الأربعاء 03 ديسمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

محمد طرابية: التحجج بضعف الإمكانيات ليس مقنعًا

حرف

يرى الكاتب الصحفى محمد طرابية أن قناة النيل الثقافية رغم كونها إحدى القنوات المصرية ذات القيمة، والتى يحرص الكثيرون على متابعتها لما تقدمه من محتوى يشارك فيه كبار المثقفين والمبدعين، فإن الفجوة تتسع بينها وبين شرائح واسعة من الجمهور المصرى، وهى فجوة لا يمكن ردمها إلا من خلال خطة تطوير حقيقية وجذرية لا تقتصر على الشكل، بل تمتد لتشمل الفكر والمضمون ولغة الخطاب.

ويشير إلى أن المشكلة الأساسية تتمثل فى افتقاد القناة للبساطة، فالإفراط فى استخدام اللغة العربية الفصحى الأكاديمية والمصطلحات الثقيلة يخلق برأيه حاجزًا نفسيًا لدى المشاهد العادى، ومن ثم، فهناك حاجة لتبسيط الثقافة وتقديمها بأسلوب سلس وجذاب، كما أن تعريف الثقافة على الشاشة يجب أن يتسع ليتجاوز دائرة الشعر والأدب، وليشمل مجالات حيوية كالثقافة الاقتصادية التى تمس حياة المواطن اليومية بشكل مباشر.

يقترح طرابية أن تتبنى القناة دورًا أكثر فاعلية فى المشهد الثقافى، وذلك عبر التغطية الشاملة والمباشرة لفعاليات كبرى مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب، بحيث تصبح دليلًا للمشاهد. كما يمكن الاستفادة من الكنز الحقيقى المتمثل فى أرشيف ماسبيرو، سواء التليفزيونى أو الإذاعى، لعرض حوارات نادرة وتاريخية، شريطة ألا يتحول ذلك إلى المادة الأساسية للقناة. وينوه كذلك بضرورة كسر دائرة الضيوف المعتادين والسعى نحو استضافة وجوه جديدة ومتنوعة لإثراء النقاش وتجديد الأفكار المطروحة.

أما فيما يتعلق بالجانب التقنى والفنى، فيرى طرابية أن التحجج الدائم بضعف الإمكانيات لم يعد مبررًا مقنعًا، فالمشكلة الحقيقية تكمن فى كيفية إدارة الموارد المتاحة. هناك حاجة ماسة لتحديث الاستديوهات والمعدات من كاميرات ومايكات وديكورات لتحسين جودة الصوت والصورة التى تعانى أحيانًا من مشاكل تقنية واضحة. ولكن هذا لا يمنع أن الشاشة متعطشة لوجوه جديدة من المذيعين والمذيعات، فالاعتماد على نفس الوجوه لسنوات طويلة يكرس صورة نمطية قديمة للقناة ويمنع عنها روح التجديد.

ويتابع: يجب أن يكون التطوير المنشود إداريًا واستراتيجيًا، إذ ينبغى وضع سياسة تطوير واضحة ومستدامة لا تتغير بتغير رئيس القناة، مع الاهتمام بتحسين الأوضاع المادية للعاملين لتحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم.