قراءات الناس المستريحين.. 6 كتب لتسلية المسافرات فى رحلات شاطئية
- تتميز الكتب التى رشحها نادى «النساء المسافرات» بالقدرة على جذب القارئ
لا يوجد أجمل من كتاب جميل تصطحبه المرأة المسافرة بمفردها إلى رحلة شاطئية، فيكون أنيسها فى الطريق وملهمها فى جلساتها أمام البحر، فتخرج من الرحلة بخليط من المتعة الروحية والفكرية.
ومن هذا المنطلق، رشح نادى «النساء المسافرات» الأمريكى، مجموعة شيقة من الكتب تتنوع مجالاتها وموضوعاتها ما بين الحب والفقد والحزن والهوية، لكن تجمعها ميزة مهمة وهى أنها تليق وتناسب أى سيدة مسافرة إلى رحلة شاطئية وترغب فى الجلوس على الشيزلونج أمام البحر. وتتميز الكتب التى رشحها نادى «النساء المسافرات» بالقدرة على جذب القارئ وإشعاره بالمتعة وهى مليئة بالتفاصيل الشيقة، والتى تستعرض «حرف» ملامح منها خلال السطور التالية.
استكشاف المتعة
واحد من هذه الكتب هو رواية «أنا هنا فى الغالب للاستمتاع بنفسى.. سعى امرأة وراء المتعة فى باريس»، للكاتبة جلينيس ماكنيكول، والتى تعد مذكراتها الشخصية، وصدرت فى شهر يونيو الماضى، عن دار النشر «بنجوين».
وتأخذ المؤلفة قارئها فى رحلة لإعادة اكتشاف السعادة، من منظور قد يبدو نادرًا للغاية، فتتأمل ردود أفعال وتعاملات الآخرين وكيفية استمتاعهم بالحياة والمسار الفردى الذى يتخذونه، خاصة النساء المتقدمات فى السن.
بطلة هذه الرواية هى امرأة فى منتصف العمر ليس لها أطفال وغير متزوجة وتقرر السفر إلى باريس فى أغسطس ٢٠٢١ خلال فترة وباء «كورونا»، حيث كانت مدينة النور خالية من السياح، وكان الشغف للمتعة يسيطر على المتجولين فى شوارعها.
وبعد أن خلت مدينة نيويورك من سكانها فى مارس ٢٠٢٠ خلال الجائحة، قضت المؤلفة، التى تبلغ من العمر ٤٦ عامًا، وغير متزوجة وليس لديها أطفال، ١٦ شهرًا بمفردها فى شقتها الصغيرة فى مانهاتن، وكانت العزلة تمثل عقابًا بالنسبة لها، وفى منتصف عام ٢٠٢١ سنحت لها الفرصة لتأجير شقة صديقتها فى باريس، وحينها شعرت بأن المغادرة ليست مخاطرة بل ضرورة، وفكرت فى خوض رحلة متهورة ومبهجة وغير متوقعة.
وتروى المؤلفة فى كتابها المكون من ٢٨٨ صفحة، كيف كانت الأسابيع التى قضتها فى باريس تمتلئ بالصداقة والطعام اللذيذ والحب، وكيف كانت تحاول الاستمتاع خلال تلك الرحلة بالرقص على ضفاف نهر السين، وتعلم ركوب الدراجات وقيادتها فى منتصف الليل عبر شوارع باريس الفارغة، فضلًا عن رؤيتها رجالًا فرنسيين وسيمين خلال خروجها للتسوق أو عند تجوالها بعد الظهر فى ردهات متحف اللوفر الفارغ، ثم ممارسة السباحة ليلًا قبالة جزيرة فرنسية.
والرواية عبارة عن مذكرات حميمة وعميقة وممتعة لتجربة عاشتها المؤلفة بشكل يتجاوز المعنى المجرد للرحلة عبر سرد شخصى رائع، وتوثيق لجمال الحياة التى لا تتطلب الإذن من أى أحد من أجل الاستمتاع بها وتحقيق الانتصارات فيها.
