عزة رشاد: نحتاج إلى سُبل جديدة للدعاية وجذب الجمهور
تقول الروائية والقاصة عزة رشاد إن البيئة الحاضنة للثقافة هى أهم شىء، فهى التى تُنتج الإبداع وتحميه، فالبيئة التى تحترم المعرفة وتُقدّر المثقف، بدلًا من أن تعتبره مادة للسخرية بغرض الإضحاك كما يحدث فى بعض الأفلام التافهة- هى البيئة التى يمكن أن تُبنى فيها نهضة حقيقية فى الفكر والفن، وبالتالى، فإن توقير العالم والفنان والأديب يجب أن يتم قبل أن نتساءل عن مكانة قناة النيل الثقافية، لأن احترام المبدع هو الجذر الأول لكل ازدهار ثقافى.
وتوضح «رشاد» أنها لا تشك فى أن قناة النيل الثقافية كانت وما زالت ذات أهمية، وأنها حظيت بمتابعة معتبرة إلى حدٍ ما من الأدباء والفنانين، بل إن أغلبهم بدأ فيها وكبر معها، ويعتز بتسجيلاته التى قدمها عبرها، كما أن القناة أيضًا تحظى بمتابعة من جمهور قد يكون محدودًا، لكنه جمهور حقيقى من عشاق الأدب والفن.
وتقول إن هذه الأهمية تأثرت بالسيولة المهولة فى الفضائيات وبرامج الترفيه والتسلية وألعاب الكمبيوتر والموبايل، فى زمن «التيك أواى» والطابع الاستهلاكى للمعارف، وليس للألعاب وحدها، وصولًا حتى إلى مستخدمى «الشات جى بى تى» الذين شرعوا فى الاكتفاء به عن مختلف القنوات المعرفية الأخرى، ومن ثم، أصبح التنافس هائلًا رغم جودة البرامج التى تقدمها القناة فى مجالات الأدب والفن والمجتمع والحقوق والتنمية والاقتصاد والدين وغيرها، ومع ذلك، فمتابعتها قليلة فى ظل هذه المنافسة، إذ إن هناك قلة فى الدعاية لبرامج قناة النيل الثقافية على الفضائيات الأخرى التابعة لشبكة النيل.
تشير «رشاد» إلى أن المشكلة لا تتعلق فقط بالمحتوى بل أيضًا بقلة الاستفادة من تنوع هذه القنوات. وتقول إننا ربما نحتاج إلى البحث عن سبل جديدة للدعاية، وسبل جديدة لإشراك المتلقين، من خلال برامج حوارية تدعو جمهورًا كبيرًا للحضور والمناقشة، خاصة من الشباب والناشئة على وجه الخصوص.
وتوضح أنه من الضرورى التفكير فى نوع جديد من المتابعة للشئون السياسية، لا يقتصر على الأخبار فقط، بل يعرض تعددًا فى الآراء والرؤى وتنوعًا فى الشخصيات المشاركة، وقد نحتاج أيضًا إلى مسابقات جاذبة للشباب، مختلفة عن مسابقات رمضان المعتادة، وإلى أن تقدم القناة ورشة عن الذكاء الاصطناعى من الألف إلى الياء، وورشة لكتابة القصة وأخرى لكتابة الرواية، وورشًا متعددة للفنون، وبرنامجًا عن صناعة الأفلام والأنيميشن من الألف إلى الياء. هذه الورش يجب أن تكون دائمة، وليس الهدف منها التقنين أو التعليم الأكاديمى، بل نشر المعرفة المجانية ودعم القدرة على المنافسة، كما تنوه بأهمية أن تتابع قناة النيل الثقافية حفلات توقيع الكتب كما تفعل فى افتتاحيات المعارض، لأن هذا النوع من التغطيات يعزز حضورها فى المشهد الثقافى ويجعلها قريبة من المبدعين والجمهور فى آن واحد.