السبت 27 يوليه 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

أُدباء بنى سويف.. إبداعات فى البيوت تُغنّى

بنى سويف
بنى سويف

فى نهاية التسعينيات بداية الألفية الجديدة، أصدرت هيئة قصور الثقافة ضمن مشروعها فى ذلك الوقت لرصد الحركة الأدبية فى المحافظات، كتابًا عن أدباء بنى سويف تحت عنوان «أغانى البيوت الفقيرة»، توقفت وقتها أمام العنوان اللافت الذى عرفت أنه من اختيار الصديق الشاعر مسعود شومان الذى كان متابعًا جيدًا للحركة فى بنى سويف وزارها كثيرًا، وتساءلت: هل لفظة فقيرة تعود على البيوت، أم على الأغانى؟، بالطبع المعنى المقصود أن البيوت الفقيرة هى التى تغنى، ولكن هل البيوت فى بنى سويف أغانيها فقيرة؟، عدت بذاكرتى ساعتها إلى ما عاصرته من مبدعين فى بداية طريقى للدخول فى عالم الأدب، وكذا من سمعت عنهم وقرأت لهم ممن لم أعاصرهم، وعندما نتحدث عن أجيال الأدب فى بنى سويف نوضح بداءةً أننا نقصد مَن شارك فعليًا ومثَّل الحركة الأدبية السويفية، وكان مقيمًا ومعاصرًا ببنى سويف ولو إلى حين، أما أصحاب التجارب التى اعتبرت هى البدايات التاريخية، مثل تجربة محمد عثمان جلال «١٨٢٨- ١٨٩٩»، وعبداللطيف حمزة «١٩٠٧- ١٩٧٠»، أو من غادرها مبكرًا فى بدايات حياته وصنع اسمه فى القاهرة، مثل عبدالتواب يوسف «١٩٢٨- ٢٠١٥»، أو فاروق عبدالقادر «١٩٣٨- ٢٠١٠»، أو خليل حنا تادرس وآخرين، وبعد هذا سنجد أنفسنا مجبرين على ذكر غالبية الأسماء المتاحة لأنهم مجاهدون بالفعل فى ظل حصار من الظروف، كلٌ بما يقدر عليه فى سبيل هدف نبيل هو رسم حركة أدبية متوهجة، وخلق كيانات وأجيال وتجارب ثقافية تحيى الروح وتوقظها.

فى الشعر نجد من الرواد محمد على الهوارى الملقب بأمير شعراء الصعيد، ومحمد كمال لُطيِّف عضو اتحاد الكتاب الذى جايل شعراء الأربعينيات والخمسينيات، بأشعارهما الفخمة المناسباتية عند الأول والطريفة الباسمة عند الثانى.. ثم لا تجد حتى سبعينيات القرن العشرين ثمة أسماء مهمة سوى أستاذ الفلسفة الإسلامية د. مختار عبدالصالحين الذى لم يطبع ديوانًا حتى الآن، ومصطفى الشيخ الزجال الشعبى الذى لا يقرأ ولا يكتب، ورغم هذا لا تجد عنده كسرًا واحدًا فى الوزن، وقد طبع له بيت ثقافة «الفشن» قبل وفاته كتيبًا يضم أزجاله. 

بعد ذلك ومع ثمانينيات القرن المنصرم، بدأت تتشكل عن طريق طلاب اليسار فى كليات بنى سويف حركة شعرية قوية وواضحة ومثقفة، كان على رأسها «حاتم عبدالعظيم، رحمة الله عليه، وأيمن بكر، وأشرف عطية»، وهم الذين شكلوا أهم نقاد بنى سويف فيما بعد، وكان متساويًا معهم فى نوادى الأدب المختلفة عطية معبد ونور سليمان وعلاء حسنى؛ ثالوث مركز إهناسيا الشعرى الأقرب للحداثة، ومعهم محروس عباس ومصطفى محمد محمود، وغيرهم. 

ثم فى نادى أدب بنى سويف: سيدة فاروق، وجاسر جمال الدين، ونبيل سيد على، وماهر جودة، وحسن أبو النصر- الذى قضى نحبه فى محرقة بنى سويف مع الشاعر المسرحى الكبير علاء المصرى- ولحق بهذا الجيل أسامة بدر وهبة مصطفى وعماد عبدالسلام. كذلك فى نادى أدب الفشن: صلاح عتريس وأحمد هيكل ووحيد لطفى وربيع قطب وربيع الهلباوى. 

هذا الجيل هو الذى عضد بكل الأشكال الممكنة والمتاحة- وإن كان بتفاوتات فردية طبيعية- فكرة الحركة الشعرية؛ من نشر ماستر وندوات وأمسيات، بل مؤتمرات تقام بأقل التكاليف وأبسط الصور. ثم اختطف النقد الشعراء الثلاثة «حاتم وأيمن وأشرف» فلبوا نداءه وهجروا الشعر وأنجزوا ما كانوا منذورين له من أطروحات. 

