الأحد 13 يوليو 2025
المحرر العام
محمد الباز

صلاح عبدالله: صاحب الفضل علىَّ بعد ربنا.. ونجاحه فاق التوقعات

حرف

«نجاح الموجى كان صاحب الفضل علىَّ فى حياتى الفنية بعد الله عز وجل».. بهذه العبارة بدأ الفنان الكبير «صلاح عبدالله» أو «عم صلاح» فى سرد ما وصفه بأفضال الفنان نجاح الموجى عليه وعلى مسيرته الفنية، حيث وصفه بالجدع الشهم صاحب الأخلاق العالية، مشيرًا إلى قيام الموجى بترشيحه للعديد من الأعمال الفنية دون طلب منه فى تكُرم وأخلاق طيبة قلما يأتى الزمان بمثلها. «عم صلاح» كشف فى حواره مع «حرف» العديد من الكواليس والذكريات عن «عبدالمعطى محمد الموجى»، ليواصل أصدقاء المشوار إحياءهم ذكرى الفنان الكبير.

صلاح عبدالله

■ «١٣١ أشغال» و«خد الفلوس واجرى».. عملان أحدهما فى السينما والآخر فى المسرح جمعاك بالفنان الكبير نجاح الموجى.. لو تحدثت عنه كيف يمكنك وصفه؟

- نجاح الموجى «مُجحف» مَن يقتصر الحديث عنه كفنان فقط، نجاح كان حالة فنية وإنسانية قلما يأتى الزمان بمثلها، صاحب ظهوره ضجة فنية كبيرة حيث كان متميزًا شكلًا وموضوعًا، على الرغم من أن البعض توقع له أن تقتصر أعماله على الأدوار الصغيرة المحدودة كـ«سنيد» للبطل أو دور ثانوى فى المسرحيات والأفلام، إلا أن نجاح الموجى كسر كل التابوهات وحطم التوقعات وتحول مع الوقت إلى بطل من الطراز الأول ونجم صف أول وأصبح لديه مسرح باسمه ومدرسة فنية تحمل اسم نجاح الموجى، كما كان شخصًا مثقفًا للغاية ولديه دراية كاملة بالعديد من ألوان الثقافة والفن، حيث أذكر أنه أول من امتلك جهاز الحاسب الآلى من أبناء جيله وكنا نذهب إليه ونجلس باستغراب لنشاهد هذا الجهاز العبقرى، ما يؤكد رغبته الدائمة فى تطوير نفسه وقدراته بشكل يجعله ناجحًا ومتفوقًا فى مجاله.

■ حديثك عن الموجى لا يخلو فى طياته عن تلميحات لإنسانية ومودة تميز بها الفنان الكبير.. حدثنا عنها؟

- الموجى كان أخًا كبيرًا وصديقًا عزيزًا ورجلًا شهمًا وجدعًا، ومن وجهة نظرى الموجى يكفيه فخرًا بره بأهله، وليس أدل على هذا من توليه رعاية شقيقه الأكبر «القعيد» فى منزله ووسط أسرته زوجته وبناته، دون أن يتوارى عنه أو يتجاهله، حتى اعتمد اسم شقيقه بدلًا عن اسمه، كما كان يقدم على فعل الخير بشكل كبير دون حد، يعطف على الكبير والصغير، يجلس مع البسطاء ويتقرب منهم، يحرص على جبر الخواطر، لم يُؤذِ أحدًا فى يوم.

■ هل جمعتكما مواقف إنسانية أو فنية ما زالت عالقة فى ذاكرتك حتى اليوم وبعد سنوات طويلة على فراق النجم نجاح الموجى؟

- مواقف عديدة وعديدة لا يمكن حصرها، يكفى أن أقول إن نجاح الموجى كان صاحب الفضل علىَّ فى حياتى الفنية بعد الله، عز وجل، حيث كان يحرص على ترشيحى للعديد من الأدوار، سواء فى السينما أم المسرح، فى فترة البدايات أو بعد الشهرة والنجومية، حتى يظل جميع أصدقائه على الساحة الفنية، كما كان دائم الهزار معنا أثناء الأعمال المشتركة، ولعل أبرزها مسرحية «خد الفلوس واجرى» للمخرج الكبير السيد راضى وتأليف أحمد الإبيارى، حيث قام ببطولته الفنانان حسن مصطفى وميمى جمال مع نجاح الموجى، وشهدت المسرحية بدايتى أنا وأحمد آدم، وكان وقتها الموجى نجمًا شهيرًا يُشار له بالبنان، إلا أنه كان دائم الحديث معنا والسهر بعد العرض المسرحى وتناول العشاء فى تواضع ومحبة وأخلاق جعلته نجمًا، بحق وحقيقى.