هبة فاروق: التكنولوجيا جعلت «الكتابة للجميع»
- القصة أساس كل نوع أدبى.. وكتابة رواية «تحدٍ كبير»
ضمن جوائز اتحاد الكتاب لعام 2024، فازت الكاتبة هبة فاروق بجائزة «يوسف أبورية» فى الرواية، عن روايتها «حكايات ناردين وأحمد»، الصادرة عن دار «روافد» للنشر. وهبة فاروق ليست حديثة العهد بالساحة الإبداعية، فإلى جانب هذه الرواية الفائزة، صدر لها من قبل رواية قصيرة بعنوان «الإله»، و3 مجموعات قصصية، هى: «السجلات» و«مغاليق» و«فينوس والميم المذكر»،
حول جائزة اتحاد كتاب مصر، والجوائز فى عمومها، وعن القصة والرواية، وصعوبات الكتابة وهموم النشر، وغيرها من الموضوعات الأخرى المهمة، كان لـ«حرف» هذا اللقاء مع الكاتبة هبة فاروق.
■ هل جائزة اتحاد الكتاب فى فرع «الرواية» هى الأولى فى مسيرتك الإبداعية؟
- حصلت على المركز الرابع لجائزة «ساقية الصاوى للقصة القصيرة» لعام ٢٠١٥، عن قصة «ستارة الست حسنية»، التى نشرتها ضمن مجموعتى القصصية «السجلات»، وعلى المركز الثالث لجائزة «غسان كنفانى للقصة القصيرة» فى نفس العام، عن قصة «تجربة جسدية»، التى نشرتها ضمن مجموعتى القصصية «مغاليق».
كما حصلت على جائزة النشر المجانى من دار «الملتقى» لعام ٢٠٢٣، عن مجموعتى القصصية «السجلات»، فضلًا عن ترشحى للقائمة القصيرة لجائزة النشر المجانى من دار «أدليس» للنشر والترجمة لعام ٢٠٢٤، عن رواية «الهروب من عين حمئة».
■ عم تدور روايتك «حكايات ناردين وأحمد» التى نلتِ عنها جائزة اتحاد الكتاب؟
- «حكايات ناردين وأحمد» رواية اجتماعية رومانسية، فيها تعبير واقعى عن الضغوط الاجتماعية التى تقع على الرجل والمرأة، خاصة المرأة التى تتقلب حياتها من الطفولة إلى النضج، وتواجه العديد من الضغوط النفسية، إلى جانب ضغوط المجتمع بطبيعة الحال.
عبرت عن ذلك من خلال المشاكل النفسية التى تعانى منها الشخصية الرئيسية «ناردى»، خاصة فى علاقتها غير المستقرة مع أمها، ومع الرجال بصفة عامة.
وهناك جانب خيالى يظهر فى سيطرة الأحلام على «ناردى»، وكذلك الراوى المتمثل فى اللوحة التى تتحدث عن «ناردى».
هناك أيضًا جانب تعبيرى مختلف، عن طريق دمج النصوص النثرية مع أحداث الرواية، مع تطور حياة «ناردى» خلال فصلين من الصعود إلى الهبوط. أما الرجل الأكثر اتزانًا، فنفس القصة تُسرد من خلال روايته للأحداث فى فصل واحد، وهو «مسير».
■ تحمل الجائزة اسم يوسف أبورية.. كيف استقبلتِ فوزك بجائزة تحمل اسمه؟ وهل قرأت له من قبل؟
- سعدت جدًا بالجائزة، وبحثت عن كتب الأديب الكبير الراحل يوسف أبورية، وأعتزم أن أقرأها خلال الفترة المقبلة. شرف لى أن أفز بجائزة عليها اسم أديب كبير، ومن اتحاد الكتاب، الذى أعد عضوة جديدة فيه، فلم تزد فترة اشتراكى فيه على ٣ سنوات، فالحمد لله على هذه المنة.
■ لكِ رواية قصيرة و٣ مجموعات قصصية.. ما بين اللونين أين تجدين نفسك أكثر؟
- القصة هى الأساس دائمًا فى كل نوع أدبى، وهى دفقات سريعة. أما الرواية فهى عمل يحمل تحديًا ومجهودًا وبحثًا، ويحتاج وقتًا طويلًا من العمل عليها. فكتابة رواية بالنسبة لى تحدٍ كبير، أتمنى أن أكرره.
