المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

ياسر جلال.. شهريار الفن المصرى بلا منازع فى «جودر»

ياسر جلال
ياسر جلال

فى رائعة جودر استطاع النجم المعجون بخلطة الإبداع أن يجعلنا وكأننا كنا نشاهد عملين منفصلين تمامًا، تريد أن تتابع كل عمل على حدة، لتعيش مع أبطاله حكاياتهم الأسطورية ومغامراتهم فى عالم الفانتازيا القادمة من عبق التراث الملىء بالروايات الشيقة.

قليلًا ما تصادف الأعمال التى يقدم فيها البطل شخصيتين منفصلتين النجاح والتميز، بل كان الفشل حليف معظم تلك التجارب التى جعلت الكثير من الفنانين يعزفون عن خوضها.لكن فى جودر استطاع ياسر جلال أن يقدم لنا شهريار بنكهة وتفاصيل وأداء مختلف تمامًا عن شخصية جودر الذى اصطحبنا فى رحلة أسطورية يحارب فيها الخير الأرواح الشريرة التى تسعى للسيطرة على العالم فى كل وقت وحين.

ربما فى الحلقات الأولى للعمل لم تظهر شخصية شهريار ولا إمكانات ياسر جلال الفنية فيه لقصر مشاهد ظهوره، لكن مع تطور الحلقات الـ١٥ من الجزء الأول من العمل، ظهرت لنا قدرات ياسر فى تقمص الشخصية بجميع تفاصيلها، ما بين الشدة والعبوس أمام محاولات شهرزاد للهروب من سيف مسرور، وما بين وقوعه فى أسر الحب الخفى لها فى مواجهة ارتباطه بجاريته المفضلة .

خط درامى منفصل جعل المشاهد مشدود الانتباه لمعرفة كيف سيتصرف الملك فى كل حلقة بأداء أضفى طابعًا كوميديًا على كل مشهد من مشاهد شهريار وشهرزاد.

على الجانب الآخر تفاعل المشاهد مع حكاية جودر بأداء مختلف تمامًا من الفنان ياسر جلال الشاب اليافع الذى تعاطف معه الجمهور من أول الحلقات أصبح أسيرًا هو الآخر لظهور شهرزاد لتواصل رواية تفاصيل رحلته ووقوعه فى أزمات متتالية حتى عاد إلى دياره سالمًا

هذان الخطان المتوازيان خلقا تحديًا كبيرًا لدى ياسر جلال نجح فى أن يجتازهما معًا فلم تطغ شخصية على أخرى ولم تتمكن شخصية فى أن تخطف الأضواء بمفردها، وهو ما يُحسب للفنان الكبير الذى يُحسب له أنه يعرف كيف يستغل الفرص التى أتيحت له على مدار السنوات الماضية حتى أصبح واحدًا من نجوم الموسم الرمضانى كل عام بشخصية وأداء مختلف تمامًا عن العام الذى يسبقه.

جودر بالنسبة لياسر كان تحديًا خاصًا، فمثل تلك الأدوار لا تعرض على الممثل مرات عديدة، بل هى فرصة لو لم يكن تمسك بها، لن يجدها مرة أخرى، فما أسهل أن يقدم الفنان دور أكشن أو رومانسى أو اجتماعى أو كوميدى، لكن أن يخوض تجربة تقديم عمل تراثى ملىء بالفانتازيا كانت تجربة واثقة من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية جعلت ياسر يقرر التفرغ لها ويتكتم تفاصيلها وتقبل مصاعب تباين الشخصيات وأجواء التصوير المختلفة تمامًا عما قدمه طوال مشواره الفنى، وكان ما شاهدناه طوال الحلقات التى عرضت دليلًا على نجاح ياسر فى اجتياز التحدى الذى فرضه على نفسه كالمعتاد. 

وما وصل إليه الموهوب ياسر جلال لم يأت بين ليلة وضحاها ولم يكن فنانًا صنيعة السوشيال ميديا أو مكاتب البى آر المنتشرة حاليًا، فهو منذ ظهوره وهو بعيد عن عالم الأضواء ويعتبر أن ما يقدمه من أدوار هو مفتاح المرور الوحيد لعقل وقلب المشاهدين.

ومن يتابع ياسر جلال خلال السنوات الماضية لا يمكن أن يضبطه متلبسًا يومًا بالخوض فى أى حديث يتعلق بزملائه فى المهنة، بل دائمًا ما يردد أنه يرفض كلمة المنافسة فى الفن أو البطولة المطلقة، لأن العمل الفنى ما هو إلا مجموعة من العناصر التى لو لم تكتمل لما نجح العمل ونال إعجاب الجمهور وتلك هى سر خلطة نجاح ملك الدراما المتوج فى رمضان ٢٠٢٤.