السبت 27 يوليه 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

مِس ماربل.. بطلة روايات أجاثا كريستى مُستلهمة من صديقة جدتها

أجاثا كريستي
أجاثا كريستي

تحتفى الدورة الرابعة عشرة لمهرجان «بلفاست» السنوى للكتاب، الذى ينعقد فى الفترة من 7 إلى 13 يونيو المقبل، بالروائية البريطانية أجاثا كريستى، الشهيرة بـ«ملكة أدب الجريمة».

ويخصص المهرجان البريطانى سلسلة من الندوات لمناقشة الكتب والإصدارات التى تناولت التجربة الأدبية لـ«أجاثا كريستى»، إلى جانب تجربتها الإنسانية شديدة التفرد والاختلاف، فى ظل كونها واحدة من أبرز رواد الأدب النسوى حول العالم.

ويعد مهرجان «بلفاست» حدثًا أدبيًا مهمًا على المستوى الدولى، وتُعقد خلاله سلسلة من الندوات والمناقشات مع المؤلفين والأدباء ورواة القصص، إضافة إلى ورش تدريبية وترفيهية حول كل ما يتعلق بالأدب.

الصفحة التاسعة عشر من العدد العشرين لحرف

خبيرة الشر

يعقد الكاتب والأكاديمى والمؤرخ مارك ألدريدج، المتخصص فى تجربة أجاثا كريستى، ندوة على هامش المهرجان لمناقشة كتابه الجديد: «أجاثا كريستى ماربل: خبيرة فى الشر»، المقرر نشره فى أواخر أغسطس المقبل، عن دار النشر البريطانية الرائدة «هاربر كولينز».

ويعد كتاب مارك ألدريدج المكون من ٣٨٤ صفحة بحثًا جديدًا، يستكشف فيه حياة «الآنسة جين ماربل»، إحدى بطلات روايات أجاثا كريستى، والتى عملت محققة جنائية، محاولًا الرجوع بالزمن إلى نحو قرن على ولادتها.

ويعتمد المؤلف فى كتابه على مجموعة من الوثائق، بعضها اكتُشف حديثًا ولم يُنشر من قبل، لتحليل كل شىء عن «الآنسة ماربل»، بدءًا من أصولها فى سلسلة من القصص القصيرة التى صاغتها «كريستى»، مرورًا بتناول سيرتها فى مجموعة «هاربر كولينز» الأخيرة الأكثر مبيعًا: «ماربل: اثنتا عشرة قصة جديدة».

ويستكشف الكتاب جوانب خفية للغاية فى شخصية «الآنسة ماربل»، وكذلك شخصية «هيركيول بوارو»، الذى كان يلعب دور المحقق الرئيسى فى روايات «أجاثا»، مقدمًا الكثير من التفاصيل حول هاتين الشخصيتين الخياليتين.

وأرجع الكاتب مارك ألدريدج عشقه لأعمال أجاثا كريستى إلى والدته، التى كانت من أشد المعجبين بكتبها، وتمتلك مجموعة أعمالها كاملة، وتكلفه بالبحث فى أكشاك الكتب والمكتبات عن الكتب الناقصة التى لم تكن تمتلكها الكاتبة.

وعن اهتمامه بشخصية «الآنسة ماربل»، قال: «تصورتها تعيش فى قرية سانت مارى ميد، وتعمل محققة هاوية، وغالبًا ما كانت توصف بأنها عانس عجوز، وهى واحدة من أشهر شخصيات أجاثا كريستى، وجرى تصويرها عدة مرات فى أعمال فنية على التليفزيون والمسرح».

 وبين أن أول ظهور لـ«الآنسة ماربل» كان فى قصة قصيرة لـ«أجاثا كريستى»، نُشرت على صفحات المجلة الملكية، فى ديسمبر ١٩٢٧، بعنوان: «نادى الثلاثاء الليلى». أما أول ظهور لها فى رواية فكان فى «جريمة فى القرية»، عام ١٩٣٠، وآخر ظهور لها فى رواية كان فى «الجريمة النائمة»، عام ١٩٧٦.

