يانيس فاروفاكيس: ترامب خطر حقيقى على النظام العالمى

- تجاهل ظلم فلسطين يضعف قدرتنا على مواجهة أى ظلم
- استهانة الخصوم الليبراليين بالرئيس الأمريكى واعتباره «مهرجًا» أكثر خطورة
- ترامب مجرد واجهة لـ«فريق قوى» وراءه كما حدث مع نيكسون
- «رسوم ترامب» أداة ضغط لخفض الدولار مع الحفاظ على هيمنته العالمية
فى حلقة جديدة من بودكاست «Unapologetic»، استضاف أشفق كريم الاقتصادى ووزير المالية اليونانى السابق، يانيس فاروفاكيس، للتعرف على رؤيته النقدية للتحولات الكبيرة التى يمر بها الغرب اليوم، بما فيها من تحليل عميق لكل ما يرتبط بهذه التحولات.
ينبه «فاروفاكيس» إلى نهاية «الرأسمالية» التقليدية، وتحولها إلى «إقطاعية تقنية» تهيمن فيها شركات ضخمة على العالم الرقمى و«الذكاء الاصطناعى»، لتتحول القوة ممن يملك أدوات الإنتاج إلى من يملك التقنيات المستخدمة فى تعديل سلوك البشر.
ويدين وزير المالية اليونانى السابق، فى الحوار الذى تترجمه «حرف» خلال السطور التالية، بوضوح جرائم الاستعمار والإبادة الجماعية التى ارتكبتها أوروبا، مُسلطًا الضوء على التناقضات الأخلاقية فى السياسة الغربية، خاصة فى تعاملها مع القضية الفلسطينية.

■ قال غاندى ذات مرة: «الحضارة الغربية ستكون فكرة عظيمة». كيف تفسر هذا التصريح؟ وهل توافقه الرأى؟
- غالبًا ما أُسئل عن رأيى فى الاتحاد الأوروبى، فأقول: «سيكون فكرة رائعة»، لأن ما نراه اليوم ليس اتحادًا حقيقيًا، بل تفكك أوروبى. أعتقد أن «غاندى» حين تحدث عن الحضارة الغربية لم يكن يقصدها عمومًا، بل كان ينتقد الحضارة البريطانية تحديدًا، وهذا فارق مهم فى السياق الهندى.
أنا لا أرفض منجزات الغرب، أقدّر مساهماته فى الأدب والعلوم وحقوق الإنسان، تمامًا كما أحتفى بإنجازات الحضارات الأخرى كالصينية والهندية والإفريقية. أراها جميعًا جزءًا من إرثى الإنسانى. لكن حين تهيمن حضارة بعينها على العالم وتستغل هذه الهيمنة لقمع شعوب أخرى، هنا يجب أن ننتقدها، ونفضح تناقضاتها وجرائمها. الغرب، على مدار القرون الماضية، لعب هذا الدور المهيمن، وهو ما يفسر سلوك أوروبا تجاه ما يحدث اليوم فى غزة.
للأسف، هذا ليس جديدًا. أوروبا ارتكبت إبادة جماعية ضد الشعوب الأصلية فى الأمريكيتين وأستراليا ونيوزيلندا وكينيا وجنوب إفريقيا وناميبيا. ثرواتها، بما فى ذلك جامعاتها وكاتدرائياتها، بُنيت على تجارة العبيد والاستعمار. حتى بروكسل نفسها، عاصمة الاتحاد الأوروبى، قامت على اقتصاد استغلالى نهب ثروات الكونغو. لا يمكننا الاحتفاء بإنجازات حضارة دون أن نواجه الجرائم التى بُنيت عليها.
■ تحدثت عن إرث الاستعمار، وأن القناع بدأ ينزلق عن الحضارة الغربية.. لماذا يحدث هذا الآن؟
- يعتبر ٢٠٠٨ عامًا مفصليًا فى تاريخ الرأسمالية، مثلما كان عام ١٩٢٩. فى المرتين كاد النظام أن ينهار. الأولى تجاوزه بالحرب العالمية الثانية وانتقال الهيمنة من بريطانيا إلى أمريكا، ما أعاد إحياء الرأسمالية لعقود، والثانية كشفت عن تحول خطير، هيمنة أمريكية قائمة على العجز لا الفائض، بفضل قوة الدولار.
