الأربعاء 04 ديسمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

محمد محمود عبداللطيف

محمد محمود عبداللطيف
محمد محمود عبداللطيف

عرفته سنة ٢٠١٥، كان عنده مشروع كتابة سيرة والدته، واحتاج محررًا يساعده فى صياغتها.

والدته هى الدكتورة توحيدة عبدالرحمن، أول طبيبة فى الحكومة المصرية، وهى أخت مفيدة عبدالرحمن المحامية المشهورة، وتوحيدة اتعلمت أولًا فى المدرسة السنية، ثم إنها راحت بعثة كتشنر لـ دراسة الطب فى لندن، ورجعت اتعينت طبيبة سنة ١٩٣٣، ووصلت إنها بقت كبيرة طبيبات وزارة المعارف، وأسست الصحة المدرسية، واستقالت ١٩٥٤.

ابنها هو محمد محمود عبداللطيف، وساعة ما قابلته طلب منى مساعدته فى مشروعه، رفضت فى البداية لـ إنه مش نشاطى تحرير الكتب لـ الآخرين أو المشاركة فى الصياغة أو ما شابه، لكن لما قعدت معاه، وكلمنى عن اللى عايز يعمله رحبت فورًا وكانت بداية رحلة أعتز بيها كتير.

مبدئيًا والد محمد، وزوج الدكتورة توحيدة، هو المستشار محمود عبداللطيف، اللى قعد على المنصة فى قضايا كتير مهمة وحرجة زى قضية الجاسوسية الكبرى، وقضية السيارة الجيب، وخطف البطريرك والمشتل وغيرها من قضايا كانت مؤثرة فى مسار أحداث البلد السياسية والأمنية وخلافه.

أهمية الوالد مش بس كونه فيصلًا فى القضايا، لكن شخصه كان مثار جدل على خلفية القضايا دى، منها إن الإخوان روجوا حواليه إشاعة إنه بعد ما أدانهم فى القضية رجع وانضم لهم، ودا أكاذيب، كما إنه ساعة قضية الجاسوسية الكبرى كان فيه كلام عن خلافه مع الرئيس عبدالناصر، ودا ما حصلش، ناصر بعدها حضر زفاف سميحة بنت المستشار، وغيرها من الأمور.

اللى فهمته من محمد هو إن فكرته مش مقتصرة على كتابة سيرة والدته، إنما محاولة شاملة لـ تخليد اسم الوالد والوالدة مش كونها والده ووالدته إنما شخصيتين مؤثرتان فى تاريخ هذا البلد اللى محمد يعرف قيمته كويس.

الحكاية إذن مش شخصية، وإنما التنبيه لـ فصل مهم فى تاريخ مصر، لـ ذلك كانت فكرتى إننا نسمى كتاب الدكتورة، لما كانت مصر مصر، ودا اللى حصل فعلًا.

بدأت حكاية هذا المشروع لما محمد قرا إنه تونس تكرم «أول طبيبة عربية»، وهى توحيدة بنت الشيخ، اللى هى بـ الطبع بعد توحيدة عبدالرحمن، فـ انتبه إلى إننا («نا» كـ مصريين) ما عندناش توثيق لـ الدكتورة، وربما توثيق لـ مسار الشخصيات المهمة عمومًا، فـ بدأ هو رحلة التوثيق الخاصة بيه.

راح لندن، وجاب ملف الوالدة من المستشفى اللى كانت بـ تدرس فيها ودا تكرار لـ رحلة عملها والده لما كان هو ووالدته مخطوبين، فـ قرر يروح لندن علشان يبقى على دراية بـ مسار زوجته المستقبلية، وعارف تفاصيلها، بس المرة دى كان هدف محمد من معرفة التفاصيل مختلف.

ثم إنه رجع مصر، وخاض جولات ما بين دار الوثائق وأرشيف الصحف، وأرشيف القضاء، وجمع ما يتعلق بـ الوالدة والوالد كمان، وقدم فى دا نموذج لـ رحلة توثيق دقيقة، رغم كونه مش محترف هذا المجال، لكن كانت تحركاته مدروسة وأثمرت كتابين «الدكتورة» و«المستشار».

ثم إن جهوده ما وقفتش عند الكتابين اللى حققوا ردود فعل طيبة، إنما سعى لـ إطلاق اسم الوالدة أو الوالد على أحد شوارع مصر الجديدة، حيث كانوا عايشين، وفعلًا بقى فيه شارع على اسم الوالدة، وكمان فيه يافطة «هنا عاش» مع جهاز التنسيق الحضارى.

ثم إنه بقى فيه طوابع تذكارية، وتمثال لـ الوالدة، وعدد من مظاهر الاحتفاء والاحتفال بـ الشخصيتين، وما زال يواصل جهوده لـ مزيد من الخطوات والتكريم. والواقع إنه اللى هو محتاج نكرمه هو محمد نفسه على رحلته الثرية دى.