى فى حياته، من خلال شهادات حية لعدد من الأدباء تعاملوا معه عن قرب وساندهم ووقف إلى جوارهم.

إبراهيم داود: صديق نجيب محفوظ الذى علمه الإصغاء لأحزان الجدران القديمة

إبراهيم داود

أسباب كثيرة حببتنى فى الأستاذ جمال الغيطانى- رحمة الله عليه- فهو صاحب فضل علىّ، قدمنى إلى القارئ العام فى جريدة «الأخبار»، قبل خروج «أخبار الأدب» إلى النور، ولم ينجح أحدهم فى الوقيعة بيننا فى فترة ما. «الغيطانى» هو أحد أقاربك الذى مهما حدث هو من أهلك.

كانت المودة بيننا متقطعة، لكنها صارت راسخة ويومية بعد أن ترك المناصب. كنت أصغر الحضور سنًا فى سهرات جيل الستينيات من مصر، أو مع أصدقائه العرب، مثل الأستاذ محمد الشارخ الكويتى العبقرى، أو سعدى يوسف، أو المغربى بهاء الطود، وغيرهم الكثير.

فى عيد ميلاده الـ٧٠، الذى تم الاحتفال به فى «بيت السحيمى»، قبل ١٠ سنوات، انتقى من أراد مشاركته هذه الاحتفالية، التى كان على رأسها رئيس الوزراء، وعدد من وزراء الحكومة، وقادة سابقون فى الجيش المصرى جاءوا إلى الشاب الذى خدم معهم كمراسل عسكرى، فى الأيام الصعبة التى أعقبت هزيمة يونيو.

أدباء وإعلاميون وأثريون ونقاد وأصدقاء وسفراء، كلهم ذهبوا للاحتفال بنموذج فريد من البشر، استطاع بالدأب والمثابرة والعمل المتواصل أن ينجز مشروعه الإبداعى رغم القصف، صاحب «أوراق شاب عاش من ألف عام» فى السبعين، وهو بين محبيه، يتأمل عمره الذى بذله فى سبيل الجمال والمعرفة، والدفاع عن مصر المبدعة.

لم يكن المحسوب عليه صديقًا تاريخيًا موجودًا، هذا الشخص كتب مقالًا فى تأبين «الغيطانى»، قال فيه إن «الصحافة هى التى أجهضت مشروعه الإبداعى». يومها هاتفته و«قمت معه بالواجب»، وسقط من نظرى من ساعتها، هو لم يستوعب كيف تنقل هذا الرجل بين الفنون، هو خبير السجاد الذى يعرف فى العمارة والعمران، الأديب الذى عايش المماليك فى طفولته ودخل بيوتهم، وأخذ جيمس هنرى بريستد بيده إلى مصر المعنى.

هو المراسل العسكرى المسكون بحس صوفى، صديق نجيب محفوظ الذى تعلم على يديه فضيلة العمل والإصغاء إلى الأحزان المركونة جنب الجدران القديمة، الرحالة الذى عمل سفيرًا للأدب المصرى فى الخارج، أحد أعمدة جيل الستينيات الذى أرخ لوجدان مصر وأحلامها وهزائمها وانتصاراتها.

كنت أشعر بأن إبراهيم أصلان وإبراهيم منصور وخيرى شلبى وعبدالحكيم قاسم ويحيى الطاهر عبدالله ومحمد البساطى ومحمد مستجاب، الذين كانوا قد رحلوا، يحتفلون بصديقهم فى مكان ما فى شارع المعز، الصحفى الذى أسس «أخبار الأدب» الجميلة، يبحث عن الموسيقى التى تسحبنا من قلوبنا لكى نقطف السكينة.

بعيدًا عن الأدب والثقافة والسياسة، تربطنى بصاحب «الزينى بركات» علاقة «سمع» قديمة، لا يكف عن إدهاشى بالكنوز التى يرسلها لى من كل الثقافات، هو خبير فى مدرسة التلاوة المصرية ويحارب من أجلها، هو خبير فى أى شىء له علاقة بـ«مصر الأخرى التى لا يهتم بها نجوم الفضائيات». «الغيطانى» وزوجته الراحلة الأستاذة ماجدة الجندى، التى زاملتها فى العمل بـ«الأهرام» لسنوات، كانا من بقية أهلى فعلًا، أفتقدهما أكثر هذه الأيام وأنا أتأمل المشهد من عزلتى التى فرضها علىّ الواقع.

