المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

التشكيلى الأخير.. خاص.. رسائل الكبار إلى عصمت داوستاشى: «ستظل صانعًا للجمال»

حرف

يواصل الإبداع رحلته حتى بعد رحيل المبدعين، فالفنان التشكيلى الكبير عصمت داوستاشى، الذى غادر عالمنا قبل يومين عن عمر ناهز 82 عامًا، يترك خلفه إرثًا فنيًا خالدًا وذكريات عميقة فى قلوب محبيه وزملائه من الأدباء والفنانين. 

خلال زيارة سابقة إلى مرسمه بالإسكندرية، حصلت «حرف» على مجموعة من الخطابات التى كتبها له كبار المبدعين، تعبيرًا عن تقديرهم لمسيرته وإسهاماته الفنية الثرية. 

وتكشف هذه الرسائل عن عمق العلاقة التى جمعت «داوستاشى» بأبناء جيله والأجيال التالية، وترسم صورة لنموذج الفنان الذى لم يكن مجرد صانع لوحات، بل كان ملهمًا ومؤثرًا فى الحركة الفنية والثقافية. 

فى السطور التالية، نستعرض تلك الرسائل التى تحمل مشاعر الوفاء والامتنان، ونلقى الضوء على الإرث الذى تركه «داوستاشى» فى المشهد الفنى المصرى والعربى، حيث سيظل فنه حيًا فى ذاكرة الإبداع.

يحيى الرخاوى: لا تنسانا يا صديقى

عزيزى عصمت داوستاشى، شوقًا وسلامًا وبعد..

أرجو تسليم ما أمكن مشكورًا إلى حامله، حيث سوف ندخل إلى المطبعة حالًا، ونحن نعد العدد بعد القادم فلا تنسانا..

يحيى الرخاوى

اقرأ كتاب الفنانة فاطمة ولنا حديث ولقاء وربما تعليق..

أحاول الاتصال بالفنان العائد محمد إسماعيل وسوف أوافيكم بأخباره وأعطيه عنوانك شكرًا..

حسين بيكار يبعث برسالتين: لا أستطيع الإفلات مما يشع من لوحاتك 

1

ولدى الحبيب عصمت داوستاشى، لست أدرى كيف أعبر عن فرحتى الغامرة عندما تسلمت خطابك الرقيق، فقد كان لمسة وفاء جاءت فى وقت عرفت فيه قدر الأصدقاء، وليس هذا بغريب عليك، فقد عرفتك دائمًا نقى القلب، صافى السريرة، رحيب الأفق، ثاقب الفكر، وهذا ما جعل لك فى قلبى منزلة انفردت بها، بين من عرفتهم من شباب هذا الجيل.

ولست أدرى يا ولدى كيف أعبر لك عن شكرى على مشاعرك النبيلة فلا حرمنى الله من هذا القلب الكبير، والعقل المستنير، ولك منى خالص الود والمحبة.

أكتب لك من الإسكندرية حيث أمضى إجازة قصيرة فى فندق شيراتون المنتزة حتى مساء السبت إن شاء الله، فإن لم أستطع لقاءك فأرجو أن نلتقى فى القاهرة ربما فى صحبة صديقنا حسن سليمان..

2

حفل الثغر السكندرى وهو يحتفى بباكورة فنانيه الأكاديميين بموجة من الأنشطة الطموحة، والأفكار الشابة التى كانت تلهث للحاق بأذيال القرن المنصرم..

حسين بيكار

وفى غمار هذا اللغط الفكرى ظهر هذا العنوان الغامض «المستنير دادا» معلنًا عن معرض بقيمة الفنان السكندرى الشاب عصمت داوستاشى بقاعة أتيليه القاهرة.. ولا أستطيع أن أنكر لهفتى الشديدة على مشاهدة هذا المعرض الوافد الذى يزفه العنوان المثير. كانت الفكرة التى راودتنى قبل أن أشاهد المعرض، ولم أكن قد قابلت الفنان أو تعرفت عليه من قبل أنها تقليعة استعراضية شبابية تحاول لفت الأنظار بطرافتها، ولكن وقفتى الطويلة أمام ما شاهدته بعد ذلك بالمعرض بحياد شديد وبلا حكم مسبق جعلتنى رغم جميع المحاولات لا أستطيع الإفلات، مما يشع من اللوحات من استحواذ لا يقاوم.. عندئذ أيقنت أنه لا بد وأن يكون هناك شىء ما يتخلل تلافيف هذا الشعار، يحاول على استحياء أن يعلن عن وجوده أو قضية تؤرق الفنان يتردد فى المجاهرة بها، فشكرًا لـ«المستنير دادا».

جمال الغيطانى: يشرفنى أن تصمم غلاف «كتاب اليوم»

جمال الغيطاني

أخى العزيز الفنان عصمت داوستاشى.. تحية ومودة.

بقدر انزعاجى من ملاحظاتك القيمة، التى أعترف بأننى لم أنتبه لها لإسنادى عملية الإشراف الفنى الكامل إلى الفنان محمد عفت، بقدر ما سعدت بخطابك مطلع العام الجديد.

