يستحق محمد منير لقب المغامر، إنه الوصف الأصدق لشخصيته وتجربته، منذ خطواته الأولى وهو مولع بالمغامرة، شغوف بالتجربة، لديه استعداد كامل ودائم لأن يلقى بنفسه فى بحور التجارب الجديدة، بجسارة الرحالة والمستكشفين القدماء، الباحثين عن أرض جديدة وقارات جديدة واكتشاف جديد.
«مفيش حاجة حلوة إلا وعملها سيد حجاب».. نتيجة تلقائية يصل إليها كل غواص فى بحر «صياد الشجن»، ذلك الفنان الشاعر والشاعر الفنان الذى حفر اسمه فى تاريخ الفن المصرى والعربى بحروف من ذهب، وترك لنا إرثًا «حش روحنا وحشانا»، وجعلنا نتساءل- ونحن نعرف الإجابة-: «مين اللى ميحبش سيد؟»
«احترمى موهبتك وحافظى عليها».. بتلك النصيحة تذكرت المطربة مى فاروق اللقاء الأول الذى جمعها بالشاعر سيد حجاب، حيث بدأت مسيرتها الفنية فى العام ٢٠٠٢ من خلال غناء تتر وأغنيات مسلسل قاسم أمين، الذى كتب كلمات أغانيه حجاب ولحنها الموسيقار الكبير عمار الشريعى.
أشارت عفاف راضي إلى أن خفة ظل الشاعر الكبير وقدرته على الإقناع وراء استجابتها لفكرة تقديم مجموعة كبيرة من أغانى الأطفال فى ألبوم حقق نجاحًا ورواجًا كبيرة فى حينها على الرغم من حالة التخوف التى كانت تسيطر عليها آنذاك.
يقول حسن فؤاد إن اختياره غناء تتر مسلسل أرابيسك، وإن كان بناءً على ترشيح الموسيقار عمار الشريعى، إلا أنه لاقى ترحيبًا كبيرًا من الشاعر سيد حجاب فى مغامرة كبيرة تُحسب له، أيضًا عدم اعتراضه على ترشيح مطرب شاب لغناء المقدمة
شاعر وصديق راقٍ ومثقف، هكذا استهل الملحن الكبير راجح داوود حديثه عن الشاعر الكبير، مؤكدًا أنه على الرغم من تعاونهما فى عمل فنى واحد من إنتاج التليفزيون المصر وهو «هوانم جاردن سيتى»، إلا أنه جمعتهما صداقة وثيقة للغاية وكان بينهما لقاء ودى شبه دائم بصحبة عدد من الأصدقاء ما وطدت علاقتهما بشكل كبير.
الوصل لم ينقطع بيننا يومًا وأقول له: «بحبك»، بهذه الكلمات لخصت ريم سيد حجاب علاقتها بالشاعر الكبير الذى رحل عنها منذ قرابة 7 سنوات، لكن ما زال الوصل بينهما كما تقول من خلال أعماله وطباعه وأخلاقه وبشاشة وجهه وطيبة قلبه وصفاء ذهنه من البغض.
قال الفنان محمد ثروت إن أغنية «مين اللى ما يحبش فاطمة» كانت نتاج إبداع الشاعر سيد حجاب ولحن الموسيقار الرائع ميشيل المصرى، مشيرًا إلى أن التتر ظل منذ عرض المسلسل حتى اليوم يلقى أثرًا طيبًا فى نفوس المستمعين، كما كان تمهيدًا جيدًا جدًا للمسلسل وربط المشاهد بالمسلسل وأحداثه بشكل تفاعلى.
سيد حجاب كان يكتب الشعر بعقله هذا أمر أدركه تمامًا.. لم يكن عاطفيًا على الإطلاق.. حبه للفلاسفة والفلسفة والهندسة التى لم يكمل دراستها سيطرأ على لغته.. هو مهندس لغة شاطر لأبعد الحدود.. لكن هذا العقل كان يختفى تمامًا إذا ما كان الحوار عن بليغ حمدى أو حسن نصر الله اللذين يعلق صورتيهما إلى جانب صورة ابنته ريم فى مكتبه بشقته الأخيرة بصقر قريش.
ميرفت الجسرى، ابنة جبال الأرز حيث الأصول اللبنانية كشفت فى حديثها عن شخصية وطباع فيلسوف العامية وكيف كان يكتب وماذا عن طقوسه الخاصة.. وإلى رحلة مع رفيقة العمر.
«وينفلت من بين إيدينا الزمان كأنه سَحبة قوس فى أوتار كمان»، كلمات سطرها الشاعر الكبير سيد حجاب لتبحث عمن ينقلها لأذان المتابعين، إلى أن وقع الاختيار على المطرب الشاب والوجه الجديد حينها «حسن فؤاد»، فى مغامرة لم يكن ليفعلها إلا العملاق عمار الشريعى.