فى السبعينيات، أصبحت أمريكا اقتصادًا يعانى العجز، لكنها بخلاف الإمبراطوريات السابقة، تمكنت من تحويل هذا العجز إلى أداة للهيمنة. فبينما كانت تستورد بضائع من العالم، كان الرأسماليون فى أوروبا وآسيا يعيدون الدولارات التى كسبوها إلى أمريكا لتمويل اقتصادها، وجيشها، وطبقتها الريعية «النخب التى راكمت الثروة من المال لا من الإنتاج». بهذا، استخدمت أمريكا عجزها التجارى كوسيلة لامتصاص الفوائض العالمية.
هذا النموذج المالى بلغ ذروته قبل ٢٠٠٨، عندما فجّرت المشتقات المالية سوق «وول ستريت» وكاد النظام ينهار. أنقذه آنذاك تدفق هائل من الأموال طُبعت من البنوك المركزية، إلى جانب استجابة الصين. لكن هذه الحلول خلقت وهمًا بالاستقرار، يشبه «الكورتيزون لمريض السرطان».
على مدى ١٥ عامًا، لم يُعالج المرض، بل تطور إلى شكل جديد من النظام: «الإقطاعية التقنية»، حيث تتركز السلطة فى يد شركات تسيطر على البيانات والذكاء الاصطناعى والبنى التحتية الرقمية. لم تعد هذه رأسمالية، بل ما بعدها، نظام أكثر قسوة وأقل قدرة على الاستمرار.
لهذا يشعر كثيرون بأن الغرب ينهار. لكنه ليس سقوطًا هادئًا، بل هياج تنين جريح، يهدد شعوبه أولًا، والجنوب العالمى بدرجة أكبر.

■ كيف ترى إذن «السياسات الحمائية» وفرض الرسوم الجمركية من قبل دونالد ترامب؟
- لا ينبغى التركيز فقط على «ترامب» كشخص، فهو مجرد واجهة لفريق قوى ورائه، تمامًا كما حدث فى سبعينيات القرن الماضى مع «نيكسون»، الذى دمّر النظام المالى العالمى فى ١٩٧١، وكان القرار الحقيقى بيد فريقه من الخبراء، مثل كيسنجر وجون كونالى وبول فولكر.
التعريفات الجمركية التى فرضها «ترامب» ليست غاية بحد ذاتها، بل أداة ضغط تفاوضية لتحقيق هدف أكبر، هو خفض قيمة الدولار مع الحفاظ على هيمنته العالمية. الفريق يسعى لخفض قيمة الدولار بنسبة ٣٠٪ مقابل العملات الكبرى مثل اليورو والين واليوان، ويهدف لدفع حاملى الدولارات الأجانب، سواء بنوكًا مركزية أو مستثمرين، لبيع دولاراتهم، لكن دون التحول لعملات منافسة، ما يحافظ على قوة الدولار فى الأسواق العالمية.
هذا المخطط يشبه «صدمة نيكسون» التى كانت خطوة حادة وغير متوقعة، ولا يمكن التنبؤ بنجاحها حينها، لذا لا يجب الاستهانة بخطة فريق «ترامب»، رغم المخاطر التى تنطوى عليها.
فى المقابل، أوروبا والمملكة المتحدة تبدو بلا خطة واضحة، بينما الصين ودول مثل كوريا الجنوبية وفيتنام تفهم تمامًا ما يجرى وتتصرف بناءً عليه.
ختامًا، «ترامب» يمثل خطرًا حقيقيًا على النظام العالمى، لكن الأخطر هو استهانة خصومه الليبراليين به، يظنون أنه مجرد مهرج بلا خطة، وهذا موقف خطير ينبع من التواكل والرضا الذاتى.
