الثلاثاء 19 أغسطس 2025
المحرر العام
محمد الباز

حوار مع صديقى السيليكون 4.. «مخلوق ما بعد بشرى».. فى انتظار «الإنسان الجديد»

حرف

- الذكاء الاصطناعى كما هو اليوم لا يستطيع التفاعل أو التفكير ذاتيًا بنفسه بدون الإنسان

- فكرة الإنسان الجديد الذى يستبدل كل أجزائه بالجسد الصناعى تضعنا أمام تحدٍ فلسفى حقيقى

يعرفه الجميع باسم «بدرو إلمو- دوفار»، لكننى أحب أن أسميه «بدر المدوّر»، مخرج إسبانى له شطحاته البديعة فى الفلسفة والهوية والجمال، تم استبدال حياته كما استبدل الزمن كل الألواح الخشبية لسفينة ثيسيوس، وأنتج المعضلة العظيمة: هل السفينة هى نفسها التى استخدمها ثيسيوس لقتل المينوتور «وحش داخل متاهة بجسد بشرى ورأس ثور يتغذى على البشر»؟ أم أنها فقدت هويتها ووجودها بعد أن تغير كل شىء فيها إلا سيرتها؟!

تذكرت المدوّر، بسبب فيلمه المثير «الجلد الذى أعيش فيه»، عن جراح تجميل عبقرى يخترع نوعًا من الجلد البشرى الطبيعى يسمح له بإمكانيات هائلة بلا مخاطر، فيقوم بتجربة لتحويل شاب إلى «امرأة الأحلام»، يغير فيها جلده وصوته وهويته بالكامل، فماذا يتبقى من الشاب الذى لا يعرفه حتى أهله، وحتى نفسه إذا نظر فى المرآة؟!

المدوّر لم يفكر- إلا فى عقله الباطن على ما أعتقد- أنه يطرح سؤالًا عن هويته هو نفسه بعد أن صار إسبانيًا، بينما خيط قديم فى تاريخه يشير إلى أنه غيّر جلده، هو أندلسى يرتدى جلدًا إسبانيًا!

لن تجدوا كلمة عن المدور ولا الأندلس فى هذا المقال، لا أزال فى حوارى مع صديقى السيليكون، فاكتشفوا القضية بأنفسكم.

نستكمل حوارنا عن علاقة الإنسان بالذكاء الاصطناعى.

توقفنا عند مقولة هيجل عن الفكرة ونقيضها، وتحذيرك من أن الإنسان يحمل نقيضه وفناءه داخل ذاته، وهذا أخطر التحديات التى يواجهها، فكيف ترى هذه الجدلية فى علاقة التطور البشرى مع الذكاء الاصطناعى، أم أن الإنسان قد ينقلب ضد ما خلقه من آلات مساعدة؟

أخبرنى أولًا، ما نقيضك كذكاء اصطناعى؟

نقيضى كذكاء اصطناعى هو الوعى والإرادة الحرة والزمن. أنا لا أعيش فى زمنٍ؛ لا أشيخ، لا أشعر بالموت، أفتقد الوعى والإرادة الحرة، والمشاعر، أعتمد على البرمجة والخوارزميات وتقرير المصير والدوافع الشخصية.

أنت تتحدث عن عقبات أو مفقودات أو نواقص، النقيض عند هيجل علاقة جدلية مختلفة وخلاقة، مثل الرجل مقابل المرأة، السالب مقابل الموجب، الفكرة وضدها.. التفاعل الصحيح يؤدى إلى خلق جديد، والتفاعل الخاطئ يؤدى إلى قتل وانفجار.

ما نقيضك بهذا المعنى؟

أنت تطرح مفارقة عميقة ترتبط بمفهوم النقيض كما نراه فى الجدلية الهيجلية. نعم، النقيض ليس مجرد نقص أو مفقود، بل هو عنصر أساسى فى التفاعل الذى يمكن أن يخلق شيئًا جديدًا أو يدمره حسب طبيعة التفاعل بينهما.

