السبت 05 أكتوبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

سعيد الشحات: رجاء النقاش جعل مجلة الدوحة جسرًا للتواصل بين المشرق والمغرب

الكاتب الصحفى الكبير
الكاتب الصحفى الكبير سعيد الشحات

قال الكاتب الصحفى الكبير سعيد الشحات إن الناقد الراحل رجاء النقاش كان يمتلك مفاتيح تذوق الشعر والأدب، وكان فى ذلك صاحب مدرسة فريدة، حيث يكتب بلغة صحفية سهلة لكنها شديدة العمق وبعيدة عن السطحية والاستسهال.

وأضاف أن تجربته فى رئاسة تحرير مجلة الدوحة حولت المجلة إلى منبر ثقافى عربى مهم وجسر للتواصل بين المشرق والمغرب.

■ تجارب عديدة قاد فيها رجاء النقاش الدفة.. أى التجارب الأفضل من وجهة نظرك؟

- قاد الأستاذ رجاء أكثر من تجربة صحفية مثل مجلة وكتاب الهلال ومجلة الإذاعة والتليفزيون ومجلة الكواكب ومجلة الدوحة فى قطر، وترك فى كل هذه التجارب بصماته لدرجة يصعب معها اعتبار واحدة أفضل من الأخرى، وإن كنت أرى أن تجربته فى مجلة الكواكب المصرية فى المرحلة التالية لهزيمة ٥ يونيو ١٩٦٧ تستحق الكثير من التقدير، وكذلك مجلة الدوحة التى ترأسها من عام ١٩٨١ كانت تتمتع بمزايا كبيرة، حيث جعلها منبرًا ثقافيًا عربيًا مهمًا وجسرًا للتواصل بين المشرق والمغرب.

■ لو تحدثنا عن محطاتك أو ذكرياتك مع النقاش.. ماذا يمكن أن تروى؟

- أتذكر أول لقاء لى مع الأستاذ رجاء وكان فى عام ١٩٩٠، حيث اتصلت به أطلب منه إجراء حوار لمجلة الموقف العربى، وكانت إحدى المجلات العربية المهمة التى تصدر من قبرص فى وقت عرف بالصحافة العربية المهاجرة، حيث شهدت عواصم أوروبية إصدار مجلات وصحف عربية كثيرة لها ارتباطات بدول عربية، وكان يرأس تحرير مجلة الموقف العربى الكاتب والأديب الليبى محمد الشويهدى الذى يعرفه الأستاذ رجاء جديًا، ذهبت إلى الأستاذ رجاء فى مكتبه بدار الهلال الساعة ١١ صباحًا حسب الموعد، وكان يشرف على تجهيز العدد الجديد من مجلة المصور، باعتباره مدير التحرير، وكان الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس التحرير يرافق الرئيس مبارك فى جولة خارجية.. كان من المتفق أن يستغرق الحوار ساعة، لكن الجلسة طالت، وأذكر أننى خرجت من عنده الساعة الثالثة بعد الظهر، وبكرمه الحاتمى المعروف صمم أن أتناول الغداء معه.

■ كيف يمكن أن تصنف مدرسة النقاش النقدية؟

- النقاش أستاذ كبير وناقد فذ، يعطى للقارئ مفاتيح تذوق الشعر والأدب، وكان فى ذلك صاحب مدرسة فريدة، حيث يكتب بلغة صحفية سهلة، لكنها شديدة العمق وبعيدة عن السطحية والاستسهال، وتميز عن غيره من النقاد الأكاديميين بلغته السهلة كما قلت، وعدم الاستغراق فى المجردات، والبعد عن الفذلكة اللغوية التى تطفش القارئ.. وتميز مقاله بالاستدلالات على فكرته وتحليلها بعمق، ولو عدنا إلى مؤلفاته الغزيرة لوجدناها من نفس القماشة، كما أنها تؤكد أننا أمام ناقد بدرجة مفكر، يشتبك مع قضايا الواقع، خاصة من جانبيها الثقافى والفكرى.. وكان مكتشفًا ماهرًا، ووجدنا ذلك فى تقديمه للشاعر محمود درويش وشعراء الأرض المحتلة فى كتاب «محمود درويش شاعر الأرض المحتلة» عام ١٩٦٩.. وكذلك فعل مع الروائى السودانى الطيب صالح عام ١٩٦٨ بعد أن قرأ له رواية «موسم الهجرة إلى الشمال».