الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

حوار خاص مع كاتب أمريكى يحارب لحماية 6 لغات مهددة بالانقراض

روس بيرلين
روس بيرلين

- «روس بيرلين»: الكتاب ثمرة 20 سنة عملًا عالم لغويات حول العالم

قبل أيام، منحت الأكاديمية البريطانية للكتاب جائزتها للكاتب والمترجم والباحث الأمريكى روس بيرلين، عن كتابه «مدينة اللغات: الكفاح من أجل الحفاظ على اللغات الأم المهددة بالانقراض فى نيويورك». يستعرض الكتاب لمؤلفه روس بيرلين، الذى يعمل عالم لغويات ومديرًا مشاركًا فى «تحالف اللغات المهددة بالانقراض»، الجهود المبذولة لإنقاذ اللغات المهددة بالانقراض فى واحدة من أكثر مدن العالم تنوعًا من الناحية اللغوية، وهى مدينة نيويورك

ويلقى الكتاب الضوء على ٦ لغات متداولة فى نيويورك مهددة بالانقراض، هى: «اللينابى» و«اليديشية» و«النواتل» و«الواخى» و«السيكى» و«النكو»، من حيث الأهمية الثقافية لهذه اللغات، والجهود التى تبذلها المجتمعات لإحيائها والحفاظ عليها فى مواجهة هيمنة اللغات «المسيطرة»، مثل «الإنجليزية» و«الإسبانية».

وتتداخل سردية الكتاب مع نضال المجتمعات المهاجرة وصمودها، من خلال تناول تاريخ التنوع اللغوى فى نيويورك، إلى جانب الإرث الاستعمارى، والتحديات الاجتماعية والسياسية الحالية. ومن خلال قصص الأفراد وجهود المجتمعات، يصور الكتاب مدينة غنية بالتراث اللغوى، لكنها تواجه تهديدات بانقراض هذه اللغات، مع تأكيد أهمية التنوع اللغوى، والحاجة الملحة للحفاظ على هذه اللغات؛ كجزء من الهوية الثقافية والتاريخية.

وفى حوار خاص مع «حرف»، كشف روس بيرلين عن الدوافع التى ألهمته لكتابة «مدينة اللغات»، قائلًا: «أحببت اللغات طوال حياتى، أما كتاب (مدينة اللغات) فجاء كثمرة عقدين من العمل عالم لغويات فى الصين ونيبال وطاجيكستان، والعمل فى مدينة نيويورك على وجه التحديد، التى تعد أكثر المدن تنوعًا لغويًا فى تاريخ العالم، على الرغم من وجود عدة مدن أخرى تنمو فى نفس الاتجاه، مثل القاهرة».

وأضاف «بيرلين»: «نجحنا فى تأسيس (تحالف اللغات المهددة بالانقراض)، الذى أشارك فى إدارته منذ عام ٢٠١٠، والذى يضم علماء لغة ونشطاء متخصصين فى هذا المجال، إلى جانب متحدثين وأفراد مجتمع عاديين»، مؤكدًا أن كتابه «مدينة اللغات» مستوحى من عمل هذا التحالف، وتحديدًا ٦ متحدثين من جميع أنحاء العالم.

وتطرق إلى التحديات الرئيسية التى تواجه اللغات المهددة بالانقراض فى نيويورك، مُبينًا أن الحال فيها كما فى معظم المدن، من حيث وجود ضغط شديد للتخلى عن اللغات الأم الأصغر لصالح اللغات الكبيرة السائدة، سواء ضغطًا اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو سياسيًا.

ورأى أن السؤال الرئيسى هو: كيفية نقل هذه اللغات إلى الجيل القادم فى المنزل؟، وإن كان نظام التعليم يلعب هو الآخر دورًا مهمًا فى ذلك، خاصة مع اعتماده فى الغالب على اللغة الإنجليزية، رغم وجود برامج تعليمية فى عشرات اللغات الأخرى الآن.

وعن كيف يمكن للأفراد أو المجتمعات المساهمة فى جهود الحفاظ على اللغات، قال «بيرلين» إن كتاب «مدينة اللغات» يلقى الضوء على ٦ متحدثين يجدون طرقًا مختلفة للدفاع عن لغاتهم وتطويرها، من خلال التوثيق والتعليم والتكنولوجيا والأدب والطعام ووسائل أخرى.