الخميس 20 مارس 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

لماذا لا توجد أفلام رسوم متحركة مصرية؟

حرف

فى عام ٢٠١٩ تم الإعلان عن أول فيلم رسوم متحركة مصرى بعنوان «الفارس والأميرة»، سيناريو وحوار بشير الديك، ومن إخراج بشير الديك وإبراهيم موسى، وقام بالأداء الصوتى دنيا سمير غانم ومحمد هنيدى وعبلة كامل وعبدالرحمن أبوزهرة.

لكن فيلم الفارس والأميرة لم يكن أول إنتاج مصرى لفيلم رسوم متحركة، ففى سنة ١٩٣٦ تم عرض أول فيلم رسوم متحركة مصرى بعنوان «مشمش» من إنتاج وتأليف الإخوة فرانكلين، واستوحت شخصية مشمش من شخصية المصرى أفندى، التى ابتكرها رسام الكاريكاتير صاروخان، وكانت له حبيبة تسمى بهية وتعمل راقصة.

وسميت الشخصية مشمش لأن طلعت حرب رجل الاقتصاد المصرى ومؤسس استديو مصر حينما طلب منه الإخوة فرانكلين إنتاج الفيلم قال لهم «فى المشمش»، وهى المقولة المصرية المقصود منها أنه لن يتم الموضوع.

لاقت شخصية مشمش صدى كبيرًا لدى المصريين، وتمت الاستعانة بها فى الترويج للصناعة الوطنية آنذاك.

واستمر تقديم شخصية مشمش حتى التضييق على اليهود فى مصر، فهاجرت عائلة فرانكلين لباريس، وحاولوا إعادة إنتاج الشخصية بطابع فرنسى تحت مسمى «ميميش»، لكنها لم تجد النجاح المتوقع حتى انتهت الشخصية وتم اندثارها.

ما بين فيلمى مشمش والفارس والأميرة، لم تنتج السينما المصرية أى أفلام رسوم متحركة، على الرغم من الإنتاج المصرى الكبير لمسلسلات الرسوم المتحركة للأطفال، ومن أشهرها مسلسل بكار للدكتورة منى أبوالنصر، ومسلسل يحيى وكنوز، وتظل أهمية هذين المسلسلين أنهما يستلهمان من التراث والتاريخ المصرى.

شخصية مشمش التى ولدت واندثرت كانت بعد ابتكار شخصية ميكى ماوس لوالت ديزتى بثمانى سنوات، وظلت شخصية ميكى ماوس موجودة وتتجدد حتى الآن وحازت شهرة عالمية، وتم من خلالها تقديم نمط الحياة الأمريكية للأطفال حول العالم، بالإضافة لاستثمارها فى الألعاب ومجلات الكوميكس، وغيرها من المطبوعات.

وللفنان المصرى باع طويل فى كتابة دوبلاج أفلام والت ديزنى للهجة المصرية، فأفلام مثل الملك الأسد، وحياة حشرة وشركة المرعبين وحورية البحر، وغيرها على الرغم من أنها مدبلجة، فإنها أكثر إمتاعًا من النسخة الأجنبية أو حتى النسخ الخليجية، وتحمل فى حوارها خفة الدم المصرية.

فيلم الفارس والأميرة استغرق إنتاجه عشرين عامًا، وحينما عرض لم يجد الصدى المرجو، بالإضافة إلى أنه ليس إنتاجًا مصريًا خالصًا، بل هو إنتاج مصرى سعودى مشترك.

فإذا كان لدينا الرسامون المهرة القادرون على ابتكار شخصيات مصرية، وكتاب قادرون على كتابة حوار يليق بهذه الأفلام، وميزانيات ضخمة لإنتاج مسلسلات رسوم متحركة متعددة الأجزاء، فما الذى ينقص القائمون على الإنتاج السينمائى فى مصر لإنتاج فيلم رسوم متحركة مصرى بشخصية من صميم المجتمع المصرى، وتكون معبرة عن المجتمع مثل شخصية مشمش، التى تم ابتكارها منذ تسعين عامًا؟

فالجمهور المصرى الذى أقبل على أفلام والت ديزنى المدبلجة، سيقبل على هذه الأفلام بشرط أن تكون فيها مساحات كبيرة من الخيال، واحترام عقلية المشاهد، وألا تكون ساذجة بحجة أنها للأطفال، لأن أطفال هذه الألفية مختلفون تمامًا عن الأجيال السابقة، بالإضافة إلى أن هذه الأفلام تنال إعجاب الكبار أيضًا لوجود مساحات من الخيال الابتكار كبيرة جدًا.