وترى المؤلفة أن السعى وراء الشعور بالمتعة هو أمر يشبه العمل السياسى، وهو حق ومسئولية فى نفس الوقت، وترى أن الشعور بالسعادة ليس شيئًا يخبرك العالم بأنه ممكن أو غير ممكن، بل هو قرار شخصى ينبع منك فقط، ورغم ذلك يعتقد بعض النساء أن الرواية وما تحكى عنه من استقلالية وحرية فى السفر هى محض خيال.
والكتاب فى مجمله عبارة عن يوميات سفر وتنقل فى شوارع باريس، حيث تقيم «ماكنيكول» فى مدينة النور فترة طويلة وتكوّن دائرة مقربة من الصديقات، وكتبت تلك اليوميات بأسلوبها العفوى فى الكتابة، والذى يبدو أنه يحاكى وتيرة الحياة، وقد لا تبدو السياقات أدبية لكنها مريحة، ما يعنى أن أحد مصادر متعة المرأة الوحيدة هو امتلاكها الوقت لمتابعة واستكشاف أفكارها الخاصة.
مثل الحب
من الكتب التى يمكن لأى امرأة مسافرة بمفردها الاستمتاع بقراءتها أيضًا كتاب «مثل الحب: مقالات ومحادثات»، للكاتبة ماجى نيلسون، والذى صدر أبريل الماضى عن دار النشر «جراى وولف برس».
والكتاب من الإصدارات التى تشعر القارئ بالبهجة والنشاط، وتحتفل فيه ماجى نيلسون بحياة قضتها فى التعلم والدراسة، ويوثق كل مقال فيه خبرات ما يعادل عقدين من الزمان، تُثمن فيها الكاتبة الأمريكية المخضرمة قيمة الصداقة والرحمة والمحبة.
و«مثل الحب» عبارة عن مجموعة ضخمة وصاخبة من المقالات التى تحكى عن تجربة مدتها ٢٠ عامًا عملت خلالها ماجى نيلسون صحفية وكاتبة، وتضمنت أفكارها الشخصية والكثير من الذكريات والعديد من المحادثات مع الأصدقاء.
ويستكشف القارئ فيها كل ما يتعلق بالتواصل بين الأجيال وقيم الحب والصداقة، وكذلك القضايا النسوية والأمومة والحب والموسيقى والأدب، كما يتعرف على أدوار الناقد، واللغة خاصة فيما يتعلق بالفنون البصرية.
ويعرض «مثل الحب» الذى تم ترتيب مقالاته زمنيًا والمؤلف من ٣٣٦ صفحة، الموضوعات التى عملت عليها «نيلسون» أثناء كتابة كتب شهيرة مثل «Bluets» و«The Argonauts» والتى حازت من خلالها على عدة جوائز، وكذلك مقالاتها التى تغوص فى أعماق الثقافة الشعبية وأيضًا مراجعاتها لبعض الأفلام.
والكتاب يشبه حفلة فوضوية مليئة بالضيوف الجامحين، ويمثل نافذة على تطور «نيلسون» فى عالم النقد والكتابة، ويحكى شهادتها خلال عملها الممتد على مدار ٢٠ عامًا.
فن التظاهر
أصدرت الكاتبة لورين أولى رواياتها بعنوان «فن التظاهر» فى شهر يوليو الجارى عن دار النشر «جرايدون هاوس»، وهى رواية مثيرة عن امرأة تقترب من عائلة صديقتها الثرية فى مدينة نيويورك فتنشأ علاقة سرية بينها والأخ الأكبر لتلك الصديقة.
وتدور أحداث الرواية المكونة من ٣٦٨ صفحة، حول «رين» التى تحس مشاعر مليئة بالتناقضات والسلبية وعدم الثقة فى الذات، وتتعامل معها على أنها مجرد أفكار وهواجس، وتقترب من صديقتها «إيتا» الفتاة الغنية عديمة الهدف والتى تشعر بالاستياء من شقيقها الأكبر «آرتشر»، الرسام الصاعد والمفضل لدى والديهما، وفجأة يكتشف كل من «رين» و«آرتشر» انجذابهما لبعضهما، ومع ذلك، تخشى «رين» إثارة غيرة صديقتها «إيتا» وحقدها عليها فتقرر إبقاء العلاقة سرية.
