الأربعاء 04 ديسمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

رامى أحمد: بنيت بطل «كل الأشياء كأن» على «متلازمة لازاروس»

رامى أحمد
رامى أحمد

عبّر رامى أحمد عن سعادته بوصول روايته «كل الأشياء كأن.. عقدة لازاروس» إلى القائمة الطويلة لجائزة «القلم الذهبى»، لافتًا إلى أنه أحس بشعور مختلط بين السعادة والتوتر لما ينطوى عليه الأمر من جانب تكريمى يدعو لحالة وصفها بـ«الفخر المتحفظ»، خاصة وأنها جائزة تقدم إليها عدد كبير من الأقلام من مختلف الدول العربية.

وأرجع الفضل فى صعوده لله سبحانه وتعالى، ومن بعده كل من شجعه ودعمه معنويًا ونفسيًا وعلى رأسهم عائلته ثم القارئ الواعى الذى يحترم عقليته ومشاعره، ويضع ذلك على رأس قائمة الأولويات قبل شروعه فى كتابة أى عمل.

أما التوتر الذى أحس به، فأرجعه إلى المسئولية التى يلقيها على عاتقه وجود اسمه فى قائمة كهذه، وكيف ينبغى عليه السعى فى القادم لما هو أفضل وأكثر تميزًا بإذن الله.

ورأى أن الجوائز والتكريمات الأدبية هى بمثابة محرك تحفيزى عظيم لكل كاتب ومبدع ورسالة مهداة مفادها «هذا جيد.. أنت على الطريق الصحيح وعليك مواصلة السعى للأفضل». 

وتابع: «قد أجدها فرصة هنا للتعبير عن إعجابى بتلك التفصيلة المتميزة التى لاحظتها أثناء التقديم لجائزة القلم الذهبى بشكل خاص.. حيث يتم الفصل التام ما بين العمل والمعلومات المتعلقة بالكاتب من اسم أو جنسية أو عمر، وبالتالى يمنحك ثقة فى أنه تقييم يتم على أساس المحتوى المقدم فحسب، دون التفات إلى مسائل وحسابات أخرى قد نجدها معتمدة وبكل صراحة من بعض لجان التحكيم فى جوائز أدبية أخرى».

وكشف أن شخصية «وفيق» فى الرواية هى الخط الرئيسى الذى تتمحور من حوله الأحداث لبناء العالم الذى أردت خلاله التعمق فى تفاصيل تلك الحالة الذهنية النادرة المُعرَّفة فى الأوساط العلمية باسم «فقدان الذاكرة التراجعى»، وإبراز أشكال مختلفة من التناقضات النفسية المتعلقة بتأثير الأسرة ومقدار تماسكها على الفرد والمعانى الحقيقية للصداقة والحب والفرق بين ما هو فطرى بينهما وما يمكن اكتسابه.

وتحدث عن رحلة البحث الكبيرة التى يقطعها بطل الرواية، قائلًا: «لكل منا رحلة بحثه الخاصة الأشبه ببصمة لا يمكن أن يماثله فيها أحد.. فنحن حتى وإن توازت خطوط سيرنا فى دروب الحياة أو تلاقت عند بعض الأحيان.. إلا أنه ستظل لكل منا خريطته التى لن يتمكن من العثور على الكنز فيها سواه».

وعن خطواته فى كتابة هذه الرواية بشكل خاص، قال: «كانت مشوبة ببعض التعقيد الذى أظنه منحنى متعة تنافسية محببة أثناء كتابتها، كونى اعتمدت فيها على سلطوية الصوت الداخلى للشخصية بينما هى ذاتها فاقدة لجزء كبير من هويتها.. رغبة منى فى تكوين علاقة تصاعدية مباشرة بينها وبين القارئ تبدأ من صفحات العمل الأولى».

وعما إذا كان العمل يبحث فى الأمراض الغريبة والمتلازمات على غرار أعماله السابقة، قال: «هذا صحيح بالفعل. وهذا نابع فى الأساس من تقديرى وشغفى التام بجوانب التناقضات النفسية والعاطفية المعتملة فى شخوصنا جميعًا كبشر.. كما أثرى ذلك لدى تلك الفترة الطويلة التى عملت خلالها كمعالج نفسى فى عدد من المؤسسات العلاجية المتخصصة».

وتابع: «ولا بد للكاتب من إنقاذ شخصياته من فخ الوصول للقارئ بصورة سطحية أو مفككة.. عبر تضفير الأساس الممنطق للعمل وأحداثه بصورة أقوى وأكثر تماسكًا وصلابة».

وعن كيفية استفادته من عمله فى أعماله الأدبية، قال: «هذا العمل بالنسبة لى أعتبره مدًا مطولًا لخط التصنيف الروائى النفسى الذى يعتمد مشروعى الأدبى عليه.. ليس بهدف إنتاج الفكرة المختلفة فحسب.. وإنما لما يمكننى إبرازه من مشاعر ومتناقضات إنسانية من خلال هذه الحالات الخاصة.. بالإضافة إلى أهمية نقلها إلى الوعى المجتمعى وإظهار حقيقتها بالشكل الصحيح».