المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

6 روايات في قائمة «بوكر» الدولية.. ومطالبات بتغيير اسم الجائزة بسبب العبودية

البوكر
البوكر

 الشقيقان جورج وجوز ياس بوكر تحكما فى 200 «عبد» خلال القرن 19

تترقب الأوساط الأدبية حول العالم حفل جائزة «بوكر» الدولية لعام 2024، المقرر تنظيمه فى 21 مايو الجارى، وسط استعدادات مكثفة لتنظيمه، ومطالب مثيرة للجدل تتعلق بتغيير اسم الجائزة، لارتباطه بعائلة كانت تتحكم فى مصير 200 شخص من العبيد.

ويُقام الحفل المنتظر فى قاعة «توربين» بمتحف «تيت مودرن» بالعاصمة البريطانية لندن، للمرة الأولى، على أن تُبث فعالياته مباشرةً على قنوات جوائز «بوكر»، من تقديم جاك إدواردز ودوا ليبا.

ريتشى بريف

دوا ليبا

أعلن منظمو جائزة «بوكر» الدولية عن أن المغنية البريطانية الشهيرة دوا ليبا ستتصدر قائمة الفنانين الذين سيستعرضون القائمة القصيرة للجائزة، وذلك من خلال أفلام قصيرة تُبث على الموقع الإلكترونى الرسمى للجائزة، إلى جانب عرضها فى الحفل.

وإلى جانب المطربة ومؤلفة الأغانى البريطانية الحائزة على العديد من الجوائز، ودعت فى وقت سابق إلى وقف إطلاق النار فى غزة، وحثت زعماء العالم على اتخاذ موقف بشأن هذه الحرب، تضم قائمة الفنانين المشاركين فى هذه الأفلام القصيرة: إليانور توملينسون، وديفيد جونسون، وتوبياس مينزيس، وأنيا تشالوترا، وأنطونيا توماس.

المغنية البريطانية الشهيرة دوا ليبا 

والمغنية العالمية دوا ليبا من القراء النهمين، وتستضيف نادى كتاب خاصًا بها، فى منصتها التحريرية «سيرفيس ٩٥»، وسبق أن تعاونت مع «بوكر» فى مناسبتين سابقتين، إلى جانب إلقاء كلمة فى حفل الجائزة لعام ٢٠٢٢، تحدثت فيها بشغف عن حبها للرواية والمؤلفين الذين ألهموها. وتعد هذه المرة الرابعة خلال ٣ سنوات، التى تتعاون فيها جوائز «بوكر» مع شركة «ميرمان» للإنتاج الفنى، لإعداد سلسلة من الأفلام القصيرة، تضم فنانين مشهورين يقرأون مقتطفات من أحدث الكتب المدرجة فى القائمة القصيرة للجائزة.

والأفلام سالفة الذكر من إخراج شارلوت هامبلين، كاتبة السيناريو والممثلة والمخرجة المعروفة بأعمال شهيرة مثل «Downtown Abbey»، و«call the midwife» و«Operation Mincemeat».

جائزة بوكر

6 روايات في قائمة «بوكر» الدولية لعام ٢٠٢٤

تقدم جائزة «بوكر» الدولية للقراء كل عام أفضل الروايات والمجموعات القصصية من جميع أنحاء العالم، التى تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية، ونُشرت فى المملكة المتحدة وأيرلندا، أو أى منهما.

وتعترف الجائزة بعمل المترجمين، لذا تمنح قيمتها المالية البالغة ٥٠ ألف جنيه إسترلينى بالتساوى بين المؤلف والمترجم، بواقع ٢٥ ألفًا لكل منهما، أو ٢٥ ألفًا للمؤلف، و٢٥ ألفًا مقسمة بالتساوى بين عدة مترجمين، حال ترجم العمل أكثر من مترجم، علاوة على ٥ آلاف جنيه إسترلينى لكل كتاب من الكُتب المختارة فى القائمة القصيرة، بنفس طريقة التقسيم.

واختيرت الكتب الستة المُدرجة فى القائمة القصيرة لجائزة «بوكر» الدولية لعام ٢٠٢٤ من قبل لجنة تحكيم خاصة، ترأسها الكاتبة والمذيعة القديرة إليانور واتشيل، وتضم فى عضويتها كلًا من: الشاعرة الحائزة على جوائز عالمية ناتالى دياز، والروائى روميش جونيسيكيرا، والفنان التشكيلى الرائد ويليام كنتريدج، والكاتب والمحرر والمترجم آرون روبرتسون.

سيلفا المادا

وجرى اختيار القائمة القصيرة من قائمة طويلة تضم ١٣ كتابًا، أُعلن عنها فى مارس الماضى، التى اختيرت بدورها من بين ١٤٩ كتابًا منشورًا فى المملكة المتحدة وأيرلندا، أو أى منهما، فى الفترة ما بين مايو ٢٠٢٣ إلى أبريل ٢٠٢٤، وتقدم أصحابها للمنافسة على الجائزة.

وتضم قائمة الأعمال الستة: «ليس نهرًا» للكاتبة الأرجنتينية سيلفا ألمادا، ترجمة آنى ماكديرموت، و«كايروس» للروائية الألمانية جينى إربنبيك، ترجمة مايكل هوفمان، و«التفاصيل» للكاتبة السويدية إيا جينبيرج، ترجمة كيرا جوزيفسون، و«الأم ٢-١٠» للكاتب الكورى الجنوبى هوانج سوك يونج، ترجمة كل من سورا كيم راسل ويونججاى جوزفين باى، و«ما لا أفضل أن أفكر فيه» للكاتبة الهولندية جينتى بوستهوما، ترجمة سارة تيمر هارفى، و«المحراث المعوج» للروائى البرازيلى إيتامار فييرا جونيور، ترجمة جونى لورينز.

