المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

حكاية أكبر «سرقة شعرية» فى حياة أحمد فؤاد نجم!

أحمد فؤاد نجم
أحمد فؤاد نجم

فى مقاله الأخير بجريدة «الدستور»، أحيى الكاتب أحمد الخميسى ذكرى شاعرنا الكبير صلاح جاهين، حيث أشار باقتضاب إلى واقعة سرية ارتكبها الشاعر أحمد فؤاد نجم وموقف «جاهين» منها.. حيث قال: «لا ننسى هنا موقف جاهين حين أدرج أحمد فؤاد نجم قصيدة للشاعر الكبير فؤاد حداد ضمن ديوان نجم، دون الإشارة إلى مؤلفها الحقيقى فؤاد حداد، ثم التقى نجم صلاح جاهين فى مجلة صباح الخير التى كانت تحتضن الشعراء الجدد، وقدم نفسه لجاهين، فرد عليه صلاح جاهين: (إنت الولد اللى سرق أشعار فؤاد حداد؟). ورغم ذلك ظل جاهين يساعد نجم ويقدم الدعم له فى كل مجال».

القصة تعود إلى الستينيات، أثناء وجود الشاعر أحمد فؤاد نجم فى السجن بسبب جريمة جنائية وليست جريمة رأى أو سياسة، ووقتها كان فؤاد حداد فى معتقل الواحات، وقد زامل أحمد فؤاد نجم الكثير من الشيوعيين، رفاق فؤاد حداد فى السجن، وآنذاك كانت هناك حركة تنقلات للمساجين من سجن إلى آخر، واستمع أحمد فؤاد نجم من رفاق فؤاد حداد إلى أشعار الأخير، وأعجب بها وحفظها، ولما خرج من السجن وعمل مع يوسف السباعى نشر ديوانًا له وضمنه بعض أشعار حداد، التى كان قد استمع إليها من رفاقه فى السجن، ولم يشر نجم إلى أن الأشعار ليست له.

واعترف نجم بالواقعة فى تسعينيات القرن الماضى، فقال إنه كان قد ذهب إلى صباح الخير ليقابل شعراءها، وكانت «صباح الخير» وسيلة شعراء كثيرين للشهرة، وفى مدخل «روزاليوسف» تقابل مع صلاح جاهين ولما قال له اسمه رد جاهين: «إنت الولد اللى بيسرق أشعار فؤاد حداد؟»، فدافع أحمد فؤاد نجم عن نفسه قائلًا: «أنا لم أسرقها يا أ. صلاح، أنا صعب على أشعار شاعر عظيم معتقل لا تصل للناس، فقررت أن تصل للناس بطريقتى»، فقال له جاهين: «متبقاش تعمل كدا تانى»، ودخل المصعد وحده تاركًا نجم فى مدخل المجلة، وبعدها صعد نجم للشاعر فؤاد قاعود.

وكانت من بين القصائد التى نشرها نجم قصيدة كتبها فؤاد حداد لابنه أمين، الذى كان صغيرًا فى الثالثة من عمره، وكانت القصيدة تقول..

أبدًا يابا فى بالى

وخيالك فى خيالى

ع السرير بارد وخالى

جنبى يابا مطرحك

..

أنا جسيته وسابت

من عيونى دموع وسابت

ويا باب مقفول وساكت

امتى بابا يفتحك

..

أنا فى الظلمة با أسلم

على نفسى وبا أكلم

نفسى يا بيتنا المضلم

امتى بابا يرجعك

..

وانت يا سلم يا سلم

امتى بابا يطلعك

وانت يا شارع يا شارع

اللى خدته رد راجع

واللى نزلك شفته طالع

حاجة يابا بتمنعك

..

حاجة جوه ولا بره

حاجة لو أعرفها مرة

مهما كانت يابا مرة

علمى يمكن ينفعك

..

أنا لا بتلهينى لعبة

ولا بتسلينى كدبة

بابا يا شمل الأحبة

امتى بابا يجمعك

..

أنا با أفهم فهمونى

يا كبار ما تفهمونى

يا الغطا اللى فوق عيونى

امتى بابا يرفعك

..

كل شىء يرجع أصوله

النهار والليل بطوله

يا الكلام اللى بقوله

امتى بابا يسمعك..

حاجة بتحير تحير

آه يا جسمى الصغير

أنا بس أكبر هغير

كل حاجة بتوجعك

وعندما خرج فؤاد حداد من السجن واكتشف ما اعتبره سرقة قصائده، وطلب منه سمير عبدالباقى أن يفضح الأمر قال فؤاد حداد: ومن سيصدقنى، سهير القلماوى ويوسف السباعى يقدران اللص، وذلك حسبما ذكر هشام السلامونى فى كتابه «حكايات والد الشعراء فؤاد حداد».