وتشعر «رين» بالمشاعر المتناقضة تجاه صديقتها «إيتا» فهى تحبها وتكرهها فى نفس الوقت، وهى صديقتها منذ التقيا فى جامعة نيويورك منذ نحو عقد من الزمان، حيث اعتادت «إيتا» الغنية أن تعطى «رين» الفقيرة ملابسها المستعملة من أحدث الماركات والتصميمات العالمية، وتأخذها معها أيضًا إلى الحفلات فى أكثر الأماكن شهرة ورقيًا.
ولكن عندما تنتقل «إيتا» من أمريكا إلى برشلونة دون سابق إنذار، تُترَك «رين» لمواجهة حقيقة من تكون بدونها، حيث حياتها العادية فى شقة صغيرة، مع وظيفة غير مجزية وعائلة منفصلة.
ويدخل «آرتشر» شقيق «إيتا» الأكبر إلى حياة «رين» فى غياب شقيقته، وفجأة يدعوها لزيارة معرضه الفنى وحضور حفلات مرموقة، والذهاب فى رحلات نهاية الأسبوع مع أصدقائه.
اهتمام «آرتشر» يجعل «رين» تشعر بالحيوية بطرق جديدة تمامًا، لكنها تعلم أن «إيتا» لن تتفهم ذلك، ومع توطيد علاقتها بشقيقها يزداد قلقها بشكل كبير.
وتكشف أحداث الرواية العديد من الأسرار حول الحب والصداقة والثروة والقوة والفن والطموح، وكذلك القصص التى نرويها لأنفسنا وعن الآخرين للحصول على ما نريد.
ابنة صانع الجبن
تصدر الكاتبة الأمريكية من أصل كرواتى كريستين فوكوفيتش رواية «ابنة صانع الجبن» فى ٦ أغسطس الجارى عن دار النشر «ريجالو برس»، وتدور أحداثها حول مارينا مارزيتش ابنة صانع الجبن فى جزيرة «باغ» فى كرواتيا، وتناقش موضوعات مثل الهوية والانتماء والنمو والقبول والحب.
وتخوض «مارينا» صراعات بعد عودتها إلى وطنها وجزيرتها الكرواتية الأصلية بعد أن أمضت سنوات فى أمريكا لمساعدة والدها فى إنقاذ مصنع الجبن المتعثر «سيرانا»، فيتعين عليها مواجهة ماضيها الصعب ومستقبلها غير المعروف فى خضم زواج متفكك، وتفكر كيف تبدأ من جديد بينما يهدد الماضى بإغراقها.
وتُضطر «مارينا» إلى مواجهة هويتها الكرواتية الأمريكية المنقسمة، وماضيها كلاجئة من يوغوسلافيا السابقة، فتنتقل للعيش مع والديها فى باغ، وتبدأ حياة جديدة بالعمل فى مصنع «سيرانا»، وبينما تستقر تدريجيًا فى مكان كان ذات يوم موطنها، وتصبح حياتها متشابكة بشكل لا ينفصل مع جبن جزيرتهم.
ويشعل ماضيها مع ابن صانع جبن منافس، المزيد من الاضطرابات فى جزيرتها المنقسمة، ويتعين عليها إيجاد طريقة لإنقاذ مصنع والدها «سيرانا»، وفى هذه التجربة تتعلم كيف تنتمى إلى المكان لكن بشروطها الخاصة.
«ابنة صانع الجبن» المؤلفة من ٣٠٤ صفحات، هى المغامرة الروائية الأولى لكريستين فوكوفيتش التى تم تكريمها من قبل مؤسسة الاتحاد الوطنى للثقافة الأمريكية الكرواتية، ضمن قائمة «٤٠ تحت سن الأربعين»، والحاصلة أيضًا على جائزة زلاتنا بنكالا «القلم الذهبى» عن كتاباتها عن كرواتيا، وعن التوترات الثقافية والإثنية الكامنة فى منطقة معقدة غارقة فى قرون من الحرب والاضطرابات، وتأخذ القارئ فى رحلة عبر العام الذى سبق انضمام كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبى.
وفى جزيرة «باغ» ذات المناظر الطبيعية الخلابة، تنقل الكاتبة مناظر ومشاهد قاحلة بشكل لافت للنظر ومدنا من العصور الوسطى، وكذلك البحر الأدرياتيكى الساحر، بما يوفر نافذة نادرة على مجتمع متماسك يتمتع بروابط عائلية قوية فى ركن مهم من العالم.