أحمد الخميسى:  «أديب نوبل» أعطى قصتين لنا «9 من 10»

أحمد الخميسي

والدتى اسمها شفيقة رشدى، كانت مُشرفة على النشر للأدباء الشبان فى دار الكاتب العربى أو «هيئة الكتاب» حاليًا، جاءتنى وأنا صغير وقالت لى: جاء إلىّ شاب صغير ١٥ عامًا، ومعه قصص كثيرة يريد نشرها، قرأت قصصه لكنه مبتدئ ولا أريد إحراجه، فسألته عن اسمه، ثم منحته عنوان بيتنا ليأتى ويكتب معك. وبالفعل فى اليوم التالى، جاء جمال الغيطانى، وكان نحيفًا جدًا، وجلسنا وقرأ وقرأت.

كان بيتنا فى شارع «نوبار» مقصد الكُتاب ومحطة لهم فى ذلك الوقت، منهم عبدالرحمن الأبنودى ويحيى الطاهر وعبدالرحيم منصور وسلوى بكر وأمل دنقل. كنت وقتها صديقًا للكاتب صلاح عيسى، كان يدرس مع خالى فى معهد الخدمة الاجتماعية بمنطقة «جاردن سيتى»، وحين يريد الراحة يأتى إلى بيتنا، حيث أقرأ عليه قصصى.

فى هذه الأجواء، وجد جمال الغيطانى فجأة نفسه فى مكان ثقافى، ومع صداقتى وعلاقتى به بدأت أزوره فى حارة «الطبلاوى» بمنطقة الأزهر، حيث كنت أذاكر مع عمه «إسماعيل». وفى إحدى المرات كان يمشى فى الحارة، ورأى سور كتب فوقف أمامه واشترى كتابًا بتعريفة، وفى اليوم التالى اشترى كتابًا آخر، وبدأت علاقتنا تكون وثيقة.

كان نشيطًا جدًا، يطبع قصصه ويوزعها، وذات يوم طلب منى أن نذهب لنعرض قصصنا على نجيب محفوظ. كنا نعرف أن «محفوظ» يكون على الكورنيش فى طريق عمله، الثامنة مساء، وبالفعل ذهبنا إليه وعرضنا عليه قصتين لنا. قصتى كان اسمها «منطق آخر».

طلب منى جمال الغيطانى أن نذهب لـ«أديب نوبل» مرة أخرى، والمدهش أننا وجدناه قد قرأ القصتين، بل يقول لى أنا و«الغيطانى»: «لو أن هناك درجات لمنحتكم ٩ من ١٠»، ثم منحنا ملاحظتين على ما كتبناه، واحدة لى والأخرى لـ«الغيطانى».. أسعدنا رأيه جدًا.. وكان هذا أول لقاء لنا أنا وجمال الغيطانى بنجيب محفوظ.

حسين حمودة: كتابته ماسة صلبة تخفى بداخلها رقة الماء

حسين حمودة 

بالنسبة لى، جمال الغيطانى وكتابته كانا وظلا أشبه بماسة صلبة تخفى بداخلها، عن عمد أو قصد صعيدى، رقّة الماء. قرأت له قبل أن ألتقيه، فشهدت هذه الماسة وأدركت صلابتها. والتقيته، مرة ثم مرات.

فى المرة الأولى وقفت على المسافة التى يضعها هو فى البداية أمام بعض الناس- أستطيع أن أضيف «الغرباء»- فرأيت الماسة نفسها ثانية، وأدركت صلابتها ثانية. ثم فى مرات أخرى التقيته فشهدت الماسة، ولمحت- من جديد- الماء الذى يترقرق فى غورها.

بالمناسبة، «ماسة الغيطانى»، وغورها المنطوى على أصل الحياة، يضيفان بُعدًا آخر إلى التعبير الذى سمعناه وأشعناه حول يحيى حقى: «الجواهرجى». فالمبدع وإبداعه، «الغيطانى» وكتاباته المتنوعة الثرية، لا ينظمان العقود بقدر ما يبثان فى الحجر الكريم حياة متجددة مكتملة المعالم.

غير مرة كتبت عن بعض أعمال جمال الغيطانى: «الزينى بركات- كتاب التجليات- هاتف المغيب- شطح المدينة- الرفاعى- رسالة البصائر فى المصائر- رسالة فى الصبابة والوجد»، وأجريت حوارين معه، أحدهما مُطوَل جدًا.

كذلك قاربت مشروعه الإبداعى مقاربة قصيرة، فى مدخل عنه بـ«قاموس الأدب العربى»، الذى أشرف عليه الدكتور حمدى السكوت، ومقاربة أكثر تفصيلًا، فى مدخل لـ«موسوعة أعلام العلماء والأدباء»، التى تُشرف عليها وتصدرها منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو».

