الأربعاء 03 ديسمبر 2025
المحرر العام
محمد الباز

رامى رأفت: المحتوى «دون المستوى» ويستلزم ثورة فى الفكر والتنفيذ

حرف

يرى الروائى والباحث رامى رأفت أن قناة النيل الثقافية تعانى من مشكلات عدة تجعل المحتوى المقدم عبرها دون المستوى، وغير جاذب للمشاهدين سواء المثقفون أو غيرهم من الجمهور العام، مشيرًا إلى أن ثمة حاجة مُلحة للتطوير تبدأ من المحتوى باعتباره المنتج النهائى الذى يصل للمشاهد، ثم تمتد لتشمل جميع الجوانب الفنية واللوجستية.

يشير رأفت إلى أن أولى خطوات الإصلاح تكمن فى توسيع دائرة الضيوف. فالمشكلة، من وجهة نظره، قد لا تكون «شللية ومحسوبية» بالمعنى التقليدى، بقدر ما هى انعكاس لانعزال القائمين على البرامج عن المشهد الثقافى الحقيقى. فهم ببساطة «لا يعرفون المثقفين» خارج دائرتهم المحدودة. ويضيف أنه فى بعض الأحيان، قد يكون هناك نوع من «الترضية» لأسماء لم تحظَ بانتشار واسع، مع إغفال متعمد للشخصيات الأكثر شهرة وتأثيرًا ولها قاعدة قرائية واسعة، خاصة بين الشباب. والحل يكمن فى تحقيق توازن يعرض الأصوات الجديدة إلى جانب الأسماء ذات الحضور الجماهيرى لضمان جذب أكبر شريحة من المشاهدين.

وينوّه رأفت بضرورة توسيع مساحة الحركة والمرونة، أى التحرر من قيود الاستديو والانطلاق لتغطية الفعاليات الثقافية فى أماكن انعقادها. ويقترح حلًا عمليًا لا يتطلب ميزانيات ضخمة، وهو الاستفادة من الكاميرات المحمولة والكوادر الفنية الموجودة بالفعل فى قطاعات ماسبيرو الأخرى عبر إعادة هيكلة وظيفية، لتغطية حفلات التوقيع والندوات والورش والمقاهى الثقافية، وإدخال الكاميرا إلى «عالم المبدعين الحقيقى».

وعلى مستوى الإنتاج، يقترح تطوير شكل المحتوى ليتناسب مع إيقاع العصر، عبر إنتاج «فواصل قصيرة» ومواد جذابة مثل الاقتباسات الأدبية المصورة، وإنتاج أفلام وثائقية قصيرة عن الأماكن الملهمة للكتاب الكبار، مثل الأماكن التى كان يكتب فيها المبدعون، أو العوالم التى استلهم منها نجيب محفوظ أعماله، ما يربط الجيل الجديد بتاريخه الثقافى بشكل حيوى.

كما يدعو إلى توسيع مفهوم «الثقافة» نفسه، فلا يجب أن يقتصر على الأدباء والشعراء فقط. فـ«الثقافة العامة» تشمل الاقتصاد والسياسة وقصص النجاح فى مختلف المهن، مستشهدًا بنماذج البودكاست العالمية التى تستضيف شخصيات من مجالات متنوعة لتقديم تجارب إنسانية ومعرفية ثرية.

وأخيرًا، يحدد رأفت مجموعة من التحديات اللوجستية والمالية التى لا يمكن تجاهلها. فالديكورات قديمة جدًا، والجودة التقنية للصورة ضعيفة ولا تواكب معايير البث الحديثة، والمصيبة الأكبر، على حد وصفه، هى غياب نظام أرشفة رقمى وسيرفرات حديثة، والاعتماد المحتمل على الشرائط القديمة، ما يؤدى إلى ضياع تراث القناة الثمين.

ويختتم رؤيته بالتأكيد أنه بعد تنفيذ كل هذه الإصلاحات، من تدريب الكوادر وتحديث المعدات وتطوير المحتوى، تأتى الخطوة الأهم وهى التسويق الفعال للقناة لتعريف الجمهور بوجهها الجديد. فهو يرى أن محتوى قناة النيل الثقافية، لا يزال دون المستوى وغير جاذب له بوصفه مشاهدًا، ما يستلزم ثورة حقيقية فى الفكر والتنفيذ لاستعادة ثقة الجمهور.