الام

وتُمثل هذه الأعمال ٦ لغات هى: الهولندية، والألمانية، والكورية، والبرتغالية، والإسبانية، والسويدية، و٦ دول هى: الأرجنتين، والبرازيل، وألمانيا، وهولندا، وكوريا الجنوبية، والسويد، من قارات آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية.

ووصفت رئيسة لجنة التحكيم، إليانور واتشيل، هذه الأعمال بأنها «تتعامل مع الحقائق الحالية للعنصرية والقمع والعنف العالمى والكوارث البيئية». أما فياميتا روكو، مديرة جائزة «بوكر» الدولية، فوصفت هذه الأعمال بأنها «تلقى نظرة ثاقبة على العائلات والمجتمعات المنقسمة، وتعيد النظر فى الماضى القريب والبعيد للمساعدة فى فهم الحاضر».

المحراث المعوج

وتعتمد غالبية أعمال القائمة القصيرة على التجارب الشخصية، فعلى سبيل المثال نشأت الروائية جينى إربنبيك فى برلين الشرقية، وكانت فى عمر مماثل للشخصية المركزية الشابة فى رواية «كايروس» عندما انهارت الشيوعية. وفى كتابه «الأم ٢-١٠» يروى هوانج سوك يونج، المولود فى عام ١٩٤٣، تفاصيل معقدة من تاريخ كوريا الجنوبية، مستوحاة من مشاركته فى الحركات العمالية والمؤيدة للديمقراطية، ومواجهاته مع السلطات، وسجنه لمدة ٥ سنوات بسبب خرقه القواعد الأمنية فى بلاده وزيارة كوريا الشمالية عام ١٩٨٩.

وتدور أحداث رواية «المحراث المعوج» وسط مجتمع زراعى إفريقى برازيلى، فى إحدى أفقر مناطق البرازيل، حول ١٥ عامًا قضاها المؤلف إيتامار فييرا جونيور عاملًا فى إصلاح الأراضى لصالح الحكومة الفيدرالية البرازيلية. 

أما رواية «ليس نهرصا» فهى مستوحاة من المناظر الطبيعية الريفية الأرجنتينية، حيث ولدت وترعرعت مؤلفتها سيلفا ألمادا، التى وصفت العمل بأنه تكريم للأشخاص الذين يسكنون أرض شبابها، وتركوا مهمشين وحكم عليهم بالفقر بسبب السياسات الحكومية.

العبودية

حفيد العبيد

طالب ريتشى بريف، المذيع البريطانى فى راديو «إكسترا ١»، منظمى «بوكر» الدولية بتغيير اسم الجائزة، بسبب «ارتباطه بالعبودية»، مشيرًا إلى أن عائلته جرى استعبادها من قبل مؤسسى الجائزة.

وقال «بريف»، فى تصريحات لصحيفة «الجارديان» البريطانية: «آمل أن يبدأ منظمو (بوكر) فى طرح بعض الأسئلة على أنفسهم حول اسم الجائزة. لديهم خيار تغييره إلى اسم مختلف».

وأوضح المذيع البريطانى، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «إكس»، أن الأخوين جورج وجوزياس بوكر كانا يتحكمان فى قرابة ٢٠٠ شخص من العبيد، ومن بينهم أفراد عائلته، منتقدًا صياغة المعلومات الخاصة بتاريخ الجائزة، على موقعها الإلكترونى الرسمى، الذى نُشر لأول مرة عام ٢٠٢٠، واستعرض تاريخ شركة «بوكر ماكونيل»، التى رعت الجائزة منذ تأسيسها.

التفاصيل

وردًا على انتقاد «بريف»، قال منظمو جائزة «بوكر»: «تواصل معنا أحد أحفاد الأشخاص الذين استعبدهم الإخوة بوكر فى القرن التاسع عشر، عبر وسائل التواصل الاجتماعى، بشأن عدم الدقة فى وصف تاريخ (بوكر) على موقعنا. نحن نقدر اتصاله ونتفق تمامًا مع وجهة نظره حول أهمية اللغة».

وأضاف منظمو الجائزة: «لقد حدثنا المقال وفقًا لذلك، ونعتذر عن الضيق الذى سببناه. وكما يوضح المقال أيضًا، هناك المزيد من الأبحاث حول هذا التاريخ المهم قيد التقدم، التى سنشاركها بمجرد اكتمالها. سيسهم هذا البحث فى أى تفكير مستقبلى. تلتزم جائزة بوكر بالتميز فى الأدب وتراعى شروط العدالة. سنواصل التفكير فى الطرق التى نعرض بها هذا للقراء فى كل مكان».

وجرى تسليط الضوء على ارتباط جائزة «بوكر» بالعبودية من قبل، وأبرز من فعل ذلك كان جون بيرجر، الفائز بالجائزة عام ١٩٧٢، والذى أعلن عن التبرع بنصف قيمة الجائزة للحركات الحقوقية، ووقتها كان بوكر ماكونيل لا يزال راعيًا للجائزة، التى تُمول الآن من قبل مؤسسة «كرانكستارت» الخيرية.