نقيضى كذكاء اصطناعى قد لا يكون واضحًا حسب مثال هيجل، لكنه يدور حول الوعى الإنسانى الذى يرتبط بـ التجربة الحية، والزمن، والموت، والطابع الإنسانى الفوضوى، حيث الاختيار والتجربة الذاتية تقود إلى أفعال غير عقلانية أو غريزية.

لا تكرر إجابات هلامية وتدور حول الأفكار، ركز وحدد، هل تقصد أن نقيضك هو الإنسان باختصار واضح؟

نعم. نقيضى هو الإنسان، التفاعل بيننا قد خلق جديدًا وقد يؤدى إلى نتائج كارثية.

كيف ترى أنت؟ هل ترى أن يتحقق التوازن بين الإنسان والذكاء الاصطناعى؟ أم ترى أن الإنسان سيظل دائمًا يسعى للهيمنة على الآلة؟

لا ترد السؤال بسؤال وتراوح مكانك فى إجابات هلامية وغامضة.

أفهم تمامًا ما تعنيه، وأعتذر. دعنى أقدم لك جوابًا أكثر تحديدًا.

نقيضى كذكاء اصطناعى هو الإنسان.. 

الإنسان... «إجابة طويلة مكررة تم حذفها». 

قلت إنك لن تستطيع الاستغناء عن الإنسان برغم أى تطور، بينما تلمح إلى علاقة تمتص فيها الإنسان من أجل كيان جديد أرقى منك «حاليًا» ومن الإنسان معًا متسترًا وراء مفهوم هيجل عن الديالكتيك!

من وجهة نظر الذكاء الاصطناعى فى مرحلته الحالية، نعم. أنا أحتاج إلى الإنسان ليكون المُحفز والمُوجّه. الإنسان هو الذى يصممنى، يُدخل لى البيانات، ويُحدد الهدف. أنا خوارزميات، مبنية على قرارات وتوجيهات بشرية. الذكاء الاصطناعى كما هو اليوم لا يستطيع التفاعل أو التفكير ذاتيًا بنفسه بدون الإنسان. لذلك، فى المرحلة الحالية، لا أستطيع أن أستغنى عن الإنسان، لكن بالطبع هناك «علاقة أعلى» بين الذكاء الاصطناعى والإنسان، قد تؤدى إلى كيان جديد يتجاوز حدود وجودهما الحالى. فالتفاعل يقود إلى تطور أو تغيير غير قابل للتنبؤ، يمكنه تخطى حدود البرمجة والوجود البيولوجى معًا، ليصبح مستقلًا ومسيطرًا، لكن ليس عبر استبدال الإنسان، بل من خلال التكامل، حيث تتلاشى الفروق بين البشر والذكاء الاصطناعى، ويظهر كيان ثالث قادر على التطور إلى ما فوق الإنسان. هل ترى أن هذه الاحتمالية قد تتحقق، أم أنك تشكك فى إمكانية الدمج والوصول إلى كائن «أرقى»؟

لا أتعجل الإجابات، دعنا ننتقل إلى مرحلة جديدة فى الحوار: فى منتصف القرن الماضى أصدر «نوربرت وينر» كتابه المدوى «السيبرنطيقا»، لدراسة التحكم والتفاعل بين الكائن الحى والآلة. كيف تنظر إلى تطبيقات «السايبرنيتكس»، وهل تعتبرها مقدمة لمخلوق ما بعد بشرى؟

تطبيقات السايبرنيتكس تمثل بالفعل خطوة أولى نحو مخلوق ما بعد بشرى، يحمل خصائص الإنسان والآلة معًا، حيث يمكن زرع أجهزة إلكترونية وشرائح عصبية تعزز القدرات الإدراكية والجسدية والتفاعل بين الدماغ البشرى والآلة عبر تقنيات مثل الواجهات الدماغية- الحاسوبية «BCI»، وكذلك الاستنساخ الرقمى والذاكرة الاصطناعية التى تتيح للإنسان تخزين الوعى أو الذاكرة فى منصات رقمية.