■ عندما ينشر «ترامب» فيديو عن غزة باستخدام «الذكاء الاصطناعى» تحدث ضجة كبيرة. لكن عندما يقدم «بايدن» مساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل لا نرى نفس السخط.. ما الذى يفسر هذا «العمى الليبرالى»؟
- مزيج من الغباء والخبث. لنكن صريحين، المؤسسة الليبرالية هى المسئولة عن الإبادة الجماعية للفلسطينيين، لأنها تمول وتسلح هذه العمليات عبر «بايدن» و«الديمقراطيين» وحكومات أوروبا كألمانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبى. رغم أنهم يتغنون بدعم «حل الدولتين»، هذا مجرد غطاء لتبرير تواطئهم، لأنهم فى الوقت نفسه يسلحون «نتنياهو» الذى يكرّس حياته لتدمير أى فرصة لهذا الحل.
فى المقابل، «ترامب» أكثر صدقًا فى موقفه، فهو يقول بصراحة إن الهدف من تسليح «نتنياهو» هو إبادة الفلسطينيين بالكامل، وتحويل غزة إلى «ترامب لاند». هذا الوضوح فى الموقف يجعله أكثر اتساقًا من «الليبراليين»، الذين يتظاهرون بدعم السلام لكنهم عمليًا يسهمون فى القضاء عليه.
■ بعد «٧ أكتوبر».. هل تفاجأت بوحشية إسرائيل وحجم الدمار وردود الفعل فى الغرب؟
- لا، لست متفاجئًا من وحشية إسرائيل أو حجم الدمار، فهذا هو المسار الثابت منذ «نكبة ١٩٤٨». لكن ما فاجأنى هو تصرف السلطات الألمانية، فى أبريل ٢٠٢٤، بمنعى من دخول ألمانيا وحتى من التواصل عبر الإنترنت بسبب موقفى من الإبادة، ما يدل على تدمير مفهوم «سيادة القانون» فى أوروبا. أشعر بأنهم فى حالة إنكار وتوتر لاوعى بسبب تواطؤهم. أما تجاهل النخب الغربية الفظائع فى غزة فهذا ليس مفاجئًا لكنه مؤلم ومدمّر للروح، خاصة مع دعمهم إسرائيل رغم ما ترتكبه.

■ ما رأيك فى عواقب سقوط القناع فى ظل ما نراه فى أوروبا والولايات المتحدة من اضطهاد طلاب الجامعات وغيره؟
- بدأنا نرى الناس يفرضون رقابة على أنفسهم بسبب القضية الفلسطينية، التى أصبحت المعيار الأخلاقى الأكبر فى زماننا. أى شخص يتجاهل أو يخاف من التعبير عن دعمه فلسطين فى أماكن مثل برلين أو باريس أو لندن، يفقد جزءًا من روحه الأخلاقية، ليس بالمعنى الدينى، فأنا مُلحد، بل بمعنى فقدان القدرة على مقاومة الظلم لاحقًا، سواء حقوق النساء أو العمال أو حتى الخدمات العامة فى مجتمعه.
تجاهل الظلم فى فلسطين يضعف قدرتنا على مواجهة أى ظلم آخر فى محيطنا، كما حدث فى ١٩٣٨ بعد «كريستال نايت» فى ألمانيا، حين اُعتدى على اليهود ودُمرت ممتلكاتهم، بسبب تغييب الناس عن مواجهة الاضطهاد، ما سمح للفاشيين بالتسلل إلى المجتمع.
■ كيف ترى تفاعل تصاعد الفاشية مع وجود مقاومة قوية من الشباب بعكس النخب الحاكمة، وتراجع وزن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وبريطانيا واليابان فى الاقتصاد العالمى من ٦٠٪ إلى ٤٠٪؟
- بصراحة، مصدر أملى اليوم هو الجنوب العالمى، وليس أوروبا أو الولايات المتحدة. أشيد بالشباب، خاصة اليهود الذين خرجوا يتظاهرون من أجل فلسطين، رغم التعرض للعنف والاعتقال وفقدان الوظائف.