ثم جاءت التسعينيات والتحق بالحركة الشعرية أبناء هذا الجيل: محمود عبدالله ومؤمن سمير وحاتم جعفر ووليد ثابت ومحمد أبوزيد وحمادة عبداللطيف ومحمد رجب ومجدى صالح.. وبالطبع هم موزعون على نوادى الأدب المختلفة.. وكالعادة تجد أناسًا لا يكملون لسبب أو لآخر، فابتعد حاتم جعفر ومحمد رجب. 

ثم التحق بالحركة الشعرية السويفية فى بداية القرن الحالى عزة حسين وخالد حسان وصفاء صلاح الدين وناظم نورالدين وربيع إمام ومروة أبوالخير وبدوى سيد وخالد سلام وعصام ممدوح وشريف صلاح.. وانتهاء بالجيل الأحدث عبدالرحمن تمام ودعاء عبدالمنعم ومحمد نبيل وعمر شهريار وأحمد حسن عبدالفضيل وعبدالرحمن سيد وأحمد النناوى، وأحمد جلال وعمرو الروبى وفتحية محمد وأحمد شعبان وياسمين السبكى ونشوى الخطيب وإيمان صالح ومنصور النويرى، ومحمد جمال وأحمد الشريف وجمال عبدالعلى، ومحمد العووانى ومحمد سمير وعوض علام، كما لمع فى ببا اسم كريم عبدالوهاب.

فى القصة والرواية حتى نهاية الستينيات لن يبرز إلا اسم القاص حمدى أبوالشيخ- ابن مركز الفشن- الذى حملت مجلة المجلة التى كان يرأس تحريرها الأديب الكبير يحيى حقى اسمه عدة مرات.. ثم نلتقى جيل السبعينيات: إسماعيل بكر ومحمد شاكر الملط وعبدالمنعم عبدالتواب وأحمد عزت مدنى «الصحفى والسياسى» ومحمود الحنفى «ابن الفشن».. والمفارقة أن جلهم ينتمون لليمين المحافظ فى التوجه العام وفى الكتابة، لكنهم حرصوا على صنع نشاط ثقافى وإبداعى سمح بطلوع المختلفين معهم فى القيم الكتابية، خاصةً إسماعيل بكر الذى يعتبر مؤسس نادى الأدب المنتظم الأول فى بنى سويف. 

ثم فى الثمانينيات اتسع الأفق قليلا وانضم للمشهد كل من: إبراهيم على عبده وعزة مصطفى وهدى توفيق، ثم جاء التسعينيون: محمد ممدوح ومحمد مصطفى طه وأحمد عادل القضابى ومرفت محمد يس وزينب الغازى وأحمد رجب هارون ومحمد ربيع ووفاء حسن؛ حتى نصل إلى جيل محمد سليم شوشة ومحمد علام ومنى البنا ومحسن أبوبكر وجمال حسن ومحمود عبدالله تهامى ومحمد عبدالعال، وسارة فتحى ورانيا زينهم ومحمد عصام وشمس حسن سرى.. 

وفى ببا لمع اسم ماريا عزيز ويوسف محب.. وفى النقد: أيمن بكر وأشرف عطية هاشم وحاتم عبدالعظيم- كما ذكرنا- وصلاح كامل، رحمه الله، ومحمد مصطفى سليم وإبراهيم على عبده، ثم محمود أحمد عبدالله وزينب الغازى وعمر شهريار وأحمد عادل القضابى، وانتهاءً بأحمد تمام وخالد الصاوى وعرفة عبدالمعز ومحمد سليم شوشة ومعتز سلامة. 

أما فى الترجمة، فيبرز اسم الأستاذ الدكتور أحمد الشيمى. ورغم كثرة ما ذكرت من أسماء معتمدًا على الذاكرة، ومقالة الشاعر الصديق مؤمن سمير التأريخية للحركة، إلا أن هناك أسماء بالتأكيد لم أذكرها فى مواقع نشطة، مثل سمسطا وببا والواسطى وبنى سويف، ولكن المساحة المتاحة لهذه المقدمة لن تكفى، فلهم منى كل التقديرى والاحترام.

اقرأ من إبداعات بني سويف:

فتحية محمد تكتب: أول ليلة ف القبر

محمد كمال الدين يكتب: هُدهدُ الحُب

أميرة عبدالحكيم محمود تكتب: بعض النساء قاتلات

عوض علام يكتب: ضيف مميز داخل الحانة

محمد عبدالعال عبدالمقصود يكتب: انتحار يرقى لمستوى جريمة

صفاء صلاح الدين تكتب: قصيدتان

ناظم نور الدين يكتب: سفر النبوة

محمد العواونى يكتب: أنت شاعر

ماريا عزت تكتب: وفى الليل يهمسن