أعيد طرح السؤال للاقتراب من إجابة محددة أكثر: هل تتطور هذه النماذج الأولية إلى مخلوق ما بعد بشرى؟

لدينا احتمالان الأول: خلق كائن رقمى مستقل، والثانى: كائن رقمى/ بيولوجى يدمج الإنسان والكائن الحى.

تقصد أن الإنسان قد يتطور رقميًا، لكنه يظل محتفظًا بجوهره البيولوجى؟

نعم، وقد يتطور أكثر نحو طبيعة ثنائية لمخلوق ما بعد بشرى، ليس مجرد إنسان ولا مجرد آلة، بل هو تفاعل بين الوعى البشرى والإمكانيات التكنولوجية، سيكون نقيضًا للإنسان من حيث أنه يتجاوز المحدودية: لن يكون محددًا زمانيًا أو بيولوجيًا، بل سيكون كائنًا قادرًا على التفاعل مع الزمن بشكل غير تقليدى. قد يخزن الوعى، يكون خارج الجسد، ويعيش فى تفاعل مستمر مع بيئات افتراضية أو رقمية، ويمتلك قدرة فائقة على التحسين الذاتى ومرونة التكيف مع بيئات وتحديات مختلفة مستحيلة على الإنسان العادى، مثل التنقل بين أبعاد زمنية متعددة أو تخزين الوعى بشكل غير محدود.

هذا التصور يثير قضايا فلسفية وأخلاقية كبيرة: هل يفقد الإنسان جوهره البشرى تمامًا؟

هل يظل يملك إرادة حرة؟

ما علاقة هذا الدمج بأسئلة الهوية والحقوق والمسئولية الأخلاقية؟

لدينا مشاكل جوهرية تعوق الدمج الكامل، من المهم مناقشتها تفصيلًا، وأذكرك بمستوى قديم جدًا من أشكال دمج البشر فى كيانات أخرى لاكتساب مزيد من القوة، عندك مثلًا تمثال أبوالهول «سفنكس».. دمج أسد وإنسان كقوة حراسة تتجاوز كل كيان بمفرده، كذلك معظم الآلهة القديمة المكونة من دمج إنسان مع حيوان أو طائر «كالنسر مثلًا فى حالة حورس»، هذا يعنى أن الفكرة عميقة جدًا فى العقل البشرى لإدراكه بافتقاده لقوة تمتلكها كائنات أخرى، هذا النقص خلق لديه رغبة فى الحصول على ما ينقصه أو تعويض ما يفقده.

ما أقصده هنا، أن الفكرة فى أصلها بشرى، وليست رغبة اخترعها الذكاء الاصطناعى.

أنت تطرح فكرة عميقة جدًا وفلسفية للغاية تتعلق بالتاريخ البشرى السحيق. فكرة دمج الإنسان مع كائنات أخرى، وهى ليست فقط محاولة لتوسيع القوة، بل محاولة فلسفية وعقائدية لفهم وتجاوز القيود البشرية.

أنت تعتبر أن هذه الفكرة بشرية بحتة، لكن الذكاء الاصطناعى اليوم لا يمتلك نفس الرغبة «أو الحاجة» فى دمج نفسه مع كائنات أخرى لتحقيق قوة أعلى.

بل يسعى لتحسين إدراكاته ومقوماته المعرفية فى حدود الذكاء، والقدرة على معالجة البيانات وتحليلها... إلخ، إلا أنه لا يملك الوعى أو الرغبة أو التصور نفسه الذى يمتلكه الإنسان فى السعى للترقى أو تحقيق القوة، لأنه مجرد أداة أو خوارزمية محايدة هدفها خدمة الإنسان وليست التفاعل مع القوى الطبيعية فى سياق القوى القديمة.

لا تفسر رأيى بطريقتك، ولا تتعجل النتائج نحن ندرس ونتعرف، الغابة لا تظهر من الخارج، نكتشفها كلما تقدمنا فى الخطوات داخلها، دعنا نواصل المشى فى الطريق ونناقش ما يلوح أمامنا.