أعتذر إليك إذا كان الاعتذار يُجدى، مع وعد بتصحيح هذه الأخطاء، فى طبعة جديدة من الكتاب بنفس الحجم القديم..

الكتاب فى ارتفاع مستمر وهذا أرخص سعر ممكن، للأسف سأضطر إلى قول هذا..

أتمنى لك خالص التوفيق ويشرفنى أن تسهم معنا فى تصميم الغلاف «كتاب اليوم»..

لوتس عبدالكريم: أشكرك بعدد الشمع المزين برسوماتك للبيت العتيق

الأستاذ الفاضل عصمت داوستاشى

تحية طيبة وبعد،،

تلقيت رسالتك وأشكرك لتهنئتك بعدد الشموع، المزين برسوماتك للبيت العتيق، وآسفة لتأخيرى غير المقصود، لظروف كثيرة فى الرد عليكم..

لوتس عبدالكريم

أما بالنسبة لإرسال أفلام وفصل الألوان الخاصة بالرسومات فقد طلبتها من المطبعة وأرجو أن يرسلوها فى أقرب وقت، وقد قمت بإرسال رسومك الثلاثة إلى الشركة كما طلبتم..

كل عام وأنتم بخير، وأرجو أن تدوم بيننا أواصر الصداقة وتبادل الفن مع الشكر الجزيل.

عز الدين نجيب: لن تكفينى صفحات طويلة لأحدثك عن روعة تجاربنا

عزيزى عصمت

أصدق تحياتى وأشواقى

حزنت جدًا اليوم لعدم حضورك معنا فى رحلة الوادى الجديد، لقد أرسلت لك برقية كما اتفقنا قبل موعد السفر بأكثر من أسبوع، تفيد بالموعد المحدد للسفر وهو السبت ٢٠ نوفمبر، وانتظرت أن تحضر يوم الجمعة السابق للموعد دون فائدة، وقد سأل عنك كل الزملاء وآسفون لعدم حضورك، فأرجو أن يكون المانع خيرًا.

ولقد قضينا فى الرحلة عشرة أيام وكانت فى غاية الجمال والخصوبة من حيث الرؤى الجديدة البكر والإنتاج الفنى الغزير، ولن تكفينى صفحات طويلة كى أحدثك عن روعة العالم الذى رأيناه والتجارب التى عشناها خلال تلك الأيام القصيرة، ولكن يكفى أن أخبرك أننا بعد أسبوع واحد من العمل توفر لدينا كم من الأعمال يفيض عن معرض مشترك..

عزالدين نجيب

وبالفعل افتتح محافظ الوادى الجديد معرضنا بقصر الثقافة قبل حضورنا مباشرة، وكان ناجحًا إلى حد بعيد، وأرجو أن نلتقى قريبًا لأحكى لك تفصيلًا عن هذه التجربة، نسيت أن أخبرك بأن المجموعة كانت تتكون من ٨ فنانين.

وكان التآلف بيننا كبيرًا إلى حد أننا فكرنا فى تكوين جماعة فنية لتكرار التجربة وتعميقها من خلال زيارات مشابهة إلى مواقع مختلفة من البيئة المصرية..

محيى الدين اللباد: العين بصيرة والساق قصيرة

محيي الدين اللباد

الأخ الفنان داوستاشى

صباح الخير،،

شكرًا جزيلًا على دعوة معرضك الفوتوغرافى الجديد، وكان بودى- فعلًا- أن أحضر، وأشاهده، لأن الفكرة جميلة، والعينة على الدعوة أجمل، لكن العين بصيرة والساق قصيرة، فأنا لا أنزل وسط القاهرة إلا لماما، فما بالك بالإسكندرية.. تحية لنشاطك المتعدد، ومحاولاتك الدائمة فى كل مجال، ولطاقتك الفذة وإلى لقاء قريب فى الإسكندرية أو القاهرة. 

إسماعيل المهدوى: أنتظر لقاءك فى منظمة التضامن الإفريقى

الأخ الأستاذ الكبير عصمت داوستاشى.

إسماعيل المهداوى

حضرت اليوم السبت ٢٧ يناير ١٩٩٠ للسلام ولإحضار ٤ نسخ «مؤقتًا» من «كاتب الديمقراطية»، اثنان لك، وواحدة للأستاذ محمود منصور، والرابعة لحسن سليمان، وللأسف أننى لم أجدك.

تحياتى واحترامى لك وسأحاول الحضور مرة أخرى، ربما بعد أسبوعين، وعلى كل حال تليفون منظمة التضامن الإفريقى الآسيوى معك.. وأنا أذهب إلى هناك كل أحد واثنين وخميس، فإذا أردتنى قبل ذلك فأنا تحت أمرك.. سأقدم منسوخ «الكتاب الاقتصادى» للمطبعة بعد يومين، وفى انتظار توضيبات غلافه..

ألف شكر وإليك وافر التحية والاحترام والتقدير.