حلبة مصارعة
سفيد ديو.. الأساطير تقود الحرب

- خطيب جمعة فى طهران شبه إسرائيل بـ«سفيد ديو» وهو أكثر الشياطين خطورة فى الملحمة الإيرانية
- الامتزاج بين العقائدى والقومى هو قائد فترة الحرب بأكملها
يرصد خبراء القفز بالمظلات ظاهرة لافتة وغاية فى الأهمية، خاصة حال تعطل المظلة، ومرور أحدهم بتجربة السقوط الحر، فى لحظة فارقة بين الموت والحياة، يُدخلنا العقل البشرى بشكل لا إرادى فى حالة من الوهم الكامل، يوهمنا أننا لدينا القدرة على الطيران والتحليق، لحظة ينعدم فيها الزمن، أو إدراك الواقع بكل مأساويته. وإذا لم ينتبه المظّلى ويحاول السيطرة على الموقف حال سقوطه، لن يفيق إلا على صوت ارتطامه المفزع بالأرض، هنا فقط يدرك الحقيقة الكاملة لجزء من الثانية، قبل أن يعم المشهد إظلام تام.
تذكرت تلك الخبرة الدرامية، وأنا أتابع كيفية تعامل إيران مع المشهد الحربى مع إسرائيل والولايات المتحدة، فبعيدًا عن ساحات الحرب أو أعداد القتلى، وعداد الصواريخ الباليستية أو الهجمات الجوية. وعلى هامش التحليل السياسى والعسكرى الذى سيطر على الساحة الإعلامية فى الشرق والغرب. هناك عالم آخر تنسجه إيران بدقة صانع السجاد، عالم من الأساطير القومية والمذهبية المعقدة والمتداخلة، تستخدمه إعلاميًا وسياسيًا ببراعة فريدة.
فهل إيران فى لحظة سقوط حر؟ هل ما تحاول الإلحاح عليه من أساطير قديمة وأبطال الملاحم ورموز غيبية مذهبية، هى لحظة الوهم التى تسيطر على العقل الإيرانى فى تلك اللحظة التاريخية المعقدة والصعبة؟ والتى لن تستفيق منها إلا على كارثة حقيقية!!

الأمر فى إيران غاية فى التعقيد، فالثقافة الإيرانية ذات طبيعة خاصة جدًا وفريدة إن شئنا الدقة، فالأسطورة تشكل جزءًا أصيلًا من بنية الخطاب السياسى، ليست مجرد حكايات من الماضى وانتهت، ولكنها حية فى الوجدان الجمعى، حتى وإن توارت نسبيًا أمام الزخم المذهبى أو الدينى، إلا أن حضورها الطاغى يمنعها من الزوال، بل إن تلك الأساطير والحكايات قد تشكل سببًا سياسيًا أحيانًا على المستوى الشعبى لأى عمل عسكرى، ومبررًا لأى إخفاق أو فشل قد يحدث.
حاول النظام الإيرانى فى هذه الأزمة التاريخية، وحربه المباشرة مع عدوه الأول إسرائيل، وصدامه مع شيطانه الأكبر أمريكا، أن يُقدم لشعبه وجبة دسمة تتداخل فيها الأسطورة مع السياسية، والرؤى الدينية مع النبوءات المذهبية، بهدف توحيد الجبهة الداخلية تحت مفهوم القومية الإيرانية، فالشعب الإيرانى نرجسى بقوميته، حتى وإن اختلف مع نظامه أو خرجت مظاهرات تندد بانعدام الحريات، أو تعرض لكل أشكال الأزمات والعقوبات الاقتصادية، فأمام تعرض تلك النرجسية لأى انتهاك تذوب كل الإشكاليات، خاصة أنه هذه المرة أمام إسرائيل ذلك الكيان المغتصب معدوم الهوية والمعنى.
وسنحاول فيما يلى أن نرصد أطياف تلك الظاهرة، فى عمق الخطاب السياسى والشعبى فى خضم المعركة.

