الإثنين 20 مايو 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

أوراق مصرية مجهولة فى قضية سلمان رشدى (ملف)

سلمان رشدى
سلمان رشدى

أعاد الكاتب الهندى- البريطانى سلمان رشدى نفسه إلى مقدمة الصورة الأدبية العالمية بكتابه الجديد «السكين» الذى يوثق من خلاله حادث الاعتداء عليه فى أغسطس 2022، عندما هاجمه شاب وهو يلقى محاضرة على مسرح أحد المعاهد التعليمية بولاية نيويورك، وهو الحادث الذى أفقد إحدى عينيه النور. 

سلمان الذى كان يتوقع الاعتداء عليه منذ صدور روايته «آيات شيطانية»، فى العام 1988، أهدى كتابه لمن ساعدوه فى إنقاذ حياته، لكنه لم ينس من هاجمه فأرسل له برسالة غامضة قال له فيها إنه لم يخطئ وإنه محتجز بلا سبب. 

كانت عودة سلمان رشدى إلى الأضواء مرة أخرى بكتابه «السكين» فرصة لتقليب أوراق أزمته الشهيرة، وأعتقد أننا فى حاجة إلى قراءة ما حدث من جديد، فزحمة الأحداث وقتها لم تتح لأحد فرصة لأن يدرك دلالات ما جرى. 

لقد ساهمت هذه الأزمة فى إسقاط أوراق توت كثيرة من على عورات كثيرين، فلم يكتب أحد فى الغالب لوجه الحقيقة، ولكنها كلها كتابات انطلقت من أرضية المصالح والانحيازات والحذر. 

فى هذا الملف نقدم لكم بعض الأوراق المصرية.

الورقة الأولى فيها عرض شامل لعلاقة الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل الذى كاد يتورط فى التوقيع على بيان لتبرئة سلمان رشدى مما نسب إليه، لكنه أنقذ نفسه متحصنًا بقناعاته الشخصية، وإن كانت تفاصيل ما جرى تؤكد أنه كان منحازًا للرؤية الإيرانية، فيبدو أنه لم يرغب فى استفزاز أصدقائه فى إيران وعلى رأسهم آية الله الخمينى الذى كان قد أصدر فتوى بإهدار دم رشدى. 

نقرأ أيضًا بيانًا أصدره أديبنا الكبير نجيب محفوظ، الذى وجد نفسه متهمًا مرة أخرى، ومحاصرًا بأنه يشبه سلمان رشدى، فإذا كان الأديب الهندى كتب «آيات شيطانية» فهو سبق وكتب رواية «أولاد حارتنا».. لكن نجيب ينفى هذا التشابه، بل يدين ما فعله سلمان. 

وعلى نفس الخط نستعيد مقالًا مكثفًا كتبه الصحفى والأديب أحمد هاشم الشريف يهاجم فيه أديب نوبل نجيب محفوظ، لأنه وقف فى منطقة رد الفعل فى أزمة سلمان رشدى، رغم أنه كان يجب أن يستغل عالميته وتأثيره العابر للحدود ليقدم شيئًا إيجابيًا على هامش الجدل الذى فجرته «آيات شيطانية». 

الورقة الرابعة والأخيرة مقال كتبه الدكتور مصطفى محمود، كان تقريبًا الرصاصة الأولى فى هذه المعركة، وأعتقد أن كثيرين أخذوا معلوماتهم عن الرواية منه، فبدأوا فى الهجوم عليها دون أن يقرأوها أو يستمعوا من كاتبها ما الذى يريده منها. 

الأوراق كانت كثيرة لا شك فى ذلك، لكننى اخترت هذه الأوراق الأربعة فى محاولة لرسم صورة ربما تكون مجهولة عما حدث فى مصر كرد فعل على هذه الأزمة.. فما أكثر الجوانب المجهولة فى تاريخنا الثقافى المصرى.

اقرأ في الملف: 

كيف أنقذ هيكل نفسه من ورطة «آيات شيطانية»؟

نجيب محفوظ: حقيقة أقوالى عن كتاب سلمان رشدى

أحمد هاشم الشريف: نجيب محفوظ وعقدة سلمان رشدى

د. مصطفى محمود يكتب: ظاهرة سلمان رشدى