صلاح عبدالله: محمد متولى حصل على نجوميته بـ«دراعه وموهبته»
«محمد متولى كان موهوبًا بالفطرة، صعد سلم النجاح بدراعه وموهبته وفقط».. شهادة وثقها الفنان الكبير صلاح عبدالله فى حديثه عن الفنان محمد متولى، حيث كان أحد أقرب أصدقائه، مشيرًا إلى أن متولى امتلك موهبة وكاريزما خاصة جعلته أحد أهم نجوم الفن المصرى. عن محمد متولى الصديق والفنان الموهوب يروى ويحكى الفنان صلاح عبدالله، فى حديث الصداقة والذكريات.

■ صداقة وزمالة عمل جمعتك بالفنان محمد متولى.. من وجهة نظرك ما الذى ميزه عن غيره من أبناء جيله؟
- محمد متولى كان ممثلًا موهوبًا جدًا، وملتزمًا بمذاكرة أدواره، لكن الأهم أن الموهبة كانت هى الأساس فى عمله الفنى دون أى مجاملة أو مساندة من أحد داخل الوسط الفنى إلا من موهبته الفطرية، ومن وجهة نظرى أن موهبة محمد متولى لم تجد ما تستحقه من بروزة أو شهرة ولم يحصل على القدر الكافى من التكريم الذى يستحقه، وذلك يعود لظروف متعلقة بصناعة السينما والدراما والفن بشكل عام، حيث كان يجمع بين الكوميدى والتراجيدى، الدراما والمرح، وغير ذلك من ألوان الفن.
■ مشاركته الدائمة فى أعمال أسامة أنور عكاشة صنعت تلميحات حوله بوجود شبهة الواسطة بُحكم صداقتهما.. كيف ترى ذلك؟
- محض افتراء، محمد متولى كان موهوبًا بالفطرة صعد سلم النجاح بدراعه وموهبته فقط، وعلاقته بالسيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ لم تكُن أبدًا طريقه للنجاح، بل كانت موهبته، فمن ينسى دور مصطفى بطاطا فى أرابيسك مع الفنان صلاح السعدنى، وشخصية خوليو فى سلام يا صاحبى مع عادل إمام، والمحامى أبوطالب فى الراية البيضاء مع الفنانة سناء جميل، وغيرها من الأدوار التى تركت بصمة وعلامة مميزة فى تاريخ الدراما والفن فى مصر وأثبتت بما لا يدع مجالًا للشك موهبة محمد متولى.
■ ولكن البعض قد يقول إن تحيزك بالدفاع عن محمد متولى يعود للصداقة القوية وليس لموهبته فقط؟
- متولى صديق عُمر وزميل مهنة، ولكن من يُنكر هذه الموهبة الفذة؟!، الموهبة الفريدة لمحمد متولى هى التى جعلت العلاقة بيننا تتطور من مجرد معرفة إلى صداقة حقيقية، بل يمكن القول إنها كانت القوة الدافعة لهذه الصداقة، نفس الأمر حدث بينه وبين المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ، أنا شخصيًا تعاملت أيضًا مع عم أسامة أنور عكاشة رحمه الله، وكان من الواضح أن هناك مواهب معينة تجذب الانتباه، وتقرب الشخص، وتجعله متعلقًا بها، فهل يعقل أن مؤلفًا بحجم وقيمة أسامة أنور عكاشة سيغامر بتلك المسيرة من أجل صداقة.
■ موهبته من وجهة نظرك هل اقتصرت على الأدوار السهلة فقط؟
- على الإطلاق، بل نجح أيضًا فى تقديم الأدوار المركبة من خلال تلك الأدوار الخفيفة التى قدمها، حيث كان يقدم داخل الدور نفسه أكثر من شخصية، فتجده كوميديًا خفيف الظل فى شخصية مصطفى بطاطا، وفى نفس اللحظة تجده يدفعك للبكاء بأداء تراجيدى أكثر من فنانى التراجيدى أنفسهم.
■ الطيبة والتلقائية والموهبة تلك.. كيف رصدتها فى العلاقة الشخصية معه؟
- متولى كان ابن بلد بالمعنى الحرفى للكلمة، راضى وصبور، شهم ومرح، جدع وملتزم، لم يغضب من أحد أو يغضب أحدًا طيلة مسيرته الفنية.
■ فى النهاية.. هل حصل محمد متولى على المكانة الفنية التى يستحقها خاصة أنه لم يقدم أى أدوار بطولة على الإطلاق؟
- أدوار البطولة لم ولن تكون فى يوم من الأيام معيار نجاح الفنان، فكم من فنانين قدموا دور البطولة المطلقة دون أن يشعر بهم أحد، بينما تجد نجومًا نجحوا فى حجز الدور الثانى لأنفسهم خلال مسيرتهم الفنية ولم يستطع أن يقترب منهم أحد، ومن هؤلاء كان محمد متولى الذى نجح حتى فى آخر مراحله الفنية فى تغيير جلده بالشكل الذى يجعله يحافظ على تواجده على الساحة الفنية.