فيما كتبته بهذين المدخلين، أشرت إلى أن المجموعات القصصية لـ«الغيطانى» ورواياته «تحركت فى مجال رحب، واستكشفت مناطق غير مأهولة فى اتجاهات عدة»، وإلى أن «عالم أعماله المتنوع ينهض على معالم راسخة ثابتة، رغم تناميها عبر رحلته الإبداعية».

محاولتى لمقاربة عالم جمال الغيطانى الثرى لم تكن أكثر من مجرد محاولة. أشعر الآن بأننى لم أكتب عنه بعد، وآمل أن تكون هناك محاولات أخرى تلتقط معالم وملامح ما رآه «الغيطانى» حلمًا، أو على الأقل طموحًا لكتابته: أن تكون «كتابته غيطانية»، فى أحد الحوارات التى أجريت معه.

إشارة «الغيطانى» هذه ليست محض إشارة، وحلمه وطموحه ليسا مجرد حلم أو طموح. هذه حقيقة مؤكدة، نشهدها بوضوح ويسر فى كل كتابات «الغيطانى»، أيًا كانت وجهتها: فى الرواية والقصة وكتب الرحلات وكتب الحرب، وفى الكتابات عن العمارة، وفى الكتابة عن أشخاص أحبهم هو كما أحببتهم، على رأسهم نجيب محفوظ.

الآن، بعدما اكتمل مشروع «الغيطانى»، وبعد أن تلاشت من حول وجوده الشخصى المشاحنات والمنافسات، وانقشع- كما يقال- غبار المعارك، يمكن للجميع أن يتفقوا على ما يصعب عدم الاتفاق عليه، أن يجتمعوا على ما أنجزه: الكتابة التى تخصّه هو وحده، والسعى المُكلَل بالنجاح، على سبيل صياغة رواية عربية مميزة، استطاعت أن تنفطم عن أو من جماليات جاهزة وافدة من الرواية الغربية، والقدرة اللافتة على بلورة مشروع إبداعى ينطلق من الحاضر، من همومه وقضاياه وذائقته. لكنه مشروع موصول بالميراث الخاص، القديم الممتد، ومُشرع على المستقبل الحافل بالاحتمالات.

الآن، باتت جوهرة «الغيطانى» ماثلة للجميع: بغلالتها الصلبة، وبالماء الصافى يترقرق بداخلها.

عصام راسم فهمى: دعم نشر إحدى رواياتى بـ«كارت توصية»

عصام راسم فهمي

بدأت علاقتى بالكاتب الكبير جمال الغيطانى منذ أزمنة بعيدة. عرفته فى البداية من كتاباته المميزة وسحره الشخصى بالأماكن واللغة. قرأت له الكثير من إبداعاته كما قرأت لجيل الستينيات الكبار: محمد البساطى وإبراهيم أصلان وخيرى شلبى، وغيرهم من المبدعين الحقيقيين المؤثرين.

لكن لقائى به وجهًا لوجه جاء حين أقامت جريدة «أخبار الأدب» مسابقة فى القصة القصيرة تقدمت لها بإحدى القصص، وفازت قصتى بأحد المراكز، فذهبت لنيل جائزتى وشهادة التقدير، لألتقى هناك مجموعة من الكبار، كان من بينهم العظيم نجيب محفوظ، والمبدع الكبير جمال الغيطانى.

ثم أقامت «أخبار الأدب» أيضًا، بالتعاون مع القوات المسلحة، مسابقة «أدب الحرب»، وعندها تقدمت بقصتين لذات المسابقة، ولدهشتى فازتا بمركزين متقدمين، ما أثار دهشة وإعجاب اللجنة، والأستاذ جمال الغيطانى شخصيًا.

من هنا بدأ يتردد اسمى ويعلق بذاكرة «الأستاذ جمال»، وبدأت علاقتى معه، والتى اكتشفت فيها أنه شخص يعشق الإبداع الحقيقى، ومحب للمبدعين الحقيقيين أيضًا، لأعقد معه بعدها العديد من اللقاءات، فقد كان مكتبه فى «أخبار اليوم» مفتوحًا لى فى أى وقت، كنوع من التقدير والمحبة منه لشخصى.

أتذكر أننى فى مرة كنت فى زيارة لـ«الأستاذ» فى مكتبه، وكان خارجًا لأمر مهم، قابلته فى الطرقة وهو فى طريقه لركوب المصعد، وحين رآنى أتقدم ناحيته أجل ذهابه إلى مشواره المهم، ورجع معى إلى مكتبه، الذى فتحناه وجلسنا فيه معًا، وراح يطمئن على أحوالى وأحوال الكتابة، فقد كان دائم التشجيع لى على الكتابة وعدم التوقف عن ذلك.

