رباب حسين: إبراهيم يسرى صنع مكانة خاصة لـ«ممثل الدور الثانى»
دائمًا ما تشهد الحالة بين الفنان والمخرج العديد من المناوشات لأسباب عدة، فكان هُنا الذهاب لمخرج أحد أهم أعمال الفنان إبراهيم يسرى ضرورة للتعرف على طبيعة هذا الفنان أمام عدسات الكاميرا، الذى وصفته المخرجة رباب حسين التى قامت بإخراج المسلسل الشهير «الليل وآخره» بأنه شخص وممثل صادق فنيًا، من خلال تعاملها مع المسلسل، حيث قدم شخصية المستشار المنشاوى، شقيق الفنان يحيى الفخرانى، حيث قالت عنه إنه من أفضل الفنانين الذين صنعوا مكانة خاصة للدور الثانوى فى الفن المصرى.
المخرجة رباب حسين فى حوارها مع «حرف» تحدثت عن تفاصيل وكواليس أداء إبراهيم يسرى أمام الكاميرات وعن شخصيته المرحة قائلة: ما كان له أن يسبب أى مشاكل داخل كواليس العمل، وكان حضوره مثل النسمة.
عن المستشار المنشاوى وكواليس «الليل وآخره» ونجم من طراز نادر، تتحدث المخرجة رباب حسين فى الحوار التالى:

■ «المستشار المنشاوى» شخصية ذات طبيعة وملامح خاصة قدمها الفنان إبراهيم يسرى فى مسلسل «الليل وآخره» من إخراجك.. كيف رصدت موهبته من خلال خيوط الشخصية؟
- إبراهيم يسرى فنان ملتزم جدًا، موهوب بشكل كبير ومميز، وما كان له أن يسبب أى مشاكل داخل كواليس العمل، وكان حضوره مثل النسمة، هادئًا ورقيقًا، كان دائمًا يحضر نفسه قبل مواعيده، ويحترم الجميع، وملتزمًا جدًا بالأداء وبالإحساس، يعنى يؤدى الدور كما أتوقع وأتمنى، وبإحساس صادق، وكان لطيفًا مع زملائه، ولم يكن أنانيًا أبدًا، بل يندمج بسرعة مع فريق العمل، سواء كانوا زملاءه أو حتى إذا كانت هذه أول مرة يعمل فيها مع شخص مثل الأستاذ يحيى الفخرانى، كانت علاقته بهم جيدة جدًا.
■ تعامل المخرج مع الفنان فى كثير من الأحيان ما يشهد بعض المناوشات.. كيف كان التعامل معه فى كواليس تصوير العمل؟
- أكثر ما أدهشنى فيه أنه يتكيف بسرعة مع طريقتى فى العمل، ولا يحتاج أن أفرض عليه أى شىء، إذا طلبت منه إعادة المشهد، كان يعيد بطريقة أفضل، وبإحساس أصدق، وهذا يدل على صدقه الفنى وحبه للعمل، فهو بالنسبة لى ممثل ملتزم ومثال للفنان الذى يجمع بين الأخلاق العالية والموهبة الحقيقية، وأنا شعرت بالحزن لأننى لم أشتغل معه قبل ذلك، ثم لم تتح له أدوار مناسبة فيما بعد، ورحيله المبكر كان خسارة كبيرة، وما أسعدنى أنه عندما استعنت بابنه للعمل معى فى مسلسل «قاتل بلا أجر»، وجدت فيه نفس الإحساس والصدق والأخلاق الملائكية التى كانت لدى والده، رحمه الله.
■ هل تعّرض للظلم فنيًا بسبب حصره فى مساحة الدور الثانى؟
- على الإطلاق، أحيانًا يكون الممثل الذى يشارك فى دور ثانوى أو بطولة ثانية أكثر موهبة من غيره بكثير، على سبيل المثال الفنان العظيم محمود المليجى، فهو لم يكن يؤدى أدوار البطولة، ومع ذلك كان بطلًا حقيقيًا فى كل دور يقوم به، إذا سألت الناس عن الممثل الأكثر تأثيرًا أو تذكرًا فى فيلم «الأرض»، ستجد أن أغلبهم يذكرونه هو بالذات، ويوجد ممثلون آخرون مثل حسن حسنى، الذى دعم ورفع مستوى نجوم جيله فى التسعينيات، كان يعمل معهم ويشجعهم، سواء فى الأدوار الكوميدية أو التراجيدية، وكان دائمًا ممثلًا عظيمًا.
■ معنى ذلك أن إبراهيم يسرى نجح فى حجز مكانة خاصة بين نجوم الدور الثانى؟
- بالتأكيد، ومكانة خاصة جدًا، فالسر لا يكمن فى الدور الكبير أو البطولة الأولى، فهذه مجرد مقاييس نسبية، وأتذكر الجملة التى قالها- الله يرحمه- عبدالسلام النابلسى عن إسماعيل ياسين، حيث عبر عن ندمه لأن فيلم حلاق السيدات لم ينجح والذى قام ببطولته، وقال إن السبب أن البطل لم يكن إسماعيل ياسين البطل الحقيقى، هذا يوضح أن الأخلاقيات والفن الحقيقى لا يرتبطان بالبطولة الأولى أو بالدور الكبير، فالممثل يصبح بطلًا حقيقيًا فى أى دور يؤديه، سواء كان فى الصف الثانى أو دور ثانوى.