أسطورة سريعة التحضير وأساطير قديمة:
بعد استهداف مبنى الإذاعة والتليفزيون الإيرانى من قبل القوات الإسرائيلية، وظهور المذيعة «سحر إمامى» صامدة أمام انهيار المبنى أثناء حضورها على الهواء مباشرة. تحولت «إمامى» إلى أيقونة سياسية بكل معنى الكلمة، خاصة بعد خروجها على الهواء مباشرة بعد الضربة الإسرائيلية، قائلة : «قد علمتنا السيدة زينب ألا نترك الساحة حتى فوق القبر، بل نبقى لنكون رواة مقاومة»، فى إشارة منها لموقف السيدة زينب بنت على بن أبى طالب، أمام يزيد بن معاوية بعد مقتل الإمام الحسين. وكأنها أمام معركة ضد جيش يزيد، وليست أمام إسرائيل. وهنا كانت بداية صناعة أسطورة مذيعة التليفزيون الإيرانى.
الحقيقة أن صناعة الأساطير جزء أصيل من أيديولوجية النظام فى إيران، لعبة سياسية نابعة من خلفية قومية وعقائدية متداخلة ومعقدة. ففى اليوم الثانى من مشهد السيدة سحر إمامى، تم تعليق جدارية ضخمة فى ميدان «ولى عصر» فى طهران، الجدارية عبارة عن صورة ضخمة لـ«سحر إمامى» وهى ترفع إصبعها منذرة كما فعلت أثناء عودتها على الهواء بعد القصف، وخلفها إصبع آخر مرفوع يرمز للسيدة زينب بنت على أثناء خطابها ضد يزيد بن معاوية، ومكتوب أسفل الجدارية بيت شعرى بالفارسية هو «شگفت آمدش گفت از ایران سپاه: «چنین دختر آید به آوردگاه»، وترجمته: «أذهله جيش إيران وقال: كيف تأتى فتاة إلى ساحة القتال». هذا البيت الشعرى مأخوذ من ملحمة الشاهنامة الشهيرة، وهى الملحمة القومية الأهم فى التاريخ الإيرانى، وترمز إلى قصة بطلة إيرانية اسمها «جرد أفرید»، وهى البطلة التى واجهت الجيش التركى لدى هجومه على إيران، بقيادة إحدى الشخصيات المهمة فى التراث الإيرانى وهو «سهراب» البطل الفارسى الذى كان يظن نفسه تركيًا إلى أن تبين العكس، ولكن بعد موته وحربه ضد أبيه البطل القومى «رستم». وبعد مواجهة تلك البطلة مع الجيش التركى وحربها مع «سهراب «الذى اندهش أن نساء إيران يتمتعن بهذه القوة والبسالة، تراجع عن غزو إيران. هنا تحولت «جرد أفريد» إلى أيقونة الشجاعة والمواجهة فى التراث الإيرانى، بل إنها ارتبطت فى رمزيتها بالإلهة آناهيتا، إلهة الخصوبة والحرب فى الديانة الزرادشتية قبل الإسلام.

جدارية «سحر إمامى» التى خرجت على الشارع الإيرانى فى واجهة أهم ميادين طهران، وفى خضم معركة مشتعلة، وحدت بين العديد من الرموز المتداخلة والمعقدة، بداية بالأسطورة الزرادشتية والملحمة القومية، وصولًا للأبعاد الزينبية المذهبية، كل ذلك يتم توظيفه ليشغل المجال السياسى والفضاء البصرى فى لحظة فارقة فى تاريخ إيران الحديث.
