الأربعاء 03 ديسمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

أحمد صقر: إبراهيم يسرى مريح أمام الكاميرا.. وأخرجت أغلب أعماله

حرف

«يمتلك حضورًا خاصًا أمام الكاميرا، ويعرف كيف يدخل إلى الشخصية من أعمق زواياها ليجعلها نابضة بالحياة».. بهذه العبارات وصف المخرج الكبير أحمد صقر موهبة صديقه الفنان إبراهيم يسرى، حيث اعتبره من ضمن قلائل نجحوا فى الجمع بين رقى التعامل وصدق الإحساس والموهبة.

أحمد صقر الذى قام بإخراج العديد من الأعمال للفنان إبراهيم يسرى قال فى حواره مع «حرف» إنه كان أهدأ الناس فى الكواليس، شخصية مريحة جدًا لا يفتعل أى مشكلات، ويحترم زملاءه والمخرجين بشكل كبير، وفى «اللوكيشن» كان دائمًا مصدر راحة وسلاسة. عن إبراهيم يسرى الصديق والفنان يتحدث المخرج الكبير أحمد صقر فى الحوار التالى:

■ فى البداية، دعنا نتحدث عن تعاونك مع الفنان الراحل إبراهيم يسرى.. كيف كنت تراه من الناحية الإنسانية؟

- إبراهيم يسرى على المستوى الإنسانى كان إنسانًا جميلًا جدًا، ومن القلائل الذين يجمعون بين الطيبة والصدق والتواضع الحقيقى، وكان بسيطًا إلى حد كبير، غير متكلف على الإطلاق، وتعاملك معه يجعلك تشعر بأنه شخصية نادرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأنك نادرًا ما تجد إنسانًا يجمع بين جمال الروح ورقى التعامل وصدق الإحساس.

■ وماذا عن الجانب الفنى، خاصة أنك أخرجت له العديد من الأعمال؟

- بالفعل كان لى الشرف أن أخرجت له أغلب أعماله، فهو على المستوى الفنى موهوب بحق، يمتلك حضورًا خاصًا أمام الكاميرا، ويعرف كيف يدخل إلى الشخصية من أعمق زواياها ليجعلها نابضة بالحياة، أول عمل جمعنى به على ما أذكر كان مسلسل «هوانم جاردن سيتى» وكان يؤدى فيه دور صلاح رشدى، وأتذكر جيدًا أنه أدى الشخصية بصدق وبراءة شديدة، وكان طبيعيًا جدًا فى أدائه لدرجة جعلت الدور يلتصق بذاكرة المشاهدين، ثم شاء الحظ أن يجمعنا عمل آخر هو فوازير «الحلو ما يكملش»، وكانت من بطولة الفنانة الجميلة جيهان نصر، كانت الفكرة أن جيهان نصر يظهر لها كل يوم عريس جديد، وكان إبراهيم يسرى أحد هؤلاء العرسان الذين تقدموا لها، وأدى الدور بخفة ظل كبيرة، وشارك فى استعراضات فنية راقية جدًا، وكان يؤديها بإتقان وحرفية عالية، كما كان فنانًا متنوعًا، يستطيع أن يؤدى كل الألوان، من الكوميديا إلى الرومانسية إلى الأدوار الاجتماعية، وكان موهوبًا لدرجة أنك تقتنع تمامًا بما يقدمه، لأنه يعيش الشخصية لحظة بلحظة.

■ هل كان إبراهيم يسرى فنانًا مريحًا أمام الكاميرا وفى الكواليس؟

- لأقصى درجة يتخيلها أحد، فكان من أهدأ الناس فى الكواليس، شخصية مريحة جدًا لا يفتعل أى مشكلات، ويحترم زملاءه والمخرجين بشكل كبير، وفى «اللوكيشن» كان دائمًا مصدر راحة وسلاسة، وكان التعامل معه متعة حقيقية، ولهذا السبب تحديدًا كنت أحرص على تكرار العمل معه كلما أُتيحت الفرصة، وجوده فى أى عمل كان يضيف حالة من الهدوء والود بين الجميع.

■ من وجهة نظرك، ما الأعمال التى بزغت نجم إبراهيم يسرى وجعلته يحتل مكانة خاصة فى قلوب الجمهور؟

- الحقيقة أن إبراهيم يسرى كان يؤمن بأن الفنان لا يُقاس بعدد بطولاته، بل بمدى صدقه فى الأداء، وكان يتعامل مع كل دور مهما كان حجمه على أنه بطولة بحد ذاته، وكل شخصية يؤديها كان يتعب فيها جدًا، ويجتهد فى تحضيرها، ويدرس تفاصيلها بدقة، ويؤديها بإخلاص شديد. كان يؤدى «واجبه» الفنى كما يقول دائمًا، وكان يحرص على أن يصدق هو الشخصية أولًا قبل أن يُقنع الجمهور بها.

■ فى نهاية الحديث عن الصديق قبل أن يكون الفنان.. ماذا تقول عن إبراهيم يسرى؟ 

- برحيل إبراهيم يسرى، فقدنا فنانًا كبيرًا بحق، وفقدنا إنسانًا راقيًا وأخًا وصديقًا عزيزًا، كان قيمة فنية حقيقية تضاف إلى كل عمل يشارك فيه، وترك أثرًا عميقًا فى وجدان كل من عرفه أو عمل معه، وسيظل دائمًا فى ذاكرتنا وقلوبنا كأحد أنبل وأصدق من مروا فى حياتنا الفنية والإنسانية.