وكشف عن أن شخصية «الآنسة ماربل» مبنية على شخصية حقيقية، وهى إحدى صديقات جدة أجاثا كريستى، مارجريت ميلر، لكن «كريستى» صرحت بأن مصادر متعددة وراء إلهامها بهذه الشخصية، قائلة: «الآنسة ماربل كانت تشبه نوعًا ما سيدة عجوزًا من صديقات جدتى المقربات، وهى تشبه العديد من السيدات العجائز اللاتى التقيتهن فى العديد من القرى التى ذهبت إليها».

وأضاف: «بالإضافة إلى مصادر إلهام كريستى فى رسم شخصية الآنسة ماربل، استخدمت الكاتبة أيضًا عناصر من خيالها الإبداعى»، مشيرًا إلى أن «أجاثا» أتاحت للمسرحى مايكل مورتون شخصية العانس العجوز «كارولين شيبارد»، فى روايتها «مقتل روجر أكرويد»، التى نشرتها عام ١٩٢٦، لكنه أظهرها فتاة صغيرة، فى مسرحيته المقتبسة عن الرواية، وهو التغيير الذى أحزن أجاثا كريستى، عندما شاهدت الرواية على المسرح، فقررت «تقوية صوت النساء المسنات فى رواياتها، ومن هنا ولِدت الآنسة ماربل».

وواصل: «كريستى اختارت اسم (ماربل) من محطة سكة حديد (ماربل)، التى كانت بالقرب من منزل أختها، وعلى الرغم من أنها وصفتها بأنها سيدة عجوز، نادرًا ما كانت تذكر عمرها فى رواياتها».

وحسب الكتاب، جعلت «كريستى» الآنسة ماربل امرأة عجوزًا فضولية، لكنها لطيفة، ثم أعطتها بعدًا آخر بعد ذلك، إذ حولتها إلى محققة تحل ألغاز الجرائم الصعبة فى قريتها «سانت مارى ميد»، بسبب ذكائها الفطرى.

وأظهرت أجاثا كريستى «الآنسة ماربل» امرأة لم تتزوج قط، وليس لديها أقرباء على قيد الحياة، ثم ظهر ابن أخيها المؤلف المعروف الذى يدعى «ريموند ويست»، فى بعض الروايات التى نشرتها، مثل «جريمة قتل أثناء النوم»، و«سبائك الذهب»، وكان «ريموند» دائمًا ما يبالغ فى تقدير نفسه، ويقلل من قدرة عمته العقلية.

المحقق الأعظم

لم يكن الكتاب سالف الذكر أول عمل يتناول فيه مارك ألدريدج إحدى الشخصيات التى صاغتها أجاثا كريستى فى رواياتها، فقد نشر كتابًا آخر يحمل عنوان: «أجاثا كريستى بوارو: أعظم محقق فى العالم»، فى عام ٢٠٢٢، أيضًا عن دار النشر «هاربر كولينز».

ويستكشف «ألدريدج» فى كتاب «أجاثا كريستى بوارو: أعظم محقق فى العالم» شخصية «هيركيول بوارو»، ليس فقط فى روايات وقصص أجاثا كريستى القصيرة، ولكن أيضًا على المسرح والشاشة والإنتاج الإذاعى المقتبس من هذه الأعمال، مستندًا إلى أبحاث وتحقيقات استقصائية ومراسلات «أجاثا» الأصلية، حول هذه الشخصية التى توصف بأنها «أعظم محقق فى العالم».

ويكشف الكاتب عن كواليس التعاملات بين «كريستى» ووكلائها للحصول على حق استخدام شخصية «بوارو»، وإنشاء شركة «أجاثا كريستى المحدودة»، واستخدام الشخصية حتى بعد وفاتها فى الأفلام، ومنها فيلم «الموت على نهر النيل» لكينيث براناه.