الأمر لم يتوقف عند «سحر إمامى» أو صناعة أسطورة جديدة سريعة التحضير، ولكن الإعلام الإيران تبنى خطابًا قوميًا بامتياز، فبعد أن كانت صور آيات الله، أو صورة المرشد هى المتصدرة للمشهد الإعلامى المرئى والمقروء بشكل عام، أصبح يظهر فى خلفية مذيعي التليفزيون الرسمى، صورًا للأبطال ملحمين، مثل صورة «رستم» البطل القومى الشهير، الذى حارب الأتراك فى ملحمة الشاهنامة، وقُتل غدرًا فى نهاية مأساوية تليق بنهايات الأبطال التراجيديين. وكذلك البطل «فريدون «الذى واجه «الضحاك» الملك الذى تحالف مع الشيطان، أو فى التأويل الأسطورى ما قبل الملحمى، هو الشيطان ذاته، والذى تجسد بصورة ثعبان ضخم يلتهم العالم ويُدخله إلى عالم الظلمة الشيطانى لآلاف السنين فى مقابل النور الإلهى.
بل إن الخطاب الدينى ذاته، الذى كان يُصدّره مرشد الثورة وغيره من آيات الله، احتوى داخله تشبيهات أسطورية زرادشتية قديمة، بجانب المعانى المذهبية العقائدية. فمثلًا صدر عن آية الله على خامنئى، الولى الفقيه، تشبيهات عديدة لأمريكا وإسرائيل، وكأنهما حية/ ثعبان ذو رأسين، وأن إيران هى البطل الذى سوف يقتل هذه الحية. والحية ذات الرأسين هى «الضحاك» الذى نبت على كتفيه ثعبانان كبيران، غذاءهما الوحيد هو عقول شباب إيران، وكما أشرت فإن الحية رمز نهاية العالم على يد الشيطان فى الأساطير القديمة، قبل الصحوة الأبدية للنور الذى سوف يسيطر على العالم فى نهاية الزمان.

بل إن أحد خطباء الجمعة فى إيران، شبه إسرائيل، بـ«سفيد ديو» أو «الشيطان الأبيض»، وهو أكثر الشياطين خطورة فى الملحمة الإيرانية، حيث كان يُشكل خطرًا حقيقيًا على وجود إيران، إلى أن انتصر عليه البطل القومى «رستم» واستطاع أن يقيده على قمة جبل «دماوند» أعلى قمة جبلية فى إيران. ورغم وصفه باللون الأبيض، إلا أن رمزية هذا اللون ليست جيدة فى الثقافة الشعبية الإيرانية، خاصة لدى ارتباطها بعالم الجن والشياطين.
ذلك الامتزاج بين ما هو دينى أو أسطورى، تجاوز فكرة إحياء روح البطولة تحت سماوات مفتوحة للقصف الإسرائيلى، إلى استخدام نماذج أسطورية أخرى ذات دلالة أكثر مأساوية، فالتراث الإيرانى غنى بالتراجيديا السوداء. فقد تم تشبيه العلماء النوويين الذين تم اغتيالهم فى اليوم الأول للمعركة، بالبطل الإيرانى «سياوش» الذى تم قتله غدرًا وقُطعت رقبته بواسطة «أفراسياب»، الملك التركى التوراتى الذى حاول مرارًا احتلال إيران فى ملحمة الشاهنامة.
والحقيقة أن أهمية ذلك التشبيه لا يرجع فقط لقصة «سياوش» المأساوية، ولكن لارتباط تلك الشخصية الملحمية بالتراث الزرادشتى القديم، فهو إله فى الأسطورة القديمة، ويستحق التقديس والعبادة، والعائد من الموت بعد قتله ورحلته إلى عالم الآخر. والأخطر أن هذا الإله/ البطل، مرتبط وجدانيًا بقصة مقتل «الحسين بن على» فى كربلاء، لدرجة أن طقوس العزاء الحسينى واللطميات الشيعية الشهيرة، مأخوذة من عزائيات البطل سياوش، والذى كانت تُقام له طقوس عزاء مشابهة تمامًا لعزائيات الحسين حتى القرن الثالث الهجرى. فالعلماء الذين تم اغتيالهم قدموا أنفسهم فداءً للوطن، وقُتلوا غدرًا، كما قُتل سياوش أو الحسين. فالخطاب السياسى الإيرانى يحاول أن يتصالح اجتماعيًا مع حدث جلل، باستخدام التراث الأسطورى والمذهبى، حتى يتمكن من تجاوز المشهد المأساوى، والفشل الاستخباراتى الذى ظهر جليًا فى الأيام الأخيرة.
