السبت 27 يوليه 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

كايروس جينى إربنبيك بعد «البوكر»: أردت أن أعطى صوتًا لألمانيا الشرقية

جينى إربنبيك
جينى إربنبيك

على الرغم من كون جينى إربنبيك واحدة من أشهر الروائيات فى ألمانيا، لم تظهر روايتها «كايروس» فى القوائم القصيرة لأى من الجوائز الأدبية المرموقة. والآن أصبحت أول مؤلفة ألمانية تفوز بجائزة البوكر الدولية منذ تأسيسها قبل عقد من الزمن تقريبًا. كتبت الكاتبة البالغة من العمر ٥٧ عامًا أربع روايات فقط، ووصفتها صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا بأنها «من بين الروائيين الأكثر تطورًا وقوة». 

أجرت صحيفة «الجارديان» حوارًا مطولًا مع الكاتبة الألمانية ومع مترجم روايتها مايكل هوفمان، وهنا جزء مما أدلت به المؤلفة حول عملها المتوج بالجائزة. 

تسرد رواية «كايروس» قصة علاقة عاصفة وسامة بين امرأة تبلغ من العمر ١٩ عامًا، تدعى كاثرينا، والكاتب والمقدم الإذاعى المتزوج، هانز، الذى يكبرها بـ ٣٤ عامًا. تدور أحداث معظم الرواية فى برلين الشرقية بين عامى ١٩٨٨ و١٩٩٢، فهى قصة حب من ناحية، ولكنها من جانب آخر قصة سياسية. تقول المؤلفة: «حاولت أن أجعلهم يتحدثون مع بعضهم البعض، لأمزج الأحداث التاريخية مع قصة حب خاصة إشكالية «.

بدأت إربنبيك فى كتابة الرواية بعد أن هدأ ضجيج الذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين عام ١٩٨٩. تقول: ما أحاول بصفتى كاتبة فعله دائمًا هو الابتعاد عن الأنظار، لأحظى بكتابة هادئة. الكتابة لها علاقة كبيرة بالعاطفة، وكذلك بالتاريخ الشخصى. إن التفكير عملية لا تتم بسرعة. إذا كتبت عن شىء ما، فإنك تنظر إلى الأشياء بطريقة تختلف عن نظرتك لها حينما كنت تحيا فى ظلها. 

كان مشروع إربنبيك، على مدار حياتها المهنية التى امتدت ٢٥ عامًا، هو إلقاء ضوء جديد على القرن الماضى من التاريخ الألماني. وفى «كايروس»، أرادت أن تعطى صوتًا لشعب ألمانيا الشرقية الذى ضاع وطنه. وتوضح ذلك قائلة: فى العالم الناطق باللغة الإنجليزية، يهتم الناس جدًا بالحصول على نظرة أعمق للقصص، أى إلى فهم أفضل لما حدث.

فى البداية، شرعت إربنبيك فى تأليف كتاب عن العصر الذى لم يشمل جهاز ستاسى (أمن الدولة فى ألمانيا الشرقية)، وتشرح: أعتقد أن الشىء الوحيد الذى يعرفه الناس عن ألمانيا الشرقية هو أنه كان هناك جهاز ستاسى وكان هناك جدار. وهذا كل شىء، لأنهم رأوا حياة الآخرين، وهذا كل ما يعرفونه بشكل أو بآخر. ومن ثم أردت أن أضيف شيئًا إلى الصورة. 

تجسد «كايروس» الصدمة والتناقض فى إعادة توحيد ألمانيا. تقول المؤلفة إن إحدى المزايا المثيرة للاهتمام التى تتمتع بها باعتبارها من ألمانيا الشرقية هى أنها تعرف كلا العالمين؛ عالم اشتراكى وعالم رأسمالى. أحد جوانب الكتاب هو إجراء هذه المقارنة بين الجانبين، ففى الصفحات الأخيرة تشعر كاثرينا بالاشمئزاز من النزعة الاستهلاكية المتفشية فى الغرب.

توضح المؤلفة أنها استشعرت أهمية توضيح مدى غرابة هذا العالم بالنسبة لها، قائلة: لم نعتد مطلقًا على رؤية المتسولين فى الشارع، ولم تكن لدينا دعارة، ولم يكن لدينا متاجر للجنس، وكان كل شىء جديدًا تمامًا بالنسبة لنا، مستطردة: أحاول أن أجعل الناس يدركون أنه لا يوجد شىء تقريبًا أبيض أو أسود. الأمور تحتاج إلى نظرة أكثر دقة، ووجهة نظر أكثر تعقيدًا حتى يمكن فهمها. أحاول تمكين الناس من اتخاذ وجهة نظر لم يتبنوها من قبل، حتى يتمكنوا من الشعور بالأشياء بشكل أفضل.