خالد محمود يكتب: حُزن داكن

يادى السنين المُضحكة
عطشان..
على باب السبيل
يادى السنين المُضحكه
وش الشجر..
منحوت بُكا
قلب السما..
شباك ملايكه بمشربية مشبَّكة
طلِّين علينا بدون كُسوف
يادى الوشوش السلسبيل
هاتى الونس
وتعالى نطلق حلمنا
وتالتنا ليل
شاى العصارى..
لحد غيرنا يكون لذيذ
بُن الفراق..
فى المغربية طعمُه مُر
يانهار عزيز
يادى الخشا منَّك يا سر
داخله العشا..
تدارى فى ملامحك يا خوف
عتمة الحياة...!
ولا عينيه مدغمسة
ولا احنا مش قادرين نشوف
بين التردد والرضا
عاجزة الحروف
وسطورنا بكر
ولا حد غيرنا يفُضَّها
علقم يا صبر
والرغبة لحدود مَلمَسِك
ترجع بحسرة قلبها
يامُدهشة..
أنا وانتى ليه دايمًا كده
الموج بينحر شطنا
والريح بتلعب..
فى شراع المركبة
والدنيا للناس كلها
إلا لغاية عندنا..!
واخدانى فين..؟
أنا قلبى حُر وبجناحين
مفطوم على طعم الخلا
برَّه حُدود الأمكنة
ومافيش رصيف..
إلا وشاركه الأسئلة
دكَّك السكك..
تستنظرُه لما يفوت
شجر الكافور..
بيحبُّه موت لما يقول
أنا موت بحبك يا بتول
حلمى فى حجرك من سنين
هزَّى بجزع الروح
يسقطلِك حنين
وانا وانتى مين
مش برضو خلقة ربنا
رغبه.. ولهفة
وشوق.. وشهوة
ونفسنا.....
لمِّينى لا احسن بنفرط
من ده الخرس
رُطب السُكوت
مش مَهر مُهرة
بتشتهى يظهر فرس
يرمح معاها لمُنتهى السفر الأخير
مُرغم يا طير ع الزقزقة
على عش غير العش
ووش خالى من البراح
وسماه حدودها ضيَّقة
وانت اللى مُغرم رفرفة
يادي الحياة المُقلقة
يادى العطش
على باب سبيل
الكون بحاله يرتوى..
من شهد نبعُه
إلا ريقَك المَوردِى
يصوم ويفطر
ع العطش

تتصورى
الليله شوقى بيختلف
وبينشد السهر الشجن
أول سُهادك ع الجفون
شايفِك على حلق البدن
بتّطُلِّى من نفس العيون
تلج الملامح والحاجات
اللى بتشبه بعضها
مش هى دى نفس الوشوش
اللى تملى بتخدعك..؟
وانتى ببراءه تسيِّبى
ريقِك يزقزق ع الهموم
ألقى كيانى بينتفض
أنزع فتيل الحلم
قبل الاشتعال
وأقوم مدهُوش
وموارب باب الجفن
لآخر مشهد..
من آخر شرخ
وآخر كسر..
وآخر مُوجَه بتلطُم خد الأرض
ف تهد الباقى من الحكايات
مجنون..
لو قولت أصالح نظرتِك
وافرح بترياقِك..
الجرح أبعد من عينيكِى
والطريق سجَّان
والروح بتحلم بالبراح
بس الجسد قضبان
والحزن مادد طوله جوايا
ومهادن السهر..
اللى طوّل ع الأماكن
حُزن داكن
لون عينيكى فى الرحيل
وابتساماتك لجرحى
ف بلاش..
تتهجِّى غُنايا
وسيبِى الباقى معايا من التواريخ
يمكن..
لما الدنيا تشيخ
أقدر أصدق
تانى غُناكى

شهوة ملايكة
جاوزت حد الانتهاء
فى احتمالات التردد
ومرارة الشهوات
مارست طُهرى واحتويتك
ف انتشيت...
شوفت الملايكه بينزلو
يحاوطوكى وانتى جوه منى
حسيت بجرحى واكتماله
صليت عليكى..
ب ارتعاشات السُكوت
اتشاهدت بإننا
بدء الحقيقة..
معجزات الأنبيا
قبل احتضار الشوف
طبَّقت عقلى ع المَشاهِد باندهاش
قايضت روحى بالانفلات
راضيانى ولا مُرغمة..؟
ناويانى أبقالك مُريد
ومقام فى كل الأمكنة
فايح شقاوة روح
أطلق عنان الأمنيّة
أكبح جماح نعشك
فى رمحه للوعود
واشتهائك للتمرد
يامستحيلة الانتظار..
ترتيل كيانى فى حضرتك بُوحِى
وانتى ف براح الجرح بتطُوفِى
وبتندرينى للوجود تباريح
شهوة ملايكة للبراءة البكر
واحنا بنحلم ب الشبه ليهم
من حين ما شهدو
لحين صدور الأمر بالسجدة
ووعود بجنة..
يحلى فيها الذكر
قُمنا ابتدينا تكوينات تسابيح
وانتى فى كيانى
وف ضميرى ضريح
أنا روحى تاهت منى فى الملكوت
سماوات بعيدة..
وأرض بتلم اللى داسها
غصب عنه
ولا قاصد..!
غُربة للعقل اللى عَاند
حكمة للقلب اللى سلِّم
قلبى جامد..
بس بيحاول يصدق
شهوة لسه بتطاردنى
وتراودنى ع الرجوع
فاحتويتك وانتشيت