الأحد 17 أغسطس 2025
المحرر العام
محمد الباز

مكتبتي..

أبى آدم

حرف

كلنا عارفين إن الدكتور عبدالصبور شاهين كان له يد فى موضوع دكتور نصر حامد أبوزيد، وراس حربة فى الهجوم على المفكر والباحث الجليل، وهو اللى بدأ المسار اللى انتهى بـ حكم التفريق بين نصر وزوجته، فـ يقرر نصر يسيب البلد إلى آخر هذه القصة المعروفة.

بعد الحكاية دى بـ سنوات قليلة، عبدالصبور شاهين يتحط فى نفس ذات نفس المأزق، لكن حاجات كتير تخدمه فـ مانوصلش لـ نفس النهاية.

عبدالصبور يبدو إنه حب يعمل إعجاز علمى، بس مودرن شويتين، وهو إنه يوفق بين نظرية التطور والنص القرآنى، هو ما أيدش التطور صراحة لكن كل صفحات كتاب «أبى آدم» بـ تقول كدا، الكتاب اللى عمله أواخر التسعينات وكان بداية أزمته.

هو طرح فكرة إن آدم أبو الإنسان مش أبو البشر، البشر دول الكائنات الأدنى اللى ربنا اختار منهم آدم فـ عدله، وخلاه الإنسان كما نعرفه، ودا استنادًا لـ نصوص قرآنية منها: «خلقك فسواك فعدلك»، وعلى مدار الكتاب بـ يحاول يثبت دا بـ شتى الصور.

موضوع الكتاب نفسه مش مهم بـ النسبة لنا دلوقتى، الفكرة إنه الطرح دا ما كانش متوافق مع الإسلام الأصولى، اللى عبدالصبور بـ يمثل أحد أطيافه، بس فيه من هم أكثر سلفية منه، بـ قليل أو بـ كتير، فـ عموم الأصوليين وقتها شافوا إنه دى شطحة كبيرة من واحد المفروض إنه أحد كوادرهم المهمين.

الواقع، إنه المأزق وقتها كان لـ التيار أكتر ما كان لـ عبدالصبور نفسه، إذ إنه هـ نعمل إيه تجاه القصة دى، خصوصًا إنه الكتاب انتشر واتداول على نطاق شعبى واسع، وخلق حالة عامة من الاستياء بين صفوف «الإخوة»، فـ حتى لو الضنا غالى، بس المطلوب تحرك.

المستوى الرسمى كان رءوف وحنين أوى على عبدالصبور، يعنى ما حصلش مصادرة الكتاب، ولا حتى دعوة صريحة لـ مصادرته، دا من ناحية، ومن ناحية تانية الأزهر ما كانش قاسى، هو عمل لجنة لـ فحص الكتاب، واللجنة طلعت بـ تقرير متوازن يرفض الكتاب وما يدينش صاحبه.

الفكرة إنهم قالوا: ما ورد فى الكتاب مش صحيح، والمؤلف جانبه الصواب وإلخ إلخ، لكن الكتاب مفيهوش إلحاد ولا كفر ولا دعوة ليهم، فـ مفيش داعى لـ اتخاذ إجراءات ضد مؤلف الكتاب سواء على مستواه الشخصى أو حتى الأكاديمى كـ أستاذ فى جامعة القاهرة، فـ يا ريت نكفى ع الخبر ماجور، ونفضنا من السيرة دى بـ إغلاق هذا الملف نهائيًا.

لكن المستوى الرسمى دا مش هو الوحيد، ومش هو المهيمن على الساحة، من هنا كان فيه تحركات خارج الأزهر ومؤسسات الدولة، والمرة راس الحربة فى هذه التحركات كان يوسف البدرى اللى هو بطل يبحث عن مؤلف، وكان شخصية عرفتها شخصيًا عن قرب تستحق كتاب لـ وحدها.

البدرى رفع دعوة حسبة على عبدالصبور شاهين، وهو نفس السلاح اللى استخدموه سابقًا ضد نصر أبوزيد وجاب نتيجة، وكان بـ الفعل ممكن يحقق نتيجة مشابهة مع صاحبنا لولا إنه الحظ خدمه، نتيجة تبعات موضوع نصر.

اللى حصل إنه بعد قضية نصر حصل تعديل فى القانون فـ بقت دعاوى الحسبة اللى تتقبل هى فقط الصادرة من النائب العام، لكن مش من عموم الأفراد كدا، بـ التالى دعوى البدرى مش هـ تتحرك ولا تتنظر إلا إذا حركها النائب العام، ودا ما حصلش، فـ القضية مامشيتش ونفد عبدالصبور.

يعنى إجمالًا تقدر تقول إنه عبدالصبور استفاد من قضية نصر مرتين، مرة وهو بـ يهاجم ومرة وهو بـ يدافع، وسبحان من له الدوام.