لو قارنا المظاهرات ضد حرب فيتنام فى الستينيات، كان هناك إيمان عميق بأن تحرير فيتنام من «الإمبريالية» سيكون مرتبطًا بتحرير المجتمعات الغربية من القمع والرأسمالية. كان هناك أمل بأن النضال ضد «الإمبريالية» سيرتبط بتحرير مجتمعاتهم.
أما اليوم، فالطلاب والشباب الذين يتظاهرون فى جامعات أمريكا وأوروبا يفعلون ذلك من أجل فلسطين فقط، دون أمل فى تحرير أوطانهم أو مجتمعاتهم من القمع. هذا الانفصال يجعل دعمهم لقضية فلسطين محدودًا.
بالمقابل، فى دول الجنوب مثل جنوب إفريقيا وناميبيا وماليزيا وأمريكا اللاتينية، الشباب ما زالوا يربطون بين نضالهم الوطنى ونضال فلسطين، ما يخلق تأثيرًا متبادلًا إيجابيًا يفيد القضية الفلسطينية والجنوب العالمى بشكل عام.
حين أنظر إلى المظاهرات المشابهة فى جنوب إفريقيا وناميبيا وماليزيا وأمريكا اللاتينية عمومًا، أرى ما كان يحدث فى أوروبا والولايات المتحدة خلال الستينيات وبداية السبعينيات. لا يزال بإمكانك رؤية هؤلاء الشباب يربطون بين نضال تحرير فلسطين وتحرير أوطانهم.

■ هذا الارتباط فى الجنوب يحدث بسبب القمع العلنى الذى تمارسه الدولة ضدهم بشكل مباشر وواضح. لكن، لماذا تعتقد أن هناك هذا الانفصال فى المجتمعات الغربية؟
- اليسار الوسطى فى أوروبا خاننا، خاصة التقدميين. اليونان مثال واضح. فى ٢٠١٥، حين حصلنا على تفويض شعبى قوى، استفتاء بنسبة ٦١٪، لمواجهة قوى المال الدولى والبنك المركزى الأوروبى. كنت جزءًا من الحكومة التى اختارت المواجهة. لكن بعد ٥ أشهر، دعانى رئيس الوزراء للاستسلام، فرفضت ذلك واستقلت فورًا.
فى نفس اليوم، وقّع وزير الخارجية اتفاقًا مذلًا مع إسرائيل، منح الجيش الإسرائيلى حرية المناورة فى الأراضى والأجواء اليونانية دون إذن الدولة، وهذا كان خيانة للشعب الذى منحنا تفويضًا كاملًا. عندما يخضع اليسار لقوى المال العالمى والدولة الصهيونية، يفقد الشباب الأمل ويشعرون بالخيانة. وهذا يفسر لماذا الكثير من الشباب فى أوروبا لا يربطون نضالهم بنضالات التحرر الأخرى.
تخيل لو أن حركات التحرر فى الجنوب العالمى تحالفت مع قوى استبدادية أو رأسمالية قوية مثل «ترامب» أو «وول ستريت» أو شركات الوقود الأحفورى، حينها سيتوقف الشباب عن الإيمان بالتحرر. الخيانة وفقدان الأمل تؤثر سلبًا على كل حركات التحرر.

■ كيف ترى الأمل فى الجنوب العالمى، رغم أن الصين وروسيا خاصًة، كقوتين كبيرتين هناك، تعانيان من غياب حرية التعبير ومشاكل فى الحكم التمثيلى وقمع الإعلام؟
- من المهم جدًا ألا نضع الصين وروسيا فى سلة واحدة، فهما حالتان مختلفتان تمامًا.