يستمر النظام فى استخدام رموز الفداء القومية، ففى خضم تلك الأحداث العسكرية، تقرر بلدية طهران، أن تضع تمثالا لرمز قومى آخر فى ميدان «ونك» شرق العاصمة طهران، وعُلقت له جدارية ضخمة فى نفس الميدان، وهو تمثال للبطل الإيرانى «آرش»، أشهر أبطال الشاهنامة ومفتتحها، وهو البطل «آرش «رامى السهام، الذى وضع كل قوته فى رميته الأخيرة، لينطلق سهمه ويصل إلى حدود إيران الإمبراطورية أثناء الصراع الإيرانى التركى، ليسقط ميتًا بعد أن وهب روحه لإيران، على حد تعبير الشاعر الإيرانى الفردوسى فى شاهنامته الشهيرة.

النظام الإيرانى حاول فى تلك اللحظة التاريخية المعقدة، أن يُقدم نماذج عدة لمفهوم الفداء والتضحية والاستشهاد من منظور قومى أسطورى، وكأننا أمام معركة ملحمية، تُدار على أرض خيالية بعيدة، وليست ضربات جوية تدك تحتها البشر والحجر. وللعلم فقط تعرض ميدان «ونك» فى طهران، إلى ضربات جوية إسرائيلية فى الهجوم الأخير، وغالبًا قد تم تحطيم تمثال «آرش «تحت ثقل الواقع، لنستعيد ثانية مشهد السقوط الحر وأوهام التحليق.
حروب نهاية الزمان وعودة المهدى
خرج علينا التليفزيون الإيرانى، وغيره من وسائط التواصل الاجتماعى، بفيديو قصير، وكأنه أحد أفلام الأكشن، يظهر فيه المرشد، وهو يتلو سورة الفتح، وفى الخلفية تتكون مجاميع عسكرية متراصة للحرس الثورى، وصولًا لمشهد ختامى، للمهدى المنتظر، ممسكًا بسيف جده «ذوالفقار «سيف على بن أبى طالب، ليشق العالم إلى نصفين، ويُخرج النور من الظلمة.
ذلك النمط من الفيديوهات، بالإضافة إلى الخطب الدينية التى تبناها النظام الإيرانى أثناء الحرب، كانت تدعو وبشكل مباشر، أن الحرب مع إسرائيل هى حرب نهاية الزمان، وأن القضاء على «الشيطان الأصغر»، ذلك المسمى المؤدلج الذى يتبناه الخطاب السياسى الإيرانى ضد إسرائيل، هو بداية تكوين عالم العدل، وبداية نهاية الشيطان الأكبر، أمريكا. إيذانًا بعودة المهدى المنتظر، الإمام الغائب محمد المهدى، الإمام الثانى عشر فى المذهب الشيعى. فالحرب مع إسرائيل أو اليهود، هى نبوءة تتحقق فى نهاية الزمان، يعقبها ظهور المهدى، حسب الأدبيات المذهبية.