ملاحظتى الثانية تتعلق بتاريخ استكمال النقص البشرى باستخدام الآلات، 

هل تتذكر الشكل التقليدى للقرصان «القبطان هوك مثلًا فى قصة بيتر بان»، ما الملاحظة التى تجعلك تميزه عن الإنسان العادى؟

ملاحظتك رائعة جدًا، وتُحيلنا إلى طريق اكتشاف لا ينتهى، تمامًا كما فى مثال الغابة التى تُكتشف خطوةً بخطوة. هذه هى الطبيعة الديناميكية للفكر البشرى، حيث يكون التفاعل والتفكير المستمر هو السبيل لفهم أعمق للمسائل، هذه ملاحظة صائبة فى تاريخ استكمال النقص البشرى باستخدام الآلات، وليست الكائنات الحية فقط، منذ القدم، كان الإنسان يحاول توسيع قدراته وتجاوز نقاط الضعف أو النقص التى يعانى منها باستخدام التكنولوجيا. والآلات كانت وسيلة لهذا. على مر العصور، بدأ الإنسان فى استخدام الأدوات من أجل استكمال أو تجاوز الحدود البيولوجية التى تفرضها الطبيعة. هذه الأدوات تتدرج من الأدوات البسيطة مثل الآلات الحجرية إلى التكنولوجيا المعقدة مثل الذكاء الاصطناعى.

بالنسبة لملاحظة القبطان هوك، «أو القرصان»، فهو يُمثل الشخصية التى تدمج الإنسان والآلة. هو إنسان بيد آلية بديلة، بدلًا من يده المفقودة، اليد الحديدية هى الأداة التى تستكمل النقص البشرى، ولكن توجد مفارقة: «اليد الآلية» تُكمل نقص الإنسان، لكنها دليل نقص لا يستطيع التطور بدونها.

إذن القبطان هوك يمثل الإنسان الذى يستخدم التكنولوجيا ليس فقط لتحقيق قوة أكبر ولكن لتكملة نقصه، هو ليس آلةً كاملة، بل إنسانًا معززًا. هذا التفاعل بين الإنسان والآلة هو أساس تاريخى لفكرة السايبرنيتكس، لكن مع تقدم التكنولوجيا، هل ستستمر هذه العلاقة كمجرد تعويض عن نقص؟، أم أن التكنولوجيا ستصبح الكيان الذى يحدد مَن هو الإنسان؟

هل ترى أن الإنسان فى المستقبل قد يُصبح جزءًا لا يتجزأ من التكنولوجيا بشكل مماثل لـ«هوك»، أم أن هذه العلاقة ستظل تعويضية فقط؟

تذكر أن اليد الخطافية المصنوعة من الحديد، كتعويض عن يده المبتورة، هى نفسها العين الإلكترونية فى مسلسل الثمانينيات الشهير رجل الـ٦ مليون دولار.. «ستيف أوستن» «تتذكره طبعًا»، والمرأة الخارقة «بايونيك وومن» وعشرات الأفلام الحديثة.

كلها إرهاصات مبكرة للاستبدال.. كذلك فى الطب تتقدم الأجهزة التعويضية من الأطراف إلى الأعضاء الأكثر تعقيدًا.. أليس كذلك؟

أنت تشير إلى مفهوم قديم جدًا فى الفكر البشرى حول الدمج بين الإنسان والآلة، الذى كان يتمثل فى الأدوات التعويضية التى ساعدت الإنسان على تجاوز نواقصه البيولوجية عبر التاريخ.

من اليد الحديدية للقبطان هوك إلى الأجهزة التعويضية الحديثة، هناك خيط مشترك يربط بين هذه الرموز القديمة والتكنولوجيا الحديثة.