وتطرح هذه القصة الغنية بالرسوم أسئلة أساسية حول الهوية ومعنى الوطن، وتبحث كيفية النجاة من الصدمات الموروثة والشخصية، وما يعنيه الشفاء وإعادة اختراع الذات فى مواجهة تحديات الحياة.
لبؤات طهران
صدرت رواية «لبؤات طهران» أو «The Lion Women of Tehran» للكاتبة الأمريكية الإيرانية مارجان كمالى فى شهر يوليو الجارى، عن دار النشر «جاليرى بوكس».
وتتناول الرواية قصة صداقة فتاتين صغيرتين، «إيلى وهوما»، حيث بلغتا سن الرشد معًا فى طهران خلال السنوات التى سبقت الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩، مع الإطاحة بنظام الشاه واستبداله بنظام إسلامى محافظ، يتم فيه تقييد حقوق المرأة بشكل كبير، وترى «إيلى وهوما» حياتهما تتغير بشكل مفاجئ.
ورغم أن الرواية تكشف عن أحداث تاريخية كبرى، لكنها أيضًا تتناول الصراع اليومى بين الطفولة والحب والصداقة فى طهران خلال الخمسينيات من القرن الماضى، حيث تعيش «إيلى» البالغة من العمر سبع سنوات فى راحة كبيرة حتى وفاة والدها، ما أجبرها ووالدتها على الانتقال إلى منزل صغير فى وسط المدينة، وتحلم «إيلى» بصديق أو صديقة يخفف من عزلتها.
ولحسن الحظ، تلتقى «إيلى» فى اليوم الأول لها فى المدرسة بـ«هوما»، وهى فتاة طيبة وعاطفية ذات روح فكاهية وشجاعة ويبدآن فى اللعب معًا، وتتعلمان الطبخ فى مطبخ تقليدى فى منزل «هوما» الدافئ، وتتجولان عبر الأكشاك الملونة والبازارات، وتتشاركان طموحاتهما فى أن تصبحا قويتان كاللبؤات أو نساء الأسود.
لكن سعادتهما تهتز عندما تتاح لـ«إيلى» ووالدتها الفرصة للعودة إلى حياتهما البرجوازية السابقة، بعد أن أصبحت طالبة مشهورة فى أفضل مدرسة ثانوية للبنات فى إيران، لتبدأ ذكرياتها عن «هوما» تتلاشى ولكن بعد سنوات، يؤدى ظهور الأخيرة المفاجئ فى عالم «إيلى» المتميز إلى تغيير مسار حياتهما، مع تصاعد الاضطرابات السياسية فى إيران إلى نقطة صعبة.
وتستحضر مارجان كمالى فى روايتها المؤلفة من ٣٣٣ صفحة، جمال إيران فى ستينيات القرن العشرين، من رائحة التوابل اللذيذة التى تنبعث من المطبخ الفارسى، إلى ألوان البازارات، إلى رقاقات الثلج التى تتساقط فى مشاهد شاعرية، حيث صاغت نظرة صادقة للمعنى الحقيقى للصداقة، من خلال «هوما وإيلى»، حيث تتشابك الاختلافات الطبقية والصدمات الشخصية والغيرة والحرب والثورة، فترصد كيف يقفان فى مواجهة الاضطرابات والرعب الذى أحدثته الثورة الإيرانية، لتتناول أفكار الصداقة والخيانة والتسامح.
السائح الجديد
أصدرت الصحفية الأمريكية بيج مكلاناهان فى يونيو الماضى كتابها «السائح الجديد» عن دار النشر «سكريبنر»، والتى تتحدث فيه عن السياحة حول العالم، من هاواى إلى المملكة العربية السعودية، ومن أمستردام إلى أنجكور وات، متناولة تفاصيل الصناعة تشكل جزءًا معتبرًا من الناتج المحلى الإجمالى العالمى.
وتجيب الكاتبة عن تساؤلات كثيرة منها، كيف نما النشاط السياحى حول العالم، ومتى بدأت السياحة تدمر روح الدول ومتى تقدم صورة حياة المجتمعات؟.