الأربعاء 04 ديسمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

عقل صـلاح.. كيف تصبح الأفضل فى العالم وإنت بتقرأ لإبراهيم الفقى عادى؟!

صلاح
صلاح

كان السؤال عن الكتّاب الذين يقرأ لهم.. وكانت إجابة محمد صلاح: «الدكتور إبراهيم الفقى والأستاذ مصطفى محمود».

حدث هذا فى إحدى ندوات معرض الشارقة للكتاب، الذى استضاف نجمنا العالمى ليتحدث للشباب مباشرة فى حدث ثقافى كبير لأول مرة.

وقد فتحت الإجابة الباب أمام هؤلاء الذين لا يفوتون فرصة لتحطيم الأسطورة الأعظم فى التاريخ الرياضى المصرى والعربى والإفريقى.

وهؤلاء أكثر من صنف؛ أولهم «إخوان أبوتريكة» من أبناء الجماعة الإرهابية الذين يكرهون النموذج الذى يمثله صلاح لصالح بقرتهم المقدسة.

والصنف الثانى الذين فى قلوبهم مرض ويشعرون بأن محمد صلاح أخذ حظه من الدنيا بزيادة!

والصنف الثالث هم «قطيع المقاومة»، إذا جاز التعبير، وهم جماعة كانوا يريدون من «صلاح» أن يضع «اللثام» ويجلس إلى جوار أبوعبيدة!

وقد حاولوا جميعًا الضرب فى صلاح بالتسفيه من كتّابه المفضلين.. وكأن المطلوب من لاعب كرة مثله أن يقرأ لميشيل فوكو أو صمويل هنتنجتون.. ولا أقول مطلوب منه أن يقرأ أصلًا.

وهؤلاء جميعًا ربما لا يستطيعون أن يأتوا بصفحة واحدة من إحدى كتابات الدكتور مصطفى محمود أصلًا.. ولا أن يأثروا فى شخص واحد وليس ملايين، كما إبراهيم الفقى.

وأنا هنا لا أتجاهل الخلاف مع الرجلين.. لكنه خلاف على أرضية الاعتراف بأن لديهما ما يستحق أن يقال حتى لو اختلفت معه.

والحقيقة تقول إن صلاح بقراءاته هذه مثقف كبير.. ولا أقصد مثقفى بلدنا الذين حوّلوا أدمغتهم إلى مكتبات متنقلة لا أكثر ولا أقل دون أى استفادة من هذه القراءات فى حياتهم العملية.

لكن محمد صلاح قد فعل العكس.. حينما تعثر فى تجربته الاحترافية بحث عن الخطأ فى شخصه قبل لوم الآخرين.. وهذا يتطلب قدرًا كبيرًا من الثقافة.

وفى هذه الفترة كثف قراءاته وخاصة لمصطفى محمود وإبراهيم الفقى.. وقد ساعداه على العبور من تجربة التعثر بنجاح ووضعاه على أول المجد.. كما قال هو فى الشارقة.

والحق أن هذه شهادة تُحسب لمصطفى محمود وإبراهيم الفقى.. أن يكونا، بكتاباتهما، قد أسهما فى صنع أعظم أسطورة كروية فى وطننا وقارتنا وربما فى العالم قريبًا.

ولأنه مثقف حقيقى، بالخبرة والتجربة، فقد حافظ محمد صلاح على النجاح بشكل مثير للإعجاب.

وهذا النجاح قد لفت الصحفى الإنجليزى لويس ستيل فأخذ يفتش كيف يمكن لهذا الشاب، القادم من قرية مصرية فقيرة، أن يصل إلى ما هى عليه والأهم أن يحافظ على ما وصل إليه.

وقد اكتشف مثلًا أن محمد صلاح من أجل الحفاظ على مستواه أصبحت فى بيته صالتان للجيم ليواصل تدريباته أكثر من مرة فى اليوم الواحد، ومعهما غرفة حرارية تزيد فيها درجة الحرارة أكثر من الطبيعى يؤدى فيها تدريبات عنيفة وشاقة ليسهل بعد ذلك القيام بنفس التدريبات بشكل أفضل فى الأجواء العادية.

كما أصبح صلاح من اللاعبين القلائل الذين يلجأون ويجيدون العلاج بالثلج، وبالإضافة إلى المحافظة على سلامة الجسد ولياقته هناك أيضًا نظام غذائى صارم للغاية يعتمد بشكل أساسى على البروكلى مع استثناءات قليلة جدًا، منها البيتزا والكشرى، مع الابتعاد تمامًا عن أى كحوليات.

هذا إلى جانب اللياقة النفسية التى لا تقل عن لياقته البدنية، ويحافظ صلاح على لياقته النفسية بعدة طرق، أهمها أنه أبدًا لا ينسى من أين جاء وكيف عاش سنينه الأولى فى قريته، وبالتالى يظل ممتنًا لما أصبح عليه، فلا يستسلم لأى إغراءات يأتى بها المال والشهرة، ولا يشعر بأن قيود التدريب والطعام تمثل عبئًا يريد ويحاول الهرب والخلاص منه.

وبالطبع هناك تمارين نفسية مثل: اليوجا، وعقلية مثل: الشطرنج الذى تفوق فيه صلاح على كثيرين يلعب معهم أونلاين ومعظمهم لا يصدقون أنهم يلعبون مع نجم ليفربول، وهى يهوى أيضًا لعب الطاولة.

ثم إن صلاح بات من نجوم قليلين يهوون صنع نجاحات جديدة بدلًا من التفرغ للاستمتاع بنجاحات قديمة.