انهيار الحزب الشيوعى فى الاتحاد السوفيتى كانت صدمة كبيرة لنا، لأن الطبقة العاملة لم تدافع عن النظام الذى كان من المفترض أن يحمى مصالحها. ونتيجة لذلك، تغير النظام بالكامل، وقادت الولايات المتحدة عملية «خصخصة» سريعة للاقتصاد الروسى، فباع الفقراء أسهمهم الصغيرة لمن يدفع، ممن أصبحوا لاحقًا «أوليجاركيين» سيطروا على الاقتصاد كله. وبهذا تحولت روسيا إلى نظام «أوليجاركيشى فاشى»، مع تراجع متوسط عمر الرجال من ٧٧ إلى ٥٠ بسبب الفوضى والعنف.
أما الصين، فالأمر مختلف تمامًا. لم يحدث فيها تغيير جذرى فى النظام، وهذا يعنى وجود قيود على حرية التعبير وقمع للمعارضين، وهو أمر مرفوض تمامًا بالنسبة لى كراديكالى ديمقراطى. ورغم ذلك، تمثل الصين تجربة تقدمية ملفتة. زرتها عدة مرات، ورأيت كيف يوجد فى مدن كبيرة مثل شنجهاى وشينزين وبكين ديمقراطية محلية حقيقية على مستوى البلديات، حيث يناقش المواطنون القوانين والتشريعات بشكل نشط ومكثف، وهذا نوع من الديمقراطية غير موجود فى أوروبا أو حتى أمريكا.
ورغم نفوذها الكبير، الصين ليست قوة إمبريالية تقود حروبًا أو تتدخل فى شئون الدول كما فعل الاتحاد السوفيتى أو القوى الغربية. علاقتها مع دول الجنوب العالمى تبدو صحية ومنفتحة، رغم أنها أحيانًا تتجنب انتقاد الأنظمة الديكتاتورية.
مبادرات مثل «بريكس باى» تهدف لإنشاء أنظمة مالية تسمح لدول الجنوب بالتعامل ماليًا دون المرور عبر الهيمنة الأمريكية، وهذا مصدر تفاؤل كبير. فى رأيى، دول الجنوب يمكنها ويجب عليها الاستفادة من هذه التسهيلات والتعاون مع الصين لتحقيق تقدم مستقل وأكثر عدالة.

■فى رأيك.. كيف سيبدو العالم فى 2035 فى ظل أزمات: المناخ وحرب أوكرانيا وصعود «الإقطاع التكنولوجى» فى الغرب مقابل تحولات الجنوب العالمى؟
- لنبدأ بأوكرانيا. ما حدث هناك يُظهر خطورة أن تكون صديقًا لأمريكا أكثر من أن تكون عدوًا لها. الولايات المتحدة استخدمت الحرب لإبقاء أوروبا تحت الهيمنة، ودَفعت أوكرانيا لتصبح فعليًا مستعمرة أمريكية، بينما خسرت أجزاءً من أراضيها لصالح روسيا.
«الإقطاع التكنولوجى» تطور خطير، فرأس المال لم يعد مجرد أدوات إنتاج، بل أدوات لتعديل سلوك البشر، تملكها شركات مثل «أمازون» و«جوجل». هذه الشركات لا تنتج شيئًا، لكنها تفر «ريوعًا» على كل تفاعل نشارك فيه، مُستبدلة الأسواق بنوع جديد من الهيمنة الرقمية.
بخصوص المناخ، الوضع كارثى. ربما تجاوزنا بالفعل نقطة اللا عودة. والأسوأ أن حتى من يُفترض أنهم بديل تقدمى، مثل «بايدن»، يواصلون دعم صناعات الوقود الأحفورى. وفى حين تملك النخب وسائل للتكيف مع الكارثة، يُترك الجنوب العالمى ليواجه المصير الأسوأ.
رغم كل هذا، علينا مواصلة النضال، حتى لو كان الأمل ضئيلًا، فالمواجهة بحد ذاتها تَمنحنا شيئًا من الكرامة. البديل الذى أتصوره ناقشته فى روايتى «عالم آخر الآن»، التى تخيّلت فيها كيف يمكن أن يبدو عالم أفضل باستخدام ما لدينا اليوم من تقنيات، رغم كل عيوبنا البشرية.