الأسطى صلاح السعدنى.. سَحبة قوس فى أوتار كمان (ملف)

«تنفرط الأيام عود كهرمان.. يتفرفط النور والحنان والأمان»... بهذه الكلمات رسم ملك العامية سيد حجاب شخصية بطل خان دويدار وفنان الأرابيسك، «الأسطى حسن النعمانى» ليغلف بها تتر عمل من أعظم المسلسلات فى تاريخ الدراما المصرية، «أرابيسك»، قبل أن يأتى «حسن أبوكيفه» ممسكًا الأزميل والحفار، متشبثًًا بالأبنوس والعاج، يغمر بموهبته وجدعنته وشهامته كل من حوله فى الخان، فهو الصديق والأخ، وهو أيضًا الفتوة ابن البلد.
صال وجال فى «ليالى الحلمية»، وتحولت حكاية العمدة سليمان غانم ووصيفة المرزوقى إلى سهرة منفصلة وحدوتة ينتظرها الملايين، على مدار خمسة أجزاء من سلسلة مسلسل «ليالى الحلمية»، بعدما نجح بخفة دمه فى تحويل دورة العُمدة إلى أيقونة للمسلسل الخالد.

هو المتلون وصاحب الألف وجه، يُغير جلده وفق احتياج الإبداع، يتحول من الأسطى والصنايعى والعُمدة والمراكبى إلى الدكتور عزيز محفوظ عالم الطاقة النووية وأنبل الأصدقاء فى رائعة مسلسل الأصدقاء.. إنه الأسطى «صلاح السعدنى». شهم وجدع، أصيل ورجولة، موهوب ومحترف، صفات قلما تجتمع فى هيئة شخص واحد، ولكنه كسر القاعدة وحطم المستحيل، حين نجح صلاح السعدنى فى أن يجمع كل تلك الصفات فى شخصه، حتى أصبحت صفته فى رواية كل من يتحدث عنه: «صلاح ابن البلد».
«ظهرك فى حزنك وضحكتك فى فرحك»، هكذا وصفوا صلاح السعدنى فى حديثهم عنه، العُمدة صاحب العشرات من الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية، التى شكلت تاريخًا ثريًا ومُشرفًا، هى نتاج ما قدمه طوال مشوار فنى عامر بالأدوار المعتبرة، التى كانت وما زالت بصمة وضلعًا رئيسيًا فى تراث الفنى المصرى والعربى.
يوم الثالث والعشرين من أكتوبر فى كل عام تحتفل الشاشة وتبتهج خشبة المسرح بذكرى ميلاد رجل وأستاذ وأسطى مشخصاتى، يُصنف من بين أعظم الفنانين فى تاريخ مصر الحديث، و«حرف» وهى تحتفى بذكرى ميلاد «السعدنى»، بحثت عمن يحكى ويروى سيرة فنان الشعب، فلم تجد أفضل وأخلص ممن رافقوه مشوار النجاح، وشاركوه احتلال قلوب المشاهدين، الذين ارتبطوا به وارتبط بهم كأنه أحد أفراد أسرتهم.
أبطال وشركاء نجاح صلاح السعدنى يتحدثون فى احتفالية «حرف» عن صلاح الإنسان والفنان، الصديق والأب، المبُدع والعبقرى.