■ هل وجدت صعوبة فى النشر مع أول محاولة؟
- صعوبات وليست صعوبة واحدة. أغلب دور النشر لا ترد على الكاتب لا بالإيجاب ولا بالرفض، ما يجعل الكاتب ينتظر احترامًا ألا يرسل العمل إلى جهات متعددة، وبذلك يضيع عليه وقت طويل. الدور التى ترفض لا تبين سبب الرفض مفصلًا. كذلك تفعل الهيئة العامة المصرية للكتاب، والتى شرفت بالنشر معها من قبل. فهى حين ترفض لا تبين سبب الرفض. مع العلم أن توضيح الأسباب يساعد فى تطوير الكتابة الإبداعية لدى الكاتب، وذلك يؤثر فى إثراء الثقافة والأدب بشكل عام. كذلك هناك دور تطلب مبالغ كبيرة للنشر. وحتى الدور المجانية تأخذ وقتًا طويلًا يمتد إلى سنوات حتى يخرج الكتاب إلى النور، بسبب صعوبات النشر وعلى رأسها ارتفاع سعر الطباعة.
■ متى وكيف بدأت حكايتك مع الكتابة.. وما الذى تعنيه لك؟
- الكتابة هى حياتى كلها، الحياة حكاية كبيرة، تتخللها حكايتنا الحقيقية، وحكايتنا الخيالية. بدأت منذ الطفولة بحب القراءة، وقضاء كل وقتى فيها وحدها، فهى لعب الطفولة ونشاط أوقات الفراغ، ثم بدأت أكتب شعرًا غير متزن، نظرًا لصغر سنى، فقد كنت فى المرحلة الإعدادية، وتطور الأمر من الشعر إلى القصة، التى صرت أكتبها كل الوقت تقريبًا، حتى غيرت مجال حياتى ودراستى، لأدرس الأدب العربى، وأتخصص فى أدب الطفل بشكل خاص.
■ ما رأيك فى «موضات» الكتابة، خاصة فى الرواية؟
- التطور التقنى وسهولة النشر على المنصات المختلفة جعل الجميع كُتابًا. فالكل يعبر عن رأيه بأشكال مختلفة من الكتابة. لكن المشكلة الكبرى أن الأمر لا رقابة عليه، وهناك عدد كبير من الكُتاب يستسهلون الأمر، فلا دراسة ولا محاولة لصقل الموهبة، إن كانت هناك موهبة. وهناك دور نشر- مع الأسف- تساعد فى ذلك.
كيف لدار نشر أن تنشر رواية لطفلة لم تتعدَ ١٥ سنة لم تصقل تجربتها الكتابية بعد؟ وكيف لدار نشر أن تنشر «حالات فيسبوك» فى كتاب؟ ماذا يعد هذا النوع الأدبى؟
الحقيقة الأمر يحتاج جدية كبيرة ممن وثق فى إضافة لقب «كاتب» إلى اسمه، ومن دور النشر المسئولة عن الاختيار الجاد لما ينشر، ومن القارئ الذى من الواجب أن يكون على الوعى الكافى بما يقدم له من إبداع.
■ هل للجوائز الثقافية دور فى توجيه الكتاب والقراء لأشكال أدبية بعينها؟
- الجائزة فى رأيى ليست «باسبور» لدخول الكاتب عالم الكتابة، ولا دليل كافيًا على موهبته. الجوائز مجرد رأى للجنة القراءة وذائقة خاصة بهم، ليس معنى عدم فوز البعض خروجه من دائرة الإبداع. فعلًا الجوائز تلفت نظر القراء إلى الكاتب الفائز، حتى المثقفين منهم، يسعون لمعرفة المميز فى الكتاب الفائز، وهذا ليس صحيحًا بالمرة، والأمر كله ذائقة اللجنة، كما سبق أن قلت.
■ هل يتابع النقاد الكتابات الجديدة للمبدعين غير المعروفين.. وهل مراجعات «جروبات القراءة» تغنى عن النقد المتخصص؟
- لا أنكر دور «جروبات» ومنصات القراءة فى إثراء القراءة، وسهولة التواصل بين المبدعين والقراء. لكن هذا ليس نقدًا أكاديميًا للأعمال الإبداعية. لن أستطيع أن أتكلم على لسان النقاد عن الأمر. لكن فى رأيى المتواضع، النقد ينصب على الأعمال البارزة، التى تضع لها المجلات الأدبية أماكن بين صفحاتها. وأظن أن أغلب النقد المنشور عن الأعمال الأدبية هو مجرد قراءات للأعمال، وليس نقدًا أكاديميًا متخصصًا. لا أقلل من القراءات المختلفة، فهى تخدم العملية الإبداعية بشكل كبير، ولكن أضع المسمى المناسب لها من وجهة نظرى.