الأربعاء 04 ديسمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

يحيى صفوت: «دفتر ناعوت» خلاصة أعوام من ملاحظة البشر ودراسة الهندسة

يحيى صفوت
يحيى صفوت

أشاد يحيى صفوت بجائزة «القلم الذهبى»، معتبرًا أن توقيت ظهورها «ممتاز»، لأن الساحة الأدبية كانت فى حاجة إلى مسابقة بهذا الحجم وهذا الاهتمام، مضيفًا: «شرف كبير لى أن أصل إلى هذه المرحلة الرفيعة، من خلال رواية (دفتر ناعوت)». وأكد «صفوت» أن دراسة الهندسة ساعدته فى كتابة الرواية، لأن «الهندسة فى العموم تبنى عقل وتفكير المهندس بطريقة مختلفة، والرواية هى بناء ينطبق عليه نفس قواعد وأسس تنفيذ أى مشروع، من تقسيمه إلى مراحل، ثم تخطيط مسار، ومنطقية الأحداث، وتصور الأماكن والأبعاد والمناظير، وأخيرًا ضبط الجدول الزمنى للمشاهد».

وأضاف مؤلف «دفتر ناعوت»: «الهندسة أتاحت لى أيضًا القدرة على تحليل الأعمال الأدبية وتصنيفها، واستخلاص الجواهر منها. وأهم ميزة أنها علمتنى كيفية نقل المعلومة وشرح الحدث ووصف الشعور بأقل عدد من الكلمات، فالجمال فى الندرة».

وواصل: «جزء من نشاطاتى الثقافية مشروع فلسفى أبحر من خلاله فى النفس البشرية وآلامها، و(دفتر ناعوت) هى خلاصة أعوام من ملاحظة علاقات ونفسيات البشر، وترتيبها فى مفاهيم منتظمة، قبل أن أضعها فى إطار قصة. والقصة نفسها، مثل بقية رواياتى ترتكز على محور التشويق والأحداث غير المتوقعة، والمنطقية فى نفس الوقت، فى عالم بين الواقع والخيال. هذا لأن من قناعاتى الفلسفية أن هناك عالمًا كاملًا لا نراه، حيث الفكرة تتنفس، والآلام تصرخ حتى يشعر بها الجماد».

وأكمل: «مدخل الرواية من مانيكان تدخل إلى حجرة الدكتور سليم لقمان، يمكن أن يقول إنها تنتمى لأدب الرعب. لكن القارئ للرواية سيدرك بمواصلتها أن هناك خلطة من جريمة وواقعية سحرية».

وتابع: «الشخصيات الأربع الرئيسية، وهى طبيب وضابط وقاتل وكاتبة، متباينة بشكل كبير، وتمثل المدارس الكبرى فى التفكير، المنطقية والعملية والعاطفية والعدمية، من خلال تسابقهم كى يعثروا على سبب الآلام التى ملأت الدنيا، وطريقة التعامل معها، وذلك فى إطار غرائبى يتكلم فيه الجماد ويتفاعل معهم، كل حسب شخصيته. وفى نهاية السباق، أو الرواية، يخرج واحد منهم فقط منتصرًا، ومعه إجابة أكبر سؤال».

واختتم بالحديث عن الجوائز ودورها فى تحفيز الكاتب، قائلًا إن «الكتابة مهنة تصيب أحيانًا بالوحدة، والعائد سواء المادى أو الأدبى يأتى متأخرًا. لذا فإن الجوائز تساعد الكاتب على استعادة عزيمته وتركيزه على هدفه».