فاطمة ناعوت تكتب: أنا... ماءٌ
-«أنتِ ماءٌ»
لأنكِ
يا صغيرتى
من نسْلِ حابى
ربِّ الأنهار العظيم.
قالتِ العجوزُ التى
تضرِبُ الوَدَعَ
فوق الرمال:
وإذن
تحتاجين إلى خزّافٍ
أصابعُه ترابٌ
يصوغُكِ
طميًا
بلون الخمر
خِصْرُكِ
دقيقًا ينحتُه
كما النُّسغِ
ونحرُكِ
واسعًا يبسطُه
مثل سجّادةٍ
فارسية
حتى تحطَّ عليها اليماماتُ
والسَّلوى
وتلقطَ من كفّيكِ
المَنَّ
أحمرَ
وكسراتِ الخبزِ
سمراءَ
بلون النيل
ثم ساقان
طويلتان
كما للإغريقىِّ
«أَخِيْل»
السريعِ الخَطْوِ
بعدها
يرسمُ شفتيكِ
نحيلتين
تقولان الشِّعرَ
عذبًا
ولاذعًا
ويخطُّ لكِ
عينين
لامعتين
لا تكفّانِ عن الدهشة
أو الفرح
ثم يدسُّ
حبّاتِ الكَرَز
والعنب
فى مكامن الوجع.
فى الأخير
يبسطُ غيمةً بيضاءَ
فوق الجسد الطريّ
إلى أن يجفَّ الطمىُ
يتكئُ
برهةً
إلى صخرة
ثم يذهبُ
عند البحر المالح
ليشترى شريطًا
من الفيروز
لكى يلملمَ
خُصُلاتِكِ الجعداءَ النافرةَ
التى تعرفُ
كيف تسافرُ إلى البعيد
ولم تتعلمْ بعد
كيف تعود.