أتذكر أيضًا موقفًا آخر لم تمحه السنون الطويلة التى مرت، يدل على نُبله ومحبته للمواهب الشابة الحقيقية، فعندما زرته بمكتبه فى «أخبار الأدب»، سألنى عن آخر كتاباتى، فأخرجت له رواية كنت قد انتهيت من كتابتها توًا، فأخذها وراح يقرأ عنوانها بتأنٍ، ثم قرأ فقرات قصيرة منها.

ودون أن يتكلم فتح درج مكتبه، والتقط بطاقة تحمل اسم جمال الغيطانى، ومكتوب على ظهرها «يرجى الاهتمام بحامله»، وأرفقه بالرواية، ثم أخرج ظرفًا كبيرًا ووضع كل شىء فيه، قبل أن يكتب عنوان «دار الهلال»، ثم ناولنى الظرف وهو يقول: «هتروح دار الهلال وتقابل رئيس التحرير فلان الفلانى، وأنا هتصل بيه وأنت فى طريقك ليه».

هناك مواقف كثيرة تعكس تقدير هذا المبدع الكبير للمواهب، حين يدرك بحسه الفنى أنهم يمتلكون مشروعًا إبداعيًا مميزًا ومهمًا. هذا لم يحدث معى فقط، بل حدث مع كثير من أبناء جيلى من الكُتاب والمبدعين الحقيقيين.

أحمد أبوخنيجر: فضله كبير على أبناء جيلى

أحمد أبوخنيجر 

عرفت جمال الغيطانى قبل فترة كبيرة من رؤيته، كان ذلك فى ثمانينيات القرن الماضى، وكنت أرتاد مكتبة قصر ثقافة أسوان بشكل منتظم، والحقيقة أننى وجدت كُتبه فى المكتبة، فقد كان الكاتب الأوفر حظًا فى توافر كُتبه بهذه المكتبة، مقارنة بمجايليه من كُتاب جيل الستينيات.

قرأت لـ«الغيطانى»: «أوراق شاب عاش منذ ألف عام»، وروايته العظيمة «الزينى بركات»، التى كانت «فتحًا كبيرًا» بالنسبة لى، فقد كتبها كأنه عاش فى العصر المملوكى، بلغة تقترب من هذا العصر، لذا كانت من الروايات التى أثرت فى نفسى كثيرًا.

قبل أن يؤسس جمال الغيطانى صحيفة «أخبار الأدب»، كنت قد أرسلت بعض القصص إلى بعض المجلات، مثل: «المجلة» و«الثقافة الجديدة» وغيرهما، ونُشرت بالفعل. فى هذا الوقت كان «الغيطانى» يتولى صفحة الأدب فى جريدة «أخبار اليوم»، وعندما قرر تأسيس «أخبار الأدب» ظل ينشر للكثيرين فى «بستان الإبداع»، لكننى لم أرسل أى قصة قصيرة إلى المجلة حديثة النشأة.

استمر هذا حتى جاءت مسابقة «أخبار الأدب» عام ١٩٩٤، التى تقدمت إليها بقصتى «غواية الشر الجميل»، ففازت بالمركز الثانى فى المسابقة، وكان من المقرر أن يسلم الجوائز الكاتب الكبير نجيب محفوظ، فى يوم رائع لم أنساه.

توطدت علاقتى بـ«الغيطانى» بعد المسابقة، التى فاز فيها ٢٠ كاتبًا موهوبًا. وفى تقديمه للمسابقة، قال إنه يقدم للحياة الثقافية ٢٠ كاتبًا سيحملون على عاتقهم مهمة الثقافة والكتابة فى المستقبل.

بعد فوزى بالجائزة قابلت «الغيطانى» فى محافل كثيرة، وفوجئت بأنه يرشحنى لمرافقته فى زيارته لمعرض كتاب فرنسا الدولى، فسافرت معه ومع وزوجته ماجدة الجندى- رحمهما الله- إلى باريس، حيث قضيت معه شهرًا كاملًا.

أذكر له بعض المواقف. مثلًا أنا «أتأفف» من بعض نوعيات الطعام التى لا أعرفها، وكان «الغيطانى» يلاحظ هذا فيضحك ويقول لى: «كل ما تريد ولا تغصب نفسك.. أنا أحب جميع الأطعمة فآكل كل شىء».

جمال الغيطانى صاحب مواقف عظيمة، وله الكثير مما فعله مع جيلنا، وهو كاتب موسوعى، قرأ كثيرا وكتب كثيرًا، وساند الكثيرين من أبناء هذا الجيل، وأنا منهم بطبيعة الحال.

وجه آخر.. هل تسبب فى «جلطة» لصديقه سمير ندا؟