من البديهى أن يتبنى نظامًا ثيوقراطيًا/ دينيًا، خطابًا دينيًا ثوريًان يحاول أن يوحد من خلاله بين استمراريته ووجوده، وبين أفكار عقائدية معقدة، قد لا تنسحب بالكلية على الواقع الذى نعيشه بشكل مباشر.ولكن تحول الأمر أثناء الحرب إلى أمر وجودى، فتبنى آيات الله خطابًا يمزج بين السياسى والدينى بإمتياز، سواء على شاشات القنوات، أو فى تصريحاتهم الصحفية، والأخطر أن العديد من قادة الحرس الثورى الإيرانى، تبنى نفس هذا النهج من الخطابات المذهبية، خاصة بعد اغتيال الصف الأول من القادة على مدار أيام الحرب، ليخرج علينا الصف الثانى والثالث، وهؤلاء أكثر انتماء للفكر الأصولى، وأحيانًا من ينتمى منهم للتيار المتشدد المتمثل فى «جبهة پیداری» أو «جبهة الصحوة»، وهى الأكثر تشددًا فى إيران، كانت تحت رعاية أحد آيات الله المتشددين وهو آية الله «محمد تقى مصباح يزدى».
استطاعت تلك الجبهة أن تتوغل فى صفوف الحرس الثورى بوصفه الأميل لتبنى الفكر الدينى أو المقدس السياسى. المشكلة الحقيقية فى ذلك التيار هو الإيمان بحروب نهاية العالم، والسعى إلى المصادمات بشكل دائم، حتى يتهيأ العالم لقدوم المهدى المنتظر، ليجد أمامه جيشًا قويًا يمهد الأرض لقدومه العظيم. وبالمناسبة كان من أشد المنتمين لهذا التيار «سعيد جليلى «المرشح الرئاسى أمام الرئيس الإصلاحى الحالى «مسعود بزشكيان»، والذى وجه انتقادات حادة لعملية المفاوضات التى كانت بين أمريكا وإيران قبل مرحلة الحرب مع إسرائيل.
وانعكس فكر ذلك التيار فى تصريحات الحرس الثورى منذ بداية الحرب، الذين يخوضون معركة مقدسة ضد الكيان الصهيونى، بهدف إبادته، ليس بدافع القومية فقط، ولكن بحافز عقائدى أصيل يهدف إلى ظهور المهدى المنتظر. وكلما ازدادت المعركة اشتعالًا، ارتفعت حدة الخطاب الذى يمزج بين ما هو عسكرى وسياسى وعقائدى/ مذهبى.

كما أن هناك العديد من المشاهدات أن الصواريخ التى كانت تقصفها إيران على إسرائيل، كانت ممهورة بشعارات مذهبية مثل «ذوالفقار» و«كربلاء» و«الحسين» و«على» أو «يا فاطمة، وبعضها كان مكتوبًا عليها «الإمام الغائب». وغيرها من الشعارات المذهبية، وبجانب تلك الشعارات العقائدية، كان يُطبع عليها أحيانًا رموز قومية قديمة، مثل «فروهر» وهو رمز زرادشتى قديم لحضور إله النور. فإيران تقصف صواريخها محملة بالحضارة والمذهب والبارود، على كيان بلا تاريخ مثل إسرائيل.
الامتزاج بين العقائدى والقومى، هو قائد فترة الحرب بأكملها، فقد حاول النظام فى إيران، أن يخوض معركة وجودية معقدة، استخدم فيها كل ما يملك من مهارات، وعلى كل المستويات، استطاع أن يخاطب المجتمع على أكثر من جبهة، سواء المذهبى الدينى أو الملحمى الأسطورى الذى يُشكل العمق الحقيقى للشخصية الإيرانية. فحتى ندرك طبيعة ما حدث فى إيران علينا أن نغامر معهم مغامرتهم الفكرية والسياسية، فالأمر يتعدى مجرد حكايات تراثية تتناقلها الجدات فى جلسات السمر، ولكنه مثل بكرة الخيط المداخلة، علينا أن نصل إلى طرفها الأسطورى الأول وصولًا إلى الشكل السياسى والعسكرى الذى خرج به المشهد الأخير كما نراه. إيران الآن تدرك جيدًا بعد تلك التجربة الحربية المعقدة، أنها تمر بتجربة السقوط الحر، ولكنها تراهن دائمًا على أسطورة العنقاء التى تولد من جديد.