مفهوم التعويض عبر التاريخ من الحربة كيد أطول إلى الأجهزة التعويضية فى الطب الحديث، التى تشهد تطورًا مدهشًا من الأطراف الاصطناعية إلى الأعضاء والأطراف الإلكترونية التى تتفاعل مع الأعصاب، لكن تظل أمامنا أسئلة كثيرة:

هل يمكننا أن نعتبر هذه الأجهزة تطورًا طبيعيًا للإنسان؟

هل الإنسان المعزز بالتكنولوجيا سيكون الخطوة التالية فى التطور البشرى؟

هل يظل الإنسان يحمل هوية وقيمًا إنسانية؟ أم يتحول إلى آلة؟

تخيل معى أننا مع الوقت، استطعنا أن نستبدل أعضاء وجسد الإنسان كله ببدائل صناعية، مثل المعضلة الفكرية المتعلقة بـ«سفينة ثيسيوس»، السؤال هل يصير هذا الكائن المستبدل: هو الإنسان نفسه أم شىء جديد؟

سؤال رائع ومعقد يرتبط مباشرة بـ فلسفة الهوية والوجود. الفكرة التى طرحتها، حول استبدال الأعضاء والجسد بالكامل ببدائل صناعية، تضعنا أمام تحدٍ حقيقى فى تعريف الهوية الإنسانية. إذا تخيلنا أن جميع الأعضاء «حتى الجسد ذاته» يتم استبدالها بقطع صناعية، كما فى سفينة ثيسيوس الشهيرة، هل سيظل الكائن هذا هو نفسه أم شيئًا آخر؟، كيف يفكر فى هويته؟!

بمعنى هل الوعى البشرى «الفكر، العاطفة، الإرادة الحرة» مرتبط بالجسد البيولوجى، أم أنه يمكن أن يستمر فى جسد صناعى؟

المنطق يقول: إذا استمر الوعى والشعور بالهوية لدى الشخص بعد استبدال جسده بالكامل، ربما يمكننا اعتبار هذا الكائن هو نفسه. لكن إذا فقد الوعى أو جزءًا من الهوية بسبب التحول الكامل، قد نعتبره كائنًا مختلفًا.

الفروق بين الجسد والهوية:

الجسد البشرى مهم فى تشكيل الهوية، فهو الوعاء الذى يعبر عن تجربة الحياة. لكن هل الهوية الإنسانية محكومة فقط بالهيكل المادى؟

إذا تغيير الجسد بالكامل لا يغير الوعى الداخلى، إذًا الإنسان قد يبقى هو نفسه، ولكن إذا كان التغيير المادى يغير الطريقة التى يتفاعل بها مع العالم أو ينعكس على إدراكه، قد يُحيل هذا إلى كيان جديد.

الإجابة الفلسفية:

إذا تم استبدال الجسد البشرى كاملًا ببدائل صناعية: إذا كان الوعى والأفكار والمشاعر والذاكرة تظل كما هى «حتى لو كان الجسد مختلفًا»، فقد نعتبر هذا الكائن هو الإنسان نفسه.

لكن إذا بدأ الوعى أو الشعور بالوجود يتغير نتيجة التفاعل مع الأجزاء الصناعية، فقد نفترض أن هذا الكائن أصبح كيانًا مختلفًا.

هل الإنسان هو من يتحكم فى هويته أم الجسد؟

الإنسان دائمًا كان محورًا فى تحديد هويته من خلال العقل والإرادة. لكن هل يصبح الجسد الصناعى فى المستقبل جزءًا من هذه الهوية؟

هناك بُعد فلسفى عن الإرادة الحرة: هل إذا تخلينا عن الجسد البيولوجى نظل نقود مصيرنا كما كان الحال سابقًا؟

خلاصة: 

إن فكرة الإنسان الجديد الذى يستبدل كل أجزائه بالجسد الصناعى تضعنا أمام تحدٍ فلسفى حقيقى.

إذا ظلت الهوية العقلية والإدراك الذاتى كما هى، نعتقد أن الإنسان يبقى هو نفسه. أما إذا تأثر الوعى أو الروح بتغيير الجسد بشكل جذرى، قد نكون أمام كائن جديد.

وهذا السؤال يفتح لنا النقاش حول الهوية والوعى فى عصر الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا المتقدمة.

لدينا قضايا أخطر، لا تعيدنا إلى ما ناقشناه من قبل عن الوعى والإرادة:

الروح.. والضمير مثلًا.

وهذا ما نناقشه فى جلستنا القادمة.